; logged out
الرئيسية / عاصفة الحزم: نحو تحالف خليجي للدفاع المشترك

العدد 97

عاصفة الحزم: نحو تحالف خليجي للدفاع المشترك

الأربعاء، 01 تموز/يوليو 2015

تلقي هذه الورقة الضوء على أهمية الوفاق والاتفاق بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حول القضايا الرئيسية، ومنها الدفاع، كأحد أهم ما تمخضت عنه عاصفة الحزم، على المستوى الخليجي، وكيفية البناء مستقبلا لتكوين منظومة دفاعية خليجية قوية، وتقوم على أسس جديدة، وهي أسس التحالف العسكري.
فلم تعرف المنطقة من قبل مثل تلك الأسس، رغم وجود قوات درع الجزيرة، وربما ذلك لصغر حجم تلك القوة ولوجودها الرمزي بالأساس، ولمحدودية الفاعلية. صحيح أن هذه القوة تدخلت لحماية مملكة البحرين في عام 2011، ولكنها قامت بذلك لأن حجم الدور والتدخل المطلوبان كان بسيطا. فقد كان تدخل ألف ومائتان جندي معظمهم من المملكة العربية السعودية. وكان تدخل تلك القوات المحدودة حجما كافيا لإنجاز الهدف. وصحيح أيضا أنه قد تم زيادة حجم قوات درع الجزيرة على نطاق مهم وفق لمعايير دول المجلس. ولكن يبقى صحيحا، أيضا، أن هذا الحجم لقوات درع الجزيرة غير كاف لبناء تحالف عسكري خليجي فاعل ومؤثر. ودون دخول في مزيد من التفاصيل سنعرض لأهم النقاط التي يقوم عليها التحالف العسكري المتصور والمقترح، والذي يمكن أن يضم دول مجلس التعاون الخليجي، أو أربعا أو خمسا منها، مع احتمال عدم دخول سلطنة عمان أو دولة قطر أو كليهما. ويمكن أن تنضم دول عربية غير خليجية، وبالذات مصر والأردن إلى مثل ذلك التحالف؛ نظرا للرؤية الاستراتيجية المشتركة.

ومن خلال عرض النقاط الأساسية المهمة والمتعلقة بتعريف الحلف الدولي، وأنماطه، ودوافعه، وديناميات ممارسته، ومراحل تطوره، يتضح أنه ليس هناك بعد تحالفا دوليا خليجيا ولا عربيا. ورغم قدم استخدام مفهوم الدفاع المشترك، وذلك منذ عام 1950، فإن الأمر لم يتجاوز الورق والإنشاء والتمنيات حتى الآن. فهل يمكن أن يتغير الوضع جوهريا مع عاصفة الحزم؟
إن ما سنعرضه في السطور التالية سيحدد لنا متطلبات التحول إلى تحالف، خليجيا أو عربيا، تحالف دولي حقيقي وليس مجرد كلام.
في مقابل الصراع الدولي يوجد التعاون الدولي. ولكل منهما مستويات ودرجات. فالصراع يشمل النزاع والصراع والأزمة والحرب. والتعاون يشمل التعاون وصور أخرى أقوى وأعمق مثل التكامل والاندماج. والأحلاف بالنسبة لأعضائها وعلاقاتها مع بعضها البعض هي من أقوى صور التعاون. وهى ذاتها بالنسبة للأعداء أو الخصوم من أهم أدوات إدارة الصراع.
