; logged out
الرئيسية / الصحافة النسائية: الهجوم على الإسلام بذريعة حقوق المرأة .. باطل خطاب الصحافة النسائية تجاه المرأة: ضعيف الطرح .. وهبّات موسمية

العدد 117

الصحافة النسائية: الهجوم على الإسلام بذريعة حقوق المرأة .. باطل خطاب الصحافة النسائية تجاه المرأة: ضعيف الطرح .. وهبّات موسمية

الأحد، 05 آذار/مارس 2017

تتميز الدول العربية بتقاربها نتيجة وحدة اللغة والموروث الثقافي، وهذا لا ينفي التفاوت المجتمعي بين الدول العربية، وداخل كل دولة، وهو ما ينطبق على النساء العربيات والإعلام العربي الذي ارتبط أكثر بالعامل السياسي، فأصبح الإعلام ظاهرة تابعة، ولم يتم النظر إلى المؤسسات الإعلامية بوصفها رأسمال مادي إلا في العهد القريب، عندما تحولت هذه الوسائل إلى استثمارات كبرى تمازجت فيها الاعتبارات المحلية والدولية.

وترتبط الإشكاليات الحقوقية التي تواجه المرأة العربية بالسياق المجتمعي، فالمرأة العربية تتأثر بالظروف المجتمعية السائدة في العالم العربي، كما أنها تؤثر فيها، وظل التعامل مع حقوق المرأة في الدول العربية مرهونًا برؤية السلطة، وبالموروث الثقافي، وبتأويل النصوص الدينية، بعيدًا عن أن ممارسة المرأة لحقوقها بما يساهم في تطوير وتنمية المجتمع. وهذه الحقوق ليست خاصة بالمرأة فقط وتغيير ظروفها بمفردها، وإنما هي قضية مجتمع كامل تكون فيه المرأة مسؤولة عن النظام المجتمعي، وإذا تم كسرها اختل النظام بالكامل.

وقد شهدت العقود الماضية اعترافًا متزايدًا بالدور الذي تضطلع به المرأة العربية في المجتمع، ووقعت الدول العربية على العديد من الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة، إلا أن ذلك لا يكفي إذا كان بمعزل عن المواءمة بين الالتزامات الدولية، والتشريعات الوطنية، وواقع التطبيق.

ويعد الإعلام – خاصة الموجه للمرأة – إحدى أهم الوسائل التي وفرت مساحة للمطالبة والتوعية بحقوق المرأة، على أن يتم عرض قضية المرأة بصورة توضح أنها تخص المجتمع بأسره وليس قطاعًا مستقلاً عنه يخصم ما يحصل عليه من حقوق من نصيب القطاعات الأخرى من خلال قيام وسائل الإعلام بتهيئة مناخ مجتمعي يمكن المرأة من أداء دورها كشريك كامل في تطوير المجتمع عبر توعية الجمهور، وتطوير المواد المقدمة بحيث تتضمن الحقوق الإنسانية للمرأة، وواجبات حمايتها، بالإضافة إلى التوسع في نشر عطاءات المرأة في تطور الحضارات والتاريخ الإنساني، بإبراز النماذج الإيجابية لعمل المرأة في شتى الميادين، وإطلاق العديد من المبادرات التي تخدم قضيتها، وتوعية المرأة بحقوقها لمواجهة مختلف المعوقات.

واتخذت الدراسة من تجربة الصحافة النسائية المصرية، والتونسية، واللبنانية، والإماراتية نطاقًا تطبيقيًا فيما يتعلق بخطابها تجاه الحقوق السياسية والمدنية للمرأة؛ لمعرفة العوامل المؤثرة في تشكيل توجهات هذا الخطاب، ووظائفه، وحدود دوره، وآلياته، ومحددات تشكيل تلك الآليات، وكذلك العوامل والمتغيرات المؤثرة في إنتاج هذا الخطاب الصحفي؛ للوقوف على الواقع الراهن لحقوق المرأة العربية، والعقبات التي تحول دون النهوض بهذه الحقوق.

