array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

دول المجلس ومبادرة اسطنبول للتعاون

الإثنين، 01 كانون2/يناير 2007

عُقد في دولة الكويت يومي الثاني عشر والثالث عشر من ديسمبر 2006 المؤتمر الدولي للتعاون بين منظمة حلف شمالي الأطلسي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت عنوان (مواجهة التحديات المشتركة من خلال مبادرة اسطنبول للتعاون)، والذي تم خلاله التوقيع على اتفاقية أمنية بين دولة الكويت وحلف الناتو، تتعلق بتبادل المعلومات وفق أطر معينة.
بداية لا بد من الإشارة إلى أن هذا المؤتمر حقق نجاحاً باهراً، ليس بسبب المشاركة الكثيفة من قبل دول مجلس التعاون وحلف شمالي الأطلسي، حيث عقد المؤتمر تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح وحضور أمين عام حلف شمالي الأطلسي ونائبه وممثلين عن دول مجلس التعاون ودول حلف الناتو وحسب، بل بسبب الإعداد المتميز للمؤتمر والتسهيلات التي وفرها المشرفون على تنظيم هذا الحدث، ممثلا في جهاز الأمن الوطني الكويتي أيضاً. وإذ نتوجه بالتهنئة لدولة الكويت على نجاح هذا المؤتمر، إلاّ أنه لا بد من التنويه بأن هذا ليس بالأمر الجديد على دولة الكويت التي طالما كانت سباقة ورائدة في العديد من القضايا التي تهم مستقبل وأمن واستقرار دول المجلس.
وعلى الرغم من أن أحد أهم الأهداف من وراء عقد المؤتمر هو إيصال فكرة واضحة وفهم أفضل لمضمون وأهداف مبادرة اسطنبول للتعاون وتمتين أواصر التعاون ما بين الحلف ودول المجلس وصولاً إلى الاستقرار الدائم واستتباب الأمن في منطقة الخليج، فإن هناك من لا يزال يعارض هذه المبادرة إما لجهله بمضمونها وأهدافها أو ربما لوجود أزمة ثقة تنعكس سلباً وعلى نحو مباشر على تطبيقها.
وفي إطار الجهود المبذولة للتعريف بمبادرة اسطنبول للتعاون وأهمية تعزيز العلاقات بين حلف الناتو ودول المجلس، سيعقد كل من مركز الخليج للأبحاث ومعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية وقسم الدبلوماسية العامة في حلف شمالي الأطلسي مؤتمراً تحت عنوان (قضايا التعاون الأمني ومبادرة اسطنبول للتعاون: تعزيز علاقات حلف شمالي الأطلسي مع دول الخليج)، وذلك في الرياض يومي العشرين والحادي والعشرين من يناير 2007. ونظراً إلى أهمية هذه القضية، وبفعل الدور الحيوي الكبير الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في المنطقة، أرى أن من واجبي أن أحاول التعريف بمبادرة اسطنبول للتعاون وأهدافها وكذلك تحديد بعض مرتكزات أهمية توقيع المملكة على هذه المبادرة.
تتلخص مبادرة اسطنبول للتعاون (ICI)، التي أطلقت خلال قمة منظمة حلف الناتو التي انعقدت في اسطنبول من 28 ـ 29 يونيو 2004، في أنها مبادرة اختيارية ذات فوائد متبادلة ومشتركة في إطار من العلاقات الثنائية بين حلف الناتو من جهة، وكل من الدول الموجهة لها تلك المبادرة ومن ضمنها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من جهة أخرى، الأمر الذي شجع دولة الكويت ودولة قطر ومملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة على توقيع هذه المبادرة، بينما لا تزال المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان تعكفان على دراسة إمكانية توقيع هذه المبادرة. ومع أن هذه المبادرة مستقلة عن مبادرة حوار المتوسط (MD)، التي طرحها الحلف في عام 1994، إلاّ أنها لا تتعارض من حيث المبدأ مع حوار المتوسط، بل تعتبر مكملة له في ضوء التحولات الجديدة في أدوار حلف الناتو، وظهور تهديدات عالمية جديدة تمس مصالح كافة الدول المعنية بالاستقرار والأمن على الساحة الدولية، لا سيما الدول الأعضاء في حلف الناتو ودول الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا، شاملة دول البحر المتوسط ودول منطقة الخليج بما فيها المملكة العربية السعودية التي تعد من القوى الإقليمية الكبرى في المنطقة والمؤثرة في الشؤون العالمية سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وتعد قواتها المسلحة من القوات المؤهلة والمتطورة، وسبق لها التعاون مع قوات دولية مختلفة خلال فترة احتلال دولة الكويت (1990 ـ 1991).
