array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 123

خشيَ المتطرفون الإسرائيليون من توابع النسف فلجأوا إلى جمعيات بأثوابٍ دينية 27 جمعية دينية يهودية حربية متطرفة لاغتصاب القدس

الأربعاء، 20 أيلول/سبتمبر 2017

لم تكتفِ إسرائيلُ منذ الإعلان عن قيامها بمحاولاتها اغتصاب القدس، وطرد سكانها الفلسطينيين، فقد بدأتْ المحاولات الأولى منذ عام 1948م، حينما عقدتْ الكنيستْ جلستها الأولى يوم 19-12-1948م، في القدس، ثم جعلتْ رئيس دولتها، حايم وايزمن، يُقسم قسمَ الولاء، أيضًا في مدينة القدس، ثم أعلنتْ بتاريخ 23-1-1950م، أن القدسَ هي عاصمة إسرائيل، كذلك، أصدرتْ الكنيست أيضًا عام 1950م، قانونًا يُبيح الاستيلاء على أملاك الغائبين الفلسطينيين في القدس.

القدسُ عند الإسرائيليين ليست مدينة كما المدن الأخرى، بل إنها إسرائيلُ كلُّها، ولا يكتمل إيمانُ المؤمنين المتطرفين إلا باغتصابها. فالدين اليهودي لا يكتمل عند أكثر الحارديم المتزمتين إلا بطرد(الأغيار) من القدس، أي المسلمين، والمسيحيين، ولن يعودَ (الماشيحُ) المنتظر، ويُبنى الهيكلُ الثالثُ إلا بهدمِ المسجد الأقصى.

بدأتْ مؤامراتُ هدم الحرم القدسي قبل ثمانية وأربعين عامًا، يوم 21-8-1969م، عندما أقدم المتطرف اليميني، مايكل دنيس روهان على إحراق المَعْلمين الأثريين في المسجد الأقصى، منبرِ صلاح الدين، وقبة الصخرة الفضية.

لم تُحقِّقْ هذه الجريمةُ الهدفَ المنشود، بل أثارت الفلسطينيين والمسلمين، وأنصار العدالة في العالم. تطورت المؤامرة إلى خطةٍ لنسف قبة الصخرة من الجو:

"تبنَّتْ مجموعة يهودية متطرفة بزعامة [باري، ويوشع بن شوشان] وانضم إليهم، يهودا عتسيون، فكرةَ نسفِ قبة الصخرة، تنفيذًا لفتوى الحاخام، إبراهام اسحق كوك، الذي قال: إن (زوال) الأقصى سيسرِّع في الخلاص، لأن وجود (الرذيلة)! في المكان المقدس يعوق الخلاص، استقطبت المجموعة خبير المتفجرات، (مناحم ليفني) الذي عمل في الوحدات الخاصة، تنكر أحد أعضاء المجموعة في زي راهب مسيحي يتحدث الفرنسية، دخل الأقصى، واستطاع أن يقيس الأبعاد، بادِّعاء أنه يُعد بحثًا لاهوتيًا.

(صحيفة يديعوت أحرونوت 25-4-2000م)

ظهرتْ خطةٌ أخرى لنسف قبة الصخرة من الجو بواسطة الطيار، يعقوب هينمان، باستخدام صاروخ خاص، وعلى الرغم من اعتقال أفراد هذه المجموعة، نُشر الخبرُ في الصحف ووسائل الإعلام، إلا أنهم خرجوا من الاعتقال بعد ساعات.

اشترك كذلك دعاة تيار (المسيحانية الصهيونية) في خطط تدمير الحرم القدسي من الجو، واستطاعوا تكليف أحد ضباط الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عملية قصف قبة الصخرة:

"دافيد (اسم مُستعار) جندي أمريكي يهودي، يبلغ من العمر 21عامًا، عاد إلى إسرائيل وانضم للواء غفعاتي، وشارك في عملية الجرف الصامد 2014م، على قطاع غزة، اعتاد، دافيد أن يسرق من مخازن الكتيبة المتفجرات ويُخزنها في بيته الخاص.