وبعد الاطلاع على الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة وأهدافها صنفت الباحثة الدراسات في إطار محورين، الأول: يتناول الدراسات التي اهتمت بالصحافة النسائية العربية وعلاقتها بحقوق المرأة، والثاني: يركز على الدراسات التي تناولت سمات وأدوار وفئات المرأة العربية في الصحافة النسائية العربية، وذلكعلى النحو التالي:

المحور الأول: الدراسات التي اهتمت بالصحافة النسائية العربية:

انتهت هذه الدراسات إلى مجموعة من النتائج على النحو التالي:

  • بالنسبة للصحافة النسائية المصرية وعلاقتها بحقوق المرأة السياسية والمدنية؛ فبعد ثورة 25 يناير2011م، استندت مجلة حواء على رأي الدين والخبراء، وتوضيح الخلفية التاريخية فيما يتعلق بتولي المرأة لمواقع اتخاذ القرار، ونشرت المجلة موضوعات تتناول مخاوف المرأة من ضياع المكتسبات التي ناضلت طويلاً من أجلها.[1]
  • أما بعدثورة30يونيو 2013م، كان هناك اهتمامأكبرمنجانبمجلةنصفالدنياعنمجلةحواءبالحقوقالسياسية والمدنيةللمرأةالمصرية،وإناتفقخطاباالمجلتينفيالأطروحاتالمقدمةوهي:رفضنزعالحقوقالسياسية والمدنيةللمرأةالمصرية،وإهداركرامتهاعلىيدجماعةالإخوانالمسلمين،واختزالدورالمرأة فيالانتخاباتكقوةتصويتية.ووظفتالمجلتانآليةالحشدوالتعبئة لدفع المرأةللنزولإلىميادينمصرفي ثورة 30 يونيو.[2]
  • وبالنسبةللصحافة النسائية التونسية وعلاقتها بحقوق المرأة السياسية والمدنية؛فقد أكدت على مشاركة المرأة التونسية بشكل كبير في جهود بناء الدولة بعد انتهاء ثورة 14 يناير 2011م، ونتج عن تلك المشاركة حصول المرأة على العديد من الحقوق السياسية والمدنية مما أسهم في الوصول إلى الحكم الرشيد؛ حيث يتعزز السلام والأمن والديمقراطية عندما تكون المرأة مشاركة في جميع مواقع صنع القرار.[3]
  • وتتمثل أهم التحديات التي تواجه الحكومات فى الدول العربية التي شهدت ثورات في العقد الثاني من الألفية الثالثة في: المساواة حتى لا تعود هذه الدول إلى الأشكال السابقة من الحكومات، فيجب الاعتراف (الرسمي) بالمساواة بين أفراد الشعب. [1]
  • وأكدت الصحافة النسائية الإماراتية على أن العوامل الثقافية مثل: الدين، والتقاليد، والعادات، والهوية القبلية تؤثر في طبيعة وممارسة الحقوق السياسية والمدنية للنساء الإماراتيات، مما يؤثر بالتبعية على دور المرأة في عملية التنمية بدولة الإمارات.[4]

ومن ذلك يتضح:

-  جاءت الأوضاع السياسية في مقدمة المبررات الداخلية للإصلاح السياسى لوضع المرأة العربية على مستوى الصحف، وتوجد علاقة ارتباطية بين دراسات الصحافة النسائية على المستوى الموضوعي والمنهجي، وحركة المجتمع بصفة عامة، والحركة النسائية وتطورها وطبيعة أهدافها ومطالبها.

-       واتفقت معظم الدراسات على غياب سياسة تحريرية واضحة تجاه الحقوق السياسية والمدنية للمرأة، بالإضافة إلى ضعف معالجة قضاياها فى الصحف، من حيث اعتمادها فى تناول حقوق المرأة على الأحداث والمناسبات.

المحور الثاني: الدراسات التي تناولت أدوار المرأة العربية في الصحافة النسائية العربية:انتهت هذه الدراسات إلى مجموعة من النتائج على النحو التالي:

