; logged out
الرئيسية / الوحدة الخليجية في منظور طلاب جامعة الكويت

العدد 92

الوحدة الخليجية في منظور طلاب جامعة الكويت

الثلاثاء، 01 أيار 2012

تشهد المجتمعات الإنسانية المعاصرة حضوراً مكثفاً للتجارب الاتحادية الفيدرالية وذلك تحت تأثير صاعق لمعطيات حداثة ليبرالية متقدمة جديدة، وتبرز هذه الميول الوحدوية للدول والشعوب تحت مطارق الحاجات التنموية والاقتصادية التي تقتضي إيجاد نوع من التكتلات الفيدرالية والإقليمية الحيوية للاستمرار في الوجود والحضورفيعالم ليبرالي جديد لا مكان فيه إلا للأمم القوية أو التكتلات السياسية الاقتصادية الكبرى التي تفرض حضورها القوي في عالم السياسة والاقتصاد.

يمكن الإشارة في هذا السياق إلى التجربة الفيدرالية لدول الاتحاد الأوروبي التي اندمجت في نبضة سياسية واقتصادية وعسكرية واحدة من منطلق المحافظة على وجودها الحضاري وتعزيز حضورها القوي في المحافل الدولية؛ فالاتحاد الأوروبي، الذي يضم اليوم 27 دولة أوروبية، يشكل اليوم قوة اقتصادية وثقافية وعسكرية وسياسية مؤثرة جداً في الحياة السياسية والاقتصادية العالمية، وما زالت دول الاتحاد هذه تعمل على تعزيز استراتيجيات التعاون والتكامل والانتقال بصيغة الاتحاد إلى أرقى مستوى من مستويات الدمج الاقتصادي والسياسي1. وما يلفت الانتباه في هذه التجربة التاريخية الاتحادية أنها استطاعت أن تتجاوز كل التحديات والعقبات اللغوية والسياسية والتاريخية، وأن تجعل من أوروبا أشبه بدولة واحدة في عملتها واقتصادها وبرامجها التنموية وقوتها العسكرية. ومن الملاحظ أيضاً في هذا الاتجاه أن كثيراً من الدول تسعى اليوم إلى الانخراط بتكتلات واتحادات دولية إقليمية وعالمية طلباً للأمن القومي في مواجهة أخطار الصراعات والصدامات، وهي تأمل عبر هذه التكتلات أن تحقق توازناً سياسياً واقتصادياً يمكّنها من مواجهة الأقطاب الكبرى المتمثلة في المجموعات الأوروبية والأمريكية والآسيوية البازغة وغيرها من التكتلات النشطة اقتصادياً وسياسياً في العالم الجديد.

ومن المفارقات الكبرى في العالم العربي أن بعض الدول العربية استطاعت أن تحقق وتائر عالية من التعاون الاقتصادي والسياسي مع بعض الدول الأجنبية يفوق أضعاف ما حققته مع الدول العربية المجاورة لها سواء في التجارة البينية أو مختلف مستويات التبادل الاقتصادي والتعاون السياسي والثقافي. ولنفترض جدلاً بأن الدول العربية المتجاورة في المكان غير عربية، ولا توجد روابط ثقافية تاريخية أو لغوية فيما بينها، أليس من الضروري بمكان أن تجد هذه الدول صيغة ما وحدوية أو اتحادية أو فيدرالية أو تضامنية للعيش المشترك في عالم معاصر لا تستطيع فيه حتى أكبر الدول أن تعيش على نحو منفرد؟

إن كبريات الدول اليوم تبحث عن صيغ للتعاون والعيش المشترك والتفاعل الاقتصادي مع بلدان ودول أخرى، لأن ذلك كله يعبر عن الضرورة التاريخية للتوحد في عصر العولمة وما بعد الحداثة، حيث أصبح التكتل الاقتصادي والسياسي ضرورة تاريخية ملحّة.