أهداف المبادرة
تهدف مبادرة اسطنبول للتعاون إلى تعزيز الأمن الإقليمي واستقرار هذه المنطقة من العالم عن طريق بناء أسس شراكة جديدة مع حلف الناتو، من خلال تفعيل مختلف أوجه التعاون التي يقدمها الحلف للدول المهتمة في مجالات عدة منها الأمن والتدريب وشؤون الدفاع والتنسيق والتعاون العسكري عن طريق تنفيذ تدريبات عملية ذات فوائد جمة تصب جميعها في صالح القوات المسلحة العائدة للدول المعنية عند قيامها بمحاربة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وعمليات تهريب السلاح غير المشروع، بقصد تحسين إمكانياتها لمواجهة مختلف أنواع التهديدات، وإجراء المزيد من الحوار السياسي المشترك حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بالتعاون مع حلف الناتو. عُقد في دولة الكويت يومي الثاني عشر والثالث عشر من ديسمبر 2006 المؤتمر الدولي للتعاون بين منظمة حلف شمالي الأطلسي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت عنوان (مواجهة التحديات المشتركة من خلال مبادرة اسطنبول للتعاون)، والذي تم خلاله التوقيع على اتفاقية أمنية بين دولة الكويت وحلف الناتو، تتعلق بتبادل المعلومات وفق أطر معينة.
بداية لا بد من الإشارة إلى أن هذا المؤتمر حقق نجاحاً باهراً، ليس بسبب المشاركة الكثيفة من قبل دول مجلس التعاون وحلف شمالي الأطلسي، حيث عقد المؤتمر تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح وحضور أمين عام حلف شمالي الأطلسي ونائبه وممثلين عن دول مجلس التعاون ودول حلف الناتو وحسب، بل بسبب الإعداد المتميز للمؤتمر والتسهيلات التي وفرها المشرفون على تنظيم هذا الحدث، ممثلا في جهاز الأمن الوطني الكويتي أيضاً. وإذ نتوجه بالتهنئة لدولة الكويت على نجاح هذا المؤتمر، إلاّ أنه لا بد من التنويه بأن هذا ليس بالأمر الجديد على دولة الكويت التي طالما كانت سباقة ورائدة في العديد من القضايا التي تهم مستقبل وأمن واستقرار دول المجلس.
وعلى الرغم من أن أحد أهم الأهداف من وراء عقد المؤتمر هو إيصال فكرة واضحة وفهم أفضل لمضمون وأهداف مبادرة اسطنبول للتعاون وتمتين أواصر التعاون ما بين الحلف ودول المجلس وصولاً إلى الاستقرار الدائم واستتباب الأمن في منطقة الخليج، فإن هناك من لا يزال يعارض هذه المبادرة إما لجهله بمضمونها وأهدافها أو ربما لوجود أزمة ثقة تنعكس سلباً وعلى نحو مباشر على تطبيقها.
وفي إطار الجهود المبذولة للتعريف بمبادرة اسطنبول للتعاون وأهمية تعزيز العلاقات بين حلف الناتو ودول المجلس، سيعقد كل من مركز الخليج للأبحاث ومعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية وقسم الدبلوماسية العامة في حلف شمالي الأطلسي مؤتمراً تحت عنوان (قضايا التعاون الأمني ومبادرة اسطنبول للتعاون: تعزيز علاقات حلف شمالي الأطلسي مع دول الخليج)، وذلك في الرياض يومي العشرين والحادي والعشرين من يناير 2007. ونظراً إلى أهمية هذه القضية، وبفعل الدور الحيوي الكبير الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في المنطقة، أرى أن من واجبي أن أحاول التعريف بمبادرة اسطنبول للتعاون وأهدافها وكذلك تحديد بعض مرتكزات أهمية توقيع المملكة على هذه المبادرة.