  • وضعت مجلة سيدتى وكذلك مجلة حواء - قبل ثورة 25 يناير2011م-المرأة العربية في إطار الصراع مع الرجل حول المرأة، وعدم قدرتها على تولي المناصب القيادية، ورسم السياسات العامة، وركزت المجلتان على الدور الإنجابي للمرأة الذي جاء في الترتيب الأول بنسبة (61%)، بينما جاء الدور العام فى الترتيب الثالث بنسبة (5%).[5]
  • وظهرت بعض صور التمييز النوعي ضد المرأة في بعض الصحف المصرية؛ إذ يتم تقديم بعض الحالات الفردية الشاذة من النساء وكأنها القاعدة، ولضمان مزيد من الإقبال على شراء الصحف تم توظيف الصور المثيرة للمرأة.[6]
  • كما برزت صور التمييز النوعي ضد المرأة في اختيار مصادر المعلومات، فمازال الاتجاه نحو الاستعانة بالعناصر النسائية المتخصصة في التحليل السياسي، والاقتصادي محدودًا، ونادرًا ما تظهر المرأة كمصدر لتلك الأخبار.[7]
  • أما الصحافة النسائية اللبنانية، فحصرت المرأة في نطاق المنزل، وما يتضمنه من أدوار تقليدية. بالرغم من دور المرأة اللبنانية في الدفاع عن استقلال الوطن منذ أوائل القرن العشرين.[8]
  • وزادت الصورة الإيجابية للمرأة الإماراتية المرتبطة بالمرأة العاملة عن الصورة السلبية المرتبطة بالمرأة المستضعفة في المجلات النسائية الإماراتية، ومع ذلك ركزت هذه المجلات على الفنانات مقابل فئات أخرى من النساء، كما قل اهتمام تلك المجلات بالمرأة البدوية.[9]

التعليق على دراسات المحور الثاني:

-       جاءت معظم المواد في الصحافة النسائية العربية في شكل أخبار، بينما تراجعت نسبة المواد الاستقصائية، مما يعكس التغطية السطحية لحقوق وقضايا المرأة.

-       وأكدت الدراسات على أن الثقافة السائدة، وفهم المجتمع الخاطئ للدين الإسلامي كرسا النظرة التقليدية للمرأة، وتسببا فى حرمانها من العديد من الحقوق حتى وإن وصلت المرأة إلى مستوى علمي متميز.

-       ولم تلعب الصحافة النسائية العربية دورها في تقديم صورة واقعية عن المرأة دون تشويه، فقدمت صورة سلبية عن المرأة بوجه عام، والمرأة الصعيدية والريفية والبدوية بوجه خاص.

تعليق على الدراسات السابقة:

لم تهتم أغلب الدراسات بالمرأة العربية كوحدة متكاملة، ولم تبحث عن الموضوعات المشتركة التي تهتم بها، إنما تناولت المرأة فى كل بلد على انفراد، وهنا نسعى لتناول المرأة العربية كوحدة متكاملة، وتبحث في الحقوق باعتبارها من القضايا المشتركة بين نساء الدول العربية.

وأبرزت الدراسات تركيز معظم صحافة المرأة على الموضوعات التقليدية، وهذا هو دور الإعلام الحقيقى، كي يتلاءم خطاب الصحافة النسائية العربية مع ما وصلت إليه المرأة من مشاركة إيجابية وفعالة.

وبلورت عدد من الدراسات السابقة الحل في صياغة استراتيجية مستقبلية لتفعيل دور وسائل الإعلام في بناء ثقافة مجتمعية مساندة لحقوق المرأة، وأكدت معظم الدراسات على أهمية العلاقة بين الصحافة، وتناول حقوق المرأة، وتنمية وتطور المجتمعات.

مشكلة الدراسة وأهميتها:

تتحدد مشكلة الدراسة في رصد، وتحليل، وتفسير الدور الذي تقوم به الصحافة النسائية العربية تجاه حقوق المرأة العربية، وحدود هذا الدور وخصوصيته داخل كل خطاب صحفي وآلياته، ومحددات تشكيل تلك الآليات، وكذلك العوامل والمتغيرات المؤثرة في إنتاج هذا الخطاب الصحفي سواء عوامل ومتغيرات مجتمعية، أو عوامل ومتغيرات لها علاقة بالمناخ الصحفي والإعلامي المنتج له، من خلال دراسة تحليلية لخطابات مجلات )حواء ونصف الدنيا) الصادرتين في مصر، و(زهرة الخليج وبنت الخليج) الصادرتين في الإمارات، بالإضافة إلى باب المرأة في جريدتي: (الصباح والتونسية) الصادرتين في تونس، وأيضًا بجريدتي: (المستقبل والنهار) الصادرتين في لبنان، مما يتيح توجهات فكرية مختلفة عبر مختلف الفنون التحريرية، وتنوع في أنماط الصحافة النسائية العربية بين مجلات متخصصة وصفحات للمرأة في الصحافة العامة خلال فترة الدراسة (من أبريل 2014م إلى أبريل 2016م).

