array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 103

اجتماع المعارضة السورية في الرياض: قوة الإرادة .. وصدق النوايا

الأحد، 03 كانون2/يناير 2016

 

انطلاقاً من جهود المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة السورية التي طال أمدها، وفي إطار جهودها المستمرة لإرساء قواعد الحل الدائم في هذه الدولة الشقيقة التي تعيش معاناة غير مسبوقة, بين قتل، وتهجير قسري، وتدخلات أجنبية جعلتها ساحة حرب مفتوحة لتصفية الشعب السوري.. استضافت المملكة العربية السعودية بالرياض يومي التاسع والعاشر من ديسمبر الماضي مؤتمر أو اجتماع المعارضة السورية، وكانت النتيجة لأول مرة تتفق جميع أطياف المعارضة اتفاقًا ووفاقًا، الأمر الذي شكل منعطفاً تاريخياً وسياسياً واستراتيجياً مهمًا على طريق إنهاء هذه الأزمة التي طال أمدها، وأسفرت عن نتائج غير مسبوقة ومنها تشكيل الهيأة العليا التفاوضية والإقرار بالحل السياسي للأزمة والتفاوض مع النظام السوري، واختارت رياض حجاب رئيس الوزراء السوري السابق منسقاً عاماً لهذه الهيأة في التفاوض على مستقبل سوريا مع النظام السوري وفقاً لمقررات المؤامرات الدولية ذات الصلة بقضيتهم ومنها مؤتمر جنيف "1"، وضمت هذه الهيأة 34 عضواً.

وبعد اختتام جلسات مؤتمر المعارضة السورية بالرياض، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ المشاركين في المؤتمر وتحدث معهم بوضوح وأخوية ، وشرح موقف المملكة ومطالبها وأمنياتها لسوريا، حيث أكد ـ أيده الله ـ أن المملكة العربية السعودية تريد جمع الكلمة، وأن تعود سوريا إلى ماضيها، وإنها  ستظل عزيزة علينا وما يهمنا هو صمودها ومنعتها، مشدداً على" نحن نريد الخير لكم، نريد جمع الكلمة، ولسنا في حاجة لأي شيء إلا أن نكون جميعاً يدًا عربيةً واحدةً، نحترم بعضنا البعض، ونحترم كافة الأديان من أجل خدمة ديننا وعروبتنا، وجزيرة العرب".

 ولقد ثمن رياض حجاب مواقف ودعم المملكة العربية السعودية للشعب السوري في كلمة أمام الملك سلمان بن عبد العزيز نيابة عن وفد المعارضة السورية قال فيها" لقد وجدنا في رحابكم وعند كل أشقائنا في المملكة العربية السعودية ما كنا نأمله ونتوقعه من الدعم الأخوي الكريم، وذلك ساعدنا على توحيد رؤية المعارضة وترسيخ رؤية الحل السياسي في هذا المؤتمر الذي  عبرت فيه المملكة العربية السعودية عن كونها رائدة الأمة والأمينة على العروبة وعلى المسلمين وعلى كل شيء ينتمي إلى هذا الوطن الكبير الذي لم تستطع الحدود السياسية أن تفرق بين شعوبه لأنه شعب واحد بلغة واحدة وثقافة واحدة مشتركة وتاريخ مجيد واحد.

 وأضاف حجاب: ندرك أن يد الحزم التي امتدت إلى اليمن لإنهاء الظلم والاستبداد فيه سرعان ما تحولت إلى إعادة الأمل، وهذا ما يمنح شعبنا في سوريا مزيداً من الأمل في صلابة الموقف السعودي وفي حرصكم على وحدة سوريا وعلى وقف نزيف الجراح، كي يستعيد الشعب السوري أمله في حياة كريمة، وبناء دولة مدنية ينتهي فيها الظلم والاستبداد.

