; logged out
الرئيسية / الأمير خالد الفيصل: تثائب العرب واستيقظ الشغب وتداعت الأغراب واستفحل الإرهاب

العدد 130

الأمير خالد الفيصل: تثائب العرب واستيقظ الشغب وتداعت الأغراب واستفحل الإرهاب

الأحد، 13 أيار 2018

 

أكد مؤتمر فكر 16 الذي نظمته مؤسسة الفكر العربي في دبي من 10 إلى 12 أبريل الماضي على ضرورة تجاوز تداعيات الفوضى التي نتجت عما يسمى بثورات الربيع العربي التي تعرضت لها العديد من الدول العربية منذ نهاية عام 2010م، واجتاحت عدة دول عربية.

وانعقد المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين ، أمير منطقة مكة المكرمة ، رئيس مؤسسة الفكر العربي، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل رئيس مجلس إدارة الفكر العربي، والسيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ، ونخبة من المسؤولين والمفكرين والباحثين من مختلف دول الوطن العربي.

وجاء المؤتمر تحت عنوان " تداعيات الفوضى وتحديات صناعة القرار"

وفي مستهل أعمال المؤتمر قال سمو الشيخ محمد بن راشد " إن المؤتمر يناقش صناعة الاستقرار .. والاستقرار صناعة وجهد وعمل مستمر وتنمية دائمة وتطور لا يتوقف .. الاستقرار هو حركة دائمة لصنع الحياة .. وهو بحث مستمر عن مستقبل أفضل لمجتمعاتنا .. ونحن سعداء بهذا التجمع الكبير من المفكرين والقادة .. ورسالتنا لهم هي توظيف علمهم ومعارفهم وجهودهم في تنمية مجتمعاتنا واستئناف حضارتنا العربية.. إن التغيير يحتاج منا توحيد كافة الجهود، كل في مجاله، بما يخدم مستقبل أمتنا ويعمل على تحقيق استقرار وازدهار مستدامين.

رؤية الأمير خالد الفيصل للواقع العربي

وقال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في شأن الأمة العربية وحالها: تثائب العرب .. واستيقظ الشغب، وتداعت الأغراب .. واستفحل الإرهاب، وتوحش الزمان .. واستسلم الإنسان، وعالم لامتلاك الدنيا يُسابق الزمان، وعرب تحاول الاحتفاظ بوطن، هناك إبهار .. وهنا غبار، ليل هنا .. وهناك نهار، تشتت الفكر .. وتاهت الأبصار، وقُتل العرب .. وهدمت الديار، وهُجر الرجال .. والنساء والصغار، ولأجل ماذا.. كل هذا؟، لتحل فرس وروم وعار، وتعم فوضى ودمار، وتكون القدس خيار، ثم قيل.. إنه الواقع العربي، أيها الواقع العربي .. أفق، كفاك سباتًا وكفانا انتظار، ولن نقبل بعد اليوم اعتذار، فما زال لنا عقل وفكر، وكفاح ومسار.

 

التحديات الخمسة

وفي الجلسة ذاتها، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الأمة العربية تمر بحالة سيولة غير مسبوقة، كذلك تمر بحالة من التنافس الذي يقترب من الصراع بين اللاعبين الرئيسيين، وأضاف: نحن في وضع تتآكل فيه قواعد قديمة من دون أن تظهر أخرى جديدة تحل محله، وتهب رياح الفوضى والاضطراب على الدول والمؤسسات الراسخة فتزعزع أركانها، وتزلزل قواعدها، وتصيب بنيانها بخلل شديد، وبلادنا العربية ليست بعيدة عن هذه الرياح الخطرة، بل هي لأسباب كثيرة في عين العاصفة.