وترجع أهمية الدراسة إلى:

1-    الكشف عن مدى اقتراب خطاب الصحافة النسائية العربية من الواقع، ومدى عمله على تمكين المرأة كفاعل نشط في المجتمع، أو على العكس تشويه أدوارها واختزالها في الأدوار التقليدية.

2-    تصوغ حقوق المرأة كافة أشكال التعاملات مع المرأة، ولذلك تقاس التنمية الإنسانية في أي دولة كما حددها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وفقًا لمقياس تمكين المرأة.

3-    تطرح الدراسة سياسات إعلامية تسعى لإقصاء مساحات التشويه في صور وأوضاع المرأة التي تطرحها الصحافة النسائية العربية، ليس في اتجاه تقديم صورة مثالية غير ذات صلة بالواقع، بل العمل على أن تكون هذه الصورة أقرب ما يكون للواقع المجتمعي المتعدد الذي تعيشه المرأة في البلدان العربية وخالية من أي شكل من أشكال التمييز أو من أي تصورات مثالية قد تعطل دورها في المجتمع.

الأهداف والتساؤلات:

تسعى الدراسة إلى تحقيق هدف رئيس هو: رصد، وتحليل، وتفسير خطاب صحف الدراسة إزاء حقوق المرأة العربية خلال فترة الدراسة (أبريل 2014م إلى أبريل 2016م)؛ بغية استكشاف الآليات التي استخدمتها صحف الدراسة في خطابها إزاء الحقوق السياسية والمدنية للمرأة العربية، والعوامل والمتغيرات المؤثرة في إنتاج هذا الخطاب.

ويعتمد الإطار النظري للدراسة على مدخل التحليل الثقافي والنظرية النسوية:

النظرية النسوية:[10]

وظفت الباحثة النظرية النسوية في دراستها حول خطاب الصحافة النسائية العربية تجاه حقوق المرأة من خلال ربطها بالمد النسوي، باعتبار الصحف مؤسسة في المجتمع تتأثر به وتؤثر فيه، كما أن النهوض بالمرأة لا ينفصل عن النهضة العامة بالمجتمعات العربية. وبالتالي يمثل الخطاب الصحفي العربي النسائى مجالاً خصبًا للدراسات.

عينة الدراسة التحليلية:اشتملت عينة الدراسة التحليلية على مجلتي حواء ونصف الدنيا الصادرتين في مصر، ومجلتي زهرة الخليج وبنت الخليج الصادرتين في الإمارات، وباب المرأة في كل من: جريدة المستقبل وجريدة النهار الصادرتين في لبنان، وجريدة الصباح وجريدة التونسية الصادرتين في تونس،لمدة عامين من أبريل 2014م، إلى أبريل 2016م.

وكشفتنتائجتحليلالخطابعن:

أولاً:أطروحاتخطاب الصحافة النسائية العربية والحجج الداعمة له:

لخص خطاب الصحافة النسائية اللبنانية مشهد حقوق المرأة اللبنانية في: "تصاعد استراتيجيات المطالبة والندوات والحملات الإعلامية، دون العمل بجدية على دعم حقوق المرأة اللبنانية".

وتمحورت أطروحات خطابالصحافةالنسائية الإماراتية إزاءحقوق المرأة حولالتأكيد على دور السلطة الحاكمة في دعم حقوق المرأة، وقد أكد الخطاب على أهمية تطوير صورة المرأة وحضورها في مختلف وسائل الإعلام، من خلال ترويج صور إيجابية لها كمشاركة ناشطة في المجتمع.

وشدد خطاب الصحافة النسائية اللبنانية محل الدراسة على أهمية استحداث وزارة لشؤون المرأة في لبنان لوضع مشاريع القوانين وتنسق مع منظمات المجتمع المدني تكون نساء لبنان بحاجة لمئات السنين لتحصل على حقوقها.

ويرتبط هذا الطرح بسياق الدولة المدنية، حتى يكون عمل المؤسسات من أجل الدولة.

ثانيًا: القوىالفاعلةالبارزةفيخطاب الصحافة النسائية العربية:

برزفيخطابصحفالدراسةمجموعةمنالفاعلينالرئيسيين، منها قوى فاعلة رسمية (السلطة الحاكمة، والجهات الحكومية المعنية بحقوق المرأة)، وقوى فاعلة غير رسمية (المرأة في الدول محل الدراسة).

