; logged out
الرئيسية / القومية والمذهبية في السياسة الإيرانية

العدد 99

القومية والمذهبية في السياسة الإيرانية

الثلاثاء، 01 أيلول/سبتمبر 2015

تتسم ما يعرف بجغرافية إيران بالتنوع العرقي الكبير، فهناك العرب والآذريون والأكراد والبلوش واللور والتركمان والفرس والأكراد والقبائل البختيارية والقشقائية ونحو ذلك. وعند التعمق بشكل أكبر نجد أن هناك عنصر آخر يضاف إلى ذلك وهو التنوع الديني والمذهبي في البلاد، حيث نجد المسلمين من السنة والشيعة الاثنا عشرية والصوفية وعلي إلهي وعلي حق والشيخية والاسماعيلية وغيرهم، كما أن هناك اليهودية والزرادشتية والمسيحية والبهائية.

في ظل هذه التركيبة الفسيفسائية، ترتكز سياسة نظام ولاية الفقيه التي تحكم إيران حالياً على بعدين رئيسين هما البعد القومي والبعد المذهبي. وقد سيطرهذان البعدان على توجهات إيران واستراتيجياتها على المستويين الداخلي والخارجي على حد سواء. هذان البعدان يتم استخدامهما من قبل نظام ولاية الفقيه في إيران لتفادي الاستحقاقات الداخلية من خلال الترويج لنظرية تعتمد على بعبع “العدو المتربص” بالبلاد الذي سوف ينّقض عليها إذا لم يتم أخذ كافة الاحتياطات والسبل للتصدي له ودحره بكافة الوسائل.
وفي نطاق الدائرة الضيقة التي يتبناها النظام الإيراني أيديولوجيا وفكرياً ومذهبياً، لقد أفرغت طبيعة النظام الحاكم الشيعية الاثنا عشرية والقائمة على نظرية ولاية الفقيه الاعتراف الدستوري بالأقليات من مضمونه، إذ حرمت شروط الترشح للمناصب السيادية داخل الدولة غير معتنقي الإسلام الشيعي الاثناء عشري من الولوج إليها، كما ظل هناك فراغ قانوني كبير بخصوص ممارسة الأقليات لحقوقها المدنية الكاملة، خاصة، الأقليات السنية والعربية والآذرية والكردية.

الجانب القومي

المستوى الداخلي

من المعلوم أن إيران بلد يتكون من أعراق مختلفة وطوائف وأديان متنوعة، فهناك الفرس في وسط إيران ويشكلون قرابة 48% من مجموع السكان، ثم الأذريون الأتراك في الشمال الغربي ويعتبرون أكبر الأقليات العرقية في البلاد بنسبة تصل إلى 24%من المجتمع الإيراني، ثم الأكراد في غرب إيران بنسبة 10% فاللور في غرب إيران بنسبة 8%، والعرب في الجنوب والجنوب الغربي بنسبة تقدر بحوالي 4%، فالبلوش في الشرق والجنوب الشرقي (2%)، والتركمان في الشمال الشرقي (2%) وآخرون بنسبة 2%. مع التأكيد على أن هذه النسب تختلف من تقرير إلى آخر لعدم وجود إحصائيات رسمية دقيقة في هذا الصدد.
تتركز السلطة في العرق الفارسي أو من تم “فرسنتهم” من الأعراق الأخرى، وهناك منهجية واضحة المعالم تعمل على تغيير التركيبة الديموغرافية في مناطق الأقليات العرقية حتى لا يشكلون أغلبية كبيرة، خاصة في مناطق الأقلية العربية الغنية بالنفط والثروات الطبيعية الأخرى. في البعد القومي، يكون الانتصار في الغالب للعرق الفارسي، كما يكون الانتصار دائما للانتماء المذهبي أيضا. بعبارة أخرى، يتم الانتصار للعرق الفارسي على حساب الأعراق الأخرى، كما ينتصر للمذهب الشيعي على بقية الأديان والمذاهب في البلاد. من جانب آخر، تحرم الحكومة الإيرانية أبناء الأقليات العرقية من حقوقهم اللغوية والثقافية والتاريخية ولا تسمح لهم بالدراسة بلغاتهم الأم، كما ينظر إليهم، في الغالب، كمواطنين من الدرجة الثانية، وتطلق النُكت عليهم بسبب ضعف لغتهم الفارسية ولهجتهم المتأثرة بلغتهم الأم. ينعكس ذلك بشكل كبير على تحصيلهم العلمي وبالتالي لا يمكنهم، في الغالب، المنافسة على الوظائف المرموقة في البلاد أو إكمال دراساتهم العليا.
ومن بين أهم مؤشرات التباين بين حقوق الأقليات وحقوق الفرس في إيران ما يلي:

