array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 121

فضيلة الشيخ المطلق رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبد العزيز لــ "آراء حول الخليج": لقاءات الحوار الوطني ليست نخبوية والمركز يتوجه للمجتمع بكل شرائحه وأطيافه

الإثنين، 24 تموز/يوليو 2017

أكد معالي الشيخ الدكتور عبد الله المطلق رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني على أن التكاتف الوطني والتلاحم بين القيادة والشعب هو سمة من سمات المجتمع السعودي، مؤكدًا في حديث خاص لـ مجلة (آراء حول الخليج) على ضرورة مواجهة التحديات بتمتين الوحدة الوطنية والحفاظ على التلاحم الاجتماعي لمجابهة الأخطار المحدقة ، مشيدًا بالنجاحات التي أسسها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وقال في هذا الصدد: إن المركز وضع أهدافًا جديدة تمثلت في: تعزيز التلاحم الاجتماعي، ومساندة الجهود الأمنية ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال، ومكافحة التعصب والتطرف والغلو. وقد وفق الله تعالى المركز في عقد جملة من أسابيع التلاحم التي تتكون من عدة أنشطة حوارية وفعاليات، وعزز من ورش العمل في أكاديمية التدريب وأصدر مجموعة كبيرة من البحوث والكتب المعنية بتأصيل الحوار في المجتمع السعودي، واجتهد أن يشارك في صناعة التصور مع الأفكار النيرة استطلاعات للرأي العام في القضية المدروسة، وإلى نص الحديث:

  • معالي الشيخ الدكتور عبدالله المطلق، بعد مرور أكثر من 14 عامًا على إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني .. كيف تنظرون إلى مسيرته، وما حققه خلال هذه الفترة من إنجازات، وهل معاليكم راضون عما حققه المركز خلال مسيرته؟

.. نحمد الله تعالى أولاً على نعمة الأمن والأمان والاستقرار لهذه البلاد المباركة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. وهذه النعمة التي خص الله  تعالى بها المملكة في هذه الظروف والتحديات , تدعونا للحفاظ على تمتين الوحدة الوطنية، والحفاظ على التلاحم الاجتماعي وشد أزر بعضنا البعض، والتكاتف الوطني لمجابهة الأخطار المحدقة، والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة التحديات، وهنا ندعوا لأبنائنا المرابطين بالحد الجنوبي ولرجال الأمن في كل أنحاء المملكة بأن ينصرهم ويشد من أزرهم إنه نعم المولى ونعم النصير، وأن يكون جميع المواطنين رجال أمن يكافحون الجريمة ويقفون للمجرم بالمرصاد.

   وأقول: إن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بحمد الله وتوفيقه، قد حظي بوجود شخصيات حكيمة وحصيفة أسست له، ووضعت له خططه وأهدافه، فكان الشيخ صالح الحصين – رحمه الله تعالى – نعم الرجل الذي أدار وناقش وحاور بكل حنكة ومنهجية ووسطية، ومعه أعضاء اللجنة الرئاسية الشيخ الدكتور راشد بن راجح الشريف، والشيخ الدكتور عبدالله بن عمر نصيف، والشيخ الدكتور عبدالله بن صالح العبيد، الذين حرصوا على تقديم صورة مشرقة من صور الحوار الوطني وإداراتهم لمختلف الجلسات بكل حنكة واقتدار، والمركز طوال سنواته السابقة قدم ما قدم من لقاءات وندوات وأنشطة حوارية قاصدًا بها وجه الله، ثم خدمة الوطن، وقاصدًا أن ينقل ما يفكر فيه المواطنون وما يريدون بحثه من قضايا وآراء وأفكار وتصورات إلى جلسات أخوية وطاولات حوارية تتلاقح فيها الأفكار ويسمع المحاور ما عند إخوانه، وحين توليت مسؤولية رئاسة مجلس الأمناء الجديد واصل المركز أنشطته الحوارية بكل جلاء، ووضع أهدافًا جديدة تمثلت في: تعزيز التلاحم الاجتماعي، ومساندة الجهود الأمنية ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال، ومكافحة التعصب والتطرف والغلو. وقد وفق الله تعالى المركز في عقد جملة من أسابيع التلاحم التي تتكون من عدة أنشطة حوارية وفعاليات، وعزز من ورش العمل في أكاديمية التدريب وأصدر مجموعة كبيرة من البحوث والكتب المعنية بتأصيل الحوار في المجتمع السعودي، واجتهد أن يشارك في صناعة التصور مع الأفكار النيرة استطلاعات للرأي العام في القضية المدروسة.

  • صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال مطلب ضروري وحيوي، ومطلب وطني وفي كل الدول الإسلامية والعالم .. كيف يمكن تحقيقه وما هي التحديات المحيطة بهذه الصياغة؟

.. كل مؤسساتنا في المملكة ولله الحمد تدعو لإقامة الخطاب الإسلامي الصحيح القائم على أدلة الشريعة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والمشتملة على نصوص الرحمة فإن الإسلام دين رحمة :{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، ومن مبادئ الإسلام العدل في الأحكام والإحسان عند الاستيفاء، قال الله تعالى:{ إن الله يأمر بالعدل والإحسان}، والإسلام قائم على الوسطية، وعلى الاعتدال ونحن أمة وسط، ونحن أمة خير وأمة سلام نجنح للسلم دائمًا ونتعاون على البر والتقوى كما قال الله تعالى في محكم آياته:{ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} القرآن الحكيم واضح وصريح : التعاون يكون على البر والتقوى . والحوار حين يعزز هذه القيم إنما يؤصل لهذا التعاون بشكل عملي ويزيد من اللحمة الاجتماعية. والخطاب الإسلامي المعتدل موجود بالقرآن الكريم وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وما علينا إلا أن نقرأ قرآننا بإخلاص وأن نؤدي معاملاتنا وفق ما جاء به ديننا الذي يحض على التعاون وتمتين الصف والأخوة لا على الصراع والخصومة ونحن أبناء دين واحد وأمة واحدة أعزنا الله بالإسلام وشرفنا به، وبه ألف بين قلوبنا وجمع كلمتنا فهابنا أعداؤنا وقويت شوكتنا.

  • مضمون ومحاور اللقاءات العشرة غاية في الأهمية وتناولت قضايا مجتمعية ذات تأثير كبير، كيف يمكن استثمار هذه النتائج وتفعيلها عبر مشاركة الجهات المعنية أو عبر ورش عمل بمشاركة جهات بحثية وإعلامية حتى لا تكون مجرد أبحاث نظرية فقط؟

 

.. اللقاءات العشرة التي عقدها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني شكلت وجهًا حواريًا وطنيًا مشرقًا، فالمركز هو أول مؤسسة وطنية تعنى بالحوار الوطني في تاريخ المملكة، وهو المركز الأول في مجاله بالمنطقة وقد حوّل آلية الحوار من آلية موقتة بمؤتمر أو ندوة أو مناسبة إلى عمل وطني دؤوب شامل، لا يقتصر على طرح القضايا الوطنية أو الثقافية والفكرية، ولكنه يقدم الحوار بمبادئه وقيمه الشاملة. بحيث يعكس التصورات الذهنية السعودية وتصورات الفكر والثقافة والهوية ؛ نقول هذا ونحن نناقش الظاهرة الحوارية في بلادنا، وهي في رأيي كمتابع ظاهرة وطنية بامتياز ناقشت قضايا عدة متنوعة كان المشاركون يطرحونها عبر اللقاءات المتتابعة في الثقافة والتعليم ومناهضة الغلو والتعصب وفي الإعلام والعمل والخدمات الصحية، وهي قضايا جديرة بالنقاش دائمًا، وقد كانت تلك اللقاءات مناسبات صالحة لطرحها، واليوم مع تأصيل النتائج التي كانت ترفع لصانع القرار، وإيصال أصوات المشاركين والمشاركات للجهات العليا، يعزز المركز حواراته بمنظومة شاملة متنوعة من العمل الحواري المبارك بإذن الله تعالى عبر التأكيد على شكل الحوار وقيمه والجدال بالتي هي أحسن مصداقًا لقوله تعالى:" وجادلهم بالتي هي أحسن" وقوله تعالى " ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك" وقوله تعالى:" من كان يريد العزة فلله العزة جميعًا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" هذه الآيات القرآنية الكريمة وغيرها تؤكد على سماحة ديننا ووسطيته كما تشكل نبراسًا للحوار والتفاعل والتواصل والمركز يعمل على هديها، ويسعى لتعزيز اللحمة الوطنية والتلاحم المجتمعي وإدارة المركز بعد كل لقاء تعمل على إيصال النتائج الحوارية لصانع القرار وتقترح التأكيد على تفعيلها وهي تصل بحمد الله وأيضًا فإن مختلف أنشطة المركز تحظى بتغطية إعلامية واسعة.