كثير من الدول تسعى اليوم للانخراط بتكتلات واتحادات دولية إقليمية وعالمية

الشعور الوحدوي في الخليج العربي:

يشكل الخليج العربي موطن العروبة ومهدها وجذرها التاريخي ومعقل انطلاقها، حيث يفترض أن تكون العروبة أصيلة وفاعلة في هذه المنطقة، حيث تشكل هذه المنطقة مهبط القرآن الكريم ومنطلق الوجود العربي الإسلامي.

إن الحديث عن ثورة في المفاهيم والتصورات، وتراجع في المشاعر القومية في منطقة الخليج العربي، حقيقة قد لا تتنافى مع أهمية الأحداث التي مرّت بها المنطقة العربية، ولا سيما في مرحلة ما يسمى أزمة الخليج الأولى (الحرب العراقية- الإيرانية 1980) وأزمة الخليج الثانية (الغزو العراقي للكويت 1990) وأزمة الخليج الثالثة (الاحتلال الأمريكي للعراق 2003) التي شكلت أحد أهم الأحداث التاريخية المعاصرة في الوطن العربي والعالم، حيث أدت هذه الأزمة إلى إحداث تحولات جذرية في العديد من المفاهيم والقيم السائدة في الثقافة السياسية العربية شملت البعد القومي، والنظام الأمني العربي، ومفهوم أمن الخليج، وجدوى التضامن العربي، ومصداقية التحالفات الإقليمية. وترتسم هذه التحولات في تراجع المد القومي وانحساره، واهتزاز قيم العروبة ومعاني الوحدة العربية، وغيرها من المفاهيم والقيم المتأصلة في الثقافة السياسية العربية2.

إن المعاناة التاريخية التي خبرها شعب الكويت تحت تأثير الاجتياح العراقي كبيرة جداً، ولا يمكن لأي كان أن ينكر المدى الكبير لتأثير هذه الأزمة على الوعي القومي في الكويت والخليج العربي. ومع ذلك كله يجب ألا ننسى أن اهتزاز الوعي القومي لا يعني سقوطه أبداً لأن هبوب عواصف قوية لا يعني موت النسائم إلى الأبد. فالوعي القومي الذي وجد في الإنسان الكويتي حاضناً تاريخياً عبر مئات السنين لا يمكنه أن يتبدد في لحظة تاريخية واحدة، مرة واحدة، دفعة واحدة إلى الأبد. فالكويت تنتمي إلى المحيط الثقافي العربي تاريخياً وإنسانياً، ولا يمكن للإنسان في الكويت أن يجهل أهمية هذه الحقيقة ودورها التاريخي. فالانتماء الوطني والقومي، كما يقول أحد الكتّاب العرب، (ليس ثياباً نلبسها ونخلعها حين نشاء، بل هو جلد جسمنا الذي لا نستطيع تغييره مهما استخدمنا من أدوات مصطنعة. وسواء رضينا بذلك أو لم نرضَه، فتلك طبيعة قانون التطوّر الاجتماعي الإنساني الذي ينتقل بالناس من مراحل الأسر والعشائر والقبائل إلى مرحلة الأوطان والشعوب والأمم)3.

فمع شدة الصدمة التي تعرض إليها المجتمع الكويتي في الحرب الخليجية الثانية، والتي أدت كما يفترض المنظّرون إلى تراجع الفكر القومي والمشاعر الوحدوية في المجتمع الكويتي، فإن هذا لا يغير من واقع يجأر أمام العين وهو أن الكيان القومي يشكل طاقة حيوية لمواجهة التحديات الحضارية التي تفرضها الموجة الطاغية للعولمة الاقتصادية والثقافية. فالاتجاهات الوحدوية أو التضامنية بين أبناء الأمة الواحدة ليست ترفاً فكرياً أو ثقافياً، بل هي إرهاصات سياسية واجتماعية واقتصادية تعبّر عن واقع اجتماعي وسياسي وتفرضها تحديات سياسية واقتصادية كبيرة، وهذا يعني بالضرورة أن التوجهات الوحدوية في أي صيغة تطرح هي تعبير عن احتياجات استراتيجية ملحّة تفرضها قوانين الضرورة في مجال الحياة السياسية والاقتصادية.

