array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

"المسلمون الغربيون ومستقبل الإسلام"

السبت، 01 نيسان/أبريل 2006

تأليف: طارق رمضان
بقلم: عباس اللواتي
يتناول كتاب (المسلمون الغربيون ومستقبل الإسلام) أحوال المسلمين في الدول الغربية في غمرة ما يسميها كثيرون ظروفاً مضطربة. ويحاول الكاتب البحث عن إجابات عن علاقة المسلمين بالغرب وهويتهم، وحول دور الإسلام في حياتهم، وأدوارهم في المجتمعات الغربية التي تسود فيها الأجواء العلمانية. وينقسم الكتاب إلى جزأين:
يتناول الجزء الأول مقاربة أكاديمية لموضوع الإصلاح، ويبدو أن المقصود منه هو أن تتم دراسته وفق هذا المستوى، ويستخدم بنجاح رسوماً بيانية ومصطلحات دينية، ويعرض عدداً جيداً من الأبحاث.
ويعتبر الجزء الثاني بمثابة دليل للمسلمين المقيمين في العالم الغربي، ويعمل على تحقيق الانسجام بين القيم الإسلامية والغربية. ويحاول الجزآن معاً أن يشكلا تصوراً أولياً أو برنامج عمل لقيام مجتمع إسلامي مثالي في الغرب.
ويدعو المؤلف إلى التوصل لأرضية وسطية بين المنهجين اللذين يتحدثان عن المسلمين الغربيين (بدون الإسلام)، و(المسلمين في الغرب لكن خارج نطاق الغرب). ويدّعي أن الحالة الشائعة غالباً هي أن الغربيين يثقون فقط بالمسلمين الذين لا يؤدون فرائضهم الدينية، أو لا يكشفون عن هوياتهم الإسلامية، الأمر الذي يعزل (ويغرّب) أولئك الذين يختارون التمسك بدينهم وفرائضه. ولذلك يعتقد الكاتب أن إعادة تقييم هوية المسلمين الأوروبيين تعتبر مسألة مهمة لا مفرّ منها، وليست مجرد مطلب ضروري فحسب. ويقول إن هذا الخيار سوف يجعل أوروبا تنظر إلى الإسلام كدين أوروبي، مثلما تنظر إلى الديانتين اليهودية والمسيحية، ولا ترسخ موقفاً مناهضاً له باعتباره شيئاً آتياً من الخارج.
ويدعو المؤلف أيضاً إلى التحرك خارج النطاق الذي يجعل الأوروبيين الذين يعتنقون الإسلام يشعرون بأنهم بحاجة إلى (تعريب) أو (بكستنة) أنفسهم، أي أن يصبحوا عرباً أو باكستانيين. ويقول إنه مثلما يوجد (إسلام إفريقي)، و(إسلام عربي)، فسوف يوجد (إسلام أوروبي) له شخصيته المميزة.
ويرى المؤلف أن استيعاب هذه الفكرة يتطلب من المسلمين أن يعودوا إلى أساسيات المبادئ الإسلامية. ويقول إن القرآن الكريم والسنّة النبوية ينأيان بنفسيهما عن الممارسات الثقافية المستوردة من جانب الأجيال المهاجرة، وينادي إلى التحرك خارج نطاق الأفكار ثنائية الأقطاب، التي تتحدث عن (دار الحرب) و(دار الإسلام) للوصول إلى نظام أكثر ديناميكية وتسامحاً وأفكار ومعتقدات قابلة أكثر للتكيف مع الغرب. ويقول أيضاً إن مثل هذه الأفكار الاستقطابية كلامية وقرينية، وليس لها أي سند قرآني، ويمكن لذلك أن تكون موضوعاً لعمليات إعادة التقييم.
ويشير المؤلف إلى أن الزعماء المسلمين أخذوا يتعرضون منذ فترة إلى ضغط هائل من جانب السياسيين والمثقفين الغربيين، لكي يدينوا أو يتغاضوا عن ممارسات معينة، بدءاً من رجم مرتكبي الزنى، وحتى موضوع إمامة المرأة للمصلين. ويستطرد قائلاً إنه لا يزال يتعين الانتظار لمعرفة المدى الذي سوف يصل المسلمون الغربيون إليه في تقبل (الإصلاح) في الإسلام، ومعرفة ما إذا كانت هذه الضغوط سوف تجعل الإسلام الأوروبي يسير في طريق (اليهودية الإصلاحية)، الذي أسفر في القرن التاسع عشر عن ولادة طائفة جديدة نتيجة للصراع الذي دار من أجل تحقيق التكامل والاندماج اليهودي في أوروبا، وأدى إلى نبذ وتغيير أساسيات محددة في المعتقدات والممارسات اليهودية.
وتطرح دعوة المؤلف طارق رمضان إلى قيام (إسلام أوروبي)، مستقل عن الشرق وخاصة الشرق الأوسط، تساؤلات عن إمكان نشوء طائفة أوروبية جديدة في الإسلام، وعما إذا كان بإمكان الإسلام أن يتقبل نشوء طوائف جديدة في وقت يشهد تجاذبات وتوترات شديدة بين طوائفه الحالية.
فهل يمكن أن تتحدى حركة إصلاحية للمسلمين الأوروبيين الإسلام السائد؟ أم هل يمكن أن يكون لها تأثير وسطي إيجابي؟

مجلة آراء حول الخليج