array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 116

إسرائيل المستفيد من الوضع العربي بعد الثورات وظهور الإرهاب القوة العسكرية الإسرائيلية: التوازنات الإقليمية بعد الربيع العربي

الإثنين، 06 شباط/فبراير 2017

المقصود بالتوازنات الإقليمية هو ما ينشأ في العلاقات بين الدول وغيرها من الفاعلين الآخرين في نفس الإقليم، من التفاعلات وعلاقات قوة ناتجة عن تطور موازين القوى العسكرية، والاقتصادية، والثقافية، والعلمية التكنولوجية. وهذه التوازنات الإقليمية موضع الدراسة هنا هي التوازنات الشرق الأوسطية، أي التي تنتج عن تفاعلات القوى الإقليمية في الشرق الأوسط، وعلى وجه التحديد فيما بين إسرائيل وغيرها من القوى الإقليمية الرئيسية في المنطقة، وبالذات الدول العربية المجاورة لفلسطين وإسرائيل، خاصة مصر، وسوريا، والأردن، ولبنان، والدول الواقعة عند مدخل البحر الأحمر.

وبخاصة اليمن، ولأنه قد حدث تطور علمي وتكنولوجي مهم في منظومات التسلح، وبالذات في المدى المكاني لها، فإن ثمان دول عربية أخرى ليست على جوار مباشر مع إسرائيل، ولكنها تدخل طرفاً في التوازن الإقليمي العربي-الإسرائيلي، مثل المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، وذلك بشكل مباشر أو غير مباشر. ولا يقوم التوازن الإقليمي على التوازن في القدرات العسكرية فقط، بل يقوم أيضاً، على التوازن في القدرات الاقتصادية، والقوة الثقافية، والقوة العلمية التكنولوجية. ورغم أهمية العناصر الاقتصادية والثقافية والعلمية التكنولوجية في تحديد مستوى التوازن، أو عدم التوازن، إقليمياً، أو دولياً وينطبق ذلك، بطبيعة الحال، على حالة إسرائيل، و حالة الدول العربية، فإن هذا المقال العلمي ينشغل، أساساً بالإطار الإقليمي العربي – الإسرائيلي، وبالذات في مجال القوة السكرية وبشكل أكثر تحديدًا، ننشغل هنا بدراسة القدرة العسكرية الإسرائيلية، وتطورها في مرحلة ما يسمى بثورات الربيع العربي في سنواتها الست الماضية، وهل استفادت دولة إسرائيل من الضعف، أو الانهيار، الذي لحق بعدد من الدول العربية في عناصر قوتها المختلفة خلال تلك المرحلة؟، وكيف يؤثر ذلك على التوازنات الإقليمية التي تقوم على علاقات القوة بين الدول العربية و إسرائيل، وعلى التوازنات التي تقوم بين أطراف إقليمية أخرى مثل إيران وتركيا مع إسرائيل أو دول عربية. ولأن ذلك الإطار الإقليمي الشامل يحتاج على العديد من الدراسات، فإننا سوف نركز هنا على التوازن العربي الإسرائيلي في المجال السكري، وبالذات في بلاد الربيع العربي.

الصراعات العسكرية والحروب قد تتأثر بعوامل عسكرية بطبيعة الحال، ولكنها قد تتأثر كذلك بعوامل غير عسكرية. فوجود أزمة مالية أو اقتصادية تعاني منها دولة طرف في الحرب قد يكون لها أثر قوي على نتيجة الحرب. والجغرافيا السياسية بعناصرها المختلفة، مثل الحجم الجغرافي للدول وطبوغرافيا الأرض، وطبيعة المناخ، كلها عناصر جغرافية بالغة الأهمية في السياسة الاستراتيجية للدولة، بما في ذلك مدى قوتها القومية في مجالات الحياة المختلفة، وبالذات في إدارة الحروب. وفي هذا السياق تمكنت روسيا من توظيف جغرافيتها السياسية لهزيمة نابليون ثم هتلر في حربين كبيرتين كانت أولهما أوروبية وثانيتهما عالمية.