 وجاء البيان الختامي للمؤتمر مهماً وقوياً وجامعاً، فقد عبر ـ كما جاء في نصه ـ شارك في هذا الاجتماع رجال ونساء يمثلون الفصائل المسلحة وأطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج وينتمون إلى كافة مكونات المجتمع السوري من عرب وكرد وتركمان وآشوريين وسريان وشركس وأرمن وغيرهم بهدف توحيد الصفوف والوصول إلى رؤية مشتركة حول الحل السياسي التفاوضي للقضية السورية بناء على جنيف "1" والقرارات الدولية ذات الصلة ، وحمل البيان تعهد الجميع بالعمل على الحفاظ على مؤسسات الدولة، كما شددوا على رفضهم للإرهاب بكافة أشكاله ومصادره بما في ذلك إرهاب النظام وميليشياته، مع رفض تواجد كافة المقاتلين الأجانب، وشددوا على أن حل الأزمة السورية هو سياسي بالدرجة الأولى وفق القرارات الدولية مع ضرورة توفر ضمانات دولية لذلك، وأبدى المشاركون استعدادهم الدخول في مفاوضات مع ممثلي النظام السوري استناداً إلى بيان جنيف وبرعاية وضمان الأمم المتحدة وبمساندة المجموعة الدولية لدعم سوريا وخلال فترة زمنية محددة يتم الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة . كما توافق المشاركون عن قبولهم تشكيل هيأة عليا للمفاوضات من قوى الثورة والمعارضة السورية مقرها مدينة الرياض تكون مرجعية المفاوضين مع ممثلي النظام السوري.

  وكان وفد المعارضة قد توصل إلى هذا الاتفاق التاريخي دون تدخل أو توجيه سعودي، باستثناء إدارة موفقة للاجتماع  من الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث الذي قال في المؤتمر الصحفي الذي تم عقده بعد توصل المعارضة السورية إلى الاتفاق التاريخي، أنه شارك في المؤتمر وأدار جلساته بصفته مستقل، فمن المعلوم أن مركز الخليج للأبحاث مؤسسة بحثية مستقلة، ومن باب الرغبة الملحة لي ولكل سعودي وعربي مخلص لإنهاء مأساة الشعب السوري، وتوحيد كلمة المعارضة بمختلف أطيافها، حيث كان اختلاف فصائلها مدعاة لتملص النظام من التفاوض، وشماعة لانتهاك أراضي هذه الدولة العربية ذات السيادة والتاريخ من قوى إقليمية وخارجية وجماعات إرهابية مجهولة التوجهات والميول والأهداف، وتحولت سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية وبسط النفوذ والهيمنة. 

وكانت جهود الدكتور عبد العزيز بن صقر كبيرة وواضحة في إنجاح هذا الاجتماع، وهذا ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية التي نشرت النص الكامل لكلمته في افتتاح الاجتماع، ووصفت تلك الوسائل هذه الكلمة بأنها (ألفت بين قلوب السوريين)، وقد بدأت هذه الكلمة بالترحاب، ثم انتقلت إلى الأمل، ثم ركزت على  الهدف، وذُكرت المعارضة السورية بما يحيط بوطنهم والأمة العربية من تحديات ومخاطر، وطالب جميع الأطراف بتقديم التنازلات من أجل الوطن الذي هو أثمن وأغلى ما يملكه الإنسان بعد دينه.

 وحول هذه الكلمة التي ألفت بين القلوب، يقول الدكتور عبد العزيز بن صقر: لقد كتبتها بسرعة كبيرة ودون تردد أو انتقاء مفردات حيث كان نصب عيني الشعب السوري الكريم الذي يعاني القتل والتعذيب، والتشريد القسري، ووجود الميليشيات التي استباحت حرمة الدين، والشعب، والأرض، والإنسانية، وكذلك صورة الدول التي تتاجر بدماء وآلام البشر سعياً وراء النفوذ والسيطرة ولو فوق الجثث والأشلاء. لذلك خرجت الكلمات من القلب لتجد مكانها بين قلوب الأخوة السوريين.

  وشكر الدكتور عبد العزيز بن صقر الجهود الصادقة والمخلصة والأمينة التي بذلتها الجهات المعنية في المملكة والتي أدت إلى هذا التوافق والوفاق، وقال هذا ليس بمستغرب على المملكة وقيادتها التي طرحت العديد من المبادرات، واستضافت الكثير من المؤتمرات والاجتماعات لنصرة الحق والحفاظ على سلامة الشعوب الشقيقة والصديقة، متمنياً التوفيق لأبناء الشعب السوري الشقيق.  

مقالات لنفس الكاتب