وتأسيساً على ما تقدم يمكن القول إن الوعي الوحدوي في المجتمع الكويتي لا يمكنه أن ينفصل عن التحديات التاريخية والاجتماعية التي يعيشها الإنسان في هذا المجتمع0 فالاتجاهات الوحدوية في الكويت تفرضها عوامل تاريخية واستراتيجية وجودية، وهي ليست بأي حال من الأحوال مجرد قناعات ترفيهية تقتضيها مظاهر الحياة الاجتماعية وكمالياتها.

فالإنسان في المجتمع الكويتي لا يمكنه أن ينفصل عن الواقع الذي يعيشه أو خارج الوعي المتكامل بأبعاد هذا الواقع ومتطلباته وتحدياته، وبالتالي فإن الأزمات السياسية مهما بلغت شدتها لن تستطيع أن تبدد أمنيات وآمال وطموحات الشعب الكويتي إلى الوحدة العربية أو التضامن العربي من أي نوع كان. وهنا يجب علينا أن نأخذ في الاعتبار أن الوعي الاجتماعي في المجتمع تفرضه حركة التاريخ والأجيال، وبالتالي فإن عمق هذا الوعي يترسب في العقل الباطن للأمة والشعب0 فما ترسّخ في أعماق الأمم وتأصل في وجدانها ورسخ في لا شعورها عبر دورات الزمن والحضارة لا يمكنه أن يتبدد تحت تأثير أزمة سياسية أو عسكرية عابرة مهما تكن أهمية هذه الأزمة وخطورتها.

قضية الدراسة:

أثارت الأحداث الجسام التي شهدها المجتمع الكويتي إبان الغزو وما بعده تساؤلات كبيرة حول مستقبل التعاون الخليجي والتضامن العربي في مرحلة ما بعد الأزمة، وشهد المجتمع الكويتي عدداً من الدراسات على أثر تحرير الكويت لمعرفة اتجاهات الرأي العام نحو مفاهيم التعاون الخليجي والوحدة العربية، وقد بينت هذه الدراسات وجود اتجاه رافض لمقولات التضامن العربي والوحدة العربية والتكامل العربي، وأكدت في هذا السياق أن فكرة الوحدة العربية فقدت مكانها الذي شغلته في مقدمة الأولويات السياسية والاجتماعية4.

وإذا كانت المنطقة العربية شهدت وتشهد تحولات سياسية واجتماعية عميقة -كما بينا أعلاه- فإن السؤال السوسيولوجي الذي يطرح نفسه هو كيف تنعكس هذه التغيرات في منظومة القيم السياسية والاجتماعية السائدة؟ والسؤال الأهم هو هل تبددت المشاعر القومية وتلاشت فعلياً تحت صدمة المعاناة الوجودية للشعب الكويتي كما يلحّ بعض المفكرين العرب، أم أنها ما زالت قوية رغم النوازل والمصائب والتصدعات التاريخية؟ ومن هذا السؤال إلى نسق آخر من التساؤلات:

1- ما اتجاهات طلاب جامعة الكويت نحو الوحدة الخليجية؟                                         

2- ما اتجاهات طلاب جامعة الكويت نحو الوحدة العربية؟

3- ما اتجاهات طلاب جامعة الكويت نحو الوحدة الإسلامية؟

4- ما الدول الخليجية المفضلة لإقامة الوحدة معها وما نسق هذه الأفضلية؟

حدود الدراسة:

تطبق الدراسة على عينة من طلبة جامعة الكويت في الكليات العلمية والإنسانية.

تأخذ الدراسات بدراسة تأثير المتغيرات المستقلة التالية: الجنس، الاختصاص الجامعي، المحافظة، متغير البدو والحضر، والكليات العلمية.

