; logged out
الرئيسية / تنظيم الدولة الإسلامية في العراق: الحقيقة الغائبة

العدد 100

تنظيم الدولة الإسلامية في العراق: الحقيقة الغائبة

الخميس، 01 تشرين1/أكتوير 2015

منذُ خمس سنوات خلت، حظيت الرؤى الفقهية والتطبيقات العملية التي أضطلع بها ( تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام)،على اهتمام واسع النطاق من قبل رؤساء الدول،والمنظمات الإقليمية والدولية   وقادة الفكر والإعلام في مختلف دول العالم،وعكس هذا الاهتمام مُفارقة بين الوصف الإعلامي وبين الحقيقة الغائبة عن هذا التنظيم، وتتلخص هذه المفارقة في غياب الوصف الحقيقي لهذا التنظيم المتطرف  وإشاعة التسمية الإعلامية التي أطلقها  خصوم هذا التنظيم عليه والتي تجلت بكلمة (داعش) ، والتي لا تمت بصلة بهذا التنظيم من الناحيتين الدينية واللغوية.وقددرجت وسائل الإعلام العربية والدولية على استخدامها، اختصاراً للاسم الطويل لتنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، على نطاق واسع حتى كاد يختفي اسم التنظيم الحقيقي وراء الاسم المنعوت، والذي حمل دلالات الرفض والازدراء للتنظيم الذي يريد فرض رؤاه الفقهية على الناس بالإكراه .

 ومما أضفى على التسمية ضبابية أكثر استخدام وسائل الإعلام الأجنبية، وبخاصة  الغربية كل بحسب لغتهاللفظ ذاته بقلب الحروف العربية إلى اللغةالوطنية المترجم إليها، وعلى سبيل المثال استخدم تعبير(ISIS)، اختصاراً لترجمة الاسم إلى الإنجليزية (Islamic State of Iraq and Syria)، مما أدى إلى إشاعة اسم آخر لهذا التنظيم.وهكذا تغير الاسم بحسب اللغة المستخدمة ،فظهر له اسم باللغة العربية وآخر بالتركية وثالث بالإنكليزية ... الخ، مما أدى إلى غياب الحقيقة عن الدور الخطير لهذا التنظيم .

  • الخلفية التاريخية:

منذ بدايات القرن الماضي ظهرت نشاطات لتنظيمات سياسية اعتمدت الاتجاهات الدينية في الوطن العربي ( المتطرفة والجهادية)، ومنها على سبيل المثال : حركة الإخوان المسلمين في مصر  التي تأسست عام

1928 بزعامة حسن البنا، وتشكل فرع لحركة الإخوان المسلمين في العراق في مدينة الموصل عام 1948م،

كما تأسس حزب الدعوة الإسلامي في العراق عام 1959 م، ( نبيل الحيدري : حزب الدعوة في الميزان :http://al-nnas.com/ARTICLE/NalHaydari/ ) وتأسست حركة المقاومة الإسلامية لتحرير فلسطين ( حماس) في 6 ديسمبر 1987 م، بزعامة الشيخ أحمد ياسين( حركة حماس : http://www.aljazeera.net/). كما تأسس حزب الله اللبناني في 16 فبراير 1985 م، (قاسم قصير ، نشأة حزب الله : https://alwatan.wordpress.com/). وفي عام 1988 م، أسس أسامة بن لادن "منظمة القاعدة " وانفردت بكونها حركة دعوة جهادية أصولية إسلامية متطرفة عابرة للحدود القومية ،ورفعت لواء الجهاد لمقارعة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان واستهدفت إعادة تشكيل الخلافة الإسلامية .وسرعان ما غيرت توجهاته لاستهداف المؤسسات الأميركية في العالم ،ومن ثم تنفيذأحداث 11 سبتمبر 2001 م،  مما أدى لتوصيفها بكونها منظمة تستهدف نشر الإرهاب الدولي .

