; logged out
الرئيسية / الاتحاد الخليجي مطلب أساسي في التعليم

العدد 96

الاتحاد الخليجي مطلب أساسي في التعليم

الإثنين، 01 حزيران/يونيو 2015

إن تجربة التعاون الخليجي منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي تعتبر مقنعة إلى حد ما في العديد من القضايا والمجالات ومنها الاقتصادية ورغم إننا لم نصل إلى مرحلة الطموح الذي نتطلع له إلا أنه في إطار التعاون يعتبر لا بأس به لأن كلمة التعاون لا تعني الإلزام والفرض في التطبيق للخطط والسياسات وإنما التعاون لتحقيقها في ظل القناعات المتوفرة لجميع الأعضاء وأجزم أن التحول إلى المرحلة الأهم وهي الاتحاد سوف ينقل هذه المجموعة من خيار التعاون إلى الإلزام بتطبيق أسس ومبادئ الاتحاد وأجزم أن تجربة تجمع الدول المتقدمة في اتحادات ولدت قوى عظمى في مختلف المجالات ويأتي على مقدمة هذه الاتحادات الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الآسيوي واتحاد دول أفريقيا واتحاد دول الباسيفيك واتحاد دول الإمارات وغيرها من الاتحادات الدولية . ولن أتطرق إلى تحليل تفصيلي إلى أهمية الاتحاد في مختلف المجالات ولكنني سأركز على أهمية اتحاد الجامعات الخليجية ولا أعني باتحاد الجامعات أن تكون الجامعات الخليجية نسخة متشابهة ومكررة في دول الخليج لأن ذلك سيجعلها لا تحقق التميز فالمنافسة العلمية في البحث العلمي وفي الجودة الأكاديمية وفي تطوير المناهج وأساليب التدريس وتطوير الأستاذ الجامعي والتميز الدولي في مجالات البحث العلمي والاختراع والإبداع جميع هذه العناصر هي أساس الجامعات التي ينبغي أن تتنافس عليه لتقدم في النهاية مخرجات من القوى البشرية العاملة التي تتناسب مع احتياجات سوق العمل الخليجي وأبحاث علمية لاختراعات تتنافس عليها دوليًا .

إن فكرة اتحاد الجامعات الخليجية ستخدم الطلاب والطالبات الخليجيات للدراسة في التخصصات المتماثلة وإعطائهم الحرية في التنقل من جامعة إلى جامعة أخرى في أي دولة خليجية ويسهم في إتاحة الفرصة وإعطاء الحرية للأستاذ الجامعي للتدريس في التخصص المتماثل في أي قسم وكلية وجامعة في دول الخليج كما سيسهم في توحيد الدرجات العلمية ومصادقتها والاعتراف بها في أي دولة خليجية دون الحاجة إلى معادلة الشهادات مثل ما هو قائم في الوقت الحاضر من رفض بعض الجامعات الخليجية اعتماد وقبول بعض الساعات الأكاديمية من جامعات خليجية أخرى أو معاناة بعض خريجي الجامعات الخليجية في اعتماد شهاداتهم الجامعية والطلب منهم معادلتها لقبولها . إن توحيد السياسات والإجراءات والنظم الجامعية لا يعني توحيد التخصصات وأساليب وطرق التدريس ونوعية وسائل التقنية . إن التوجه نحو الاتحاد الجامعي سوف يدعم الجهود نحو البحث العلمي وأن العمل المشترك باستقطاب الكفاءات العلمية المبدعة سوف يعمل على إخراج نتائج بحثية متميزة في مختلف المجالات وعلى وجه الخصوص في مجال الصناعة وبالتحديد صناعة البتروكيماويات وصناعات الثروة المعدنية والصناعات المشتقة من البترول .

إن دول الخليج أنفقت البلايين في إنشاء الجامعات الخليجية الحكومية وشارك القطاع الأهلي في دول الخليج في إنشاء جامعات وكليات جامعية خاصة وأنفقت البلايين لتقديم تعليم جامعي مميز وباللغة الانجليزية إلا أنه وللأسف معظم هذه الجامعات تعمل لتحقيق اهداف محددة وتسير بخطى متفرقة ولا يجمعها ببقية الجامعات سوى خطط تعاونية بين وزارات التعليم في دول الخليج, وأجزم لو كان هناك اتحاد للجامعات الخليجية لرأينا مشاريعًا بحثية علمية مشتركة وبرامج أكاديمية متطورة وتخصصات علمية تخدم سد العجز في سوق العمل مثل الأطباء ، ولرأينا أن هذا التكتل سوف يدفع بعض الجامعات الخليجية لتبوء مراكز متقدمة في التصنيف العالمي للجامعات . إن فكرة الاتحاد الخليجية سوف تفتح الباب لإنشاء فروع لبعض الجامعات الخليجية الحكومية أو الخاصة في بعض الدول الخليجية وقد نرى مدراء جامعات خليجية من دول خليجية أخرى وكذلك الحال لعمداء الكليات ورؤساء الأقسام . فهل سنصل في يوم من الأيام إلى ما نحلم به في الجامعات الخليجية من اتحاد يجمع هذه الجهود الجبارة المتواجدة في الجامعات الخليجية لنخدم بها دولنا في الخليج ونكون أكبر قوى داعمة لبناء الأجيال المستقبلية .

 

                                     

مجلة آراء حول الخليج