تتلخص مبادرة اسطنبول للتعاون (ICI)، التي أطلقت خلال قمة منظمة حلف الناتو التي انعقدت في اسطنبول من 28 ـ 29 يونيو 2004، في أنها مبادرة اختيارية ذات فوائد متبادلة ومشتركة في إطار من العلاقات الثنائية بين حلف الناتو من جهة، وكل من الدول الموجهة لها تلك المبادرة ومن ضمنها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من جهة أخرى، الأمر الذي شجع دولة الكويت ودولة قطر ومملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة على توقيع هذه المبادرة، بينما لا تزال المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان تعكفان على دراسة إمكانية توقيع هذه المبادرة. ومع أن هذه المبادرة مستقلة عن مبادرة حوار المتوسط (MD)، التي طرحها الحلف في عام 1994، إلاّ أنها لا تتعارض من حيث المبدأ مع حوار المتوسط، بل تعتبر مكملة له في ضوء التحولات الجديدة في أدوار حلف الناتو، وظهور تهديدات عالمية جديدة تمس مصالح كافة الدول المعنية بالاستقرار والأمن على الساحة الدولية، لا سيما الدول الأعضاء في حلف الناتو ودول الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا، شاملة دول البحر المتوسط ودول منطقة الخليج بما فيها المملكة العربية السعودية التي تعد من القوى الإقليمية الكبرى في المنطقة والمؤثرة في الشؤون العالمية سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وتعد قواتها المسلحة من القوات المؤهلة والمتطورة، وسبق لها التعاون مع قوات دولية مختلفة خلال فترة احتلال دولة الكويت (1990 ـ 1991).
أهداف المبادرة
تهدف مبادرة اسطنبول للتعاون إلى تعزيز الأمن الإقليمي واستقرار هذه المنطقة من العالم عن طريق بناء أسس شراكة جديدة مع حلف الناتو، من خلال تفعيل مختلف أوجه التعاون التي يقدمها الحلف للدول المهتمة في مجالات عدة منها الأمن والتدريب وشؤون الدفاع والتنسيق والتعاون العسكري عن طريق تنفيذ تدريبات عملية ذات فوائد جمة تصب جميعها في صالح القوات المسلحة العائدة للدول المعنية عند قيامها بمحاربة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وعمليات تهريب السلاح غير المشروع، بقصد تحسين إمكانياتها لمواجهة مختلف أنواع التهديدات، وإجراء المزيد من الحوار السياسي المشترك حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بالتعاون مع حلف الناتو. • إدارة الأزمات، من خلال الاجتماعات واللقاءات للخبراء على مختلف المستويات، ودورات إدارة الأزمات متعددة الجنسيات.
• الاتصالات (اللقاءات) العسكرية ـ العسكرية المتبادلة عن طريق الزيارات واللقاءات والمؤتمرات لجميع القادة المعنيين، والاطلاع على مختلف نظم الإنذار المبكر المحمولة جواً والعاملة لدى حلف الناتو.
• عمليات دعم السلام من مختلف الجوانب المتعلقة بالمفاهيم والخطط والعمليات عن طريق كافة أنواع الدورات وورش العمل واللقاءات المتعلقة بهذا الموضوع.
• التمارين العسكرية والنشاطات التدريبية ذات العلاقة، عن طريق المشاركة والمراقبة لكافة أنواع التمارين والتدريبات، لا سيما البحرية منها والمتعلقة بمكافحة الإرهاب والتهريب في البحار، والمناطق الساحلية والموانئ.
• التثقيف العسكري، التدريب، والعقيدة القتالية، وذلك عن طريق المشاركة بمختلف أنواع الدورات والنشاطات التدريبية، ولقاءات القادة على أعلى المستويات، وتبادل وجهات النظر للتوصل إلى رؤية مشتركة حول مختلف القضايا بهذا الشأن، والمشاركة بدورات اللغات على المستويات كافة ، والاطلاع على الكراسات والنشرات التدريبية.

ونستخلص مما تقدم أن مبادرة اسطنبول للتعاون التي طرحها حلف الناتو على دول مجلس التعاون، تمثل البوابة الرئيسية للاطلاع على مختلف النظم وأساليب العمل لدى حلف الناتو من قبل القادة العسكريين والأمنيين والمدنيين من ذوي العلاقة بشؤون الدفاع والأمن والقضايا الاستراتيجية والعملياتية والتكتيكية في دول مجلس التعاون، من أجل تأمين المتطلبات الأساسية للكفاءة القتالية والقابلية التبادلية لكافة التشكيلات العسكرية والأمنية، وتحسين قدراتها لتصبح بالمستوى الذي يعمل به حلف الناتو في مجال العمليات والتدريب والاستخبارات والمعلومات، والدعم اللوجستي والهندسي والإدارينة.

مجلة آراء حول الخليج