1-    القوى الفاعلة الرسمية في خطابالصحافة النسائية العربية:

اتفق خطاب الصحافة النسائية العربية محل الدراسة على إسناد أدوار وصفات إيجابية إلى السلطة الحاكمة، وكذلك إلى الجهات الحكومية المعنية بشؤون المرأة في الدول العربية محل الدراسة سواء كان المجلس القومي للمرأة في مصر أو وزارة المرأة في تونس أو الهيأة الوطنية لشؤون المرأة في لبنان أو الاتحاد النسائي العام في الإمارات.

2-    القوى الفاعلة غير الرسمية في خطابالصحافة النسائية العربية:

وعن المرأة في خطابالصحف النسائية العربية محل الدراسة،فقد اتفق خطابالصحف النسائية المصرية والتونسية محل دراسة على أنه ازدادت وتيرة الإشادة بالمرأة المصرية والتونسية كقوة فاعلة تتسم بأنها الفئة الأكثر حبًا للوطن، ولها الحق في تولي المناصب، وذلك فقط في فترات التصويت على الاستحقاقات السياسية، فالمرأة المصرية والتونسية دورهما مهم باعتبارهما قوة تصويتية، أما عند تولي المناصب القيادية يتم تغييبهما عن المشهد والإشادة بأدوارهما التقليدية.

القيم والسمات الداعمة لحقوق المرأة تظهر في خطاب الصحافة النسائية المصرية والتونسية محل الدراسة في فترات الاستحقاقات السياسية، ويتم استدعاء المرأة خاصة من الشريحة المتوسطة كفاعل رئيس في هذا الخطاب؛ لاستغلالها كقوة تصويتية في الانتخابات والاستفتاءات وخلال تلك الفترات أسهب الخطابان في إلقاء الضوء على المرأة البسيطة، والنفع الذي سيعود على المجتمع جراء الاهتمام بها من خلال محو الفقر، وتحويلها إلى كيان منتج فى المجتمع، وبعد انقضاء الاستحقاقات السياسية تتصدر صاحبات الوجاهة من البارزات فى المجتمع خطاب الصحف النسائية المصرية والتونسية محل الدراسة مرة أخرى.

ويرجح القارئ الأدوار التقليدية للمرأة التي تحفظها داخل المنزل، ولا تعرضها للنيل من سمعتها، نتيجة تمرير خطابات تكرس للنظرة التقليدية للمرأة وتحصرها في أدوار اجتماعية نمطية لا تراعي المكانة التي تشغلها النساء في المجتمع كفاعلات في التنمية.

أما المرأة اللبنانية، فتنوعت الصفات والأدوار التي أسندها خطابالصحف النسائية اللبنانية محل الدراسة للمرأة واتسمت أحيانًا بالإيجابية وأحيانًا أخرى بأنها تقليدية، إلا أن خطاب الصحف النسائية اللبنانية محل الدراسة قام بتعميم السلبيات التي تعاني منها المرأة اللبنانية، ولم يأت التعميم على مستوى المرأة العربية فقط، وإنما جاء على مستوى المرأة في كل أنحاء العالم.

وعن المرأة الإماراتية، أسهب خطابالصحف النسائية الإماراتية محل الدراسة في إبراز دور القيادة الإماراتية في دعم ومؤازرة المرأة.

ثالثًا: الأطرالمرجعيةالتياستندإليهاخطاب الصحافة النسائية العربية

تنوعتالإحالاتالمرجعيةالتياعتمدعليهاخطابالصحف النسائية العربية مابين: سياسية،وقانونية، ونتائج دراسات، والوثائق والتقارير، والأهمية، وتجارب الدول، إلى جانب الاستعانة باستشهادات من الواقع، والخسائر والنتائج، والمرجعية الدينية، والتاريخية.

وقد برزت المرجعية السياسية في خطابالصحف النسائية العربية محل الدراسةمن خلال الاستشهاد بتصريحات رؤساء الدول محل الدراسة ورؤساء الوزراء والوزراء والمحافظين، إلى جانب الاستعانة باستشهادات رؤساء الجهات الرسمية المنوطة بشؤون المرأة في كل دولة من الدول محل الدراسة، وهي: المجلس القومي للمرأة في مصر، ووزارة المرأة في تونس، والهيئة الوطنية لشؤون المرأة في لبنان، والاتحاد النسائي العام في الإمارات.

