array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

المبادرة مدخل للعلاقات العربية - الصينية وتحقيق المنافع يتوقف على التفاوض

الإثنين، 31 كانون1/ديسمبر 2018

جاء إطلاق الرئيس الصيني شين بينج عام 2013م، لمبادرة الحزام والطريق ليتم الإعلان عن فصل جديد في شكل العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية، فتستهدف المبادرة ربط القارات الثلاث معًا "آسيا-إفريقيا-أوروبا" بهدف تيسير التبادل التجاري عبر شبكة ربط من الاتصالات والمعلومات والبنية التحتية ومد خطوط وأنابيب البترول وشبكة من خطوط السكة الحديد وتعتمد فلسفة الربط على محورين الأول يركز على ربط الأرض (الحزام الطريق البري)، والثاني يتجسد في الربط البحري (طريق الحرير البحري).[i]

وقد جاء الإعلان عن المبادرة بعد سلسلة من الجهد الدبلوماسي الصيني وعقد عدد من الاتفاقات بين الدول المستهدفة التي تحتل الدول العربية بينها مكانة كبيرة نظرًا لموقعها الاستراتيجي والجغرافي وما لديها من موارد تعزز وضعها داخل المبادرة. إلا أن هذه المبادرة تتم في سياق دولي حذر في ظل تصعيد أمريكي وشن حرب تجارية على التنين الصيني، لذا وجب دراسة المنافع والمكاسب الممكنة للدول العربية من الانضمام لهذه المبادرة دون الإخلال بالشراكة الاستراتيجية الأمريكية العربية، وكذا التحديات المحيطة ومجالات التعاون القائمة، وصولاً للسيناريوهات الممكن طرحها أمام صانع القرار العربي لتعظيم العائد العربي.

  1. الأهمية الاستراتيجية للمنطقة العربية بالمبادرة:

تحمل المنطقة العربية أهمية استراتيجية للصين خاصة مع انفتاحها على العالم تزامنًا مع مبادرة الحزام والطريق، فلم تهتم الصين من قبل بالمنطقة العربية ومحيطها الجغرافي بدرجة ملحوظة فكانت منطقة ثانوية وأقل أهمية بالنسبة للتنين الصيني لكن مؤخرًا احتلت مساحة كبيرة في حسابات الأمن القومي الصيني[ii]. ويمكن تفسير اهتمام الصين بالمنطقة العربية بدرجة ملحوظة لعدة أسباب:

-       اقتصادية:تمثل الدول العربية منفذًا مهمًا لمشاريع البنى التحتية الكبرى الصينية ومصدر للاستثمار الرأسمالي في الصين.

-       جغرافية: تحتوي المنطقة على البحر الأحمر وقناة السويس وما لذلك من أهمية في حركة التجارة الدولية كرابط بين أوروبا وإفريقيا وآسيا حيث تمثل امتدادًا مباشرًا لرواق باكستان –أحد الأروقة الست الرئيسة بالمبادرة-لعبور السفن من المحيط الهندي لقناة السويس، ومن ثم إلى أوروبا حيث سيقلل مسافة نقل بترول الخليج للصين حوالي 12 ألف كيلو متر فستستغرق 15 ألف كيلو متر ليصل مدينة XINJIANG و10 آلاف كيلو عبر البحر و4500 كيلو عبر الأراضي الصينية. [iii] هذا علاوة على موقع المنطقة في وسط العالم حيث تمثل بوابة لإفريقيا ومنفذًا على أوروبا.

