; logged out
الرئيسية / السعودية تؤسس لسياسة ردع إيران في منطقة الخليج

السعودية تؤسس لسياسة ردع إيران في منطقة الخليج

الأربعاء، 01 تموز/يوليو 2015

أجمع خبراء في العلاقات الدولية والعلوم السياسية في ندوة نظمها مركز الجزيرة للدراسات تحت عنوان " الخليج: المخاطر والتهديدات وآفاق المستقبل " على خطورة الدور الإيراني في الأزمة اليمنية، وعلى أهمية الدور السعودي في إفشال المخطط الإيراني الذي يستهدف شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج بالكامل عبر إستراتيجية إيرانية موضوعة سلفاً للتوسع على حساب الدول العربية عامة والخليجية خاصة، وأكد الخبراء على ضرورة تفعيل دور مجلس التعاون الخليجي للتصدي للمخططات الإيرانية التي أصبحت مكشوفة ودون مواربة ، جاء في هذه الندوة:
قال الدكتور عبد الله الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت والأستاذ الزائر في جامعة جورج واشنطن إن طبيعة التهديدات التي تواجه منطقة الخليج انتقلت من تهديدات الدول إلى تهديدات لاعبين من غير الدول مثل الحوثيين في اليمن وتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، موضحاً أن الحوثيين يتلقون الدعم من إيران التي أغراها الصمت الخليجي في الماضي واستخدمت أذرعاً في ظل غياب أمريكي عما يجري ، كما أن تنظيم داعش استفاد من ضعف الدولتين في سوريا والعراق ليفرض حدود سيطرته لتصل إلى ما يقارب من نصف مساحة سوريا ونصف مساحة العراق .

ويضيف الشايجي أن دول الخليج هبت بقيادة المملكة العربية السعودية لمواجهة الخطر الحوثي، موضحاً أن الحقبة الحالية هي حقبة مجلس التعاون الخليجي في ظل إقليم يعيش بلا نظام، مشيراً إلى أن السعودية لم تقم فقط بقيادة تحالف ضد الحوثيين وإنما شكلت سداً لردع إيران وأية دولة تريد الهيمنة على المنطقة، حيث تعمل إيران في كل من سوريا والعراق ولبنان دون رادع، وأن التحالف الخليجي سيكون له كلمة في مواجهة هذا النفوذ إضافة إلى مواجهة نفوذ غيران في اليمن، وطالب الشايجي بتفعيل دور مجلس التعاون الخليجي والاعتماد على النفس في الوقت الذي تنشغل فيه الولايات المتحدة بملفات أخرى وتقلص اهتمامها بمنطقة الخليج، بل تعتبر واشنطن أن دور إيران محوري في المنطقة .
من جانبه قال الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر إن عملية عاصفة الحزم التي تحولت لاحقاً إلى إعادة الأمل .. قد ردت الأمل وأعادته لتحرير قضايانا ويكون قرارنا السياسي مستقلاً بعيداً عن الولايات المتحدة الأمريكية التي تم إبلاغها بعملية عاصفة الحزم دون استشارتها بعد أن عجزت عن اتخاذ القرار المناسب، موضحاً أن عملية عاصفة الحزم قادها شباب من المملكة العربية السعودية استطاعوا أن يجمعوا حولهم عدداً من الدول العربية، مشيراً في هذا الصدد إلى أن أهم التحديات التي تواجه عاصفة الحزم هي ممارسة أطراف معينة الضغوط لإيقافها، إما بحجة العوامل الإنسانية، وإما بتحديد المفاوضات السياسية طريقاً لإنهاء الأزمة، وعبر المسفر عن تخوفه من توقف الحرب دون تحقيق نتائج ملموسة متمثلة بتحرير اليمن أو على الأقل أن تتحرر عدن وصنعاء والمدن الرئيسية وعودة الحكومة الشرعية من السعودية.
من جهتها قالت الدكتورة فاطمة الصمادي الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات والمتخصصة في الشأن الإيراني أن إيران الطرف الأهم في المعادلة المعنية بالصراع في المنطقة حيث تتبنى طهران استراتيجيات للتأثير على الأحداث في المنطقة تعتمد على أربعة محاور هي التركيبة وعامل الأرض وعامل الجغرافيا والعامل الإنساني، وعلى سبيل المثال فإن عدد سكان المنطقة التي تقع فيها إيران يبلغ عدد سكانها 500 مليون نسمة، وأن إيران تسعى لأن يبلغ عدد سكانها بحلول عام 2020م، نحو 100 مليون نسمة، وأن لديها 4 ملايين طالب في التعليم العالي و 110 آلاف محاضر ، وأن إستراتيجية إيران في التأثير تتمحور حول بناء النفوذ ، وبناء التأثير طويل المدى وعميق الأثر حيث أصبحت الرقم الأصعب في العراق عن طريق الطائفة الشيعية ، وتخطط لإعادة بناء جيش عراقي ودمج الميليشيات الشيعية فيه .

وتسعى اقتصادياً، للسيطرة على المشاريع المستقبلية لتصدير الغاز والنفط من منطقة وسط آسيا وجنوبها الغربي إلى أوروبا، ومنافسة تركيا في نقل الطاقة إلى القارة الأوروبية. كما تتبنى إيران إستراتيجية الدولة الحامية، فتعمد إلى توظيف التهديدات الإقليمية داخليا لإضعاف أي حراك مستقبلي معارض داخل الدولة، كما تحاول إيران منذ سنوات بناء المركزية الإيرانية في علاقاتها مع المحيط الإسلامي.
وذكرت الباحثة الصمادي أن منطقة الخليج تتقدم سلم أولويات الإستراتيجية الإيرانية، كما تتواجد في كل الساحات التي تتواجد فيها السعودية، إضافة إلى أن دمج إيران في المشهد السياسي الدولي سيؤدي إلى تعزيز نفوذها في الخليج، وأن العراق يحتل مكانة محورية في تحقيق طهران دورها المستقبلي المنشود.

 

مقالات لنفس الكاتب