التقى بالمسيحي الأمريكي الصهيوني (آدم ليفكس) القاطن في تكساس، وقد دخل إسرائيل بتأشيرة سائح، واتفق مع دافيد على شراء المتفجرات، لغرض تدمير مسجد قبة الصخرة.

اكتشفت الشرطة، والشين بيت، المؤامرة، وسجن دافيد ستة شهور في السجن العسكري.

خرج دافيد من السجن وهو يستعد للعودة إلى أهله في أمريكا!

(صحيفة يديعوت أحرونوت 30/6/2015م)

خشيَ المتطرفون الإسرائيليون من توابع ومضاعفات عملية النسف، فلجأوا إلى خَططٍ ومؤامرات أخرى تُشرفُ عليها أحزابٌ دينية، تشارك في الحكومة، وهي منظومة أصولية يهودية، ليست أحزابًا سياسية فقط، ولكنها جمعياتٌ تتستَّرُ بأثوابٍ عديدة، دينية تلمودية، وخدماتية يهودية، ومنظمات تدَّعي المحافظة على حقوق الإنسان، وغيرها.

هذه الجمعيات التلمودية مختصة بطقوس إعادة بناء الهيكل الثالث، بلغ عددها حتى نهاية عام 2006م، سبعة وعشرين جمعية، وفق إحصاء جمعية الوقف والتراث الإسلامية (نوفمبر 2016)، كلها مختصة بتهويد القدس، شرعتْ في تنفيذ مشاريع عديدة، باستخدام تكنلوجيا العصر الراهن الرقمية في إنتاج أفلام للأطفال، تشرح لطلاب المدارس طقوس الهيكل الثالث، وكيفية إعادة بنائه من جديد على أنقاض المسجد الأقصى، ووزعت ملصقات على المعاهد والمدارس الدينية، فيها صور مدينة القدس، بلا قبة الصخرة، بل بصورة مبنى الهيكل الثالث.

كشفت صحيفة، معاريف، 5-1-2001م، آليات عمل الجمعيات الدينية، التي تسعى لإعادة تأسيس الهيكل الثالث في المسجد الأقصى ذاته:

"أكثر من عشر مؤسسات، تضم عشرات الآلاف من الأشخاص، تعمل لتجسيد فكرة إقامة الهيكل الثالث. استأنف أنصار هذه الفكرة نشاطهم سرًا في إطار، (دار الفتوى الصغيرة)، وهو إطار ديني يضم ثلاثة وعشرين عضوًا، كانت دار الفتوى موجودة في القرن الخامس بعد الميلاد.

يهدف الإطار الجديد إلى إقامة دولة دينية، مع إقامة الهيكل الثالث، ومن أبرز زعماء هذا التيار، البرفسور هيلل فايتس، ويهودا عتسيون، وموشي فايغلين، ويوئيل ليرز.

قال فايتس: يجب إيجاد بديل ديني لقيادة الدولة، بقي أعضاء دار الفتوى غير معروفين، وهم يجتمعون سرًا في الحي اليهودي في القدس."

وفي خبرٍ آخر:

"يقف (أمناء جبل الهيكل) في مدخل الحرم لوضع حجر أساس الهيكل الثالث، وقد عيّن الحاخام، غرشون سولومون، المهندسَ، جدعون حرليف، ليشرف على خطة بناء الهيكل الثالث!

وإكمالاً للخطة فقد ادَّعى المهندس، حرليف، بأنه ينتمي إلى سلالة الملك داود، يقول: دمجتُ الصخرةَ مع الهيكل الثالث في مشروعي.

يُضيف: " التوراة هي صك الطابو لأرض إسرائيل" (صحيفة كول هاعير 5-10-2001)

من أبرز الجماعات المتطرفة، منظمة [عطيرت كوهانيم ] التي أُسِّستْ عام 1978م، على يد الحاخام،  متياهو كوهين، هذه الجماعة تسكن فقط في القدس القديمة، وتحرم السكن خارجها، هم يؤمنون بضرورة [ تطهير] المدينة من غير اليهود ( لأجل)، الماشيح  المُنتظر، الذي لن يعود وفي القدس شخصٌ واحدٌ غير يهودي. هذه الطائفة هي الكتيبة الأولى في المعركة الفاصلة بين الخير والشر، هم يعتبرون جبل صهيون هو بيت الإله الخالد، يحكم منه العالم، وكل المؤمنين يشبهون جبل صهيون الذي لا يتزعزع!

