; logged out
الرئيسية / هل حانت نهاية الدول؟

هل حانت نهاية الدول؟

الخميس، 01 تشرين1/أكتوير 2009

المؤلف: ريتشارد روزكرانس وآرثر ستين (محرران)
الناشر:Lanham: Rowman & Littlefield, 2006
إعداد: كليدا مولاج

عايش القرن العشرون القومية على نطاق واسع، بوصفها عقيدة أولئك الذين يحاربون من أجل الاستقلال من حكم الاستعمار. ونتيجة لذلك، فقد زاد عدد الدول في النظام السياسي الدولي بصورة متسارعة، من 50 دولة في عام 1900 إلى نحو 200 دولة في الوقت الحاضر. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الكتاب يشير إلى أن عدداً قليلاً من الدول قد تتكون في المستقبل. وهو أمر يُرجِعه الكتاب إلى ثلاثة أسباب: أولها، زيادة سطوة الحكومات المركزية في مواجهة المعارضة القومية. الثاني، وجود بديل وخيار الهجرة للخارج أمام المعارضة، وهو ما يمثل صمام أمان للدولة المركزية. الثالث، تراجع تأييد الرأي العام الدولي لدعم حق تقرير المصير والميول القومية وتكوين دول مستقلة.

يقدم هذا الكتاب نظرة مختلفة لكيفية تأثير العولمة في استقرار الدولة المركزية أو عدم استقرارها. ففي المقدمة، يثير كل من ريتشارد روزكرانس وإيتل سولنغن وآرثر ستين قضايا مهمة، مثل: تقدم العولمة أو تراجعها، وحركة البضائع، ودور رأس المال وتقنية المعلومات في عملية العولمة، وإمكان التحكم في آثار العولمة، والارتباط بين العولمة وتشابك العلاقات الدولية، واستجابة الحكومات والمجتمعات والاستجابة الدولية للعولمة. ومن وجهة نظر المؤلفين الثلاثة، فإن العولمة هي نمو وسهولة عملية انتقال عناصر الإنتاج، أي رأس المال والمعلومات والعمل، والسلع بين الدول.

من وجهة نظرهم أيضاً، فإن رد الفعل السلبي الانفصالي الذي قد تحدثه العولمة في بعض المناطق، يعتمد على محصلة تحرك كل من الجهات الوطنية والدولية في هذا الشأن. ويرى المؤلفون أن العولمة ربما تساعد على استيعاب المعارضة المحتملة للحكومات المركزية، ويؤكدون أنه بينما يُوجد كثير من العوامل التي تحكم رفض أو قبول إقليم ما للحكومة المركزية، فإن أربعة متغيرات رئيسية تؤثر في موقف هذا الإقليم، هي: (1) درجة العولمة، (2) قبول الحكومة المركزية للعولمة، (3) قبول أغلبية الأطراف الدولية للعولمة، (4) موقف الإقليم نفسه من العولمة. وهم يفترضون أن الاستقلال يكون أقرب للحدوث في حالة انعزال الحكومة المركزية بسبب موقفها من العولمة، أو عندما تندلع أزمة في مواجهتها. إضافة إلى ذلك، فهم يرون أن الخط السياسي الذي تنتهجه الحكومات المركزية يُعَد محددِّاً لقبول أو رفض العولمة.

وفي الفصل الخاص بكل من لويزيتا كوردو وريتشارد روزكرانس، يطرح المؤلفان بقوة فكرة أن مشاركة الدولة في عملية العولمة تحددها الإرادة السياسية المنفردة للحكومة المركزية، وليس النضج السياسي للسكان، كما يعتقدان أن مشاركة الدولة في ترتيبات أمنية إقليمية تُمثل متغيراً إضافياً آخر يؤثر في تطوير ودعم العولمة. كما أن تجمعات ومنظمات، مثل منظمة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، أسهمت في تمهيد الطريق أمام العولمة وإنهاء الصراعات العسكرية في الشرق الأوسط وشرقي آسيا وأوروبا. وحيث لا توجد تكتلات أو منظمات مثيلة في الشرق الأوسط، فإن العولمة، بحسب رأيهما، ما زالت غير منتظمة. إن التحالفات المعاكسة الموجهة ضد العولمة قد تكون أكثر احتمالاً في حال عدم وجود جماعة أمنية تمهد للقبول الإقليمي للتأثير العالمي. وعموماً، يتنبأ هذا الكتاب بأن العولمة سوف تتسع وتتعمق، ولن يكون بمقدور الإرهاب، أو أي قوة عالمية منافسة، أن تعرقل هذا التوسع، كما يطرح ديباك لال وجون موللر في الفصل الخاص بهما.

ويُعَـد هذا الكتاب غنياً، سواء في مُسلماته النظرية أو في دراسات الحالة التي يعرضها. ويدرس ريتشارد كوبر، في فصل مستقل، مفهوم القوة الاقتصادية، ويطبق هذا المفهوم على طرح جون ميرشيمر الذي يقضي بأن على الولايات المتحدة، من المنظار الاستراتيجي، أن تتخذ خطوات لإبطاء نمو الاقتصاد الصيني. وهو ما يراه كوبر غير ممكن لسببين: الأول، أن المصالح الاقتصادية تمثل قيوداً سياسية على العقوبات، وبخاصة في غياب مسوِّغات كافية؛ والثاني، أن وجود أسواق عالمية، والمنافسة الواسعة التي تواجهها المنتجات الأمريكية، وعدم رغبة الحكومات في التعاون مع الإدارة الأمريكية، كلها عناصر تُحبط مفعول أية عقوبات قد تفرضها الولايات المتحدة على الصين. ويخلُص ميرشيمر إلى أن تنامي العولمة يحدّ من قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ سياسات اقتصادية أحادية.

مقالات لنفس الكاتب