وقد اختلفت الدولالتي تحالفت لمواجهة الإرهاب في تعريفها للإرهاب، وانقسمواحيالكيفيةالتعاملمعهذهالظاهرة،وينطبقهذاعلىحلفشمالالأطلسي،ليسفقطبينالولاياتالمتحدةوبيندولالاتحادالأوروبي،ولكنكذلكبيندولأوروباالغربية،ودولأوروباالشرقيةالمنضمةحديثاًلحلفشمالالأطلسي. فعلىسيبلالمثال،اعتمدتالولاياتالمتحدةفيمواجهتهاللإرهابعلىالأداةالعسكرية،فيحينأنالدولالأوروبيةتعاملتمعهمنمنظور "اقترابإدارةالمخاطر"،أيأنالإرهاببمنزلةخطر ينبغيإدارتهلتجنبتهديداتهواحتواءالتداعياتالمترتبةعلىانتشاره،كماأنمواجهتهليستحرباًيجبالانتصارفيها. ويضافإلىماسبقاختلافإدراكالتهديدبينالدولالأعضاءفيالاتحادالأوروبي،فليسهناكإدراكموحدلمصادرالتهديد،( شادي عبد الوهاب : عوائق الفاعلية ، ص37)، فعلىسبيلالمثال،نجدأناستطلاعاتالرأيفيأغلبدولأوروباالشرقيةلاتظهرأيتهديدمنالتهديداتالنابعةمنالجماعاتالإرهابيةالمتطرفة،باعتبارهاأحدمصادرتهديدأمنهاالقوميوذلكنظراًلخلوتاريخهامنمثلهذهالتهديدات،فيحينأنمصادرالتهديدالأساسيلأمنهذهالدولنابعةمنالسياساتالإقليميةلروسياوأمنالطاقة،وليسالإرهابالعالمي.

  • مراحل تطور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق:

أولا.كتائب التوحيد والجهاد في العراق :أفرزت المرحلة التي أعقبت  احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية في 9 ابريل 2003م، ظهور العديد من التيارات الدينية المتشددةوعملت على مواجهة الاحتلال وإعادة تأسيس ما يسمى بدولة(الخلافة الإسلامية ") ومثل هذا الاتجاه تنظيم القاعدة والمنظمات المنشقة عنه لاحقاً إلا أن انتشار التيارات الدينية شديدة التطرف، وتحولها من منظمات إرهابية عملت بصورة سرية  في بادئ الأمر ،ومن ثم تحولت إلى ميليشيات مسلحة سيطرت على أرض وموارد وقطاع من الشعبوبدأت بطرح أفكار حول إعادة إحياء( دولة الخلافة الإسلامية)، من خلال تبني منهج مرعب يستهدف بإحداث تصدعات هائلة في بنية الدول، وبخاصة بعد تأسيس تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في عام 2004 م، (كتائب التوحيد والجهاد) بزعامة الأردني أبو مصعب الزرقاوي ،والتي قامت  بشن هجمات فردية ومنظمة ضد القوات الأميركية في بادئ الأمر وسرعان ما تطورت لاستهداف المؤسسات المدنية والعسكرية للدولة العراقية. وتجلت خطورتها في كونها استهدفت دول قادرة على الحفاظ على أمن مواطنيها وتطوير اقتصادياتها، وضمان الحياة الطبيعية لشعوبها فتلك التيارات مثلت  خطراً  عليها، وبخاصة بعد تدخل تيارات إسلامية أخرى ،خططت لمواجهتها من جانب ، ولإرساء أيديولوجيات ثيوقراطية مضادة لها من حيث المناهج والتطبيقات .

ثانيا. الدولة الإسلامية في العراق: وبعد مقتل الأردني ( أبو مصعب الزرقاوي) بغارة  للطائرات العسكرية الأميركية على معقله في محافظة ديالى، حصل انشقاق عن تنظيم القاعدة بتأسيس ما يسمى ( بالدولة الإسلامية في العراق) بتاريخ 15 نوفمبر 2006م، بزعامة( أبو عمر البغدادي ـــ حامد داود الزاوي) ، لرفض (منظمة القاعدة )، فكرة تأسيس الدولة الإسلامية، وتشديدها على استهداف القوات الأجنبية المحتلة في العراق، فيما خالفت (الدولة الإسلامية ) هذا التوجه(هشام الهاشمي ، عالم داعش، ص132).مما خلق فجوة  بين اتجاهين متضادين بين كلا التنظيمين المتشددين.