تمول وزارة الأديان نشاطات مركز (تجديد الإيمان بالهيكل)، مولت مؤتمرات أنصار الهيكل في أيلول 1998م.

تجري تجارب إعادة بناء الهيكل الثالث في مستوطنة (متسفيه يريحو)، تشمل تدريبات على ذبح الأضاحي، على نماذج من البلاستيك تشبه العجول، والأبقار، والطيور.

تهدف الجمعيات إلى إقامة الهيكل في الحرم نفسه، بدلاً من المسجد الأقصى، بالإضافة إلى تأسيس دولة يهودية في إسرائيل.

هناك عشر مؤسسات وجماعات دينية متطرفة مختصة فقط، في إزالة المسجد الأقصى، وبناء الهيكل الثالث مكانه:

1-أنصار الهيكل، برئاسة، هيلل فايتس.

2-حركة إقامة الهيكل، بقيادة الحاخام، دافيد ألبويم، وهي متخصصة في كيفية تقديم الأضاحي.

3-معهد الهيكل، أسس 1983 في الحي اليهودي في القدس، تموله الدولة.

4-حي قيوم، أقيمت في مطلع التسعينيات من قبل يهودا عتسيون، وهي تضم مجموعة من مستوطنة، بات عين في، غوش عتصيون، وهي حركة إعادة ملوك إسرائيل.

5-الهار هامور، وهي إطار فكري من مؤسسة، إسحق شابيرا، ودودي دودكيتش.

6-نساء من أجل الهيكل، برئاسة ميخال أبعازر، وهي تجمع المجوهرات، والحجارة الكريمة، وتودعها في خزنة معهد الهيكل.

7-من البداية، هدفها إقامة الهيكل بيد البشر، وعدم انتظار الماشيح .

8- مشمورت هكوهنيم، مختصة في تأهيل سدنة الهيكل.

9-محكمة الهيكل، تضم حاخامين مثل، داف لينور، ونحمان كهانا.

10-منتدى القدس، تهتم بتقليص البيوت الفلسطينية تمهيدًا لعودة (الماشيح).

غير أن أبرز الجماعات التي تختص بشؤون الهيكل الثالث، {جماعة أمناء جبل الهيكل}، وهي تعمل منذ زمن لوضع أسس [الهيكل الثالث]. عُهد إلى الجماعة بالإشراف على تفصيلات عملية البناء، وطقوس خدمة الهيكل الثالث.

ظهرت جماعة أمناء جبل الهيكل حسب أقوال زعيمهم (غرشون سولمون) عام 1967، كانت جهودهم في بداية الثمانينيات تتركز في مداهمة الحرم القدسي، وقبة الصخرة، وغالبًا ما كانت المحكمة العليا تسمح لهم.

كانوا يتعاونون مع حركة، غوش إيمونيم الاستيطانية، ومع حركة كاخ العنصرية.

 في عام 1980م بدأوا يدخلون الحرم جماعاتٍ مع أعضاء الكنيست، وفي عام 1987م، حصل أكثر من خمسين عضوًا منهم على تصاريح بالدخول للحرم القدسي، واستخدموا مكبرات الصوت، لأداء صلوات تلمودية.

تقول جماعة أمناء جبل الهيكلTMF) ) :

" نريد وضع حجر الأساس للهيكل الثالث في عقول الناس أولا.

يقول غرشون سولمون:

 أنا متدين ومتأكد بأن الرعاية الإلهية هي التي اختارتني لتحقيق الرسالة التاريخية السامية،

أعرف كيف أستخدم سلاحي، فأنا من الجيل الإسرائيلي الجديد، لستُ من الدياسبورا، فمن يحاول الاعتداء علىّ، يجب أن يخاف على نفسه"

صحيفة جورسلم بوست 29-3-1991م.