-       تأمين موارد الطاقة: تعتمد الصين على أغلب مواردها من الطاقة- كالبترول- من دول الخليج العربي والعراق وإيران حيث تحصل من هذه الدول  مجتمعة على 60% من البترول الذي تحتاجه. (31.6 مليار دولار الواردات البترولية للصين من إيران، أما السعودية 70 مليار دولار والإمارات 46.3 مليارات دولار) [iv]

-       شراكة استراتيجية: رغبة الصين في توسيع نطاق نفوذها الجغرافي الاستراتيجي لأبعد من جوارها المباشر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، الذي تبسط أمريكا نفوذها داخله بنسب مختلفة، حيث تسعى لتطوير العلاقات مع قوى كبرى أو إقليمية أخرى، خاصة في ظل الدعم الدولي للصين بين دول المنطقة.ومن ثم التواجد بالمنطقة سيوازن من النفوذ الأمريكي في آسيا الوسطى خاصة أن المنطقة العربية منطقة استراتيجية للأمن القومي الأمريكي. لكن الجدير بالذكر أن الصين في المنطقة تنظر لأمريكا ليس كمنافس ولكن كقوى مهمة لضمان الاستقرار بالإقليم. [v]

-       لضمان الأمن الداخلي الصيني: ارتباط الاستقرار الأمني بالمنطقة الغربية في الصين-الهان Han heartland  في سهول الصين، والمناطق الحدودية الداخلية مثل الأوغور والتبتيين- بالوطن العربي ومحيطه الجغرافي (أي ما يطلق عليه بالشرق الأوسط) وذلك بحكم التقارب الجغرافي والعلاقات التاريخية منذ طريق الحرير القديم وحركة التجارة. كما تربطهما علاقات وثيقة على الصعيد العرقي والديني والثقافي ومن ثم تتأثر بالاتجاهات الفكرية السائدة بالمنطقة وكذا أوضاع انعدام الأمن ومن ثم فإن استقرار المنطقة العربية أمنيًا سيتبعه استقرار في هذه المناطق الداخلية بالصين. [vi]

 

وبوجه عام، تنظر الصين للدول العربية كشريك مهم، فمن بين دول المبادرة عبر العالم فإن هناك على الأقل تمثيلاً وحضورًا لأربعة عشر دولة عربية تشمل: مصر، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، المغرب، عمان، فلسطين، قطر، سوريا، السعودية، الإمارات، البحرين، واليمن.[vii] 

  1. مجالات التعاون العربية الصينية:

يقدم هذا الجزء استعراضًا للملامح العامة لمجالات التعاون العربية الصينية، في إطار مبادرة الحزام والطريق التي تتمحور حول فرص التعاون التي تقدمها المبادرة ككل. ويمكن تقسيمها إلى عشرة مجالات رئيسة يوضحها الشكل رقم 1

 

لشكل رقم1

مجالات التعاون العربي الصيني

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: الشكل من إعداد الباحثة

فالصين تنوع من مجالات التعاون مع الدول العربية، وتجمع بين عدة آليات لكن في مقدمتها تأمين مصادر الطاقة التي تحتاجها الصين بدرجة كبيرة لكن مع دعم الدول العربية في توليد مصادر جديدة للطاقة عبر التكنولوجيا الصينية، وتجمع بين الآليات الاقتصادية كالتعاون في مجال الأسواق المالية، والتجارة الدولية، ومشروعات البنية التحتية أحد أبرز مجالات المبادرة، وكذا السكك الحديد لتسهيل التبادل التجاري للسلع والخدمات، هذا مع الحرص على استخدام القوى الناعمة كحرية تبادل الأفراد كالسياحة، والمنح التعليمية للطلبة خاصة في المجالات العلمية واستخدام معاهد كونفوشيوس لدعم اللغة الصينية، والتعاون الثقافي هذا علاوة على آلية المجتمع المدني، وإقامة منصات جديدة للتعاون كالمنتدى العربي الصيني، ومراكز أبحاث حول مبادرة الحزام والطريق بالدول العربية. ويوضح الجدول رقم 1 أبرز مجالات التعاون بين الصين وبعض الدول العربية.

