; logged out
الرئيسية / مؤتمر الدفاع الخليجي "آيدكس 2005"

مؤتمر الدفاع الخليجي "آيدكس 2005"

الثلاثاء، 01 آذار/مارس 2005

على هامش معرض ومؤتمر الدفاع الدولي السابع "آيدكس 2005"، انعقد مؤتمر الدفاع الخليجي في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الثاني عشر من فبراير 2005، وذلك قبل يوم واحد من افتتاح المعرض المشار إليه في مركز أبوظبي الدولي للمعارض.

القصد من المؤتمر

التركيز على مجمل التهديدات الدفاعية والأمنية ضد منطقة الخليج في ظل مستجدات ما بعد الحرب على العراق وكذلك الحرب على الإرهاب وما يتعلق بها من قضايا تمس شؤون التنسيق وتبادل المعلومات وتعزيز الإجراءات المضادة للإرهاب.

المشاركون

كبار المسؤولين والخبراء والمهتمين في شؤون الدفاع على مستوى المنطقة والعالم من ضمنهم وفود رسمية عسكرية ودفاعية من دول مجلس التعاون والدول العربية والعالم. شملت وزراء دفاع ورؤساء أركان وقادة جيوش وكبار الضباط والمحللين العسكريين والكتاب ورجال الإعلام بالإضافة إلى عدد كبير من ضباط القوات البرية والبحرية والجوية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

المتحدثون الرئيسيون:

1- الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث افتتح سموه فعاليات المؤتمر نيابة عن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وجاء في كلمة سموه مايلي:

• أننا في منطقة الخليج على قناعة كاملة بأن الظروف الإقليمية والعالمية بالغة التعقيد والتحديات في مجال الأمن والدفاع وأن التداعيات التي تصاحب التطورات السريعة التي تشهدها المنطقة يجب أن تكون دائماً محوراً للتأني والدراسة في إطار يتسم بالمصداقية والشفافية والصراحة.
• أن يؤدي هذا المؤتمر إلى تفهم أعمق وأشمل للقضايا والمشكلات التي تواجه المسؤولين عن شؤون الدفاع الوطني في هذا العصر ليكون المؤتمر بحق مجالاً للحوار المثمر وتبادل وجهات النظر حول آفاق تطور الأزمات العالمية وسياسات الدول ووسيلة لبناء علاقات مفيدة ونافعة وفتح قنوات حوار فعالة ومستمرة بين كافة المشاركين فيه.
• إن أهمية انعقاد هذا المؤتمر تأتي من حقيقة الظروف الإقليمية والعالمية البالغة التعقيد، لأن التحالفات الإقليمية في تطور مستمر والتكتلات العالمية في تشكل وتبدل دائمين وسريعين.
• إن التحديات في مجال الأمن والدفاع أصبحت تطغى وتتزايد وإن منطقة الخليج تحت هذه الظروف تمثل اهتماماً خاصاً على مستوى العالم، وما زالت ـ دون مبالغة ـ تلقي بظلالها الكثيفة على كل التغيرات والتطورات على مستوى العالم أجمع.
• إدراكنا التام في منطقة الخليج أن المنهج الذي نختاره لمواجهة هذه القضايا سوف يحدد وبشكل حاسم طبيعة الحاضر وصورة المستقبل ضمن جوانب متعددة أهمها:
- الحرب في العراق.
- ظاهرة الإرهاب الدولي.
- أمن الملاحة في الخليج.
- مخاطر انتشار الأسلحة غير التقليدية.
- نظم الحرب الحديثة والتقنيات المتطورة للأسلحة.
- نظام الدفاع الإقليمي.
- مكانة النفط في مسيرة التنمية في المنطقة.
- التداعيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المصاحبة للتطورات السريعة وما لها من ارتباطات قريبة بمستقبل الأمن والأمان في منطقة الخليج.

2- اللواء ركن طيار خالد بن عبد الله البوعينين قائد القوات الجوية والدفاع الجوي في دولة الإمارات.