  1. نقص في المياه وسوء الظروف في بلاد واسعة من حيث الرقعة الجغرافية.
  2. المركزية الشديدة في الإدارة السياسية.
  3. تجاهل مشاركة المجموعات العرقية.
  4. تجاهل مطالب واحتياجات الفئات العرقية في أعقاب حركة التحديث.
  5. عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية بين الفئات العرقية والفرس.
  6. عدم المساواة في التنمية البشرية بين الجماعات العرقية والفرس.
  7. التنمية غير المتوازنة وغير المتناسبة في مناطق الأقليات العرقية.

الفرس 48% من سكان إيران ويستحوذون على كل المقدرات بينما الآذريون الأتراك 24% والأكراد 10% والعرب 4% 

المستوى الخارجي

كانت النزعة القومية خلال الحقبة البهلوية هي السمة الطاغية للنظام الإيراني. كان الشاه يطمح إلى التوسع في المنطقة العربية كما كان يعد إيران بمثابة القوة المهيمنة في المنطقة.
خلال تلك الفترة، تم احتلال الجزر الإماراتية الثلاث. هذا المشروع السياسي الإيراني استمر بعد ثورة 1979، وإن ظهر برداء جديد. تمهيدا لمشروعها التوسعي في المنطقة العربية، تعمد إيران دائما إلى استدعاء التاريخ والجغرافيا بشكل متكرر وممنهج. في هذا الجانب، يظهر البعد القومي جليا في السياسة الخارجية للجمهورية الإيرانية، من خلال الحديث عن حدود الإمبراطورية الساسانية التي كتب الفتح الإسلامي العربي آخر صفحاتها في القرن السابع الميلادي، ولأنه لا يوجد في الوقت الراهن امتداد قومي لإيران في الداخل العربي، وكي لا تهمل البعد القومي لأهداف داخلية بحتة، تروج الماكينة الإعلامية الإيرانية لمزاعم أن اليمن وأجزاء من المنطقة العربية كانت تحت مظلة الإمبراطورية الفارسية، وتنبش في المواقع الأثرية عما تقنع به الرأي العام المحلي لتشكل مزاجاً قومياً داعماً لمشاريع إيران في المنطقة، خاصة أن هذا النظام يدرك جيدا قوة النزعة القومية في الهوية الإيرانية في العصر الحديث.
من هنا، يكثف الساسة والقادة العسكريون هناك حملاتهم الإعلامية التي تسعى إلى إقناع الشارع الإيراني بأن التدخل في العراق وسورية واليمن ليس تدخلاً في الشأن الداخلي لتلك الدول، بقدر ما هو لحماية الأمن القومي الإيراني في المقام الأول، وهذه العبارة تخاطب المخيلة الفارسية بشكل مباشر وشفاف.
علاوة على ذلك، يروج النظام الإيراني لفكرة "العدو المتربص" بالبلاد، من خلال إبقاء أحداث الحرب العراقية-الإيرانية وموقف دول الجوار العربي من ذلك حاضرة دائما في المشهد الشعبي. هذا الدفاع ليس من خلال حماية الحدود الجغرافية لإيران، بل عبر تدمير الخطر في مصدره ويتذكر الجميع تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين حول أن الدفاع عن سورية يعد دفاعا عن إيران وحدودها، والشارع الإيراني يفهم ذلك في هذا الإطار.
على صعيد آخر، يلعب "الآخر العربي" دورا بارزا في المزاج الثقافي والسياسي والديني والتاريخي الإيراني، بل إن العربي يظل الآخر الذي يُعرّف من خلاله الإيراني ذاته وكينونته، ومن هنا، يتم العمل على "شيطنة" دول الجوار العربي وتقديمها بصورة سلبية للغاية، تمثل الطرف المقابل للصورة الإيجابية التي يرسمها النظام الإيراني لنفسه، معتمدا في ذلك على إرث ثقافي يمتد إلى قرون يجعل العربي مثالا للسلبية، والإيراني "الفارسي" عنوانا للإيجابية، الأمر الذي يعطي، في هذا الإطار، قوة تدعم سياسة إيران الخارجية في الداخل الإيراني. ولعل الصور التي رفعها أعضاء الحرس الثوري وقوات البسيج "التعبئة" في مظاهرتهم قبل أسابيع أمام السفارة السعودية في طهران من هجوم ثقافي عنيف على العرب وقيام محمد تقي رهبر، خطيب وإمام الجمعة في أصفهان بترديد الشعارات ذاتها، والقصيدة التي كتبها الشاعر القومي الفارسي "مصطفى بادكوبه اى" التي هاجم فيها السعودية والحرمين الشريفين معنونا لها "اترك الحج"، وزعم أن "الله ليس في كعبة العرب"، وأكد أنه "إذا كنت إنسانا، فلا تذهب إلى الحج"، خير شاهد على اللعب على الوتر العدائي تجاه الثقافة واللغة العربيتين.
يذكر أن هذا الشاعر العنصري كان قبل سنوات قد ألقى قصيدة أخرى في مؤسسة ثقافية حكومية في مدينة همدان غربي إيران بعنوان "إله العرب"، أساء فيها إلى الذات الإلهية في حضور عدد من المسؤولين الإيرانيين، كما تهجم فيها على العرب والإسلام.