كما اتفق خطابالصحف النسائية العربية في توظيف مرجعية الخسائر والنتائج، لإبراز الخسائر التي ستعود على المجتمع جراء تغييبه لدور المرأة في مواقع صنع القرار، فتغييب دور المرأة هو تغييب لنصف طاقات المجتمع وحركة التطور فيه، فلا يمكن أن تتحقق نهضة حقيقية للمجتمع إلا إذا كانت المرأة جزءًا أساسيًا منها إلى جانب الرجل.

ومن خلال المرجعية الدينية دافع خطابالصحف النسائية العربية محل الدراسةعما يتعرض له الإسلام من هجمات تحت ذريعة حقوق المرأة، وهو ما يتنافى وتعاليم الإسلام نصًا وسلوكًا، فلقد أوصى الإسلام بالمرأة، ومنحها حقوقًا رفعت من منزلتها وكرمتها.

نتائج الدراسة:

أيد خطابالصحافةالنسائيةالمصرية توجيهات السلطة الحاكمة. فيما أبرزت نتائج تحليل خطاب الصحف النسائية التونسية تفوق المرأة التونسية. وأقر خطاب الصحف النسائية اللبنانية بضعف حقوق المرأة في المجتمع اللبناني، وعمم الخطاب المشكلة ليس فقط على صعيد الوطن العربي، وإنما على المستوى العالمي، مما يؤدي إلى الرضا بالأمر الواقع وأن ضعف حقوق المرأة لا يتم فقط في الدول العربية، وإنما هو ظاهرة عالمية.

وجاء مستوى النقد في خطاب الصحف النسائية الإماراتية محل الدراسة إزاء حقوق المرأة في أدناه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*المدرس المساعد بقسم الصحافة-كلية الإعلام-جامعة القاهرة

 

 

 

مراجع الدراسة:

 

[1].

 

[1]Bhanwath, R. G. Egyptian society in transition: The merits of a dynamic model, (2015), (Order No. 1526496). Available from ProQuest Dissertations & Theses Global. (1690279668). Retrieved from http://search.proquest.com/docview/1690279668?accountid=37552

[2]أسماءأحمدأبو زيدعلام، خطابالمجلاتالنسائيةالمصريةتجاهالحقوقالسياسيةللمرأةالمصريةبعدثورة 30 يونيو: دراسةتحليليةمقارنةعلىمجلتيحواءونصفالدنيا، (جامعة الأهرام الكندية: كلية الإعلام، المجلة العربية لبحوث الإعلام والاتصال، مارس 2014)، صـــ326-342.

[3]Bagot, S. J. Women's political and legal empowerment and post-conflict peacebuilding, (2015), (Order No. 1585763). Available from ProQuest Dissertations & Theses Global. (1669495361). Retrieved from http://search.proquest.com/docview/1669495361?accountid=37552

[4]Jasper Doomen, Basic equality as a post-revolutionary requisite: The circumstances that are to be taken into consideration in the wake of the Arab Spring, International Journal of Sociology and Social Policy, Vol. 33 Iss: 7/8,2013,  pp.400 – 409

[5]خلود ماهر محمود، الصور الإعلامية للرجل والمرأة فى الصحافة العربية المتخصصة وعلاقتها بالأدوار المجتمعية لكل منهما: دراسة تحليلية وميدانية، رسالة ماجستير، (جامعة القاهرة: كلية الإعلام، قسم الصحافة، 2012).

[6]نبيلة تاجر خير الله، قضايا المرأة المصرية بين الواقع الاجتماعي والصحافة: دراسة مقارنة، رسالة ماجستير، (جامعة عين شمس: كلية البنات، 2005).

[7]ليلى عبد المجيد وآخرون، المرأة المصرية والإعلام، (جامعة القاهرة: كلية الإعلام بالتعاون مع مركز قضايا المرأة المصرية، 2007)

[8]Robinson, N. E. "Sisters of men": Syrian and lebanese women's transnational campaigns for arab independence and women's rights, 1910-1949, (2015), (Order No. 3734258). Available from ProQuest Dissertations & Theses Global. (1749005765). Retrieved from http://search.proquest.com/docview/1749005765?accountid=37552

[9]هنادي عبيد راشد، صورة المرأة في المجلات النسائية الإماراتية، رسالة ماجستير، (جامعة الشارقة: كلية الإعلام، 2006).

-   [10]Payal Kumar, Sanjeev Varshney, Gendered scholarship: exploring the implications for consumer behaviour research, Equality, Diversity and Inclusion: an International Journal, Vol. 31 Iss: 7, 2012, pp.612 – 632..

مجلة آراء حول الخليج