وحدد السيد أحمد أبو الغيط خمسة تحديات رئيسة تواجه الأمة العربية هي: الأولى رد الفعل العنيف على ظاهرة العولمة من جانب مواطني الغرب وصعود لتيار الانكفاء على الداخل وبناء الجدران أمام التجارة والمهاجرين، والتحدي الثاني هو أننا نقف على أعتاب ثورة تكنولوجية رابعة ضخمة ستغير القواعد الراسخة في السياسة والاقتصاد والمجتمع، والتحدي الثالث يتمثل في تقويض الثقة في المؤسسات القائمة السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية ، والتحدي الرابع فيتمثل في أهمية انفتاح المؤسسات العربية المختلفة على تجارب الآخرين والتعلم منها والتفاعل معها ، والتحدي الخامس هو ضرورة إصلاح الأنظمة التعليمية وتجديد المفاهيم الدينية وتطوير الرؤية الثقافية.

المصارحة والمكاشفة

وتحدث المدير العام لمؤسسة الفكر العربي البروفيسور هنري العويط عن الظروف التي ينعقد فيها مؤتمر الفكر العربي "فكر16" ووصفها بأنها لحظة تاريخية عصيبة ومصيرية ولم تعرف أمتنا مثيل لها في الحدة والخطورة ، لذلك رأت مؤسسة الفكر العربي التحذير من مغبة استفحال هذه الفوضى وتفاقم الأزمات، فقررت إخضاعها للدراسة والتحليل بمنهجية علمية ومقاربات موضوعية وبمنتهى الصراحة والشفافية ، وليس بغرض التشخيص وتوجيه أصابع الاتهام والإدانة ، بل من منطلق الدعوة إلى وعي خطورة الأوضاع ومخاطرها بهدف تحديد أفضل السبل لمواجهتها، مشيرًا إلى أن عنوان المؤتمر في شقه الأول يتناول واقعنا المأساوي المرير ، وأبرزنا في شقه الثاني ما يتسم به المؤتمر من بعد استشرافي للإلحاح على ضرورة الخروج من نفق الفوضى المظلم إلى رحاب الاستقرار.

وأشار البروفيسور العويط إلى أن الجميع يعرف مصالح وأطماع الأطراف الخارجية المجاورة والبعيدة الإقليمية والدولية وعلينا أن نندد بتدخلاتها وما تحوكه من مؤامرات ، لكن علينا أن نتذكر باستمرار أنه بمقدار ما يحق لنا أن ننحو باللائمة على الآخرين ، وأن نتمسك بحقنا في تقرير مصيرنا بأنفسنا يتعين علينا أن نضطلع بمسؤوليتنا عن صناعة الاستقرار، وأوضح البروفيسور العويط أن مؤتمر "فكر16" هو مؤتمر للمصارحة والمكاشفة، والمؤتمر هو أيضًا للتحفيز والاستنهاض، فدعونا نلبي نداء : إن المسؤولية في معالجة أسباب الفوضى وتداعياتها كما في تحقيق الاستقرار ، هي مسؤولية جماعية، إنها مسؤوليتنا المشتركة، حكامًا ومواطنين، مؤسسات وأفردًا، رجالاً ونساءً، سياسيين، ورجال دين، ورجال اقتصاد وأعمال، ومثقفين، وإعلاميين.

 

وفي جلسة حول "الفوضى: جذورها وأسبابها ومظاهرها ونتائجهاـ التطرف والإرهاب قال الدكتور عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث : إن الفوضى التي تضرب بأطنابها في المنطقة العربية في الوقت الراهن والتي بدأت تظهر بوضوح منذ أحداث ما يسمى بثورات الربيع العربي، ليست وليدة اللحظة، أو جاءت بمحض الصدفة، بل كانت متوقعة طبقًا للسياق التاريخي للأحداث، وكانت موضوعة في سيناريوهات مسبقة قفزت إلى سطح الحيز السياسي عقب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وتفككه مطلع تسعينيات القرن العشرين، وبروز عالم أحادي القطبية بزعامة أمريكا.