وطبقت الدراسة خلال العام الجامعي 2009/2010.

عينة الدراسة:

تتكون عينة الدراسة من 499 طالباً وطالبة، وقد سحبت بطريقة طبقية عمدية بحيث روعي فيها أن تشمل نسباً متكافئة من الذكور والإناث ومن طلاب الكليات العلمية والكليات النظرية، حيث بلغت نسبة الذكور في العينة المسحوبة 45.7 في المائة بينما بلغت نسبة الإناث 54.3 في المائة. وبلغت نسبة طلاب التخصصات العلمية (من كليتي الطب والعلوم والهندسة) 72.5 في المائة مقابل 27.5 في المائة للكليات النظرية (من كليتي الآداب والتربية والشريعة). والجدول رقم (2) يقدم صورة إحصائية واضحة لخصائص العينة.

اتجاهات الطلاب نحو الوحدة الخليجية:

وجهنا ثلاثة أسئلة أساسية وحدوية إلى الطلاب أفراد العينة:

1-هل تتمنى أن تتحقق الوحدة الخليجية الاندماجية؟

2- هل تتمنى أن تتحقق الوحدة العربية الاندماجية؟

3-هل تتمنى أن تتحقق الوحدة الإسلامية؟

وبعد تفريغ الأسئلة وتحليلها إحصائياً تمّ بناء الجدول رقم (1) الذي يقدم رؤية تفصيلية كيفية لآراء الطلاب إزاء الوحدة بمستوياتها الثلاثية.

يبين الجدول رقم (1) أن الوحدة الإسلامية تحتل المرتبة الأولى في سلم الاتجاهات الوحدوية للطلاب، حيث بلغت نسبة الطلاب الذين أيدوا هذه الأمنية 96.9 في المائة. وتحتل الوحدة الخليجية المرتبة الثانية بنسبة 90.3 في المائة، ثم تأتي مرتبة الوحدة العربية في المرتبة الثالثة بنسبة 89.5 في المائة.

وهذه النتائج تدل على اتجاهات وحدوية كبيرة جداً عند الطلاب، حيث أصبحت الوحدة في أية صيغة كانت حلماً كبيراً لدى الطلاب في الجامعة. ويلاحظ في هذا السياق أن التوجه الإسلامي للوحدة يأخذ مكان الصدارة والأهمية، وهذا برأينا ناجم عن حضور ثقافة إسلامية متدفقة في المجتمع الكويتي المعاصر، حيث يتم التركيز على القيم الإسلامية الوحدوية. فالطروحات السياسية الإسلامية السائدة في المجتمع الكويتي تحتل مكان السيادة وهي تركز على أهمية الخروج الإسلامي من إشكاليات العصر وتحدياته الكبيرة، حيث إن المشاعر الدينية تفرض نفسها بقوة في مسألة الوحدة العربية، ويعود ذلك برأينا إلى عوامل مختلفة أبرزها تنامي الحركات الأصولية الدينية التي ترى في ماضي الأمة العربية الإسلامية صورة مشرقة للوحدة العربية الإسلامية اليوم. ويجب أن نأخذ في الاعتبار تنامي حركات الإحياء الديني الإسلامي التي تعمّ مختلف أرجاء المعمورة وتتمركز في الوطن العربي. فالتوجهات السياسية الأصولية تنمو بقوة ويشتد ساعدها على أنقاض الإخفاقات السياسية الديمقراطية للأنظمة الحاكمة في العالم العربي، حيث تشتد هذه التيارات كلما تعثرت الأنظمة الحاكمة في عملية البناء الحضاري والإنساني. فالدين هو الملاذ دائماً عندما تخفق السياسة، والله هو الملجأ الأخير عندما يخفق البشر في تحقيق أمنهم وصون وجودهم، حيث يكون التشبث بالدين السياسي لتجاوز المحن والأزمات الطاحنة.