أما مبادئ، جماعة، عطيرت كوهانيم فهي تتلخص في:

 "يجب السكن في المدينة القديمة في القدس، يجب تطهير اليهود عقليًا، وجسميًا، قبل عودة، الماشيح، وإذا لم يحدث ذلك فلن يعود الماشيح، إن تحرير إسرائيل هو تحرير العالم، يجب اتباع تعاليم الراب، (ابن ميمون)، تفرض تعاليمُه استيطان، أرض كنعان، واختيار الملك، أية حكومة هي صورة للملك، وبناء الهيكل هو الركن الرئيس، نحن نتبع الكتاب المقدس وليس تعاليم الأمم المتحدة، فالأمم المتحدة لا تقيم وزنا للدين."

" (كتاب، الصراع في إسرائيل لتوفيق أبو شومر ص 210)

هناك جمعية أخرى حديثة التأسيس، هي جمعية، إم ترتسو، (إذا أرّدْتُم) أُسِّستْ عام 2006م، جمعية صهيونية، مديرها ومؤسسها، رونين شوفال، تحارب كل الدعوات بنزع الشرعية عن إسرائيل، وهي مختصة بمحاربة كل منتقدي إسرائيل في الجامعات، وبمطاردة اليساريين وجمعياتهم التي تكشف الحقائق عن جرائم الاحتلال، وتسعى لتشويه كل الجمعيات الدولية المختصة بحقوق الإنسان، وبخاصة جمعية (عير عميم) وهي جمعية يسارية، أسسها اليساريون الإسرائيليون لتكون نقيضًا للجمعية العنصرية (عير داود) أُسست عير عميم عام 2004 للدفاع عن الفلسطينيين المضطهدين في القدس.

تولت جمعية، إم ترتسو، مطاردة جمعية، عير عميم، والتشكيك في تمويلها، واتهمتْ الجمعيةُ أكاديميين إسرائيليين بأنهم يدعون لمقاطعة إسرائيل، أصدرت عام 2011م، كتابًا مكونًا من سبعين صفحة بعنوان (هراء النكبة) تدعو حكومة إسرائيل إلى منع الفلسطينيين من الاحتفال بالنكبة، ونظمت الجمعية اعتصامًا أمام مقر الأمم المتحدة في القدس.

          غير أن أشدّ الجمعيات اليهودية خطورة على القدس، هي في الحقيقة، ليست جمعية، بل كتيبة عسكرية تقوم بحصار المسجد الأقصى، وتفريغ مدينة القدس من سكانها المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين، لهدف جعلها مدينة يهودية فقط، هذه الجمعية هي الأشد خطورة على مستقبل القدس، إنها جمعية، (عير داود)، أو باسمها المُضلِّل (إلعاد)، والتي يديرها ضابط في الوحدة الخاصة، دافيد بعيري، أسسها عام 1986م.

ترجعُ خطورة هذه الجمعية إلى حجم إمكاناتها المالية، وعدد موظفيها الكبير، يتجاوز ألف موظف، بالإضافة إلى آلاف المتطوعين، لها مقرات في كل أجزاء القدس، بالإضافة إلى مقرها الرئيس في بلدة، سلوان الفلسطينية،

تعود خطورة هذه الجمعية إلى الدعم الكامل الذي تتلقَّاهُ من الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما من حزبي، الليكود، والبيت اليهودي، تحظى الجمعية أيضًا بدعمٍ علني، من وزيرة العدل، إيليت شاكيد من حزب (البيت اليهودي) الاستيطاني، ومن كل أعضاء الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى الأثرياء اليهود في العالم.

نشرت هارتس 6-10-2016 خبرًا يُشير إلى تواطؤ هذه الوزيرة مع الجمعية في بناء مخطط سياحي في سلوان، واستخدام نفوذها للضغط على البلدية لتحقيق تلك الغاية.

كما أن هذه الجمعية الخطيرة أخذتْ على عاتقها مهماتٍ عديدة، أبرزها، شراء المُرتَزقة من الباحثين الأثريين، ليُزيفوا الآثار المكتشفة، بالتعاون مع سلطة الآثار الحكومية، لإخفاء عمليات الحفر أسفل الحرم.

