array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 124

صراع الاستراتيجيات في الخليج العربي

الأحد، 22 تشرين1/أكتوير 2017

صدر مؤخرًا وفي منتصف العام الحالي 2017م، كتاب (صراع الاستراتيجيات في الخليج العربي) للمؤلف الدكتور أحمد ضيف الله القرني، عن الدار العربية للعلوم ناشرون، وجاء في 568 صفحة، ركز الكاتب على الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج، وكونه محط نظر وصراع العالم خاصة القوى الكبرى، وركز على أزمة غزو الكويت في أغسطس عام 1990م، ثم تحريرها والموقف الدولي ودلالاته.

وتناول الدكتور أحمد القرني في فصول هذا الكتاب، الاجتياح العراقي للكويت: أسباب الحرب، وتناول هذا الفصل: محددات السياسة الأمريكية في اجتياح الكويت السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط (1945 ـ 1973م): خارطة القومية العربية، ثم السياسة الأمريكية في الخليج (1974 ـ 1990م).

ثم تناول محددات السياسة العراقية في اجتياح الكويت، (أصل النزاعات الحدودية بين العراق والكويت ـ النزاعات الحدودية)، وتناول العوامل السياسية والاقتصادية المتعلقة بالحرب الإيرانية ـ العراقية: منذ وقف إطلاق النار مع إيران وحتى اجتياح الكويت (العوامل السياسية ـ العوامل الاقتصادية والمالية).

 وتطرق إلى مسرح العمليات بين الكويت والعراق والاجتياح العراقي للكويت، (مسرح العمليات الكويتية العراقية ـ سير عمليات الاجتياح العراقي للكويت).

وتناول الجيش العراقي تحت عناوين: قيادة القوات العراقية ومبدأ الانتشار، القيادة والتحكم والاتصالات والاستخبارات، البري العراقي والحرس الجمهوري، القوات الجوية العراقية، القوات البحرية العراقية، وأسلحة صدام الخاصة.

واستعرض القدرات العسكرية لدول مجلس التعاون (السعودية، قدرات دول المجلس والسيطرة السعودية، هل كانت القوات المسلحة السعودية كافية لوقف الهجوم العراقي؟)

وجاء الجزء الثاني في الكتاب تحت عنوان: نشر القوات وتنظيم التحالف على مسرح العمليات الكويتي ـ العراقي. وتناول هذا الجزء نشر القوات الأمريكية، وجاء في إطار هذا الجزء عناوين: تمركز بقية قوات التحالف، والتنظيم القيادي للتحالف، والخطط العسكرية للتحالف، والإمداد اللوجستي للحلفاء، والاستخبارات والنظم الفضائية، وطائرات الاستطلاع الاستراتيجي والتكتيكي، ونظم المراقبة في ساحة المعركة.

وتناول الجزء الثالث من الكتاب، الحملة الجوية، وانطوى هذا الجزء على، المرحلة الأولى: القصف الاستراتيجي، وشمل تمهيد المسار الجوي للموجات الهجومية الأولى، الهجوم على منظومة القيادة والسيطرة والاتصالات، حملة الطاقة، مهاجمة منشآت الدمار الشامل.

ثم المرحلة الثانية: العمليات ضد القوات الجوية والدفاع الجوي العراقي، وشملت: الهجوم على الرادارات والطائرات، تحييد الدفاعات الجوية على أرض المعركة.

المرحلة الثالثة: عمليات الحظر الجوي لميدان المعركة والإسناد الجوي المباشر للقوات البرية: الحظر الجوي لميدان المعركة، العمليات الجوية لإسناد الهجوم البري.

الجزء الرابع: التصدي لصواريخ سكود والعمليات البحرية والهجوم البري: وشملن اعتراض صواريخ سكود، أداء صواريخ سكود في القتال، العمليات الجوية ضد القدرات البالستية العراقية، صواريخ باتريوت في مواجهة مع صواريخ سكود. ثم العمليات البحرية: تجمع القوات البحرية، الحصار، حملة إزالة الألغام والسيطرة على البحار. العمليات الساحلية: صواريخ توماهوك البحر الأحمر، الخداع بالهجوم المائي.

بدء الهجوم البري: استعدادات الحلفاء للهجوم البري، الزحف: الهجوم البري للتحالف، يوم الثلاثاء 26 فبراير، اليوم الثالث من الزحف واللوحة 54، يوم الأربعاء 27 فبراير، اليوم الرابع من الزحف: مصير الحرس الجمهوري، يوم الخميس 28 فبراير 1991م، اليوم الخامس من الزحف: الساعات الأخيرة.

ثم جاءت الخلاصة: التقييم العام والدروس المستفادة من حرب تحرير الكويت.

ويرى المؤلف أن أهمية منطقة الخليج جعلتها سر الصراع حولها منذ فجر التاريخ وجعلها هدفًا سعت إليه قوى تاريخية إما لاستعمارها أو لاستثمارها، ويرى أنه لازالت اليوم قوى كبرى ونافذة ستسعى دائما لاحتواء الخليج والتغلغل فيه والتحكم في اقتصاداته وأسواقه وميزانياته بغية إنعاش اقتصاداتها المتراجعة وتمويل مغامراتها ومشاريعها الذاتية وحروبها الزائفة! لدرجة أن البعض ذكر بأنه ما من بحر داخلي في العالم قد أثار أطماع الدول والامبراطوريات بمثل ما أثاره الخليج العربي.