ورغم أهمية أثر العناصر غير العسكرية في دراسة وتوظيف قوة الدولة. فإن هذا المقال يركز على العناصر المباشرة للقوة العسكرية. وتتضمن تلك العناصر حجم القوات المسلحة للدولة، وخبراتها الحربية، ومدى توافر الأموال للإنفاق عليها، وبرامجها التدريبية، ووضوح عقيدتها العسكرية، وحجم منظومات أسلحتها، وقدراتها في مجال صناعة وتطوير أسلحتها. ودقة وكفاءة العلاقات التدريبية والعملياتية لمنظومات تسلحها ومدى عمق وسلامة علاقات جيشها مع جيوش دول أخرى. ومن ثم ينشغل هذا المقال بتأثير الربيع العربي على علاقة القوة العسكرية بين إسرائيل والدول العربية، وبخاصة التي كانت منها طرفًا مباشرًا في الحروب العربية – الإسرائيلية، وهي مصر، وسوريا، والأردن أو تلك التي قامت بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وبين إسرائيل وحركة حماس في غزة، أو التي قامت بين إسرائيل والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية خلال الانتفاضتين الأولى والثانية. ورغم أن ما نتج عن الربيع العربي من أزمات أو حروب أهلية ليس لها علاقة بالصراع العربي – الإسرائيلي، ولم تكن إسرائيل طرفاً فيه، فإن نتائجه وتأثيراته على التوازنات الإقليمية مهمة وقوية، بما في ذلك توازن القوة العربية الإسرائيلية. ومن عناصر القوة العسكرية القدرة على التخطيط العسكري الكلي والوطني الشامل، ثم على مستوى كل من الأفرع والأسلحة، والأجهزة العسكرية التي تشكل معاً القوات المسلحة للدولة. والتخطيط العسكري يتم أو يجب أن يتم على مدى زمني طويل أو متوسط أو قصير. ومن العناصر المهمة للقوة العسكرية للدولة عنصر القيادة العسكرية للقوات المسلحة، ومدى خبرتها العسكرية، وطبيعة علاقتها مع قيادة الدول، وعنصر أهداف العمليات العسكرية، وأدوات تحقيق تلك الأهداف، وهذه العناصر للقوة العسكرية تختلف في أهدافها وأدواتها وأطراها الزمنية تبعاً للاختلاف في طبيعة العدو الذي تستخدم معه أو ضده تلك القوة العسكرية. وقولاَ واحدًا، فإن عوامل الرشد والنجاح في استخدام وإدارة تلك العناصر والخطط تختلف حسب اختلاف العدو وقوته العسكرية. فإسرائيل، كعدو للدول العربية، تختلف عن الأطراف والقوى الأخرى المحتملة التي قد تكون دولاً أخرى في المنطقة ومثل جماعات الإرهاب، وهو ما يجعل من استخدام القوة العسكرية من جانب هذه الدول ضد إسرائيل غير محتمل أو قليل الاحتمال. ومعنى ذلك أن إسرائيل سعيدة بالوضع العربي الراهن الذي نتج عن الربيع العربي لأنه في النهاية يضعف الطرف العربي في مواجهة إسرائيل.

وتعاني بلاد الربيع العربي من أزمات اقتصادية خطيرة. ويتمثل ذلك في انخفاض كبير في الناتج المحلي الإجمالي، وفي أسعار العملات الوطنية مع ارتفاع كبير في أسعار السلع والخدمات، بل وغيابها في أسواق بعض هذه الدول. ويترتب على كل ذلك انخفاض في الأموال المتاحة للإنفاق على جيوش هذه الدول وتسليحها وإدارة شؤونها، وإنتاج بعض أسلحتها، وتخطيط لأنشطتها التدريبية العسكرية، وشراء بعض منظومات التسلح، وبالذات المتطورة المتقدمة وعالية التكلفة ولم يقف الأمر عند مستوى الأزمات الاقتصادية الكبيرة في كل بلاد الربيع العربي وإنما امتد إلى حد الأزمة السياسية الداخلية المعقدة والحادة فالأزمات التي تواجهها بلاد مثل سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا هي أزمات سياسية، وليس فقط اقتصادية. وهي أزمات معقدة وفق لمؤشرات عدد أطراف كل أزمة، وعدد القضايا التي تقوم عليها تلك الأزمات، وتعدد وتنوع الأدوات والآليات المستخدمة في إدارة الأزمة، وكون القضايا والمسائل التي تشكل مضمون الأزمة جديدة ومعقدة، وغير ذلك من عناصر تعقد الأزمة، فذلك كله يجعل من أزمات بلاد الربيع العربي أزمات بالغة التعقيد. وتزداد صعوبة التعامل مع تلك الأزمات نتيجة تعدد أطراف كل منها، وتعدد القضايا التي تشغل كل طرف، وتعدد أدوات إدارة كل منها، وهو ما يجعل دول الربيع العربي متفرقة في عمليات إدارتها لتلك الأزمات، وهو ما يجعلها، وخصوصاً التي انخرطت قبل الربيع العربي في أزمات بل وحروب ضد إسرائيل غير جاهزة في الانخراط في أزمات ضد إسرائيل قبل انتهاء الربيع العربي وهو ما لن يحدث خلال سنوات هذا العقد.