1-تعريف الحلف الدولي:
الحلف الدولي هو التزام تعاقدي بين دولتين أو أكثر، يقوم على التزامات متبادلة، لاتخاذ السياسات والتدابير العسكرية والسياسية اللازمة للدفاع عن تلك الدول الأعضاء ولحماية مصالح أمنها القومي بفاعلية لم تكن لتتحقق باستخدام الدولة العضو لقدرتها المنفردة. وهذه السياسات والتدابير تتخذها الدول أعضاء الحلف مجتمعة ضد دولة، أو دول، أو حلف، ما يقوم بتهديد الحلف ودوله. فهل توجد مثل تلك الالتزامات التعاقدية فيما بين دول تحالف عاصفة الحزم؟
والحلف الدولي ينشئ مؤسسات تعمل على تنفيذ أهداف الالتزام الذي يقوم عليه الحلف ضد دولة، أو حلف بالدفاع المشترك عن الحلف أو دوله، أو دول معادية، حتى ولو لم تكن مسماة. وهل توجد مثل هذه المؤسسات في عاصفة الحزم؟ والحلف، إذاً يقوم على علاقة تعاقدية رسمية، وعلى تعهدات متماثلة متبادلة فيما بين جميع أعضاء الحلف، وعلى إدراك مشترك من جانب الدول أعضاء الحلف للأطراف المعادية للحلف والمهددة لمصالحه ومصالح دوله الأعضاء، ومن ثم يقوم أي حلف على الاستخدام المشترك للقدرات العسكرية والسياسية لدوله الأعضاء ضد دولة، أو دول، أو حلف آخر معين. وربما كان ذلك هو أوضح عناصر التحالف التي تظهر في حالة عاصفة الحزم. ومن يراجع هذا التعريف للحلف الدولي سيدرك أن الأحلاف كانت، عادة، أداة من الأدوات الفاعلة لسياسات قوى عظمى أو كبرى لتحقيق مصالح أمنهم القومي. أما الدول الصغيرة والضعيفة فتقل قدرتهم على بناء أحلاف دولية فاعلة أو نشطة.
2- دوافع الأحلاف الدولية ومبرراتها:
من شروط قيام حلف دولي مؤثر وفاعل أن يكون هناك بين الدول أعضاء ذلك الحلف اتفاق في المصالح وانسجام في الأهداف الاستراتيجية. والمصلحة هي كل قيمة ذات أهمية للدولة تسعى إلى تحقيقها، أو الحفاظ عليها، أو العمل على زيادتها. والهدف هو وضع معين تسعى الدولة إلى تحقيقه في المجال الدولي، ويتحقق ذلك تبعا لحجم القدرات والإمكانات التي تملكها الدولة في المجالات العسكرية والاقتصادية والثقافية والعلمية التكنولوجية. وتتمثل دوافع الحلف في ردع الأعداء، والسعي إلى زيادة القوة. فعندما تتعرض الدولة لعدوان، أو لصراع يؤثر في أمنها القومي، من دون أن تقدر على ردع العدوان أو إدارة الصراع بنجاح باستخدام قدرتها الذاتية فقط، فإنها تتجه إلى التحالف مع دول أخرى لدرء ذلك الخطر. وطالما ظلت العلاقات الدولية قائمة على التعدد بين دول ذات سيادة تتعارض، أو تختلف، مصالحها وأهدافها، وبالتالي يكون للصراع الدولي وجود كبير أو مهم ومؤثر، فإن الدول تنزع إلى تكوين أحلاف دولية تزيد من قدرتها على مواجهة مخاطر الصراع والعدوان وتردع الأعداء فلا يقومون بشن العدوان. أن قدرة الحلف على ردع العدوان تقوم على زيادة مستوى الردع ومصداقيته بحسابات المخاطر والمكاسب والخسائر. والردع يقوم على عنصرين هامين هما توافر القوة والرغبة في استخدامها فعلا، وهو ما يزيد من فعاليته بوجود الحلف الدولي، مقارنة بالوضع على مستوى كل دولة عضو على حدة. ورغم أنه قد يبدو منطقيا، من الناحية النظرية، أن يكون اتجاه الدول الأعضاء الأضعف إلى إتباع سياسة التحالف، نظرا لأن قوتها أقل من الدول الكبيرة والقوية في الحلف ذاته، فإن خبرة ما بعد الحرب العالمية الثانية المتمثلة في قيام حلفي الناتو ووارسو، وخبرة ما بعد الحرب الباردة المتمثلة في استمرار، بل وتوسع، حلف الناتو كان قد تم بإرادة ومبادرة أمريكيتين، رغم أن بعض الأصوات في أوروبا الغربية كانت قد بدأت تنادى بإنهاء حلف الناتو بعد زوال حلف وارسو، وهو أمر ما زال في حاجة إلى مزيد من الدراسة والتنظير.

