array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

لدينا تفاهم مع دول الجوار حول تقاسم المياه.. ولا توجد مشكلة مياه في العراق (حوار مع وزير الموارد المائية في العراق)

الخميس، 01 حزيران/يونيو 2006

لدينا تفاهم مع دول الجوار حول تقاسم المياه.. ولا توجد مشكلة مياه في العراق
وزير الموارد المائية في العراق: هناك تلوث في نهري دجلة والفرات
أجرى الحوار: فاضل مشعل
لا أحد يدري إن كان العراق سبق دجلة والفرات إلى الوجود أم أنهما سبقاه عندما اختارا أن يشقا الطريق إلى الخليج العربي في رحلة بدأت من جبال تركيا فسهول سوريا فصحراء وسهول وجبال العراق حتى محطة القرنة حيث يتنفس النهران الصعداء ويستجمعان قوتهما قبل أن يواصلا السير مجتمعين نحو الخليج العربي.
إنها حكاية بدأت مع نشوء الخليقة.. وضفاف شهدت كفاح (جلجامش) وصديقة (أنكيدو) مثلما شهدت لسرحون الأكدي صولاته لتوحيد بلاد ما بين النهرين.
إن الماء الذي جعل الله منه كل شي حي، هو الذي سارت فوقه سفن السومرين وهي تمخمر عباب البحار سالكة طريق الحرير، وهي التي نقلت الإنسان من بيئة إلى بيئة أخرى عندما كانت موانئ العراق تعج بالقادمين والمغادرين إلى كل الدنيا.
وتبدلت الحال عندما راح التصحر يزحف ويحاصر البحار ويأخذ من ضفافها ليضيف إلى الأرض مساحات جديدة.. هكذا بدأت حكاية العراق مع الماء فهو البلد الذي أطلق عليه القدماء أرض السواد لكثرة الزرع وتشابك الأشجار في أرضه.
ولأن بيئة العراق صحراوية.. سهلية.. جبلية فقد تنوعت سبل انتشار المياه فوق أرضه،
ولأن الجدل حول الماء يغضب أطرافاً ويثير حفيظة أطراف أخرى فقد وجدنا أن المسؤول عن الملف المائي في العراق وأقصد به وزير الموارد المائية الدكتور عبداللطيف جمال رشيد خير من يضعنا في جو الحقائق التي تتعلق بالماء والخلافات والتوافقات حوله.
* يقال إن قرون الألفية الحالية ستشهد حروباً من أجل المياه؟
- أنا أفضّل استخدام تعبير التعاون والتنسيق من أجل استغلال واستعمال المياه بشكل أفضل بين الشعوب من منطقة إلى أخرى لأن قضية المياه متداخلة بين الدول والمجتمعات وفي بعض الأحيان بين القارات، لذلك أنا أدعو إلى استخدام تعابير مثل التعاون المشترك بين الدول والاتفاق بدلاً من كلمة حروب.
* هذه وجهة نظر متفائلة للعلاقات بين الدول حول المياه.. وهذه النظرة تقودني إلى سؤال آخر حول حقيقة الخلافات المائية مع كل من سوريا وما إذا كانت هناك خلافات مع تركيا حول منابع الفرات؟
- الكل يعرف أن مصادر المياه كلها تأتي من خارج العراق بشكل رئيسي من تركيا نهر الفرات من تركيا إلى سوريا ثم إلى العراق يخرج دجلة من تركيا ويدخل العراق لكن توجد فروع كثيرة من إيران، لذلك فإن العراق يعتمد في مصادر مياهه على دول الجوار، وأنا أعتقد بأن التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات بين العراق تركيا وسوريا وإيران وحتى الدول الأخرى بما في ذلك المملكة العربية السعودية.. وأنا شخصياً زرت تركيا وبعدها ذهبنا إلى سوريا ولدينا اتصالات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بخصوص الاستعمال والتنسيق والتعاون من أجل توزيع المياه في المنطقة بشكل عادل وبشكل فني للاستفادة من الموارد المائية المتوفرة فيها.
* إن كميات كبيرة من المياه تغادر العراق هدراً نحو الخليج العربي.. هل هناك خطط لإبقاء هذه المياه داخل العراق وتنظيم حاجته منها بشكل أفضل؟
- لدينا خطط تتعلق باستعمال واستغلال واستثمار الموارد المائية بشكل أفضل وبشكل فني مدروس وبدأنا ننجح في مجال تنظيم الأمور بشكل فني وبشكل علمي، وأنا اتفق معك بأن هناك هدراً للموارد المائية بشكل كبير نتيجة عدم اهتمام الحكومات السابقة بصيانة وتشغيل واستثمار هذا الهدر في مشاريع إروائية وتنموية لاستغلال الموارد المائية بشكل أفضل مثل بناء خزانات وسدود ومنشآت إروائية واستصلاح وتوزيع الأراضي الزراعية وتغيير الطريقة الإروائية بطرق فنية وعلمية أفضل لاستثمار المياه والموارد المائية والاهتمام بـ (تبطين) القنوات والمبازل، وعبر هذه المجالات نستطيع أن نوقف الهدر المائي ونعيد استخدام الموارد المائية بشكل أفضل.