ويعني ذلك أن المنطقة العربية في حالة من عدم الاستقرار وتغيير سياسي كبير، وهو تغيير سيأخذ سنوات من الصراع السياسي.  وتعقد المنطقة، أو خريطتها، نتيجة تزايد عدد أطراف الصراع من العرب، وغير العرب (إسرائيل وإيران وتركيا) وتداخل أو تصارع أيديولوجيات هؤلاء الأطراف (أصوليات إسلامية ويهودية). وقد تحولت بعض أزمات مرحلة الربيع العربي إلى حروب أهلية (حالة سوريا) أو حروب إقليمية (حالة اليمن) أو ساحة لتدخل من جانب قوى دولية كما يحدث في سوريا والعراق وليبيا والأطراف المتدخلة في حروب الربيع العربي تتضمن، إلى جانب من سبق ذكرهم، تنظيمات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو سوريا، المعروفة بتنظيم (داعش) وتنظيم حزب الله الشيعي في لبنان.

ومستقبل ترك الحروب والأزمات والصراعات غير معلوم ولا ظاهر الآن. ومعنى ذلك أن نتائجها، وانعكاسها على مستقبل المنطقة فيما بعدها يتسم بعدم القدرة أيضًا على قراءة دقيقة أو تخطيط سليم لمرحلة ما بعد الربيع العربي ومعنى ذلك أن تحدي المستقبل الخاص بهذه المنطقة بالنسبة لإسرائيل هو أقل من التحدي الذي سيواجه المنطقة العربية. إن البعض يضع غموضاً كثيفاً على خريطة مستقبل المنطقة وما يعنيه ذلك هو أن قراءة مستقبل المنطقة العربية ستكون مهمة صعبة. ولن يقتصر ذلك على الأطراف العربية المعنية، بل قد يمتد إلى قوى شرق أوسطية، بل وقوى دولية من خارج الإقليم. وربما يعني ذلك أن التعامل مع تلك القضية، ورسم خريطة مستقبلية، سيكون مهمة صعبة على كل الأطراف، ولكنها ستكون الأصعب مع دول الربيع العربي وأقل صعوبة مع القوى الإقليمية غير العربية والقوى الدولية من خارج الإقليم.

وبالنسبة لإسرائيل فإن الربيع العربي يعني بروز قوى الإسلام السياسي في بلاد عربية، مثل مصر (الإخوان المسلمون)، وفلسطين (حركة حماس) ولبنان (حزب الله) واليمن (الحوثيين)وبروز قوى إسلامية غير عربية مثل تركيا (حزب العدالة والتنمية) وإيران.

وقد أدى تصاعد قوة هذه التيارات داخل بلادها إلى إضعاف الطرف العربي سياسيًا بسبب الصراعات الحارة القوية التي تترتب على ثورات الربيع العربي، وأضعفت الطرف العربي وأدت إلى تقوية الطرف الإسرائيلي سياسيًا، واقتصاديًا، ومن ثم عسكريًا.