هنا نموذج من قصيدة "إله العرب":

أطربني يا صديقي بمثنوي المولوي

فهو جنة السعادة، بدون عزاء العرب

إن جنة نقد العالم في رباعيات الخيام

أفضل بألف مرة من حدائق العرب الحزينة

إن كلام قاندي وشعر هوقو أفضل

من الحديث الذي يأتي من مزاعم العرب (وقد تم حذف بعض الأجزاء لأنه لا يليق نقلها)

إن المتتبع لمعظم الأدبيات القومية الإيرانية ذات النزعة القومية الفارسية التي تصل في كثير من الأحيان إلى الشيفونية العنصرية يظهر العرب في الغالب كشخصيات سلبية كلما تم تصويرهم في مثل هذه النصوص. وبصرف النظر عن السياق، فإن اللغة المستخدمة لوصف العرب ولغتهم وثقافتهم سيئة للغاية حيث غالبا ما يوصفون بالحفاة العراة الذين تطغى عليهم الهمجية والبعيدين كل البعد عن المدنية ويفتقدون لأبسط المقومات الحضارية. في هذا الصدد، يبدو أن النهج التاريخي والأدبييسيران في معا ومتحدان أيضا ويكمل كل منهما الآخر؛ وغالبا ما يكون هناك خطا واضحا بين كتابة أو إعادة كتابة التاريخ والأعمال الأدبية (الروائية والقصصية). إن المشاركة الوجدانية، وتحديد الهوية الإيرانية عبر الأجيال السابقة من الإيرانيين والمشاعر السلبية تجاه العرب، الذين تم تقديمهم كأساس كافة المصائب في المجتمع الإيراني، شائعة في نصوص كلا النوعين.

الدستور الإيراني أقصى كل الأقليات من كافة الوظائف العليا والشيعة والفرس فوق كل المذاهب والديانات والأعراق 

هذا المنحنى يظهرأوجه التشابهبين الحركة الشعوبية التي ظهرت خلال الفترة بين القرن التاسع إلى الحادي عشر الميلادي وتلك الحركةالمعادية للعربالتي ظهرت في العصر الحديث على يدبعض القوميينوالإصلاحيينالإيرانيين، والتي يمكن أن يطلق عليه"الشعوبية الحديثة". وكان الجمع بينمفهومتفوقالجنس الآري فيمعالجاتهم للآخر العربي السامي واختلافه عن الذات الآرية. وبصرف النظر عنالاختلاف العرقي الآري–الساميبينالإيرانيينوالعرب، استخدم الكتاب المحدثينالصورالقديمة الواردة في أدبيات الحركة الشعوبية دون أي تغيير أو إضافة تذكر.على الرغم من أنالعلماء والباحثين لم يتفقوا على ما إذاكانالشعوبية المبكرةكانت بمحرك قومي فارسي أو مجردجدلأدبيبينالشعراء والكتاب العرب والفرس، من المهم هناالتأكيد على أنالقوميينالإيرانيين في العصر الحديثنظروا للحركةالشعوبية المبكرة باعتبارهاهجومقومي إيراني (فارسي)على الحكومةالعربيةالمسلمة. الأهم من ذلك، نظر هؤلاء الكتابإلىالجيش الإيرانيوالانتفاضات الدينيةفي العصور الوسطىضدالحكومتينالأمويةوالعباسية بأنها محاولاتمن القوميةالفارسيةلإحياءالإمبراطورية الساسانيةالتي كتب العرب المسلمونآخر صفحاتها في القرن السابع الميلادي. هذه النظرة منالقوميينالإيرانيين في العصر الحديث تجاه الحركة الشعوبية المبكرة والطريقة التي انعكست بهافيمصنفاتهم الأدبيةتؤكدالربطالذي  قام به هؤلاء الكتاببينالحركتين، على الرغم من الفترة الطويلة جداالتي تفصل بينها. من المهم أيضاأن معظمأتباعالحركة الحديثةكانوا على اطلاع بالنتاج الأدبي للشعوبيين وكانوا، في الغالب، قادرين على القراءة باللغة العربية، لغة معظمالإنتاج الأدبيللحركةالمبكرة،إضافة إلىإلمامهم بطبيعة الحال بما ورد في ملحمة "شاهنامه الفردوسي" التي كتبت باللغة الفارسية،وقد استشهدوا كثيرا بها في أعمالهم، وخصوصا تلك الأبيات التيتناولت الفتحالعربي- الإسلامي. الأمر ذاته، وإن كان بصور وأشكال أخرى ودرجات مختلفة، ينطبق على الأعراق غير الفارسية فيما يعرف بجغرافية إيران.