وأضاف أنه في مطلع الألفية الثالثة وضعت مجموعة من مراكز الفكر العالمية السيناريوهات المحتملة في العالم خلال السنوات الخمسين التالية، وتشرفت بالمشاركة فيها نيابة عن مركز الخليج للأبحاث، واستقت هذه المراكز السيناريوهات المحتملة من خلال قراءة توجهات السياسة الأمريكية، القطب الذي تفرد بالتربع على سدة عالم أحادي القطبية منذ مطلع التسعينيات الماضية ، حيث تقلدت أمريكا زعامة العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي من داخله، في ذلك الوقت أعلنت واشنطن ما عُرف بالنظام الدولي الجديد في خطاب بوش الأب في 11 سبتمبر 1990م، عشية إرسال قوات أمريكية لمنطقة الخليج عقب غزو نظام صدام حسين لدولة الكويت في 2 أغسطس 1990م. " أزمة الخليج تبدو خطيرة إلا أنها فرصة نادرة للتقدم نحو مرحلة تاريخية لهدفنا وهو إقامة نظام دولي جديد، والدخول في مرحلة أكثر تحررًا من التهديدات والإرهاب، وأقوى في البحث عن العدالة "، وأكد بوش الأب أن مفهوم النظام الدولي الجديد لم يعد ثمرة تفاهم، بل ثمرة قواعد تفرضها القوة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية.

وواكب ذلك ظهور شعار " الفوضى الخلاقة" هذا التعبير الذي عبر عن وجه السياسة الأمريكية منذ أن أطلقته وزيرة الخارجية الأمريكية حينئذ كونداليزا رايس والتي أرادت منه (الهدم أولا ثم البناء بعد الهدم، والفوضى التي تسبق التنظيم)، وبعد ذلك أتى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسينجر ليعرف هذا المصطلح بأنه سوف يقود العالم إلى حرب عالمية ثالثة .

وجاءت السيناريوهات للسنوات الخمسين كما يلي:

السيناريو الأول: استمرار أمريكا القوة الأكبر في العالم، عسكريًا، واقتصاديًا، وهيمنة ونفوذًا، وسطوة، وإن كان البعض يرى أنها لن تستمر في هذا الموقع كثيرًا حيث تبدو غير قادرة على تحمل كلفة الهيمنة والتفرد في السيطرة على العالم كقوى عظمى وحيدة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ظهور من ينافسها بقوة.

السيناريو الثاني: ظهور قوى مناوئة ومنافسة على قيادة العالم، مثل الصين وروسيا والهند، أو مجموعة دول متحالفة أو متشاركة كما هو حال مجموعة دول اتفاقية شنغهاي.

السيناريو الثالث: تفكيك بعض دول العالم " الدول المتفككة أو المقسمة" والعودة بها إلى العصور الوسطى من خلال النزاعات العرقية والطائفية والصراع على السلطة، حيث يترتب على ذلك ضعف قبضة الدولة المركزية وعدم قدرتها على بسط نفوذها على إقليمها الجغرافي والسكاني.

السيناريو الرابع: ظهور اللاعبين من غير الدولة على ساحة الصراع الإقليمي والدولي، مثل الجماعات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الحكومات الرسمية، أو الميليشيات العقائدية المسلحة التي تسيطر على أجزاء من الدولة وتكون خارج نفوذ وهيمنة الدولة المركزية، ويكون ولاء هذه الجماعات لجهات، أو دول، أو جماعات خارج دولتها الوطنية، وهذا ما تمثله العديد من الميليشيات المسلحة في المنطقة العربية والمثال على ذلك الجماعات التي أنشأتها وتمولها إيران مثل جماعة الحوثي في اليمن، وجماعة حزب الله في لبنان حيث مارس الحوثيون الإرهاب في المنطقة.

 

مظاهر الفوضى في المنطقة العربية

وإن كانت مقدمات الفوضى في المنطقة العربية بدأت منذ اجتياح قوات صدام حسين للكويت في 2 أغسطس عام 1990م، إلا أنها أخذت شكلًا أكثر حدة وتأثيرًا عندما

غزت أمريكا العراق عام 2003م، تحت مظلة أمريكية فقط بفرض إرادتها على المجتمع الدولي والقانون الأممي، حيث أسس هذا الاجتياح للكثير من الأحداث التي جاءت مع بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة، فقد أطلقت العنان لإسرائيل في العبث بأمن المنطقة العربية، وزادت من وتيرة الاستيطان ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط، كما أتاحت لإيران دخول العراق وإدارته مباشرة من طهران، وعليه غابت دولة عربية مهمة من معادلة الاستقرار الإقليمي.