وعرض الدكتور القرني في توطئة هذا الكتاب للاستراتيجيات التاريخية الدولية للاهتمام بمنطقة الخليج وأطماع هذه الدول منذ عام 1100، واستعرض الاهتمام الولي بمنطقة الخليج منذ الاحتلال البرتغالي في القرن السادس عشر، ثم الانجليز عام 1622م، والسيطرة الهولندية في منتصف القرن السابع عشر في ظل تنافسهم مع الانجليز ثم حسم الأمر لصالح الانجليز، ويرى المؤلف أنه من المهم القول أن الصراع من أجل الهيمنة على منطقة الخليج كان أحد الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى، ثم واصل سرده التاريخي ودور القوى الكبرى في كل حقبة تاريخية للاهتمام الدولي والصراع حول منطقة الخليج الأمر الذي أوجد المسوغات والذرائع لإشعال المنطقة وأصبح أمن الخليج مربوطًا بأمن القوى الخارجية التي ترى أن المحافظة على مصالحها في الخليج العربي هو امتداد مباشر لأمنها القومي في تجلياته الداخلية والخارجية.

ويقول الدكتور أحمد القرني في نهاية التوطئة لهذا الكتاب " فمن الذكاء أن يُعمل الخليجيون عقولهم في المستقبل لإدراك واستشراف ما يكتنفه من مخاطر ضدهم فيحتووها من خلال صياغة استراتيجيات استباقية وقائية، وبناء القوة والقدرة الملائمتين، وكذلك ما يتضمنه المستقبل من فرص فيتعرفوا عليها راسمين لذلك الاستراتيجيات الاستثمارية لزيادة رفاهية دولهم ونموها وديمومتها".

وفي المقدمة التي قدمها لمضمون كتابه، بعد التوطئة، يقول الدكتور أحمد القرني" لم يكن صدام حسين موفقًا في قراءته للنظام العالمي قيد التشكل ، وربما كان صدام حسين يحدث نفسه بأن هذه المنطقة من العالم سبق أن تكرر فيها وباستمرار انتهاك المبادئ العامة للقانون الدولي، وبالتالي فلن تكون ردة الفعل ضده سوى لحظة سخط عابرة، ولم يحسب حساب العجز السوفيتي عن لعب دور مناهض للولايات المتحدة الأمريكية ولم يتوقع تحرك الأمم المتحدة ضد الاعتداء وضم الكويت كعضو مهم فيها من حيث قوتها الاقتصادية وموقعها الجغرافي وأهميتها الإقليمية وارتباطاتها التاريخية.

وهذا الكتاب هو في الأصل رسالة دكتوراه للباحث وتعد الأولى من نوعها وجاءت تحت عنوان (الأبعاد العسكرية والاستراتيجية في حرب تحرير الكويت"1990 ـ 1991م" وكان الباحث أول عربي يحصل على الدكتوراه في تخصص "الدراسات العليا الاستراتيجية التطبيقية" من جامعة فرنسية، هدفت إلى تحليل الحرب ككل في وجهة النظر الاستراتيجية والعسكرية (العملياتية، التكتيكية، التقنية) والخروج منها بدروس مستفادة في كل المجالات ذات الصلة بالعمل العسكري.

وعلى الغلاف الأخير للكتاب نقتطف من كلمة للمؤلف" عندما غزا الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الكويت في 2 أغسطس عام 1990م، لم يكن موفقًا في فهم الإدراك الأمريكي لأمن الخليج، ولا في قراءة النظام العالمي قيد التشكيل، وهو ما دفع به ليتخذ أسوأ قرار في حياته الرئاسية من حيث حجم التبعات، ليس عليه شخصيًا وعلى نظامه، وإنما على العراق والعالم العربي.

إذًا فحرب تحرير الكويت (1990ـ 1991م) كانت تجسيدًا حيًا، وحالة عملية لصراع بين استراتيجيات المصالح في الخليج "الذهبي" ولكنها في المقابل كانت حالة مثالية لتضامن خليجي وإرادة دولية لتكوين تحالف عسكري تحت مظلة أممية لإعادة دولة الكويت إلى سلطتها الشرعية في الحقيقة. لم تكن هذه الحرب أزمة عابرة: فهي أول حرب في التاريخ الحديث ظهرت فيها ثورة قوية في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية والتكنولوجية، وهي حرب لم تنه بعد لأن تحولاتها السياسية والأمنية والاجتماعية لا زالت قائمة، والأخطر من ذلك كله أنها أحدثت خللا في معادلة توازن القوى، باختفاء قوة وظهور أخرى تحمل نزعة الهيمنة ذاتها، مدفوعة إما بتصدير آلامها، أو نفي خبثها، أو شراهتها لرزق لم يكتبه الله لها .. ولهذا فالخليج مركز ثقل دولي، وبالتالي فقدره أن يستمر مسرحًا للصراعات والاستقطابات.

 

 

 


المؤلف في سطور


 

العميد الركن الدكتور(م) / أحمد ضيف الله القرني، مؤلف وباحث في الشئون الاستراتيجية والأمنية.


- مستشار سابق بمكتب سمو وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
- مدير مركز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية برئاسة هيئة الأركان. 
- معلم  بكلية القيادة والأركان.
- تقلد العديد من المناصب القيادية والإدارية .
- دكتوراه في التاريخ والفلسفة السياسية بدرجة مشرف جدا من المدرسة التطبيقية للدراسات العليا/ السوربون، فرنسا.
- ماجستير و بكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة السوربون / فرنسا.
- ماجستير العلوم العسكرية.
- بكالوريوس العلوم الاستراتيجية والفن العسكري من كلية سانسير العسكرية الخاصة، بفرنسا.
- كاتب في العديد من مراكز الدراسات .
- مدرب دولي في القيادة الاستراتيجية .تحت عنوان" نحو تفكير استراتيجي جديد لمستقبل آمن".

 

 

مقالات لنفس الكاتب