ولا يعني ذلك أن عملية تطوير القوات المسلحة العربية قد غابت أو توقفت. بل إن هذه العملية تطورت إيجابيًا في بعض بلاد الربيع العربي مثل مصر من خلال منظومات تسلح جديدة قوية وفعالة وغير مسبوقة. بل أن جيش دولة مثل سوريا قد تلقى بعض منظومات التسلح الفعالة في السنوات الست الماضية. وصح ذلك فإن التطوير الذي لحق بالقوة العسكرية في بلاد عربية، مثل مصر والعراق وسوريا في هذه المرحلة لم يكن من أجل استخدامه  للقتال أو الردع ضد إسرائيل  بل ضد قوى الإرهاب المحلية أو الدولية بالأساس، مع إرجاء أي صراع عسكري مع إسرائيل في المرحلة الراهنة وحتى ينتهي الصراع الراهن مع قوى الإرهاب، ثم إعادة بناء الدول العربية التي يتم تدميرها في المرحلة الراهنة، مع إعادة بناء الدولة عسكريًا بواسطة القيادة والخبرة العملية، وكلها عناصر مهمة لدول الربيع العربي ولكن التوظيف الفعال لمثل تلك المنظومة الجديدة التي تكفل وتضمن سلامة الأمن القومي لتلك الدول، وبخاصة دول الجوار المباشر مع اسرائيل هو أمر بالغ الأهمية للإعادة  صياغة بنيان فعال للأمن العربي في التعامل مع إسرائيل ولاختلاف الجبهات والعمليات والأسلحة التي تستخدم، أو سوف تستخدم في السنوات المقبلة، من جانب دول الربيع العربي المجاور للإسرائيل في التعامل مع أهداف وعمليات وقوى ومنظومات أخرى تفرضها طبيعة وبنية الصراع مع إسرائيل، كهدف مختلف وممتد تاريخيًا من منتصف القرن العشرين، ويتوقع أن يمتد مستقبليًا وهو ما سوف يقتضي من الطرفين العربي والإسرائيلي مراجعة الحقائق والمبادئ والآليات والمنظومات العسكرية والسياسية حتى تتناسب مع أوضاع وتفاعلات الربيع العربي، وما بعدها ولا شك أن  إسرائيل ستقوم بذلك، وهو ما ترجوه الدول العربية ، وبخاصة التي كانت وما زالت وستظل أطرافًا مؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر في العلاقات العربية الإسرائيلية أن تقوم بعملية وبحرفية وكفاءة وفعالية في جميع مجلات إدارة الصراع باستخدام الأدوات المختلفة اللازمة في هذا الصدد، وبالأخص في مجال القوة العسكرية أما اذا أخذت القوة العربية بعملية تطوير قواتها العسكرية دون أن تستهدف إسرائيل ، فإن ذلك سيترتب عليه نتائج إيجابية بالنسبة لإسرائيل، وسلبية بالنسبة للعرب .

وقولاً واحدًا، فإن الرشد والنجاح في استخدام وإدارة عناصر القوى والأطراف الأخرى المحتملة ، سواء كانت دول أخرى، أو جماعات وتنظيمات إرهابية، وهو ما يجعل من الصعب، أو غير المفيد لدول الربيع العربية، أن تستخدم القوة العسكرية ضد إسرائيل في هذه المرحلة لأن ذلك الاستخدام سيكون في المرحلة الحالية وللأسف في المستقبل القريب غير فعال أو حتى غير ممكن ومعنى ذلك أن إسرائيل سعيدة بالوضع العربي الراهن ومن العناصر المهمة في هذا الصدد عنصر المقاومة الوطنية الفلسطينية ضد الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة وهنا كان للصراع بين حركة حماس وحركة فتح تأثير سلبي على الطرف الفلسطيني لأن إسرائيل استفادت من ذلك الوضع الفلسطيني ومن الوضع العربي العام الذي تأثر سلبيًا بنتائج الإرهاب الذي تعاني منه أطراف عربية عديدة في إطار الربيع العربي ولقد كان تنظيم داعش، أو تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام ينتشر ليس فقط داخل سوريا والعراق بل وعدة دول أوروبية أعضاء في الاتحاد الأوروبي، بل وفي الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أو راسيا.