ثالثا. الدولة الإسلامية في العراق والشام : بتاريخ 19 أبريل 2010 م، قتل (أبو عمر البغدادي ـــ حامد داود الزاوي ) من قبل الطائرات الأميركية في منطقة الثرثار شمال بغداد ، وتم مبايعة (أبو بكر البغدادي ـــ إبراهيم عواد إبراهيم البدري السامرائي)، لرئاسة ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق وبتاريخ 8 أبريل 2013 م، أعلن أبو بكر البغدادي عن تحالف من عدة منظمات جهادية ما يسمى بــ ( الدولة الإسلامية في العراق والشام )، والتي عُرفت إعلاميا  بـ (داعش).وقد أكد مجلس الأمن الدولي بموجب قراره المرقم 2170 في 15 آب/ أغسطس 2014 م، ذلك الانشقاق وذلك بموجب الفقرة (18) من القرار المذكور والتي نصت :( يلاحظ أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام جماعة منشقة عن تنظيم القاعدة، ويشير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة مدرجان في قائمة الجزاءات المفروضة على تنظيم القاعدة ...) وعموما، تميز تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بتطبيق عدة خطوات عملية لعل أهمها الآتي :

  1. الميدان السياسي:اعتمدت غالبية التنظيمات الإسلامية المتشددة خطاب ديني متشدد ، يستلهم عنفوان الدعوة الإسلاميةالتي اعتمدت في صدر الدولة الإسلاميةومحاولة إحياء تلك التوجهات الصادقة التي ساهمت بنشر المثل السماوية العليا للإسلام، إلا أن الخطاب الديني لغالبية هذه الحركات سرعان ما تراجع وبشكل تدريجي، ليتحول مع مرور الزمن لتثبيت المواقف وبهدف استمالة الشباب لتنظيماتها. وانفردت منظمة القاعدة التي شكلها أسامة بن لادن والتنظيمات الإسلامية المتشددة التي انطلقت في إطارها، وبخاصة بعد أحداث 11سبتمبر 2001 م، وما أعقبها بقيام القوات العسكرية للولايات المتحدة الأميركية باحتلال أفغانستان بعد  7 أكتوبر 2001 م، ومن ثم احتلالها للعراق في 9 أبريل 2003 م، مما هيأ الأرضية الذاتية والموضوعية للحركات الإسلامية المتشددة  للتوسع والانتشار .

    ولعل من أشهرالمصادر التي اعتمدتها الحركات المتشددة وضمنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، هو الكتاب المنسوب لأبي بكر ناجي،والموسوم (إدارة التوحش: أخطر مرحلة تمر بها الأمة ) ــــــ وإن كانت لم تعلن ذلك بصراحة، إلا أن سلوكياتها الميدانية في العراق وسوريا، تعكس ذلك التوجه لإدارة التوحش ـــــويلخص المذكور جوهر فكرة إدارة التوحش بكونها( المرحلة القادمة التي تمر بها الأمة، وتعد  أخطر مرحلة فإذا نجحنا في إدارة التوحش ستكون تلك المرحلة هي المعبر لدولة الإسلام المنتظرة منذ سقوط الخلافة ـــــ وإذاأخفقنا ـــــ لا يعني ذلك انتهاء الأمر ولكن هذا الإخفاق سيؤدي لمزيد من التوحش...َ!!!) (أبي بكر ناجي ، إدارة التوحش، ص11)،وتسعى الحركات الإسلامية المتشددة تحقيق أهدافها عبر ثلاث مراحل رئيسية:

o       المرحلة الأولى،مرحلة(شوكة النكاية والإنهاك): وتستهدف تشتيتجهود الخصم والعمل على جذب شباب جدد للعمل الجهادي وتدريبهم عبر العمليات العسكرية الصغيرة .