  • يعتقد البعض أن لقاءات المركز نخبوية وتخاطب المثقفين وأن المشاركات البحثية للأكاديميين والمفكرين فقط وأن الأبحاث تظل دون تفعيل على أرض الواقع , ماذا تقولون معاليكم لهؤلاء؟

   .. لم تكن لقاءات المركز نخبوية تخاطب المثقفين، وإنما تختار من جميع فئات المجتمع ما ترى حضوره نافعًا وقد حرص المركز في بداياته على أن يجمع أفكارًا وتصورات وطروحات بحثية ومنهجية وعلمية وأكاديمية، لأنك تؤسس مركزًا يتوجه بعد ذلك لعموم المجتمع بمختلف شرائحه وأطيافه، لكن لو لاحظت أن اللقاء الوطني الثالث: حقوق المرأة وواجباتها وعلاقة التعليم بذلك الذي عقد بالمدينة المنورة كان لقاءً مفتوحًا للمشاركة من مختلف الأطياف، ثم تم عقد لقاء عن قضايا الشباب في اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري  الذي عقد بالمنطقة الشرقية وشارك فيه عدد كبير من الشباب والشابات، وانفتح على مختلف الأجيال والأطياف، واستمرت هذه السياسة : سياسة الانفتاح على مختلف الشرائح حتى اليوم، بل إن المركز يولي شريحة الشباب القسط الأكبر من اهتمامه، ولعلك تتأمل في برامج المركز وستجدها ملبية لحاجات فئات مختلفة من المجتمع مثل برنامج جسور، وبرنامج المقهى الحواري، وبرنامج سفير، وبرنامج قافلة الحوار، وغيرها من البرامج تصب في الفكر الشبابي تتعرف عليه وتجعله يتحاور ويتناقش في مختلف القضايا الوطنية، وقد اهتم المركز بمعالجة ظاهرة التعصب الرياضي وعقد لقاءات حوارية مع المهتمين بهذا الشأن.

       بل إن هناك استراتيجية من استراتيجيات المركز منذ تأسيسه تمثل أحد أهدافه الخمسة الرئيسية وهي: توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الحوار، وهذه المشاركة شملت العلماء والباحثين والأكاديميين جنبًا إلى جنب مع الطلاب والموظفين في مختلف القطاعات من الجنسين.

       أما تفعيل الحوارات الوطنية على أرض الواقع فعلى المتابعين والباحثين أن يقارنوا بشكل منهجي بين نتائج وتوصيات الحوارات الوطنية وما تحقق على أرض الواقع وسيجدون الكثير والكثير لأنها ليست بالضرورة هي توصيات ونتائج القائمين على المركز ولكنها توصيات المشاركين والمشاركات، وقد توصلوا جميعًا لاقتراحات ورؤى متعددة تهم الصالح العام.

  • موضوعات الخطاب الثقافي السعودي دسمة وعميقة، كيف يمكن تحويلها إلى مادة جاذبة للشباب وتكون في قالب سهل وبسيط حتى تحقق الاستفادة منها بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والإعلامية؟

.. الخطاب الثقافي شكّل وجهة حوارية جديدة من الوجهات التي قدم فيها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فعاليات متواصلة حتى بلغت سبعة لقاءات متتالية، ناقش فيها أغلب ما يتعلق بهذا الخطاب، لكن الأمر الذي وفق فيه المركز بحول الله وعنايته تمثل في دعوته من خلال هذا الخطاب إلى: نبذ الفرقة وتقوية اللحمة الوطنية وإشاعة ضرورة التعايش والتوجه للبناء والدعوة إلى وحدة الشمل ووحدة الصف ونبذ التعصب القبلي، ونبذ التطرف والغلو والدعوة إلى الله بالحسنى والحكمة البالغة والموعظة الحسنة.