وجاء في كلمته ما يلي:

• إن دولة الإمارات باتت مرجعاً للمناسبات الدولية الرئيسية في منطقة الخليج حيث استطاعت إرساء نموذج ونمط الحياة بصورة جذابة من خلال تعزيزها للاقتصاد والأمن والاستثمارات وتطوير مختلف أوجه البنى التحتية.
• إن مؤتمر ومعرض آيدكس، الذي يعتبر مناسبة للخبراء ورجال الصناعة والعسكريين والمسؤولين للالتقاء والتباحث في الخيارات الدفاعية والأمنية في المنطقة برمتها، بات واحداً من أكبر وأكثر معارض ومؤتمرات الدفاع شمولاً في العالم مشيراً إلى أن أكثر من 900 شركة من 48 دولة تعمل في مجال الدفاع وأكثر من 120 وفداً رسمياً من جميع أرجاء العالم يشاركون في معرض آيدكس 2005.
• إن الحروب الأخيرة أظهرت تغيراً بدأ يطرأ على دور القوات المسلحة لمواجهة التحديات الجديدة ومن بينها الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل مع التشديد على أن ظاهرة الإرهاب تنمو وتنتشر لما وراء البحار على الرغم من الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي إلى جانب قوات الأمن المدنية والعسكرية في مختلف دول العالم.
• إن الإرهاب نمط من التهديد غامض لا وجه له ولا مطالب مبررة ولا أرض يحميها، إذ بإمكانه أن ينطلق من البر والبحر والجو كونه ظاهرة يصعب التنبؤ بها ويقع في كل مكان في الوقت ذاته، حيث أصبحت ضرباته أكثر قوة وأفرزت نتائج مدمرة لأمن المنطقة والدول.
• إن علينا أن نراقب بحرص ما تتمخض عنه أحداث العراق من دروس يومياً لنتعلم كيفية التناول الأمثل للقضايا الثقافية والسياسية والاقتصادية والإنسانية التي تهدد أمن المنطقة والدول.
• التنبيه إلى أن الحرب الجديدة تتجه لأن تكون حرباً "لا متماثلة" الأمر الذي يتطلب حزمة من الإجراءات الجديدة والتنسيق لفتح المجال أمام إقرار الأمن والاستقرار في المنطقة، ولا ينبغي للحرب الجديدة أن تغطي المجال العسكري فحسب، بل والأبعاد السياسية والاقتصادية كذلك.
• ضرورة استقاء الدروس التي تعلمناها من تجارب الأحداث الماضية في الشرق الأوسط والتباحث حول كيفية معالجة تلك التحديات الجديدة على المستوى العسكري من خلال مسارات العمل التالية:
- إقامة تعاون وثيق بين دول مجلس التعاون الخليجي وحلفائنا.
- تبادل المعلومات الاستخباراتية لتحسين قدراتنا الإشرافية باستخدام معدات جديدة بما فيها صور الأقمار الصناعية والأنظمة المحمولة جواً.
- تحسين أنظمتنا التسليحية لقهر العدو وفي الوقت نفسه الحفاظ على سلامة السكان والبنية التحتية عن طريق الحد من الأضرار الناتجة عن ذلك.
- تطوير العمليات المشتركة مع القوات البرية والجوية والبحرية والقوات المدنية على المستويين المحلي والخليجي ومع حلفائنا لضمان أمن واستقرار المنطقة
- تحسين قدراتنا في الحرب الإعلامية مع العدو وذلك لإقناع الناس بنيّاتنا وتفادي حدوث تعاطفهم مع الإرهابيين.
- عدم اقتصار الاستراتيجية على تناول مسألة احتواء الإرهاب أو الحرب اللا متماثلة فحسب، بل أسلحة الدمار الشامل والقرصنة البحرية والتهديد التقليدي المتصاعد في كل أرجاء العالم.
- انتقال قواتنا العسكرية من قوات لصنع السلام إلى قوات لحفظ السلام ومن شن الضربة الأولى إلى الاستجابة الأولى ومن توجيه ضربة دقيقة إلى الإنقاذ الدقيق ومن الحرب الحضرية إلى الرقابة الحضرية ومن إدارة الكوارث إلى الإغاثة من الكوارث.

2- بيتر فارنش رئيس المؤتمر، وأعطى تقدمة عن المؤتمر وأهميته ودور مجموعة "جينز الإعلامية" البريطانية في تنظيمه.كما عرّف بالمتحدثين فيه عن طريق تسليط الأضواء على خبراتهم الطويلة في مجال الدفاع والأمن وعن أهم مواقعهم السابقة ومناصبهم الحالية وعن المحاور الرئيسية للمؤتمر.