 

الجدول رقم1

أبرز مجالات التعاون بين الصين وبعض الدول العربية

الجدول من إعداد الباحثة بتصرف من مصادر عدة

 

لا يمثل الجدول السابق حصر مجالات التعاون ولكن يرسم الملامح العامة للمجالات التي تم التعاون فيها بين الدول العربية والصين ويلاحظ أنها قليلة نسبيًا مقارنة بمجالات التعاون القائمة بين الصين ودول الجوار الجغرافي للمنطقة كإيران وإسرائيل وتركيا. أيضًا تحتاج لإعادة نظر بشأن المجالات الأكثر ملاءمة للاقتصادات العربية فالميزان التجاري الصيني العربي لصالح الصين لذا يجب التنويه للحديث عن توطين الصناعات التي يحتاجها الاقتصاد العربي. الأمر يحتاج لمزيد من التنسيق العربي العربي للاستفادة الجادة من المبادرة لما تحمله من فرص وتقليل مما تتضمنه من تهديدات.

 

  1. الفرص التي تطرحها المبادرة أمام صانع القرار العربي:

يقدم هذا الجزء طرحًا لأبرز الفرص أمام الدول العربية على مختلف الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية تمهيدًا لرسم سيناريوهات أفضل للمنطقة العربية في ظل المبادرة:

-         بنية المبادرة ذاتها (مدخل للتكامل مع خطط 2030): تسمح المبادرة بالتكامل مع خطط التنمية المستدامة 2030 للدول الأعضاء ومن ثم دعم الاقتصادات العربية وتعظيم الفائدة منه.

-         المبادرة مدخلاً لزيادة هامش المناورة وحرية السياسة الخارجية:تخلق المبادرة فرصًا لتنويع الاستثمارات والتعاون وتقليل التبعية الاقتصادية للغرب، ومن ثم تمثل ساحة للمناورة وزيادة هامش حرية صياغة السياسة الخارجية العربية

-         مدخل للتعاون في الحرب العربية على الإرهاب.[viii]

-         انضمام أربعة عشر دولة عربية للمبادرة:يمثل انضمام الدول العربية نقطة قوة تحتاج لتنسيق الموقف العربي للضغط تجاه القضايا العربية المشتركة كأمن الخليج والقضية الفلسطينية... الخ

-         الطلب الصيني المتزايد على الطاقة: يمثل الطلب الصيني المتزايد على الطاقة فرصة لزيادة دعم دور الدول العربية داخل المبادرة ومطالبها، كما إنها تمثل مصدرًا للدخل للدول التي تعاني من انخفاض الطلب على البترول مثلاً وانخفاض أسعاره بسبب السياسات الغربية.

-         موقع المنطقة وقناة السويس:قرب المنطقة من القارة الأوروبية والإفريقية والآسيوية عامل مهم جدًا للتأثير على الصين، فالدول العربية في قلب المجال الحيوي للمبادرة تربط القارات الثلاثة معًا التي تقوم عليها المبادرة.

-         التنظيم الدولي الجديد المصاحب لآليات المبادرة: تشترك عدد من الدول العربية في المؤسسات الدولية الجديدة التي أقامتها الصين وحلفاؤها كبنك التنمية الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB، ومنظمة شنغهاي، ومنظمة البريكس، مما يسمح لها بالاستفادة من الحوافز الاقتصادية والدفاعية التي تضعها الصين بالمقابل. فستقدم الصين 500 مليون يوان (نحو 76 مليون دولار) لتسهيل التعاون العملي في الاقتصاد والتجارة، و4 ملايين أخرى لمشروعات بنك التنمية الجديد الخاص بالبريكس لدعم دول المبادرة.[ix]

-         المشهد الدولي والسياق العالمي كمؤشر على الدعم الدولي للمبادرة كحافز أمام الدول العربية

  • موقف الولايات المتحدة الأمريكية:

