array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 87

مستقبل العلاقات العربية-الإيرانية

الخميس، 01 كانون1/ديسمبر 2011

طالب سياسيون وخبراء بضرورة تحقيق تفاهم عربي-إيراني يعظم مصالح الطرفين، ويؤدي إلى الاستقرار الإقليمي، وناشدوا وسائل الإعلام والنخب السياسية والدينية، تجاوز الصور الذهنية المغلوطة والنظر إلى مناطق الالتقاء وتجاوز نقاط الخلاف.

أكد المشاركون خلال تبادلهم وجهات النظر والآراء في مؤتمر (مستقبل العلاقات العربية-الإيرانية- الطموحات والتحديات)، الذي نظمه المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية في القاهرة يوم الأربعاء 16 نوفمبر الماضي أن إيران دولة فاعلة في المنطقة توجد بينها وبين الدول العربية خلافات يمكن بالتنسيق المشترك ضبطها وتجاوزها، وقالوا إن إعادة العلاقات يتعين أن تبدأ بالعلاقات الثنائية بين إيران وكل دولة عربية على حدة، وأن يكون البدء بالتعاون التجاري الاقتصادي تمهيداً للتعاون السياسي الذي لن يتم من دون اتخاذ إجراءات بناء الثقة بين الطرفين.

وأشاروا إلى أن الثورات العربية تمثل فرصة مهمة لانطلاق العلاقات العربية-الإيرانية بعيداً عن الضغوط الأمريكية والتحذيرات الإسرائيلية وخلصوا إلى أن قوة الدول العربية من الداخل هي أساس الانفتاح الآمن مع إيران.

الفرص والتحديات

وقالت د. نيفين مسعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة إن انتزاع الشعوب العربية زمام المبادرة والفعل السياسي من الأنظمة المستبدة ذات العداء مع إيران أحد أبرز المتغيرات الإقليمية التي تمهد الطريق أمام عودة العلاقات الطبيعية.

وحذرت من أن هذا المتغير الإقليمي قد يحمل في طياته احتمال التشطير وتفكك التراب الوطني وهذا يمثل كارثة على العرب وعلى إيران، وقالت إن المتغير الثاني هو خسارة إسرائيل وتراجع نفوذها في المنطقة بعد سقوط أبرز حلفائها في مصر وتونس وليبيا واليمن.

وأشارت إلى الدور الذي لعبته دول الخليج والمتعلق بمحاولة الالتفاف على الثورات العربية، وكيف أن هذا الدور أوقف عملية تطبيع العلاقات المصرية-الإيرانية وهي الخطوة التي سعى إليها وزير الخارجية المصري نبيل العربي قبل نقله إلى الجامعة العربية! وفي هذا الصدد يمكن فهم ما يحدث في ملف الثورة اليمنية ومحاولة المملكة العربية السعودية إعادة ترتيب الأوضاع بما لا يغير سوى الرئيس اليمني نفسه وهذا درء لأي حراك سياسي يمكن أن يفتح لإيران أفقاً جديداً مع اليمن.

وأكدت أن أكبر خسارة لإيران في المنطقة في ظل الثورات العربية هو الشعب السوري نفسه الذي يتحتم على إيران بذل أكبر جهد لترميم علاقتها معه بعد موقفها الموالي لنظام بشار الأسد.

أما المتغير الثالث - كما حددته د. نيفين واعتبرته من التحديات - فهو عودة الدور الأوروبي إلى المنطقة بعد طول غياب تحت مظلة حلف شمال الأطلسي وهو الدور المضاد للدور الإيراني على طول الخط. والمتغير الرابع هو أن المنطقة العربية مقبلة على ما يمثل إعادة هيكلة وأن ما كان يطلق عليه مفهوم الاعتدال ومفهوم الممانعة سيسقط بكل تأكيد. والمتغير الخامس هو تفعيل دور الجامعة العربية وقد يمثل تحدياً أمام عودة العلاقات العربية-الإيرانية في حالة قيادة دول الخليج هذا الدور إذ ستسير بالجامعة وفق توجهها لا وفق توجه الشعوب.