وقد اهتم المركز بتدريب قيادات شبابية من جميع مناطق المملكة على الحوار وأنشأ المركز أكاديمية للحوار تعنى بذلك، وقد تخرج فيها مئات المتدربين الذين حملوا رسالة الحوار واثروا هذه المجالات.

       أما عن تحويلها إلى مادة جاذبة للشباب فنتمنى أن تتعاون المؤسسات التعليمية والإعلامية، وهناك مذكرات تفاهم وتعاون بينها والمركز، في إيصال هذه الرسالة الثقافية والفكرية المعنية بالشباب والحض على ثقافة الوحدة وتعزيز التلاحم المجتمعي بين هذه الشريحة بالذات، ونشر ثقافة التطوع وهو الأمر الذي بدأ المركز في تنفيذه بجلاء في أسبوع تلاحم والذي عقد حتى اليوم في ثلاث مناطق هي: الجوف، وجازان، والقصيم.

  • مازالت الصورة الذهنية في الخارج عن المملكة مشوشة، كيف يمكن للمركز أن يضطلع بدور إيجابي في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن المملكة في الخارج؟

.. حقيقة الأمر لا أستطيع أن أقول بهذا الرأي الذي قد تتداوله بعض وسائل الإعلام هنا أو هناك، فصورة المملكة التي تحتضن أطهر الأماكن وأقدسها على الأرض , فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفيهما أول بيت وضع للناس، وأول مسجد أسس على التقوى هي صورة لها مكانتها في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. حتى لدى الشعوب والأمم الأخرى، فهم يعرفون المملكة قبلة المسلمين ومهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم ورائدة في مجال الإغاثة الإنسانية وينبوع في مجال العلم الشرعي واللغة العربية.

المملكة ليست مجرد محتضن للبقاع الطاهرة الشريفة، المملكة تراث وتاريخ وحضارات، وفي المملكة شعب محافظ على قيمه وعاداته وتقاليده، والمملكة دولة مؤثرة على المستويات العربية والإسلامية والإقليمية والدولية والبارزة في مجالات عدة كالسياسة والاقتصاد والحوار، فكيف تكون صورتها مشوشة.

    لنأخذ الأمور في جواهرها، ونضع لها النصاب الحكيم الصحيح. فقد أعزنا الله بقيادات حكيمة عملت منذ تأسيس المملكة على أن تكون البلاد في خير وأمان وتنمية واستقرار، وعملت على تعزيز مكانة المملكة في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والتعليمية. وأسأل: هل وضعية المملكة وصورتها قبل 50 عامًا مثلاً هي وضعيتها اليوم حيث كلمتها المسموعة على مختلف الأصعدة، ومكانتها السياسية والدينية والاقتصادية المرموقة؟

إن بلادنا ولله الحمد ستظل في أرقى صورة على الرغم مما قد تبثه بعض وسائل الإعلام هنا أو هناك لأغراض لا ترتبط بالحقيقة ولا ترتبط بالصدق ولا حتى بالمشاهدة القريبة للإنجازات التي حققتها المملكة في البناء والتنمية والتطوير.

  • يظل التعاون مع المراكز المماثلة في المنطقة والخارج له أهمية في الاطلاع على تجارب الآخرين والاستفادة منها، وإفادتها أيضًا، هل هناك مراكز مماثلة أو مراكز بحثية أو فكرية تتعاون مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني؟

 

.. مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني منذ بدايات إنشائه ولله الحمد يعمل على التعاون مع مختلف المؤسسات والهيآت والمراكز التي تهتم بالحوار أو بالفكر أو بالثقافة والإعلام، كما أنه وقع مذكرات تفاهم مع مؤسسات كثيرة حتى المؤسسة الدينية كذلك للإفادة من النتاج العلمي لعلماء الشريعة والفقه ومن اجتهاداتهم العلمية التي تقدم الصورة السمحة لديننا الإسلامي الحنيف. والمركز بهذه الوضعية إنما ينطلق من رؤية علمية بحيث تصبح هذه المراكز روافد لتنوير الحوار وتثقيفه وتعزيزه.

       وإذا كان هذا التعاون يتم بشكل مباشر أو بشكل ضمني فهو يستهدف الجميع، ويستهدف الإعلاء من مبادئ التسامح والرحمة والاعتدال والوسطية.

       

مقالات لنفس الكاتب