وبصورة عامة يمكن القول إن الاتجاهات الوحدوية كبيرة جداً كما تدل النسب الإحصائية، وهذا يدل على أن الاتجاهات الوحدوية لم تفقد زخمها، كما تذهب أكثر المقولات الفكرية السياسية في هذا الصدد. وفي هذا المستوى يمكن القول أيضاً إن الفكر الإسلامي السياسي يجد حضوراً كبيراً في عقول الشباب وثقافتهم أيضاً.

أولويات الوحدة الخليجية:

لقد أبدى أفراد العينة اتجاهات إيجابية كبيرة نحو الوحدة الخليجية، حيث أعلن 90.3 في المائة من أفراد العينة عن رغبتهم وتمنياتهم بتحقيق وحدة الخليج العربي. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما موقع الدول العربية الخليجية في سلم التفضيلات الوحدوية لدى أفراد العينة؟

من أجل الكشف عن سلم التفضيل الوحدوي لدول الخليج تضمنت استبانة الدراسة سؤالاً تفاضلياً بين الدول العربية الخليجية الخمس: السعودية، قطر، البحرين، الإمارات، وسلطنة عمان. وطلب من الطلاب وضع قيمة تفاضلية لهذه الدول المرغوبة وفقاً لمتوالية عددية تبدأ بالرقم( واحد) أكثرها أهمية وبالرقم (ستة) أقلها أهمية. وقد تمّ تفريغ نتائج الدراسة المتعلقة بهذه المفاضلة الوحدوية في الجدول رقم (2).

ويتضح من الجدول رقم (2) أن السعودية تتصدر سلم تفضيل الطلاب الوحدوي، حيث بلغ المتوسط لديها 3.8 تليها الإمارات العربية المتحدة 3.5، ثم البحرين 2.4، فقطر 2,4، وأخيراً سلطنة عمان 2,1.

ويمكن تفسير ذلك بأن السعودية هي الأقرب جغرافياً، كما أنها تمثل الأرض المقدسة وموطن النبوة فيها المدينة المنورة ومكة المكرمة، وتشكل الكتلة العربية الأكبر في المنطقة، ويضاف إلى ذلك أن للقبائل العربية في الكويت امتدادات كبيرة في السعودية، وهذا يفسر كون السعودية تأتي في أعلى سلم التفضيل عند الشباب أفراد العينة. أما سلطنة عمان فهي المكان الأبعد جغرافياً وهذا أحد عوامل التفسير بأنها جاءت في أدنى سلم التفضيلات الوحدوية.

التوصيات:

بينت الدراسة أن المشاعر الوحدوية، ولاسيما الخليجية منها، ما زالت في أوج قوتها ونشاطها، وأن الأحداث الجسام التي مرّت بها المنطقة زادت في الزخم المعنوي للاتجاهات الوحدوية الخليجية والعربية في مختلف المستويات. وفي ضوء ما بينه هذا البحث من نتائج يمكننا أن نتقدم بهذه التوصيات:

أولاً: تأسيساً على نتائج الدراسة، التي أكدت تنامي الاتجاهات الوحدوية عند أفراد العينة ولاسيما تحقيق التكامل الخليجي، توصي الدراسة بتعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون القائمة بين شعوب دول مجلس التعاون في مختلف المجالات. ويتوجب خلال المرحلة المقبلة البحث عن قنوات ومجالات جديدة لتعزيز شبكة المصالح لتغطي كافة الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والتعليمية، وأن يأخذ التعاون الخليجي حقه كاملاً خلال الأعوام المقبلة، وأن تمنح هذه المنطقة فسحة من الهدوء السياسي والاستقرار الإقليمي للوقوف على أرضية صلبة تستند إلى شبكة واسعة من المصالح المترابطة تعزز التكامل وتدعم الاندماج.

ثانياً: تأسيساً على نتائج الدراسة، التي تؤكد الحضور الكبير لمشاعر التضامن الخليجي عند الطلاب الجامعيين، توصي الدراسة بتأكيد معالم هذا التوجه في مختلف المستويات التربوية والاجتماعية والسياسية.