 تُعلن الجمعية بين الوقت والآخر عن اكتشافات أثرية مزيَّفة، على الرغم من أن الباحثين الأثريين الإسرائيليين في جامعة بن غريون، والجامعة العبرية، أقروا بأن الأنفاق الموجودة أسفل الحرم القدسي هي مجارٍ مائية، وقنواتٌ تعود إلى العصر الروماني، ولا علاقة لها بالهيكل اليهودي الثالث.

فقد نشرت صحيفة الجورسلم بوست تحقيقًا يوم 10/4/2013م، حول اكتشاف حمام طقسي يستعمله الأصوليون للتطهير يسمى (المكفا) أثناء تشييد طريق في مستوطنة، كريات مناحم في القدس، وقد قرر الأثريون إنه يعود لعصر الهيكل الثاني في القرن الثاني الميلادي، وأنه كان مخصصًا (لمستوطنة) يهودية في المكان وفي التاريخ السابق! على الرغم من أن هذا المكتَشَف الأثري، ليس سوى غرفةٍ صغيرة الحجم.

تقوم الجمعية أيضًا باقتحامات يومية، وموسمية، بخاصةٍ في مناسبة الأعياد اليهودية، بادعاء أن الهيكل الثالث المزعوم يقع بالضبط أسفل قبة الصخرة، فقد اقتحم المتطرف الليكودي، موشيه فايغلين، المسجد الأقصى، يرافقه مائة من المتطرفين، بحراسة الشرطة الإسرائيلية، يوم 17-3-2012م، كان يحمل معه خريطة لتحديد موقع الهيكل الثالث.

تتولى الجمعية أيضًا ملف اغتصاب المقابر الإسلامية.

نشرت مؤسسة الأقصى للتراث والوقف الإسلامية 22-5-2015م، تقريرًا عن اغتصاب مقبرة، (مأمن الله) الإسلامية في القدس، التي تحوي على جثامين شهداء معركة حطين، وتضم رفات علماءٍ مسلمين، وقادة سياسيين.

أبرز التقريرُ كيفية تحويل المقبرة التراثية إلى أماكن لهوٍ وشراب، ومحوها بالكامل لتصبح حديقة عامة، تحت اسمٍ مزيف (ماميلا) أي ماء السماء!

تسعى الجمعية أيضًا إلى دفع قانون في الكنيست ينصُّ على اقتسام المسجد الأقصى، زمانًا، ومكانًا، بين المسلمين واليهود، على أن يُمنع المصلون المسلمون من مسجدهم في الأعياد اليهودية، وأن يغضوا الطرف عن المصلين اليهود في ساحات الحرم القدسي، كما يحدث بالفعل في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، ويضعون بنودًا قانونية تنصُّ على منع اعتكاف المصلين في الحرم القدسي.

جمعية (إلعاد) الاستيطانية تراقب موظفي الأوقاف الإسلامية، وتُبلِّغ الشرطة الإسرائيلية عن أيِّ ترميمٍ يُجريه الفلسطينيون في الحرم، ويمنعون دخول مواد الترميم.

ومن أبرز مشاريع هذه الجمعية الاستيطانية تزييف أملاك الأراضي، وشراء البيوت الفلسطينية، بواسطة سماسرة محترفين، يقومون بتزييف المستندات.

نشرتْ صحيفةُ، الاندبندت البريطانية يوم 1-12-2011م، قصة الفلسطيني، محمد سومارين، الذي يسكن في بيت أجداده منذ عشرات السنين، غير أنه تلقى أمرًا من الصندوق القومي الإسرائيلي، بإيعاز من جمعية إلعاد، بأن يُخلي المنزل لأن ملكيته تعود إلى الصندوق(JNF).

تتولى هذه الجمعية أيضًا تسيير حملات مداهمة للمسجد الأقصى في المناسبات الدينية اليهودية، بالتوافق مع جماعة أمناء جبل الهيكل، وغيرها من الجمعيات السابق ذكرها، وهي تسمي حملات المداهمة: إحياء ذكرى إعادة بناء الهيكل الثالث، ومن أبرز المنظمين لهذه المداهمات للمسجد الأقصى، البرفسور، (هيلل فايتس) وهو رئيس قسم الآداب في جامعة بار إيلان، اعتاد إقامة الصلاة، صلاة الهيكل، أمام باب القطانين  برعاية وزارة الأوقاف، يقول الكاتب اليساري الإسرائيلي نداف شرغاي في صحيفة، هارتس في مقال له بعنوان (بروفا) لإقامة الهيكل يوم، 19/4/2000م: "هذه هي المرة الأولى التي يحظى فيها هذا الحدث بتغطية  رسمية. كل الدارسين للدين اليهودي يعرفون بأن كل مراسم إعادة بناء الهيكل لا يمكن أن تتم إلا في ساحة الأقصى باعتباره يخفي الهيكل! وبخاصة (ذبح) الماعز وسلخها!