* بما أن حديثنا عن السدود والخزانات والأفكار الجديدة التي لدى الوزارة، هل نستطيع أن نتعرف إلى خريطة هذه المشاريع، أين تقع؟ وكيف ستنفذ؟ ومتى ستنفذ؟ وما هي المبالغ المخصصة لها؟
- مشاريعنا ستغطي العراق من شماله إلى جنوبه ومن الشرق إلى الغرب واهتمامنا بكل مناطق البلد وكما قلت في البداية يوجد تقصير كبير من ناحية الاهتمام بالموارد المائية والإروائية في البلد الآن نحن بدأنا وخططنا لبناء السدود في مناطق كردستان بشكل رئيسي، لأن هذه المنطقة تتناسب مع طبيعة أهدافنا بتخزين المياه وبناء السدود وكذلك لدينا تركيز على المنطقة الغربية لبناء سدود صغيرة لحفظ وجمع المياه بشكل جيد، كما أنه توجد خزانات أخرى في مناطق عديدة مثل خزان سد الموصل وخزان الحبانية وحديثة، وأيضاً نهتم بتنظيم وتحسين الطرق الإروائية في المنطقة الوسطى والجنوبية، وبدأنا قبل سنتين بإنعاش الأهوار ويسعدني أن أبلغكم بأن أكثر من 50 في المائة من الأهوار عادت إلى وضعها السابق. معنى كلامك أن سدود دوكان ودربندخان والسدود التي تقع ضمن منطقة كردستان العراق أصبحت ضمن المشروع المائي الكبير للعراق.
وهذه الخزانات ليس لتخزين الماء فقط، بل لمنع الفيضانات واستغلال المياه للزراعة والشرب والثروة الحيوانية وكذلك لتوليد الطاقة الكهربائية، وتغطي السدود والمنشآت نحو الربع أو الثلث من احتياجات الطاقة الكهربائية للبلد، وطموحاتنا أن نبني سدوداً أكبر لتوليد الطاقة الكهربائية وإعادة بناء سد بخمة وكذلك السدود الأخرى مثل (حمرين وسيسك).
* إن القرنة كما تعلمون هي ملتقى دجلة والفرات وأنا أعتقد أنها ظلت من دون اهتمام عبر المراحل القديمة وأعتقد بأن القرنة يمكن أن تكون منتجعاً سياحياً نظراً لمكانتها التاريخية ومكانتها الجغرافية في العراق، كيف تنظرون إلى مكانة القرنة؟ وما هي المشاريع التي تقترحونها لهذا الملتقى العظيم؟
- أقمنا منطقة سياحية بدءاً من نقطة التقاء نهري دجلة والفرات وتحديداً في منطقة اسمها (شجرة آدم).. والآن صار لدينا منتجع سياحي على مستوى جيد ولدينا مشاريع أخرى في منطقة القرنة ومناطق أخرى والاهتمام بالناحية الزراعية فكما تعلمون أن الأراضي في منطقة القرنة كانت مهملة من الناحية الزراعية والمياه، لذلك بدأ اهتمامنا بالقرنة حتى البصرة وشط العرب في مشروع عام يشمل كل الجنوب العراقي.
* يقال إن منطقة الأهوار التي تمتد عبر - 8350 كيلو متراً مربعاً - يمكن أن تكون أحد أفضل المنتجعات الشتوية السياحية في العراق.. هل هناك مشاريع بهذا الخصوص؟
- كلامك صحيح وكما قلت منذ البداية، الأهوار كانت منطقة تحت القصف من قبل النظام السابق وهذا يعني أن معظم المناطق عادت الآن إلى ما كانت عليه الحال في السابق وبدأنا بضخ كميات جيدة من المياه، ومن دون مبالغة فقد عادت المياه إلى الأهوار بنسبة أكثر من 50 في المائة.
هذا في المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية والتي نسميها مرحلة إنعاش الأهوار فنحن مستمرون فيها، وأملنا في أن نعيد أكبر مساحة من منطقة الأهوار إلى ما كانت عليه في السابق. وتعد المرحلة الثانية مهمة أيضاً وهي مرحلة التنمية في المنطقة وأعني بذلك أن نوفر الخدمات الضرورية مثل الصحة، التعليم، المواصلات، الاتصالات.
إن تطوير المنطقة هو الذي سيقيم الصروح السياحية.
ولدينا تعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية لتحسين الوضع البيئي والتنموي في منطقة الأهوار وطلبنا من وزارة المالية تخصيص 150 في المائة مليون دولار في ميزانية السنة المالية الحالية لغرض تطوير عملية التنمية في المنطقة كبناء المشاريع الإروائية وكذلك بعض نظم الري وبنفس الوقت بناء الطرق والجسور لتحسين عملية النقل.

* يقال إن هناك نفايات قد تكون سامة وأيضاً نووية تنتشر في بعض منابع دجلة أو الفرات من الداخل والخارج؟
- أنا لا أستبعد وجود مثل هذا التلوث البيئي في العراق وأعتقد بأنه موجود في جميع النواحي وهذا الإهمال هو نتيجة للحروب والقصف. وهذا التلوث موجود في كل المجالات في المياه والهواء والطبيعة، لذلك فإن تحسين البيئة عمل ضروري لكنه عمل شاق، ومن جانبنا بدأنا بالاهتمام بتحسين وضع مجاري المياه والقنوات والأنهار وعملياتنا مستمرة لتنظيف الأنهار والقنوات من التلوث والأعشاب الضارة.

مجلة آراء حول الخليج