وخطورة الإرهاب تتزايد ويتقدم الإرهاب على غيره من مصادر تمهيد أمن الدول العربية ومعنى ذلك أن الموارد المالية للحرب على الإرهاب أكبر من تلك المخصصة لمواجهة تهديدات أطراف أخرى في الوقت الراهن. وينطبق ذلك على الحالة العربية في مواجهتها لإسرائيل، ورغم ما يقال عن الإتلاف الدولي أو التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب ومكافحته فإن المجتمع الدولي لم يتمكن بعد من القضاء على الإرهاب ذلك أن إسرائيل نفسها تتبع سياسات إرهابية بحكم كونها دولة إرهابية في تعاملها مع الشعب الفلسطيني صاحب الأرض التي أقيمت دولتها والأهم الآن بالنسبة لإسرائيل هو أن تغرق الأقطار والدول العربية في الحرب مع الإرهاب، لأن ذلك سيجعل هذه البلاد العربية غير قادرة على مواجهة إسرائيل عسكريًا ولملاحظة أن المواجهة أو الحرب مع تنظيمات الإرهاب سيحتاج أموالاً ورجالاً وأسلحة كثيرة متنوعة، وهو ما يقلل من إمكانيات وقدرات البلاد العربية عسكريًا واقتصاديًا و التي يمكن أن تخصص لحروب قادمة مع إسرائيل ولذلك تتمنى إسرائيل أن تتواصل الحرب الدولية ضد الإرهاب وربما يساعد على ذلك أن الإطار الدولي الذي تتم فيه هذه الحرب غير دقيق وغير فعال فأولاً ليس مؤكدًا إذا كان ذلك الإطار الدولي بمجرد ائتلاف سياسي أم تحالفًا يفترض أن يكون عسكريًا وسياسيًا، إن أحد المؤشرات المهمة الدالة على قدرة ونجاح الدول العربية على مواجهة إسرائيل على نحو يدفع هذه الأخيرة إلى مزيد من التطوير لقوتها العسكرية يتمثل في حجم القوة التي سيمكن للدولة العربية وخاصة المجاورة لإسرائيل أن تخصصها لمواجهة إسرائيل ليس بالضرورة في حرب وإنما أيضًا في علاقات ردع عسكري – سياسي . وهنا ربما سيكون على البلاد العربية وخصوصًا بلاد الربيع العربي أن تخصص الجزء الأكبر من قوتها العسكرية والاقتصادية لمكافحة الإرهاب وهو ما يقلل الموارد التي يمكن تخصصها لإدارة الصراع مع إسرائيل. وتزداد الصورة تعقيدًا اذا علمنا أن ثمة دول وقوى أخرى كان لها من القوة والقدرة على إدارة الصراع الذي يواجه بلاد غربية مثل روسيا وإيران وتركيا والغرب ، وهو ما حدث ويحدث في سوريا وليبيا واليمن والعراق ومعنى ذلك مثل هذه الأطراف يكون بها تأثير بالغ لتلك الدول العربية بإدارة العلاقة مع إسرائيل بشكل فاعل وكفء وبغض النظر عن الربيع العربي فإن إسرائيل تتبنى الآن خطة عسكرية إستراتيجية لإنتاج منظومات تسلح عسكرية متقدمة جدًا وتتمثل في أسلحة متقدمة خالية من البشر ، ليس فقط في مجال أقمار صناعية للتجسس أو أسلحة بدون ربان في مجال الأسلحة البحرية وبالأخص الغواصات ويتم ذلك في إطار خطة استراتيجية تمتد من الآن وحتى 2033م، وسيؤدي ذلك إلى خفض العدد الإجمالي لأفراد القوات الإسرائيلية نتيجة للتوسع في إنتاج وحيازة منظومات أسلحة تكنلوجية متقدمة وللأسف فإن الدول العربية غير متقدمة علميًا وتكنولوجيًا ويترتب على ذلك تطورًا وتقدمًا من حيث التسليح لصالح إسرائيل، وهو ما يجب تداركه عربيًا وخصوصًا  في إنتاج تلك المنظومات المتقدمة من الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، أي أسلحة الدمار الشامل النووية، والبيولوجية، والكيميائية.

مجلة آراء حول الخليج