الجانب المذهبي

المستوى الداخلي

كان النظام السياسي في إيران خلال الحقبة الشاهنشاهية البهلوية يتبنى النهج العلماني والقومي في معظم سياساته، أما بعد ثورة 1979، فقد تم إحلال النهج المذهبي محل ذلك، ونص الدستور للبلاد على الصبغة المذهبية من خلال التأكيد على أن البلاد تتخذ من المذهب الشيعي الاثني عشري منهجا لها. بعبارة أخرى، أقصى الدستور الإيراني الأقليات الدينية والمذهبية في البلاد، وبالتالي فلا يحق لأي من أتباع غير هذا الفرع من الشيعة الوصول إلى المناصب العليا في البلاد سوى كانت تشريعية أو قضائية أو تنفيذية، تعييناً أو انتخاباً.
من جانب آخر، يتم التضييق على أتباع المذهب السني في البلاد ولا يتم تصنيفهم من بين الأقليات الدينية، بحيث يحصلون على مقاعد ثابتة في البرلمان الإيراني أسوة باليهود والمسيحيين والمجوس. من هنا، يعاني أتباع المذهب السني من خلط النظام بين التوجهات السياسية والانتماء المذهبي، بحيث يتم صبغ جميع أنشطة أتباع المذهب بالصبغة المذهبية عند مطالبتهم بحقوقهم السياسية والثقافية ويتم إلصاق تهم “نشر الوهابية” بهم بين الفينة والأخرى، على الرغم أن المطالب لا علاقة بها بالانتماء المذهبي. علاوة على ذلك، فمن يطّلع على شروط وضوابط الحصول على منحة دراسية خارجية أو الحصول على وظيفة أكاديمية في الجامعات الإيرانية أو التوظيف في القطاع العسكرية يجد أن أول شروط ذلك هو “الإيمان بولاية الفقيه اعتقادا وممارسة” وهو ما نصه في اللغة الفارسية “اعتقاد والتزام عملي به ولایة فقیه.” يستثنى من هذا الشرط أتباع الأديان الأخرى، مثل المسيحيين واليهود والزرادشتين (المجوس) أما أتباع المذهب السني فلا يعتبرون أقلية دينية وبالتالي هم المتضرر الأول من هذا الشرط المذهبي الأديولوجي. أما فيما يتعلق بعمل ونشاط التيارات والجماعات السياسية في البلاد وشروط تأسيس حزب أو العضوية فيه فقد حددها مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) بوجوب تحقق أربعة شروط رئيسة أولها الإيمان بولاية الفقيه المطلقة اعتقادا وممارسة (الثلاثة الأخرى هي: حمل الجنسية الإيرانية، تجاوز سن 18 عاما وعدم وجود سوابق جنائية مؤثرة  .
وختاما، تمنع السلطات الإيرانية أتباع المذهب السني من بناء مسجد لإقامة الجمع والجماعات في العاصمة طهران على الرغم من وجود أكثر من مليون ونصف سني يقطنون العاصمة، وبالتالي تكون طهران العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يوجد بها مسجد لأتباع المذهب السني، رغم أن هناك عددا كبيرا من دور العبادة لأتباع الأديان الأخرى مثل اليهودية والمسيحية والمجوسية. الأغرب من هذا كله، أن بلدية طهران قامت مؤخراً بتخريب مبنى كان أهالي طهران من السنة قد قاموا بتجهيزه على نفقتهم الخاص لتقام فيه الصلوات اليومية دون الجمع والجماعات (بسبب صغر حجمه وعدم سماح السلطات لهم بإقامة هذه الجماعات) ليكون مصلى لهم في منطقة "بونك" في قلب العاصمة. هذا التصرف أثار غضب السنة في البلاد وعلى رأسهم إمام وخطيب الجمعة في منطقة زاهدان بمحافظة بلوشستان الشيخ عبد الحميد مولوي الذي وجه رسالة اعتراض إلى السلطات الإيرانية.  إضافة إلى ذلك، خلال زيارته قبل أسابيع لمحافظة كردستان، وضع الرئيس الإيراني حسن روحاني نفسه في موقف محرج عندما سأله أحد الصحفيين السنة عن عدم وجود أي وزير سني في الحكومات الإيرانية المتعاقبة منذ انتصار الثورة في عام 1979م، فتلعثم روحاني ثم اعترف بذلك ولكنه زعم أن هناك من أبناء السنة من وصل إلى منصب سفير. الحقيقة أن هذا غير صحيح فلم يصل سنياً إلى هذا المنصب مطلقاً، وهو ما أثبته أحد الصحفيين الإيرانيين في الخارج أيضا.

