; logged out
الرئيسية / قراءة في كتاب: المفاهيم الأساسية في العلاقات الدولية

العدد 129

قراءة في كتاب: المفاهيم الأساسية في العلاقات الدولية

الإثنين، 02 نيسان/أبريل 2018

صدر عن مركز الخليج للأبحاث كتاب " المفاهيم الأساسية في العلاقات الدولية" للمؤلفين مارتن غريفيش ، وتيري أوكلاهان، والملف الرئيسي وهو مارتن غريفيش هو البريطاني الذي تم تعيينه منتصف فبراير الماضي مبعوثًا أمميًا خاصًا إلى اليمن خلفًا للمبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ومارتن بريطاني من مواليد 1951م، ويعد من أهم الدبلوماسيين الأوروبيين طبقًا لما أعلنته الأمم المتحدة، وهو المدير التنفيذي للمعهد الأوروبي للسلام في بروكسل، ولديه خبرة واسعة في حل النزاعات الدولية، وهو أستاذ في كلية الدراسات السياسية والدولية في جامعة فليندرز بجنوب استراليا، وله عدة كتب منها: خمسون مفكرًا في العلاقات الدولية، الذي صدرت له الترجمة العربية عن مركز الخليج للأبحاث أيضًا، وكذلك كتاب الواقعية والمثالية والسياسة الدولية عن دار روتليدج للنشر عام 1992م.

وحول الجمعية العامة للأمم المتحدة يقول الكتاب: أنها لا تمارس سوى تأثير قليل في سياسات العالم، وتتبنى القرارات بأغلبية الثلثين، أما مجلس الأمن فهو الهيأة الأكثر أهمية في الأمم المتحدة، والجهاز الذي يلبي أهداف المنظمة الدولية، ويجب أن تفوز قرارات المجلس بموافقة أغلبية الأعضاء ومن بينهم بشكل إجباري الخمسة الكبار الذين يستطيع أي واحد منهم أن يمارس حق النقض الفيتو بخصوص أي قرار ويعيده إلى المربع الأول ويفشل مجلس الأمن في تمريره.

ويرى المؤلف، أنه على امتداد النصف الأخير كان تاريخ الأمم المتحدة متعدد الألوان، فخلال الحرب الباردة، كانت المنظمة مشلولة وغير قادرة على أداء أي دور أساسي في الحفاظ على السلام والأمن العالميين بسبب لجوء القوى العظمى الدائم إلى حق النقض. وبسبب عدم تعاون القوى الكبرى عجز مجلس الأمن عن تحقيق أي طموحات.

وذكر المؤلف، أنه توجد ثلاثة أسباب رئيسية تقف وراء انحدار الأمم المتحدة في تسعينيات القرن الماضي هي: أولاً تغيير أنماط الحروب، مقابل ارتكاز الأمم المتحدة على مبادئ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وبذلك تقف الأمم المتحدة عاجزة عن الرد بفاعلية على النزاعات المسلحة التي لا تتسم بخط فاصل بين الحروب الأهلية والحروب بين الدول.

ثانيًا: على الرغم من انتهاء الحرب الباردة لم تكن للأمم المتحدة فاعلية إلا بما يسمح لها الدول الأعضاء خاصة الخمسة الكبار، كما أن الأمم المتحدة تفتقر إلى قوة عسكرية خاصة، بل تعتمد على الدول الأعضاء لتوفير القوة الضرورية بطلب من الأمين العام للمنظمة، وبذلك فهي بطيئة في الرد على الأزمات والتعامل معها، ولا يمكن أن تتعامل في مناطق الأزمات بدون شرعية من الخمسة الكبار وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين.

ثالثًا: الأمم المتحدة ممولة بالكامل من جانب الدول الأعضاء، خاصة الخمسة الكبار، الأمر الذي يجعل هذه الدول تستخدم سلطتها المالية لتعزيز وتعظيم مصالحها وفوائدها ومن ثم تكون المنظمة الدولية مرتهنة لإرادة الدول الممولة لها.

ويرى المؤلف أنه يجب إصلاح الأمم المتحدة على ضوء متغيرات القرن الحادي والعشرين ولا يجب الارتهان والإذعان لإرادة الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وعليه يجب انضمام اليابان وألمانيا والهند بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.

ويضيف في هذا الصدد أنه ما لم تخضع الأمم المتحدة لعملية إصلاحية فإن الفجوة بين التوقعات والأداء تظل كبيرة، وسيكون هذا الأمر مدعاة للأسف طالما أن الأمم المتحدة هي المنظمة العالمية الوحيدة التي تحمل شكلًا من أشكال الحكم العالمي، وفي الوقت نفسه لا تملك قرارها.

 

مجلة آراء حول الخليج