; logged out
الرئيسية / القنوات الفضائية وإعلام الطفل

القنوات الفضائية وإعلام الطفل

الأربعاء، 01 أيلول/سبتمبر 2004

تعتبر القنوات الفضائية من أحدث وسائل الاتصال وأخطرها في الوقت نفسه ؛ وتتميز بقدرة فائقة على جذب الكبار والصغار حولها ، حيث أشارت الملاحظات العلمية ونتائج الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع إلى أن مشاهدة القنوات الفضائية من أهم مظاهر الاتصال في السنوات الأخيرة .

وإذا تحدثنا عن تلك القنوات وما تمثله بالنسبة لإعلام الطفل في دول مجلس التعاون نجد أن تلك القنوات حصرت تغطيتها في عرض البرامج المستوردة والأجنبية بالنسبة للطفل ، بينما تعاني من نقص في إنتاج برامج محلية ، اللهم إلا بعض القنوات الفضائية الخليجية التي حاولت أو قامت بالمبادرة لإنتاج برامج محلية ولكنها للأسف لم تلق إقبالاً من قبل أطفال دول مجلس التعاون مثل بديلتها الأجنبية.

وإذا كانت ثقافة الطفل تتحقق من خلال معطيات الواقع الذي نعيش فيه ونتعامل معه من خلال كل الجهات التي تعنى بالتربية سواء كانت الأسرة أو المدرسة أو المجتمع فمثلاً في المؤسسات الحكومية والخاصة ، فإننا هنا نتحدث عن القنوات الفضائية لدول مجلس التعاون ، حيث حرصت منذ بدء البث على توفير فعاليات وأنشطة وبرامج للأطفال التي تستقطبهم وتساهم في تنمية ثقافتهم .

ولكن للأسف لم تستطع تلك القنوات أن تحقق ذلك لأن الطفل الخليجي ما زال يعاني من عدم الانفعال مع قنواته وبرامجه العربية ، حيث اتضح من نتائج الدراسات كما سبق أن أوضحنا أن الأطفال ينجذبون إلى مشاهدة القنوات الفضائية الأجنبية وما تتمتع به من تغطية عالية في الإخراج والإنتاج والتقديم .

كما اتضح أيضاً أن القنوات الفضائية الخليجية تعاني من تدني مستوى برامج الأطفال والتي يفترض فيها أن تتيمز بجذب انتباه المشاهدين الصغار وإثارة اهتماماتهم أكثر من البرامج الأجنبية .

ولتفادي تلك الملاحظات ومنها عدم إقبال الطفل الخليجي أو قلة انجذابه للبرامج المحلية بالنسبة لبرامج الأطفال لابد من تعيين مجلس للطفولة على مستوى دول الخليج ويتكون من أساتذة الجامعات وعلماء النفس والتربية والإعلام وغيرهم من المتخصصين في دراسات الطفولة بجوانبها المختلفة .

إن الإذاعة والتلفزيون بشكل عام وبرامج الأطفال التي تقدمها على وجه الخصوص من أهم وأخطر وسائل الإعلام ووسائل الثقافة وأكثرها تأثيراً في الأطفال بالإضافة الى قدرة الإذاعة والتلفزيون الهائلة على إنتاج برامج الأطفال إذا أحسن التخطيط لها يمكن أن تساعد على صقل وجذب الأطفال وبناء عقولهم وتهتم بمختلف الجوانب وتساعدهم بشكل عام على إرساء الأساس السليم لبناء شخصياتهم.

إلا أن هذه البرامج لكي تحقق الأهداف المرجوة منها وتقوم بالأدوار السابقة بطريقة صحيحة وفعالة وناجحة يجب عند إعدادها وتقديمها للأطفال الالتزام بالعديد من الأسس والمبادىء والضوابط السيكولوجية والتربوية ليكون توجهها للأطفال ناجحاً وفعالاً ومؤثراً .

ولقد بادرت بعض المحطات أو القنوات الفضائية في دول مجلس التعاون بتخصيص قناة خاصة بالأطفال وكل ما قامت به هو دبلجة البرامج الأجنبية وهذه بادرة جيدة من حيث وإنها برامج أطفال ولكن هذه البرامج إن نطقت باللغة العربية فإن مضمونها يختلف ويبعد عما يجب أن يتعلمه أبناؤنا من عادات وتقاليد وثقافة خليجية .
وكما سبق أن ذكرت فإن اهتمام المسؤولين في دول مجلس التعاون ببرامج الأطفال أكثر مما هو عليه ، وعدم التفكير في حشو الساعات ببرامج لا تمت بصلة لثقافة الطفل الخليجي .

ولذلك فإن فكرة المجلس المذكور لابد منها في عصر تتوفر فيه القنوات الفضائية والتكنولوجيا المتقدمة والعقول العربية الخليجية والمبدعة في مجال الطفل ، اللهم إلا أنها تحتاج إلى تحفيز وتشجيع من قبل المسؤولين لكي يعطوا ما في جعبتهم من أفكار لإنتاج برامج خليجية جاذبة للطفل الخليجي ، تفي باحتياجاته وتلفت نظره بدلاً من جعله يستغرق معظم وقته في استقاء حضارات الغرب وثقافته ومعتقداته وأفكاره التي لا تتناسب مع أفكارنا ومعتقداتنا وقيمنا العربية . وقد وجد أن المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي تعقد في هذا المجال تناقش وتصل الى حلول ولكنها للأسف مجرد حبر على ورق لا ينفذ وإن نفذ فلا ينفذ بالكامل وتبقى المسألة معطلة إلى أن تلجأ القنوات الفضائية إلى البرامج الأجنبية لتقديمها للأطفال .. وبذلك نجد أن المسألة أصبحت في دوامة ليس لها قرار ولا استقرار ومن الملائم في هذا المجال من وجهة نظرأن كل المثقفين والمسؤولين والعلماء والباحثين في هذا المجال هم المسؤولون عما يتلقاه الطفل الخليجي من برامج عبر القنوات الفضائية الخليجية التي أصبحت في معظم الأحيان تكرر البرامج التي تبثها وتملأ ساعات الإرسال بالبرامج الأجنبية والعربية ويعاني الخليج من الإنتاج المحلي مع أن الإمكانيات متوفرة والكتاب متوفرون فما هو السبب ؟؟؟

ونقطة أخرى لابد من ذكرها هي إقامة مركز أبحاث الطفل على مستوى دول الخليج لكي يقوم بالدراسات المطلوبة على مستوى البرامج التي تبث عبر القنوات الفضائية ودراستها ومعرفة مضمونها ودراسات وجهات نظر الطفل الخليجي وبذلك نحاول جذب الطفل إلى البرامج بعد دراسة ميوله واستعداداته ورغباته .

كما أنه لابد من الإكثار من الدراسات الخاصة بمجال الطفل على المستوى الخليجي ومقارنتها ببعضها والتوصل إلى ما هو مشترك بين تلك النتائج وتطبيقها أثناء إنتاج البرامج الخاصة بالطفل الخليجي .
اليوم نعيش عصر الفضاء والتكنولوجيا المتطورة وبرامجنا الخليجية بالنسبة للطفل معظمها إن لم يكن كلها تعاني من نقص التقنية العالية التي تتمتع بها البرامج الأجنبية.
ولابد من دراسة عزوف الطفل الخليجي عن البرامج التي تبث عبر القنوات الفضائية لمعرفة الأسباب حتى يستفاد منها في وضع وإنتاج البرامج المحلية .

مجلة آراء حول الخليج