هذه الأسباب هيأت دخول الكثير من الدول العربية في مرحلة ما يُطلق عليه إعلاميًا بثورات الربيع العربي التي اجتاحت الكثير من دول المنطقة منذ نهاية عام 2010م، ومازالت تداعياتها مستمرة في الكثير من البلاد العربية حيث أثرت على مصر وتونس بشكل كبير، ومازالت سوريا واليمن وليبيا ترزح تحت ويلات الإرهاب والمعارك الطائفية والحروب الأهلية حتى الآن ولا أحد يعلم متى تنتهي.

وبالإضافة إلى البعد الدولي والإقليمي، كانت بذور هذه الفوضى مغروسة في تربة الكثير من الدول العربية، وكانت جذوتها مستعرة تحت الرماد وانتظرت الظروف التي أحاطت بهذه الموجة لتنطلق فوضى عارمة غير معتادة وغير متوقعة وذلك لأسباب كثيرة منها ما يلي:

-         تفشي ظاهرة الإرهاب التي أرهقت العديد من الدول العربية ما جعلها تنكفئ على مواجهة هذه الظاهرة على حساب التنمية والتعليم والصحة والأخذ بعوامل تحقيق الرفاهية للشعوب.

-         وجود أنظمة متسلطة ظلت طويلًا في الحكم وحرمت شعوب دولها من فرص التنمية والرفاهية.

-         غياب التعددية والمشاركة السياسية وعدم الفصل بين السلطات خاصة استقلال القضاء وجور بعض السلطات على سلطات أخرى.

-         تفشي الفساد السياسي والمالي وغياب الشفافية وعدم المساواة وتجاهل حقوق المرأة.

-         سوء مستوى التعليم وضعف مخرجاته والدفع بخريجين دون تأهيل أو إعداد مناسب لسوق العمل مما خلق بطالة بنسب مرتفعة جدًا الأمر الذي أدى إلى احتقان الشباب.

-            فشل الإعلام في كثير من الدول العربية في حشد الطاقات بالطرق الإيجابية البناءة، واتباع طرق الإثارة والتهويل، أو التجاهل وعدم النقد البناء مما ساهم في التسطيح وغياب الرؤية وسوء تقدير الأمور.

-         زيادة معدلات الفقر، بل والفقر المدقع في ظل غياب الحلول لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة.

-         زيادة نسبة الأمية والجهل ما أدى إلى التسطيح وفراغ الأدمغة التي استغلتها الجماعات الإرهابية في ملء عقول الشباب بالمعلومات الخاطئة والمضللة.

-         ظهور أجندات إقليمية صارخة تخطط لهدم الكثير من دول المنطقة العربية لتنفيذ أجندات للتقسيم واستغلال الولاء الديني والمذهبي لنشر الفوضى وتفتيت الدول العربية.

-         توظيف المذهب والطائفة والعرق واللون والجنس لتغذية النعرات الانفصالية بغرض اهتزاز الدولة المستهدفة.

-         تغير مفهوم الولاءات، وأصبحت الولاءات في بعض الأحيان لمراجع أو جماعات أو دول خارجية بعيدًا عن الولاء للدولة الأم.

-         حدوث فراغ سياسي وأمني في دول عربية كثيرة بعد سقوط الأنظمة الحاكمة المعمرة ذات النزعات الفردية في الحكم كما هو الحال في اليمن وليبيا وسوريا.

-         التنافس الدولي، والرغبة في تثبيت نفوذ جديدة في المنطقة العربية على طريقة الحرب الباردة أو الحروب بالوكالة كما هو الحال في سوريا واليمن.

-         ظهور جماعات الإسلام السياسي الطامحة أو الطامعة في الحكم والمدعومة من دول إقليمية، أخرى كبرى من خارج الإقليم

 

-         نتائج الفوضى

-         أدت الفوضى التي تشهدها المنطقة العربية إلى فرض متغيرات جديدة وتحولات رسخت في كثير من الدول منها:

-         خروج دول عربية من المعادلة الإقليمية والدولية وقد تستمر هذه الدول خارج هذه المعادلة لفترة طويلة.

