; logged out
الرئيسية / القمة السعودية – السورية: مباحثات ثنائية وقضايا عربية وإقليمية وردود فعل إيجابية

القمة السعودية – السورية: مباحثات ثنائية وقضايا عربية وإقليمية وردود فعل إيجابية

الأحد، 01 تشرين2/نوفمبر 2009

خلال زيارة استمرت يومين شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد على أهمية التوصل إلى كل ما من شأنه وحدة لبنان واستقراره من خلال تعزيز التوافق بين الأشقاء في لبنان والإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

أكد الجانبان في بيان صدر في ختام زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى سوريا على ضرورة تضافر الجهود الإسلامية والعربية لوقف الاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ورفع الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية الغاصبة عن المسجد الأقصى والتصدي للإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد القدس الشريف.

وفي شأن التطورات في العراق أكد الجانبان حرصهما على أمن واستقرار العراق ودعم كل ما من شأنه الحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً وتحقيق المصالحة الوطنية كمدخل أساسي لبناء عراق مستقل وحر ومزدهر وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.

وأشار البيان إلى أن البحث تطرق إلى الأوضاع في اليمن، حيث تم التأكيد على ضرورة دعم حكومة اليمن وتأييد جهودها لبسط الأمن والاستقرار في كافة أنحاء اليمن والقضاء على الفتن والقلاقل التي تهدد وحدته وسلامته.

وجاء في البيان أنه جرى خلال اجتماعات الجانبين استعراض شامل للعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين البلدين وسبل ترسيخها وتطويرها وكذلك للقضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأوضح أنه تم التأكيد على تعزيز العلاقات السياسية والثقافية والإعلامية بين البلدين، كما تم الاتفاق على ضرورة انعقاد اللجنة السعودية - السورية المشتركة في أقرب فرصة ممكنة وكذلك على تفعيل التعاون بينهما في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والجمركية والاستثمارية بالشكل الذي يسهم في تعزيز وتوثيق التعاون الثنائي بين البلدين، وتم الاتفاق على عقد منتدى لرجال الأعمال في البلدين وزيادة رأسمال الشركة السعودية - السورية للاستثمار الصناعي والزراعي.

وكان خادم الحرمين الشريفين قد وصل إلى دمشق في أول زيارة رسمية يقوم بها إلى سوريا منذ توليه العرش عام 2005. وقد لقيت الزيارة ترحيباً عربياً ودولياً وخصوصاً من الجانب اللبناني، حيث أشاد رئيس كتلة (اللقاء الديمقراطي) النيابية اللبنانية النائب وليد جنبلاط والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بالنتائج الإيجابية للقمة السعودية - السورية التي عقدت في دمشق.

وشدد بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في حزب الله عقب اجتماع نصر الله وجنبلاط على ضرورة الانفتاح العربي - العربي خاصة في ظل المخاطر التي تواجه لبنان والمنطقة في الوقت الحالي.

ورحب نصر الله وجنبلاط (بأي مبادرة لتشكيل الحكومة اللبنانية وآخرها الدعوات السورية - السعودية المشتركة لتجاوز الأزمة اللبنانية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية).

وشدد البيان على أن الجانبين اتفقا على ضرورة (تذليل العقبات التي تحول دون قيام هذه الحكومة العتيدة في أسرع وقت). وكان الرئيس السوري بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أكدا الشهر الماضي في دمشق على التقارب بين البلدين وشددا على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان.

وأضاف البيان أن الاجتماع كان مناسبة لاستعراض (المستجدات على الساحتين الإقليمية والمحلية لاسيما التهديدات الإسرائيلية للبنان والمنطقة وكذلك المناورات الإسرائيلية - الأمريكية المشتركة). وأضاف أن المجتمعين (توقفوا عند الأخطار الإسرائيلية التي تهدد المسجد الأقصى وسط لا مبالاة دولية). وعن العلاقة بين الحزبين ذكر البيان أن الاجتماع شهد تقييماً للمرحلة التي تلت اللقاء الأول بين نصر الله وجنبلاط وجرى خلاله استعراض نتائج زيارات الوفود العلمائية وما تركته من نتائج طيبة على العلاقة بين مناصري الحزبين بشكل خاص والعلاقة بين أبناء الطائفتين بشكل عام.

وقال إن المجتمعين شددوا على ضرورة المضي قدماً في كل ما من شأنه تكريس أجواء المصالحة. وأضاف أن المجتمعين اطلعوا على أعمال اللجنة المشتركة بين الجانبين، وجرى الاتفاق على ضرورة استكمال ما تبقى في أسرع وقت ممكن مع إبقاء التواصل قائماً في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة. يذكر أنه كان قد تم تشكيل لجان أمنية من حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي لإزالة الآثار التي خلفتها الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين في منطقة الجبل خلال مايو من العام الماضي وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

بدوره، أشاد مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون العامة فيليب كراولي بزيارة الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز إلى دمشق، معتبراً أنها (مساعدة) لجهود السلام في المنطقة وتعكس السياسة الخارجية الجديدة للإدارة الأمريكية.

واعتبر كراولي أن زيارة الملك السعودي (مساعدة) وتعكس السياسة الخارجية الجديدة للرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تدعو إلى (مسؤولية مشتركة) في المنطقة، ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية (فتحت حواراً مهماً مع سوريا حول مجموعة كاملة من القضايا)، مشيراً إلى أن زيارة الملك السعودي التي استمرت يومين (تمثل الاستثمار الذي قامت به المملكة العربية السعودية في السلام بالمنطقة) لا سيما مبادرة السلام العربية.

كما نوه كراولي (بالمشاركة الأكثر فاعلية) من جانب الرياض في المنطقة، معتبراً أن هذا الأمر (مساعد) في وقت تستعد فيه المنطقة لمقاربة قضايا بارزة مثل عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً أن القدس هي ضمن قضايا الوضع النهائي الذي ينتظر التفاوض عليها، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية (لا تزال تبحث عن الصيغة الصحيحة) لإعادة إطلاق هذه المفاوضات.

مقالات لنفس الكاتب