جمعية إلعاد، أو كتيبة إلعاد الحربية التي تُصوِّبُ صواريخها نحو القدس، تشرف أيضا على السياحة الدينية في إسرائيل، فهي تجلب ملايين السائحين، من اليهود، ومن غيرهم، بخاصة المسيحانيون الصهيونيون.

 من المعروف أن الدخل السياحي في إسرائيل هو من أكبر مصادر الدخل الوطني.

أما ما تقوم به الحكومة اليمينية المتطرفة في ملف القدس فهو، أبرتهايد كامل الأركان. إن التنافس على أصوات الناخبين الإسرائيليين لا يُحقق أية نتيجة، بدون القدس، لأن السياسي الإسرائيلي الفائز، هو مَن يرفع شعار (اغتصاب القدس) وطرد سكانها الفلسطينيين، ليتمكن من الحصول على أصوات الحارديم المتزمتين، كذلك فإن ملف القدس هو الملف الوحيد الذي يمكن أن يُفكِّك الائتلاف الحكومي.

لذلك فإن كل السياسيين في إسرائيل يخشون اليوم حلّ الدولتين، بسبب القدس، لأنهم جميعُهم يرفعون شعار: (كل القدس عاصمة إسرائيل الأبدية)، هم يفخرون أيضًا بعدد الفلسطينيين الذين هُجِّروا من القدس، حتى في عهد حكومات اليساريين:

هجَّرتْ إسرائيلُ أربعة عشر ألفِ فلسطيني منذ عام 1967-1994م، حتى توقيع اتفاقية أوسلو، وصادرتْ هوياتهم، ولم تسمح لهم بالعودة مرة أخرى. (صحيفة هارتس 11-5-2011م)

انشغل المحللون بتعيين أفيغدور ليبرمان وزيرًا للدفاع، كجنرال عسكري، يؤجج الحروب، فقد طغتْ هذه الصفة، صفةُ ليبرمان، المحرض على الحروب، على أبشع صفاته، كمحرض وداعمٍ على الاستيطان وشرعنته، وبخاصة الاستيطان في القدس الشرقية، لإنجاز الحل الاستيطاني النهائي، فقد وعد ليبرمان قبل تعيينه وزيرًا للدفاع، رئيسَ بلدية، معاليه أدوميم، أن ينفذ هذا الحل النهائي، وهو ضم مستوطنة معاليه أدوميم إلى بلدية القدس، والسماح بتوسيعها، أي بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وإنهاء مشروع الدولة الفلسطينية!

أخيرًا:

ما تزال أحداث الهبة الشعبية الفلسطينية، ضد إجراءات المحتل الإسرائيلي، حين قرَّر المحتلون وضع بوابات تفتيشٍ إلكترونية، أمام مداخل المسجد الأقصى يوم 16-7-2017م، حاضرةً في أذهان كل المسلمين في العالم.

هذه الهبة الشعبية الفلسطينية التي قادها الفلسطينيون في صورة احتجاجات سلمية، تتمثل في الصلاة خارج أبواب الحرم القدسي، هي التي أرغمت إسرائيل على إزالة هذه البوابات، هذا الانتصار الشعبي الفلسطيني، يؤكد حقنا المشروع في أرضنا ومسجدنا، كما أنه عزَّز قدراتِنا على إجهاض مؤامرات المتطرفين المحتلين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مستشار التوجيه الوطني والسياسي في السلطة الوطنية سابقًا ــ مدير عام المطبوعات والنشر في السلطة الوطنية سابقًا ـ باحث وخبير في الشؤون الإسرائيلية

مجلة آراء حول الخليج