لم تمنع الولايات المتحدة الأمريكية المشروع ولم تقف أمام حلفائها الذين انضموا له من أوروبا وإسرائيل والهند، ورغم شكها وخوفها خاصة أن هذا المشروع هو أحد سبل الصعود الصيني، لكنها كانت أكثر نفعية ونوعت من استراتيجيتها في النظر والتعامل مع مبادرة الحزام والطريق:

       i.            استراتيجية التعاون والاحتواء نظرًا لوجود مصالح مشتركة بين الدولتين فتنظر أمريكا للمبادرة كمدخل للتعاون لتحقيق المصالح الأمريكية كالحرب على الإرهاب، رفع القوى الشرائية للدول محل المبادرة مما يساهم في إنعاش حركة التجارة العالمية.[x]

     ii.            استراتيجية الردع تتعاون الولايات المتحدة مع عدد من الدول الحليفة لردع الصين كقوى مناوئة لها كاليابان والهند واستراليا واتفاقيات التجارة الحرة لمنطقة آسيا الهادئة TPP بينها والدول الآسيوية باستثناء الصين وروسيا، وتحويلها مؤخرًا من Asia Pacific إلى Indo Pacific للتصدي إلى مفهوم الهيمنة الصينية بالإقليم[xi]

   iii.            استراتيجية الصدام والتصعيد، تتم بين الحين والآخر كالمشاكل والصدام في بحر الصين الجنوبي والدعم الأمريكي لتايوان[xii]. وأخيرًا الحرب التجارية بين الصين وأمريكا عبر فرض الرسوم والضرائب على المنتجات الصينية لكنها لم تصل لدرجة القطيعة أو الصدام الحاد فتحرص الصين دومًا على طمأنة الولايات المتحدة أن صعودها هو صعود اقتصادي سلمي تنموي بالأساس ولا يعني بالأساس تحدي للهيمنة الأمريكية وإنما التكامل معها.

 

  • موقف الاتحاد الأوروبي وروسيا:

لم ترفض أوروبا المبادرة أو تعزف عن التعاطي معها بل انضمت 18 دولة أوروبية للمبادرة لتحقيق مصالح اقتصادية خاصة في ظل المشاكل والعثرات الاقتصادية التي مر بها الاتحاد الأوروبي آخرها البركست.

أما روسيا فتدعم الصين والمشروع بدرجة كبيرة لتلاقي مصالحهما معًا، بل وضم الاتفاق على مشاركة روسيا الصين في الدفاع العسكري عن مشروعات المبادرة مما يمثل حائط صد داعم للمبادرة.

  1. دول الجوار الجغرافي والتحديات المحيطة:

يقدم هذا الجزء استعراضًا لمواقف دول الجوار الجغرافي من المبادرة وطرحًا لأبرز التحديات القائمة المحيطة بالمبادرة:

-    المبادرة ودول المحيط الجغرافي:

يقدم هذا الجزء استعراضًا لموقف دول الجوار الجغرافي ذات المطامع الإقليمية من المبادرة وعلاقتها بالصين وفرصها وما تحمله من تهديد محتمل أو قائم للدول العربية. فيستعرض وضع كلا من إسرائيل وإيران وتركيا.

 

أولاً: إسرائيل مكانتها بالمبادرة وموقفها منها:

مثلت المبادرة فرصة كبيرة أمام إسرائيل للتعاون مع الصين كمطية لاستفادة من آليات المبادرة كتبادل السلع والأفراد، والثقافات والتعاون المالي حيث ستمكنها المبادرة من النفاذ للأسواق العربية والأوروبية والآسيوية (القضاء على سلاح المقاطعة للشعوب العربية)، وحرية انتقال الأفراد والثقافات (فرض التطبيع على الشعوب) والتحول لمركز مالي (تحقيق لمخطط الشرق الأوسط الجديد لشمون بيريز الذي يقضي بتحول إسرائيل لمركز مالي إقليميويوضح الشكل رقم 2 استفادة إسرائيل من اتفاقية التجارة الحرة ضمن مبادرة الحزام والطريق). هذا في إطار توجه الصين لها لإقامة خط سكة حديد إيلات اشدود الموضح بالخريطة رقم 1 عام 2012م، الذي يمر من إيلات لخليج العقبة لميناء اشدود على البحر المتوسط يكفل تحميل الحاويات من إيلات لنقلها عبر السكة الحديد إلى اشدود وإعادة شحنهم على المراكب، واستكمال الطريق إلى موانئ المتوسط الى بيريوس باليونان. كمعبر بديل داخل الأراضي المحتلة وذلك تحسبًا لأية أحداث غير مستقرة بقناة السويس بمصر أي تحسبًا للأوضاع الأمنية غير المستقرة مستقبلاً حيث جاء هذا القرار بعد ثورة 25 يناير بمصر كاستمرار للنهج الصيني بالمبادرة بإقامة خطط بديلة لحماية حركة التجارة الدولية.[xiii] وتقدر تكلفة المشروع بمبلغ 4.9 مليارات دولار وفي منتصف عام 2014م، تم تفويض شركة مرفأ الصين الهندسية لبناء مرفأ كبير في اشدود للحاويات بمبلغ 930 مليون دولار.[xiv]

 

خريطة رقم  1

خطة السكة الحديد المتوسط للأحمر بالأراضي المحتلة بالمقابل لقناة السويس

  

 

 

شكل رقم2

استفادة إسرائيل من اتفاقية التجارة الحرة ضمن مبادرة الحزام والطريق

 

يتضح من الشكل السابق أن إسرائيل المستفيد الأكبر في المنطقة تصل نسبتها من تحرير التجارة 30% والأردن 22% ولبنان 18% مما يساعد في تحقيق حلم إسرائيل العظمى القائمة على المكاسب الاقتصادية بالمنطقة. إلا أن هذه المكاسب يمكن الحد منها إذا تجمع الصوت العربي أمام الصين منددًا بالمجازر الإسرائيلية والتعنت في إقامة الدولة الفلسطينية راهنًا التعاطي معها في المبادرة بالتقدم في عملية السلام وإقامة الدولتين.

ثانياً: الموقع الإيراني من المبادرة والموقف منها

تنظر الصين لإيران كشريك استراتيجي هام بالمبادرة غير مهتمة بالعقوبات الأمريكية والتصعيد الدوري ضدها والتوترات الإقليمية التي هي طرف رئيسي فيها وعلاقتها المتوترة مع عدد كبير من دول الوطن العربي على رأسها المملكة العربية السعودية –الشريك الهام للحصول على نفط الصين-هذا بل تعمل على مساعدتها كوسيط دولي في الوساطة بينها وبين الدول الغربية والمناطق الساخنة. وتعتبر إيران الصين فرصة لها بسبب العقوبات المفروضة عليها لفتح أسواق لها، ورابط مع دول الإقليم عبر المبادرة تخرجها من عزلتها الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي، خاصة أن الصين لا تنظر للبرنامج النووي الإيراني بأنه يمثل خطرًا على أمن الإقليم بل الأمن العالمي. [xv]

ويمكن تفسير الدعم الصيني في سياق المنافع المتبادلة حيث تعتبر إيران مورد مهم للبترول للصين خاصة من منطقة الخليج العربي؛[xvi] هذا علاوة على الاهتمام بميناء شبهار في إيران.[xvii] ومن ثم يمثل نفاذ للتعاون والتبادل التجاري مع إيران وفرصة لإحياء التبادل التجاري معها وإنعاش الاقتصاد كمنفذ ضد العقوبات الاقتصادية الموقعة ضدها. ومن ثم وجهت الصين حوالى 10 مليارات دولار لدعم مشروعات بنية تحتية بإيران منها الميناء وخصص بنك التنمية الصيني  حوالي 15 مليار دولار لذات الغرض.

في المقابل تحاول الصين خلق مساحات مشتركة للتعاون لتقليل التهديد الإقليمي بسبب الوجود الإيراني فتربط المبادرة بترول الخليج بالأراضي الإيرانية عبر مد خطوط وأنابيب البترول عبرها إلى الصين.