o       المرحلة الثانية، مرحلة (إدارة التوحش):ويتم العمل خلالها على الاستمرار  بالنكاية والإنهاك بقدر الإمكان وإنشاء شبكة دعم لوجستي لمناطق التوحش المدارة من قبل هذه الحركات.

o       المرحلة الثالثة،(مرحلة شوكة التمكين ): وتستهدف قيام الدولة الإسلامية المنشودة. وفقا لهذه المنطلقات المتشددة(أبي بكر ناجي ، إدارة التوحش، ص16و17).

  1.  الميدان العسكري :بتاريخ 10 يونيو  2014 م، سيطرت قوات ما يسمى (بالدولة الإسلامية في العراق والشام ) على محافظة نينوى، ثاني أكبر المدن العراقية بما فيها مبنى المحافظة بمدينة الموصل والمطار والمصارف، ومقرات القنوات الفضائية ومنشآت اقتصادية عديدة، وحقول النفط، ثم واصلت توسعها باتجاه محافظتي كركوك وصلاح الدين والسيطرة على المدن فيها ، وصولا لأطراف محافظة أربيل(فكرت نامق عبد الفتاح: قضايا سياسية، ص2).وبتاريخ 16 مايو 2015 م، احتل تنظيم الدولة الإسلامية محافظة الأنبار، وبذلك فرض هذا التنظيم سيطرته على مساحة تتجاوز ثلث مساحة العراق وأحكم سيطرته العسكرية على كل مدن غرب العراق المحاذية لسوريا والأردن .

داعش يسيطر السيطرة على ثلث العراق ويتبع استراتيجية عابرة للحدود ويستهدف المناطق الرخوة

 إدارة التوحش أخطر منهجية إرهابية لداعش لها ثلاثة مستويات تبدأ بالإنهاك وتنتهي بالتمكين

 جيش داعش قوامه 31.500 ألف مقاتل ومرتبات المتطوعين الأجانب بين 1200 و1400 دولار

 اختلاف الأسماء المترجمة  لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أدى إلى غموض دوره الخطير 

   وما يعضد النشاط العسكري لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام استقبالها لمتطوعين انتحاريين من (80) دولة.واستنادا لتقرير نشرته صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية في 9/2/2015م، تصدرت القارة الأوروبية المرتبة الأولى من حيث إعداد الملتحقين بهذا التنظيم ، فيما احتلت دول الخليج العربي أدنى مرتبة في هذا المضمار . فيما ذكر تقرير نشرتهوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (قناة الحرة الأميركية في 23/ 7/ 2015 م) فقد بلغ عدد مسلحي تنظيم  (الدولة الإسلامية في العراق والشام) نحو  (31,500) مقاتل ، وهو عدد يفوق جنود جيوش دول سياديةكما انضم العديد من المقاتلين لهذا التنظيم لدواعٍ اقتصادية. ففي سورية، على سبيل المثال، تخلّ بعض مقاتلي الجيش السوري الحر عن مواقعهم، التي كانت تُدِرّ عليهم (60) دولاراً شهرياً، للانضمام إلى جبهة النصرة، التي عرضت عليهم (300) دولار شهرياً، ثم التحقوا فيما بعد بتنظيم الدولة الإسلامية الذي عرض عليهم رواتب أعلى، عبر جذب الأعضاء الأجانب، ليس فقط كي يصبحوا مقاتلين بل أيضاً مقيمين، حيث  يعتبر الأجانب عناصر جذابة، لأنهم غالباً ما يحوزون على مهارات قد تمكّن داعش من تحقيق هدفه بإقامة دولة مستدامة. ولذلك يُعرض على الأعضاء الأجانب، مثل التكنوقراط، رواتب أعلى من الأعضاء المحليين (1200 دولار و1400)، دولار شهرياً على التوالي، إضافةً إلى علاوات عائلية (فكرت نامق عبد الفتاح : قضايا سياسية، ص15).