ويمثل السعي إلى زيادة القوة دافعا، أو مبررا، أو هدفا لإنشاء الحلف الدولي. فالدولة عندما تسعى إلى زيادة قوتها تلجأ إلى سياسة التحالف. وهنا تكون سياسة التحالف أقل تكلفة، بالذات من الناحية الاقتصادية، من سياسة التسلح. فزيادة التسلح تحتاج إلى موارد اقتصادية وتكنولوجية عالية أو مكلفة، كما قد تمتد لفترات زمنية طويلة، وهو ما يجعل من سياسة التحالف سياسة منتجة وأقل تكلفة. وهنا تأتى حالة دول أوروبا الغربية التي تحالفت مع الولايات المتحدة الأمريكية في الناتو، وينطبق ذلك أيضا على حالة دول شرق أوروبا التي كانت أعضاء في حلف وارسو السابق. ولكن في حالة الولايات المتحدة الأمريكية، فإن وجود الناتو لم يترتب عليه بالنسبة لها انخفاضا في تكلفة سياسات التسلح، أو سياسة الدفاع على وجه الإجمال. حقا، لقد قادت الولايات المتحدة حركة حلف الناتو ووظفته لتحقيق أهداف سياساتها الخارجية والدفاعية، ولكن ذلك لم يتزامن معه انخفاض في تكلفة التسليح، أو في موازنات الدفاع، التي ارتفعت بمعدلات ضخمة عبر الزمن، وبالذات في العقد الأول من القرن الحالي.
ويضاف إلى ما سبق، أن وجود عقيدة عسكرية متماثلة، أو متشابهة، بين الدول أعضاء الحلف، فضلا عن التشارك في نظم التسلح والتدريب وإدارة العمليات القتالية من شأنها، جميعا، أن تزيد من فرص وإمكانيات نجاح الحلف واستمراره.
كذلك يكون الأساس الفكري أو الإيديولوجي الواحد أو المشترك فيما بين شعوب الدول الأعضاء في حلف واحد عاملا مهما في نجاح الحلف الدولي الواحد وفعاليته.
3-أنماط الأحلاف الدولية:
تتعدد أنماط الأحلاف الدولية وفقا للمعايير المستخدمة في تصنيفها. ومن بين هذه المعايير مدى قانونية الحلف، وإطاره الزمني، والبعد الجغرافي، والهدف من الحلف، وعدد أعضاء الحلف، ومدى علانية الحلف.
ومن حيث قانونية الحلف، توجد أحلاف رسمية وأخرى غير رسمية.والحلف الرسمي يستند إلى معاهدة بتحمل أعضاء الحلف بمقتضاها التزامات قانونية صريحة تتعلق بموضوع التعاون العسكري واستخدام القوة لحماية مصالح الأمن القومي للدول الأعضاء. أما الحلف غير الرسمي فلا يتطلب تعهدا رسميا يقوم على التنسيق والتعاون الرسمي من أجل ردع أو مقاومة عدوان محتمل من عدو مشترك. وتحالف عاصفة الحزم سيكون، إذا نشأ، علنيا.
ومن حيث الإطار الزمني للحلف قد يكون الحلف دائما لا يحدد له أجل زمني معين أو تاريخ معين لانقضائه، والنمط الثاني للأحلاف، هنا، هو الحلف المؤقت الذي يكون له مدة زمنية معينة ينقضي معها، طالت أم قصرت. وتحالف عاصفة الحزم – إذا نشأ- قد يكون دائما أو غير ذلك.