ثالثاً: وضع تركيا في المبادرة والموقف منها:

وجدت أنقرة أن انضمامها إلى المبادرة يمثل رد اعتبار لها بعد الفجوة بينها وبين الاتحاد الأوروبي عقب محاولة الانقلاب والسياسات غير الإنسانية التي اتبعها النظام التركي في حق الانقلابيين. كما أنه سيوفر لها مكاسب اقتصادية كبيرة لأنها ستتحول إلى رواق وسط عبر وسط يعوضها عن خيبة آمالها من رفض انضمامها للاتحاد الأوروبي حتى الآن.[xviii] وتضم إسطنبول في الوقت الراهن نحو 70 شركة صينية تقيم استثمارات في مجالات البنوك واللوجيستيات وإصلاح المعدات والاتصالات والطاقة الجديدة  .[xix]

إلا أن الصين تختلف مع تركيا في عدد من القضايا على رأسها الدعم التركي لإقليم شينجيانج للانفصال عن الصين، التصريحات التركية بين الحين والآخر واتهام الصين بالإبادة العرقية للأغور. وفي المقابل اتخذت الصين عددًا من الإجراءات البديلة في هذا السياق إيقاف العمل مع تركيا في خط الشرق الغرب الذي يربط الصين بأوروبا عبر تركيا واكتفت بخط أنقرة اسطنبول، لذا حولت الصين وجهتها من تطوير موانئ شمال أوروبا إلى موانئ جنوب شرق أوروبا لتتوجه إلى موانئ اليونان Piraeus  2016م. وامتد الحذر الصيني تجاه تركيا إلى القوى البشرية أيضًا كانتقال التجار الأتراك إلى الصين حيث شددت الصين في إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول. وتتشكك في نواياهم[xx] 

إلا أن تركيا تراجع سياساتها بين الحين والآخر في ظل الرغبة الصينية بعدم التصعيد فتم دعوة تركيا لقمة البريكس 2018م، بجوهانسبرج، وتم ترأسها لمنتدى سياسات الطاقة بمنظمة شنغهاي رغم أنها عضو حوار فقط، وتبحث الصين في قبول عضويتها بالبريكس وشنغهاي. إلا أن الحديث عن العلاقات التركية الصينية هو قائم على المصالح والمنافع المتبادلة بالأساس.

-    المبادرة والسياق المحيط وما يحمله من تحديات:

يقدم هذا الجزء طرحًا لأبرز التحديات التي لابد أن تشغل ذهن المفاوض العربي خلال التعاون مع الطرف الصيني خلال المبادرة بهدف حلها أو تقليل آثارها لتعظيم المنفعة.

       i.            الموقف الأمريكي الحذر: رغم ما سلف ذكره لكن الولايات المتحدة تنظر بحذر تجاه المبادرة بل ومفهوم الصعود الصيني ككل حتى إن البعض يعتبر هذا الصعود لن يكون سلمي على الإطلاق بل قد يقود لحرب عالمية ثالثة كهنري كسينجر.

    ii.            العلاقات الإفريقية المهددة لبعض المصالح الاستراتيجية لبعض الدول كوضع مصر وإثيوبيا في ظل الدعم الصيني لسد النهضة بمليار دولار. 

   iii.            قضايا غير محسومة بالمبادرة نسبة تمثيل العمالة الصينية خلال المبادرة: جزء من طبيعة المبادرة خلق فرص عمل للعمالة الصينية داخل مشروعات المبادرة، لكن المشكلة تكمن في نسب العمالة الصينية مقابل العمالة المحلية بكل دولة فقد تثير اضطرابات كما سلف الإشارة بكينيا.

   iv.            مجالات يجب أن يتحلى المفاوض العربي بمعرفتها فهناك مجالات اقتصادية إذا دخلت فيها الصين بالدول العربية ستمثل خسارة كبير للاقتصاد العربي

 

  1. سيناريوهات جديدة أمام الدول العربية:

يقدم هذا الجزء سيناريوهات جديدة للدول العربية لتعظيم الاستفادة من مبادرة الحزام والطريق في ظل التحديات المحيطة والمصاحبة للمبادرة.