تعمل إيران " على شيطنة" دول الجوار العربي وتقدمها بصورة سلبية مقابل رسم صورة مضيئة للنظام الحاكم في طهران

المستوى الخارجي

قبل انتصار الثورة كانت إيران دولة شيعية أيضا، إلا أن البعد المذهبي لم يكن حاضرا في السياسة الخارجية للنظام البهلوي الشاهنشاهي، بل اعتمد على الجانب القومي فقط. بعد ثورة 1979، ووصول الملالي إلى رأس الهرم السياسي والديني في البلاد، استحوذ البعد المذهبي على الصبغة العامة لإيران الحديثة، وتم إطلاق مسمى "الجمهورية الإسلامية" بديلا للملكية البهلوية.
الشيء الوحيد الذي لم يطرأ عليه أي تغيير يتمثل في استمرار المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة، إلا أن المظلة العامة تحولت من الجانب القومي إلى المذهبي فقط. فمنذ انتصار الثورة عام 1979، أخذت إيران تروج وتعمل على مشروع تصدير ما يسمى بـ"الثورة الإسلامية" إلى دول الجوار العربي، ليس خدمة للمذهب الشيعي بقدر ما هو إخفاء للمشروع السياسي التوسعي تحت عباءة المذهبية، وما يعرف في أدبيات النظام الإيراني بـ"حماية المستضعفين" في العالم، وتعني بذلك الأقليات الشيعية على وجه الخصوص، ودونت ذلك في الدستور الإيراني تحت المادة رقم "154".
من هنا، سمحت إيران لنفسها، وفي إطارِ دستوري، بالتدخل في الشأن الداخلي لدول المنطقة، إلا أن الهدف الرئيس ليس الدفاع عن المكون الشيعي أو خدمة المذهب بقدر ما هو استثمار هذه الورقة لتقدم طموحاتها التوسعية في المنطقة.
إلى جانب ذلك، هناك فكرة "الدولة المهدوية" التي تشكل نواة الجانب الأيديولوجي للنظام الإيراني.
تعتمد هذه الفكرة على التخلص مما تطلق عليه بعض أدبيات المذهب "التخلص من الطغاة وإحلال العدل والمساواة" في الدولة المهدوية تحت راية الإمام الغائب.
قام النظام الإيراني بتوظيف هذا الجانب المذهبي توظيفيا يخدم مشروعه التوسعي، من خلال الحديث عن أهمية بعض دول المنطقة، خاصة اليمن والعراق، في تشكل الدولة المهدوية.
من هنا، يركن النظام الإيراني إلى هذا البعد المذهبي للوصول إلى أهدافه السياسية، ولكن تحت عباءة الطائفية الضيقة

 

المصادر:

-         قانون أساسيجمهوريإسلامي إيراني (دستور الجمهورية الإسلامية في إيران)

-         کامران شهسوار،القوميات في إيران والحقوق السياسية

-         كاوه قريشي، پاسخ به روحانی: سفیر أهل سنت نداریم، ( ردا على روحاني، ليس لدينا سفيرا من أهل السنة ) http://www.roozonline.com/persian/news/newsitem/article/-2190e9a801.html

-         محمد السلمي، البعدان القومي والمذهبي في السياسة الخارجية الإيرانية

-         مصطفى بادكوبه اى، إلهه عرب (إله العرب)، https://www.youtube.com/watch?v=6lBufFOqQxs

The World Factbook-Iran      

مجلة آراء حول الخليج