  1. الميدان الاقتصادي: عقب سقوط محافظة نينوىتعرض الجيش العراقي والمؤسسات الأمنية  الأخرى لخسائر كبيرة جدا عقب سيطرة  ما يسمى بقوات  الدولة الإسلامية على الموصل حيث انهارت ست فرق عسكرية ، وبحسب توصيف  السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق ( لقد انهار الجيش الذي دربته أمريكا وأنفقت عليه بلايين الدولارات ، جهد سنوات انتهى خلال 24 ساعة ) صحيفة الحياة ، لندن ، 8 فبراير 2015م).وعندئذ فرض تنظيم الدولة الإسلامية سيطرته  على سبعة حقول نفطية وهي:{عجيل ، وحمرين ، والقيارة ،و بلد، وعين زالة ، وبتمة وحقل نجمة } (,(eia),Country Analysis Brief: Iraq, January 2015,p 2.p 3.) ومن ثم تعطيل الإنتاج النفطي منها. ,وقد استطاع العراق تعويض النقص الحاصل في توقف إنتاج حقوله النفطية السبعة التي سيطر عليها تنظيم( الدولة الإسلامية ) في محافظتي الموصل وصلاح الدين عبر زيادة إنتاج حقوله النفطية الجنوبية ، كما لا يزال إنتاج الحقول النفطية في سوريا والبالغ نحو (560) ألف برميل يومياً متوقفاً بعد سيطرة  قوات (الدولة الإسلامية ) على حقل( جزل) النفطي في ريف حمص وعلى حقلي{ الهيل والارك} للغاز الطبيعي قرب مدينة تدمر في شهر مايو 2015 م، (صحيفة العرب، في 29/5/2015م) (وفقا لإحصاءات شركة البترول البريطانية للعام 2014م)، توقف   الإنتاج  النفطي في سوريا وحتى الوقت الحاضر (سبتمبر 2015م).

في ضوء ما تقدم ، نستنتج وباختصار مركز ، الآتي :

أولا. يمثل تنظيم الدولة الإسلامية ، تحدياً خطيراً لمؤسسات الدولة والسلطة في العراق ، كونه انتقل عقب فرض سيطرته على أكثر من ثلث مساحة العراق، من تنفيذ الأعمال الإرهابية الفردية إلى مرحلة مسك الأرض ومقاتلة الجيش العراقي ، ومن ثم شرع بتأسيس نواة لمشروعه بإحياء"الدولة الإسلامية" استناداً لمفاهيم (إدارة التوحش)، بكل ما تعنيه هذه الفكرة المقحمة على الدين الإسلامي من تأثيرات خطيرة في كل ميادين الحياة وبخاصة الميدان الاجتماعي .

ثانياً. كما تتجلى خطورة تنظيم الدولة الإسلامية،بإتباعهاستراتيجية ذات توجهات عالمية عابرة للحدود الإقليمية والدولية للدول العربية والإسلامية، وبذلك فإنه لا يمثل تحديا حصريا للأمن القومي العراقي فحسب،بل لغالبية الدول العربية والإسلامية ، مما يتطلب رفع مستويات التأهب والاستعداد وبمستوى متقدم ، وبما يتناسب مع حجم التهديد الذي يمثله هذا التنظيم في المدى المنظور .

ثالثاً. ومع كل ما يمتلكه (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق ) من عناصر قوة ، وبخاصة امتلاكه لآلاف الانتحاريين المستعدين للموت طواعية، إلا انه ركز في أنشطته الإرهابية في المناطق الرخوة سياسياً وأمنياً ، كما حصل في العراق وسوريا، وما عداها سيلجأ باستمرار للعمليات الفردية . لذلك فكلما تماسكت مؤسسات الدولة والسلطة، يتراجع دور هذا التنظيمسواءً أكان ذلك في المدى القريب أم على المستوى الاستراتيجي . 

مجلة آراء حول الخليج