ثالثاً: توجيه وتشجيع الطلبة من خلال القنوات الإعلامية أو الأكاديمية على القراءة والاطلاع على الإصدارات الحديثة التي تتعلق بمفاهيم الوحدة الخليجية والعربية والتضامن الإسلامي كي يكون هؤلاء الشباب على وعي بمجريات الأمور المحيطة بهم ومتنبهين لها.

رابعاً: توصي الدراسة بإجراء دراسات واسعة سواء في المجتمع الكويتي أو المجتمعات الخليجية والعربية لتحديد طبيعة الاتجاهات والقيم الوحدوية في مستوياتها العربية والإقليمية والإسلامية نظراً لأهمية هذه القضية وخطورتها في عصر العولمة والزحف الحضاري الغربي في المنطقة.

مراجع الدراسة :

- أحمد برقاوي، المشروع القومي وإشكالية الدولة القطرية، إبداع، عدد 11، نوفمبر، 1998، (ص 7 -15).

- أمين عواد المشابقة، شملان يوسف العيسى، مازن غرايبة، الاتجاهات السياسية لطلبة جامعة الكويت، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، العدد 118، السنة 31، يوليو، 2005، ص43- 81.

- جمال السويدي وشملان العيسى، اتجاهات طلبة جامعة الإمارات العربية المتحدة حول أزمة الخليج مجلة العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت، المجلد التاسع عشر، العدد 3/4، خريف/ شتاء 1991، ص 107- 133.

- حازم صاغية، وداع العروبة، دار الساقي، بيروت، 1999.

- خلدون حسن النقيب، المشكل التربوي والثورة الصامتة، الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية، العدد 19، يوليو، 1993 ص 13-15.

- سعد الدين إبراهيم، اتجاهات الرأي العام العربي نحو مسألة الوحدة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1981.

- سعيد بلغربي، مصريون: نحن لسنا عرباً، والعربية ليست لغتنا الأم، 08ديسمبر 2007، موقع دروب الإلكتروني، http: //www.doroob.com?p=23717

- علي أسعد وطفة، الأبعاد القومية والاجتماعية للطموحات السياسية عند عينة من طلاب جامعة دمشق، مجلة عالم الفكر الكويتية، المجلد 29،، أكتوبر /ديسمبر، 2000، (ص 206 -247).

- علي أسعد وطفة، السياسات التربوية في الوطن العربي: شعارات قومية وممارسات قطرية، مجلة الفكر العربي المعاصر، عدد 9، خريف 1997.

- محمد جواد رضا، العرب في القرن الحادي والعشرين: تربية ماضوية وتحديات غير قابلة للتنبؤ، المستقبل العربي، السنة العشرون، العدد 230، إبريل، 1998، (ص 47- 63).

- المعهد التربوي للتخطيط في الكويت، وثيقة تعليم الأمة العربية في القرن العشرين، الكارثة والأمل، التقرير التلخيصي لمشروع مستقبل التعليم في الوطن العربي، تحرير سعد الدين إبراهيم، القاهرة، 18 -30 إبريل 1992.

الهوامش:

[1] - هو جمعية دولية للدول الأوروبية يضم 27 دولة، تأسس بناء على اتفاقية معروفة باسم معاهدة ماستريخت الموقعة عام 1992 م، لكن العديد من أفكاره موجودة منذ خمسينات القرن الماضي.

2 - جمال السويدي وشملان العيسى، اتجاهات طلبة جامعة الإمارات العربية المتحدة حول أزمة الخليج، مجلة العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت، المجلد التاسع عشر، العدد 3، عدد، 1991.

3- صبحي غندور، العروبة والمتغيرات القادمة، أخبار الشرق، 26 فبراير 2009.

4 - انظر حازم صاغية، وداع العروبة، الساقي، بيروت، 1999.

 

مقالات لنفس الكاتب