وقال د. مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، إن وجود أي نفوذ غربي في سوريا بعد إزاحة نظامها الحالي سيضع إيران في مواجهة - لا ترضاها - مع سوريا.

التقارب الإيراني

وأكد السفير مجتبى أماني، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اتخذت مجموعة من الخطوات من أجل التقارب العربي منذ بداية الثورة الإسلامية في عام 1979 ومنها:

* إغلاق سفارة الكيان الصهيوني، وفتح سفارة فلسطين في الأسبوع الأول من الانتصار.

* إدخال اللغة العربية كلغة ثانية في دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد اللغة الفارسية، في السنة الأولى من العهد الجديد.

* محو رمز الحكم السابق المتمثل في الأسد والسيف والشمس، من العلم الرسمي للبلد ومن كل مكان، وتغييره بشعار إسلامي ورمز توحيدي، هو كلمة (لا إله إلا الله)، و22 كلمة (الله أكبر) في حوض هذا العلم.

* تبني آخر جمعة في شهر رمضان المبارك كيوم عالمي للقدس.

* دعم القضية الفسطينية، بكل جوانبها، وقبول دفع الثمن في كل الساحات.

* مساندة لبنان، شعباً وحكومة ومقاومة وجيشاً، من أجل تحرير أراضيه المحتلة.

* الانحياز المبدئي إلى جانب حركات المقاومة الشعبية، كأحسن وسيلة في سبيل دفع الاعتداءات عن أراضي الأمة.

* رفض كل التصريحات والمواقف بشأن (الهلال الشيعي)، أو محاولة نشر مذهب التشيع، وترسيخ الاعتقاد بأن السنة والشيعة جناحا الإسلام.

* رد أفكار تقسيم الأمة إلى الفرس والعرب، واعتبارها إثارة للنعرات العصبية العنصرية.

* عدم الاعتداء على أي بلد من البلدان العربية طوال العصور الماضية والعهود السالفة.

* الإصرار الدؤوب على التلاقي والحوار والتفاهم في كل القضايا الخلافية، واعتبار بعض الخلافات قضايا هامشية، يمكن تجاوزها بطرق حضارية وحلول تفاوضية.

* بذل كل الجهود الخالصة الرامية إلى توسيع العلاقات الأخوية في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي.

* الإعلان الصريح عن استعداد الجمهورية الإسلامية لإعطاء الفرصة لكافة البلدان العربية، في التبادل التجاري، والتعاون الاقتصادي، ومشاريع الاستثمار والتنمية، والحصول على إنجازات إيران الوطنية، وبخاصة مصادر قوتها المختلفة العلمية والتكنولوجية والصناعية.

* استقبال الوفود الشعبية المصرية لرؤية الداخل الإيراني وتصحيح الصورة المغلوطة والشبهات المنتشرة باسم (إيرانو – فوبيا).

وفي رد السفير الإيراني على سؤال بخصوص مساعدة إيران للولايات المتحدة الأمريكية في ضربها العراق واحتلالها في نهاية المطاف، بأن إيران كان يسعدها - حقيقة - رحيل نظام صدام، لكن لم يكن يسعدها بأي حال من الأحوال دخول القوات الأمريكية أرض العراق. كما أن السؤال ينبغي أن يوجه إلى المقاتلات الأمريكية، من أين انطلقت؟ وإلى الجنود والدبابات من أي القواعد آتياً؟

مصلحة مصر القومية

وقال د. عبدالمنعم المشاط أستاذ العلوم السياسية المتخصص في الأمن القومي، إن النظام الدولي منذ عام 1991 إلى عام 2008 كان نظاماً فردياً تسيطر عليه الولايات المتحدة الأمريكية وفي ظل هذا النظام يتعذر وجود أدوار كبيرة للدول المركزية، فالدولة الإمبراطورية تفعل ما تريد. أما النظام الدولي الذي نعيشه منذ عام 2008 وبعد الأزمة المالية العالمية فهو نظام توافقي تعددي وهنا يمكن للدول المركزية القيام بعدد من الأدوار التي تراعي المصالح والمتغيرات الإقليمية.