ووفقا لمعيار البعد الجغرافي تنقسم الأحلاف إلى أحلاف بين دول متجاورة جغرافيا، وهى الأحلاف الأقوى بسبب عنصر الجوار، وأحلاف بين دول غير متجاورة. وبالطبع، فإن التجاور الجغرافي يعتبر عنصر قوة حيث يكون التعاون بين الدول الأعضاء لتنفيذ سياسات الحلف أيسر وأكثر فعالية. أما التباعد الجغرافي بين أعضاء الحلف الواحد فهو قد يمثل صعوبة في تنفيذ أعضاء الحلف لالتزاماتهم الدفاعية. وتحالف عاصفة الحزم سيكون، عند نشأته، نموذجا لحلف فيما بين دول يجمعها الجوار الجغرافي المباشر أو غير المباشر.
ومن حيث الهدف، توجد أحلاف دفاعية وأخرى هجومية. والأحلاف الدفاعية هي النمط الغالب على مر التاريخ، وهي تنشأ بدافع الخوف من خطر مشترك يتهدد الدول الحليفة، مما يدفعها إلى التحالف دفاعا عن كيانها الإقليمي وحماية لأمنها القومي. أما الأحلاف الهجومية فتستهدف الإعداد للهجوم على دولة معينة، أو انتهاج سلوك عدائي تجاهها. وغالبا ما تكون هذه الأحلاف الهجومية سرية. وتحالف عاصفة الحزم هو تحالف دفاعي بالأساس، إذ يدافع عن دوله الأعضاء من التهديدات والهجمات الخطيرة لكن دون أن يبادر بأعمال هجومية عدوانية.
ووفقا لعدد أعضاء الحلف تنقسم الأحلاف العسكرية إلى أحلاف جماعية وأخرى ثنائية. والأحلاف الجماعية يزيد عدد أعضائها عن دولتين. أما الأحلاف الثنائية فتقوم بين دولتين اثنتين. ويتزايد احتمال أن يكون الحلف الثنائي قائما بين دولتين ذواتا نظام استبدادي، بينما يكون الحلف الجماعي بين دول لها رصيد من الممارسة الديمقراطية. وهذه نقطة تحتاج إلى مزيد من النقاش.
ومن حيث معيار العلانية هناك أحلاف معلنة وأخرى سرية. وعادة ما تكون الأحلاف السرية ذات طبيعة هجومية تتيح لدولها الأعضاء الاستفادة من عنصر المفاجأة. وتحالف عاصفة الحزم سيكون بالتعريف حلفا علنيا.
4- الأحلاف الدولية: ديناميات الممارسة:
تمثل سياسة التحالف خيارا متاحا أمام صناع قرار السياسات الخارجية والدفاعية. ولسياسة التحالف أساليب تطبيقية متنوعة. وربما يتأثر أداء الحلف والحلفاء، ليس فقط بأهداف الحلف، وإنما أيضا بتطور الحلف و بيان طبيعة المرحلة التي تتخذ فيها القرار، وما إذا كانت مرحلة نمو وأتساع، أم مرحلة تدهور وانخفاض أم مرحلة انقضاء وزوال، ويعتبر حجم الحلف من العوامل أو الديناميات المؤثرة على سلوك الحلف وممارساته.
ومن أساليب الممارسة التي تتبعها الأحلاف الدولية العمل على عرقلة قيام أحلاف مضادة، والحيلولة دون اكتساب الأعداء لحلفاء جدد، وذلك عن طريق التأثير على حسابات الأعداء للمكاسب والخسائر المحتملة. ومن أساليب الأحلاف،أيضا، العمل على تجزئة أو تفتيت الأحلاف المضادة، وذلك عن طريق التفريق بين دولها الأعضاء. وتلجأ الدولة التي ترى أنه ليس بمقدورها منفردة أن تتصدى للأخطار والتهديدات الخارجية التي تتعرض لها، فتسعى إلى اكتساب حلفاء إلى جانبها. وهنا، عندما تدرك الدولة أن قدراتها الذاتية غير كافية لتحقيق أهداف أمنها القومي، أو للدفاع ضد أخطار تحيط بها، فإنها تتجه إلى التحالف مع آخرين حتى تضمن أداء مهمتها في الحفاظ على أمنها القومي بمزيد من الفاعلية عن طريق الحلف الذي تقيمه أو تنضم إليه. وينطبق هذا التحليل بوضوح على حالة دول مجلس التعاون الخليجي، وبخاصة المملكة العربية السعودية التي تقود عملية عاصفة الحزم وتواجه تحديات وتهديدات من إيران ومن الحوثيين باليمن.