-         تزايد النشاطات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث شهدت المنطقة 19172 تفجيرًا، 526 اعتداء مسلح، 2272 هجوم انتحاري، 1743 حالة رهينة، 650 هجوم على البنية التحتية. (وفقًا لقاعدة بيانات الإرهاب العالمي في جامعة ماريلاند).

-         ضعف اقتصاديات العديد من الدول، وغياب نسب النمو بمعدلات إيجابية، في بعض الدول، أو النمو بمعدلات بسيطة مع زيادة معدلات التضخم.

-         ظهور حروب أهلية ومازالت مستمرة خاصة في الدول ذات التنوع المذهبي والعرقي والقومي.

-         زيادة التدخل الخارجي في شؤون دول المنطقة، وتمدد دول إقليمية في المنطقة العربية بشكل معلن بل فيه تبجح ومباهاة.

-         وجود تقسيم ضمني أو في حكم الأمر الواقع في العديد من الدول العربية. وتفتت وحدة وتلاحم المجتمعات والدول.

-         ضعف الولاء للدولة الأُم في كثير من دول الربيع العربي لحساب دول ومرجعيات خارجية.

-         وجود دول رخوة أو فاشلة أو شبه فاشلة وأصبحت مأوى للجماعات الإرهابية الضالة. 

-         بروز ظاهرة داعش التي تمثل الجماعات المدسوسة والمجهولة الأهداف والتمويل، وما يسمى بالإمارات الإسلامية التي تريد اختطاف أجزاء من الوطن كما هو الحال في الجماعات الإرهابية التي أرادت اختطاف سيناء.

-         تغول إسرائيل على الفلسطينيين وغيها في التوسع في الاستيطان وعدم تنفيذ القرارات الدولية، لتأتي الإدارة الأمريكية لتعلن نقل سفارتها إلى القدس المحتلة.

 

آفاق المستقبل العربي

بعد أن غرست الفوضى جذورها في المنطقة وتحققت شعارات الفوضى الخلاقة، من الضروري الحفاظ على ما تبقى من دول المنطقة والحيلولة دون الزج بها في أتون الفوضى، ثم العمل على تفعيل العمل الجماعي العربي ولو جزئيًا من خلال ما يلي:

-         تفعيل دور جامعة الدول العربية، والمؤسسات المنبثقة عنها مع تنحية الخلافات العربية التي تعطل عمل الجامعة.

-         تقوية الروابط والمصالح الاقتصادية بين الدول العربية على أسس برجماتية وليس شعاراتية، بما يحقق التكامل الحقيقي وربط الدول بالمصالح.

-         التعاون الأمني الفعال عبر عمل إطاري أكثر تنظيمًا.

-         إيجاد صيغة مرنة وفعالة للتعاون العسكري والاستخباراتي بين الدول العربية الفاعلة، تقوم على منهج واضح وسليم.

-         تحديث المنظومة الإعلامية العربية بما يجعل الإعلام العربي أكثر نضجًا ووعيًا في التناول والطرح للحفاظ على الحد الأدنى من التماسك والتعاون.

-         تنسيق السياسة الخارجية للدول العربية، وتطبيق الشفافية بينها في إطار مصالحة شاملة وحقيقية.

-         تحديد مفهوم واضح للأمن القومي العربي والتحديات التي تواجهه بدقة بما في ذلك تحديد مفهوم الإرهاب والإرهابيين، والعلاقات العربية ـ الإقليمية.

 

وختامًا، تحقيق ذلك كله يتطلب إدراكًا عربيًا جماعيًا للمخاطر والتحديات، وفرزها وتصنيفها وترتيب الأولويات، والبدء بوضع الحلول للقضايا المتفق عليها مع تنحية القضايا المختلف عليها، مع الوضع في الاعتبار التحديات التي تهدد الوجود العربي نفسه.

مقالات لنفس الكاتب