وفي هذا الإطار، لعبت مصر 4 أدوار: دور فاعل من 1956 حتى 1974 ودور تابع من 1974 حتى 1980 ودور غائب من 1980 حتى فبراير 2011 ، أما الدور الواعد فهو بعد ثورة 2011 والمتوقع أن تمارس فيه مصر تحولاً ديمقراطياً وسياسة أكثر انفتاحاً وتفاعلاً مع قوى المنطقة بما فيها إيران.

وأشار د. المشاط إلى أن المصلحة القومية الرئيسية لمصر بعد الثورة تتمثل في:

* إقامة قيادة نظام عربي إقليمي موحد السياسة والرؤية والتوجه.

* إقامة علاقات متوازنة مع دول الجوار (إيران - تركيا - إثيوبيا).

وقال علينا أن نتعجب من إحجام الدولة المصرية حتى الآن عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بينها وإيران وبخاصة أن الدبلوماسيين الآن لم تعد لهم وظائفهم المهمة في نظام الدولة كما كان سابقاً ولم يعد الذي يتفاوض باسم الدولة هو السفير ومع ذلك تبقى العلاقات الدبلوماسية إشارة رمزية على حسن النية والاستعداد لبناء الثقة.

ونفى د. عبدالمنعم المشاط الهاجس المسيطر - للأسف - على البعض العربي، وهو أن تتغير ثوابت الدور المصري في المنطقة بمجرد إقامة علاقات مع إيران.

وطالب د. فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء في اليمن، المملكة العربية السعودية بأن ترشد من خطابها الديني والسياسي تجاه إيران لفتح أبواب التقارب وتهيئة المناخ لأجواء عربية غير معادية لإيران، إذ إن حاجة إيران إلى المحيط العربي، على حد قوله، حاجة استراتيجية.

وأكد ممدوح الولي نقيب الصحفيين والخبير المتخصص في الشؤون الاقتصادية وجود تعتيم مقصود من المؤسسات الدولية تجاه إيران وبخاصة في التقارير الاقتصادية الدولية.

وقال إن عودة العلاقات بين مصر وإيران مصلحة شعبية في المقام الأول، فالمواطن الإيراني شغوف بالسلع والمشغولات اليدوية، وبتيسير التأشيرات السياحية أمام المواطنين الإيرانيين سوف تستفيد قطاعات شعبية مصرية عريضة من ترويج منتجاتها مما يقلل نسبة البطالة.

وانتقد الولي عدم توظيف المعالم الإسلامية المصرية في تشجيع السياحة الدينية، منوهاً بأن السياسي الذكي هو الذي يبحث عن عوامل التقارب فينميها وفي الوقت ذاته يبحث عن عوامل التنافر فيحتويها.

وأكد الولي أن السعي لزيادة حجم التجارة مرهون بتنظيم زيارات مكثفة متبادلة بين أعضاء الغرف التجارية والصناعية في البلدين، للاطلاع الميداني على المنتجات الخاصة بكل بلد، إلى جانب تبادل المعلومات التفصيلية عن المناطق الصناعية والمنتجات الخاصة بها.

وأشار إلى أن الإعلام الاقتصادي المقروء والمرئي في حاجة ماسة إلى زيارات متبادلة للتعرف الميداني إلى تلك المناطق الصناعية ومنتجاتها، وأيضاً لتكوين صورة ذهنية عن إنتاج كلا البلدين لدى الإعلاميين يمكن نقلها إلى الجمهور، خاصة أن وسائل الإعلام الدولية لا تقوم بنقل بيانات كافية عن الواقع الإنتاجي في البلدين.

وقال نقيب الصحفيين المصريين إن وجود مطبوعات دورية باللغة العربية عن الواقع الاقتصادي الإيراني، ومطبوعات باللغة الفارسية عن الواقع الاقتصادي المصري، يمكن أن يساعد على تحقيق الغرض المتعلق بزيادة حجم التبادل التجاري.

مقالات لنفس الكاتب