ويؤثر حجم الحلف على فعالية أدائه لوظيفته. فزيادة عدد أعضاء الحلف تعنى زيادة للقدرات الكلية للحلف، ومن ثم زيادة فرص نجاحه في تحقيق أهدافه بفاعلية كافية. وفى المقابل، فإن زيادة عدد أعضاء الحلف وكبر حجمه، وإن كان يمثل مصدر قوة لقدراته، فإنه يمثل، أيضا، تحديا يتمثل في تزايد الأعباء والالتزامات الملقاة على عاتق المتحالفين. وهكذا، فإن مسألة الحجم الأمثل للأحلاف تظل مفتوحة لمزيد من الاجتهادات والدراسات العلمية. وتضم عمليات عاصفة الحزم المملكة العربية السعودية التي تلعب الدور الأكبر في مواجهة الحوثيين ليس فقط في اليمن، وإنما أيضا على مناطق الحدود السعودية. وتضم العمليات أيضا دول مجلس تعاون خليجي أخرى ومصر والأردن. ومع تزايد الأعباء والتكاليف يمكن أن ينعكس ذلك بمزيد من التحديات على التحالف الخليجي العربي.
ويترتب على قيام الحلف الدولي التزامات دفاعية، أو هجومية، تتباين من حيث صورها ومضمونها وطبيعتها، تبعا لنص المعاهدة المنشئة للحلف، والوثائق والأوراق الرسمية عن إستراتجيات الحلف التي تصدر دورياً. ومن أهم الالتزامات التي تقع على عاتق المتحالفين، تجاه بعضهم البعض، الدعم العسكري الذي يأخذ أشكالا عدة، منها المشاركة المباشرة في الحرب إلى جانب الحليف، ودعم الحليف تقنيا وفنيا، وتزويده بالمعلومات الاستخبارية، وتدريب أفراد قواته المسلحة، ونصب محطات للتنصت ومراكز للتجسس...إلخ.
وتمر الأحلاف الدولية بمراحل النمو والاتساع، والتدهور، ثم الانقضاء. ومرحلة النمو والاتساع تعقب قيام الحلف، وتعنى تنامي قدرات الحلف وانضمام المزيد من الدول إلى عضويته بما يعنيه ذلك من الحصول على مكاسب إستراتيجية، فضلا عن تنمية قدراتهم العسكرية من خلال زيادة مستويات تسليحهم، ورفع كفاءة عمليات التنسيق فيما بينهم. أما مرحلة التدهور فتسبق مرحلة الانقضاء، وقد تشهد مرحلة التدهور انسحاب بعض الدول أعضاء الحلف منه، أو، على الأقل، تراجع مستوى التزام الدول الأعضاء، بالتزاماتها تجاه الحلف، وانخفاض مستوى مشاركتهم في أنشطته. وينتهي الحلف بتحقيق هدفه، أو بزوال العدو المشترك، أو بتغيرات جوهرية داخل دوله الأعضاء. كذلك ينقضي الحلف عند عجزه عن تحقيق هدفه، أو عن التصدي للمشكلات التي تواجهه، أو عن التكيف مع التغيرات التي تطرأ عليه أو على بيئته. كما ينقضي الحلف إذا حدث تحول في أهداف أو مصالح أعضائه، أو إذا تراجع خطر التهديد الخارجي الذي كان دافعاً لنشأة الحلف.
وليس ذلك مطروحا في حالة عاصفة الحزم، لأن التحالف لم ينشأ رسميا بعد، ويحتاج إلى جهد تنظيمي كبير. لكن الذي يمكن أن يحدث هو أن تنطلق صعوبات وتحديات تحول أصلا دون نشأة حلف عسكري بالمعنى الحقيقي. 

مقالات لنفس الكاتب