المحاور والجلسات

الجلسة الأولى وتحدث فيها كل من:
1- الأدميرال البحري مايك تريسي، قائد مجموعة يو أس أس هاري إس ترومان القتالية في الأسطول الأمريكي حيث تعرض لموضوع "حروب الجيل الرابع" والعمليات البحرية للقوات الأمريكية – وقوات التحالف الدولية في الشرق الأوسط.
2- توني إدواردز الرئيس السابق لمؤسسة خدمات التصدير والمبيعات الدفاعية "ديسو" في المملكة المتحدة ـ لندن وحالياً أستاذ زائر في الكلية العسكرية الملكية للعلوم في شريفنهام.

حيث تكلم عن موضوع "المرجل العراقي ـ وتداعياته الكبيرة على اقتناء واستخدام المعدات والأسلحة الدفاعية". وركز في كلمته على أن الدول من دون صناعات دفاعية محلية ستضطر لاستيراد معظم الأسلحة الدفاعية التي تحتاج إليها في دعم عملياتها الدفاعية وسياساتها الخارجية. كما أنه وبناء على تداعيات المرجل العراقي الذي لم يتوقف بعد فإن العلاقات بين عدة دول كانت قد تغيرت وما زالت في طور التغيير، وأدى عدم التوازن هذا إلى عمليات شراء حقيقية للأسلحة الدفاعية مثيرة للأسئلة والمراجعة حول كثير من التبريرات في ظل هذه الأوضاع الجديدة. كما أشار إلى إن الحاجة إلى الإكتفاء الذاتي في مجال التسليح والنظم الداعمة على المديين القصير والمتوسط تتطلب مزيداً من الحذر ودقة الملاحظة.

الجلسة الثانية وتحدث فيها كل من:

1- الدكتور أندرو ستيوارت، من كينجز كوليدج بجامعة لندن وتناول موضوع "الإرهاب – ذلك التهديد المرضي المعدي". وكخبير في مجال الإرهاب العالمي كان قد قدم عدة أوراق بحثية ومقالات دورية وصف من خلالها التهديدات النووية والكيماوية والجرثومية والإلكترونية على المدى القريب وقارنها مع ما سيحدث من تطور لهذه التهديدات على المديين المتوسط والطويل من خلال منظور المنظمات الوطنية والدولية العاملة في هذا المجال.

2- الكومودور آلان دو تويت، مدير عام قسم القدرات البحرية للتدابير والخطط في البحرية الأسترالية وتحدث عن موضوع "التحديات الأمنية البحرية" خاصة في منطقة الخليج ثم في أستراليا وفي مناطق الحدود الدولية البحرية، ثم قام باستعراض أهم التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي، وعبّر عن بعض الحلول الملائمة لها.

الجلسة الثالثة وتحدث فيها كل من:

1- الجنرال سير جاك ديفيريل، مساعد الرئيس التنفيذي لأكاديمية العمليات الخاصة التنفيذية وتحدث عن موضوع "الدروس العسكرية والأمنية المستفادة من الساحة العراقية بعد سنتين على الحرب".

2- الأدميرال سير إيان فوربس، القائد الأعلى ( سابقاً) لقوات التحالف في الأطلسي وتناول موضوع "الحروب المستقبلية – خطة للمستقبل". حيث أوضح تبعات الحروب خاصة الحرب في العراق.

3- اللواء مارك دوميس، مساعد رئيس هيئة الأركان الجوية في القوات المسلحة الكندية وتناول موضوع "تغيرات الأدوار العسكرية" من خلال الدور المتغير للآلة العسكرية.

4- الكوماندور إيان ماكلارين المستشار التسويقي لشركة "بلو فينغر المحدودة" وتناول موضوع "إدارة الحدود البحرية والسيطرة عليها".

وفي الختام نقول: كان مؤتمر الدفاع الخليجي متميزاً للغاية من عدة أوجه أهمها، من حيث الزمان والمكان ونوعية الحضور والمشاركين فيه وكذلك من حيث المواضيع التي طرحت ونوقشت به وكفاءة وخبرة المتحدثين سواءً في طرح أفكارهم ووجهات نظرهم أو في طريقة الرد على أسئلة واستفسارات الحضور والمشاركين من ذوي الخبرات الطويلة وأصحاب الاختصاص بعد كل موضوع طرح ونوقش خلال الجلسات الثلاث، كما أنه كان بحق تقدمة قوية وموفقة لانطلاقة معرض الدفاع الدولي السابع آيدكس 2005.

مقالات لنفس الكاتب