ففي ظل التحديات المصاحبة للمبادرة أولها الحذر الأمريكي منها ومن الوجود الصيني بالمنطقة فقد تفرض على صانع القرار العربي سيناريوهين الأول قد يعلي من المخاوف الأمريكية ويفضل البعد عن أية إمكانيات للتصعيد الأمريكي، أما الثاني فيخالف هذه النظرة وكل منهما له مميزاته ومساوءه لكن المحك هو في العمل على إدارة الملف والنظر للمستقبل للاستعداد لما هو محتمل أو ممكن.

-         السيناريو الأول: التعاون بحذر مع الاتفاقية

يعلي هذا السيناريو من المصالح الأمريكية والتعاون العربي الأمريكي، الذي يقضي بالتعاون بحذر مع المبادرة وهذا ما يؤكده الصينيون بين حين وآخر حيث يرون أن نهج الكثير من الدول العربية مع الصين نهج متباطئ لذا فحجم الاستثمارات الصينية قليل مقارنة بدول المحيط الجغرافي كإسرائيل.[xxi] ومن ثم فمن مميزات هذا السيناريو:

  1. احتواء الحذر الأمريكي تجاه التعاون الصيني في المنطقة
  2. البقاء على الحياد دون أن تكون الدول العربية طرفًا في التصعيد بين الجانبين
  3. فرصة لتقييم التعاون الصيني مع دول أخرى كدروس نجاح تستحق الدراسة للاستفادة كوضع العمالة المحلية مقابل العمالة الصينية في مشروعات البنية التحتية

ولكن في المقابل قد يمثل خسارة للدول العربية على الجانب الآخر مثل:

  1. استغلال قوى أخرى للدعم الصيني للمنطقة والاستفادة منها للتصعيد لتكون قوى إقليمية كإسرائيل وتركيا وإيران.
  2. تقلل هامش الحركة وفرص المناورة في السياسة الخارجية العربية خاصة في ظل تقلب الموقف الأمريكي تجاه الدور العربي، بل والتعنت من وقت لآخر حول وضع حقوق الإنسان بالعديد من الدول العربية.
  3. هذا علاوة على الخسائر الاقتصادية التي يحتاجها الاقتصاد العربي كالحاجة إلى مزيد من الاستثمارات الصينية والدعم الصيني في شكل قروض أو منح.

 

السيناريو الثاني: تقوية التعاون وسرعة التعاطي مع الجانب الصيني (دعم المكانة الاستراتيجية للمنطقة)

يقدم هذا السيناريو تصور في صالح الصين لكنه ليس مناوئًا للجانب الأمريكي لأن نجاحه يحتم التعاون بين القوتين لتعظيم المصلحة العربية. كما تفعل إسرائيل على سبيل المثال ففي ظل التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة تتجه لتقدم نفسها أمام الصين كشريك بالمبادرة وليس مجرد نقطة للعبور مما يقضي حسن إدارة عربية لهذا الملف. للموازنة بين النفوذ الأمريكي والدور الصيني والاستفادة من مميزات المبادرة مع الضغط على الصين عبر موقف عربي مشترك لمزيد من التدخل في الإقليم في ظل تقارب السياسات العربية الصينية خلاف الإدارة الأمريكية. وهذا ما بدأت فيه الصين خلال اختيار أول قاعدة عسكرية لها في جيبوتي كأحد الدول العربية بالمنطقة والتزامها في إطار المبادرة بحماية مشروعاتها وشركائها في إطار التحالف مع روسيا على الحماية العسكرية للشركاء.

إجمالا قد يحقق هذا السيناريو عددًا من المكاسب:

  • تدخل الصين أكثر لدعم الاستقرار بالمنطقة.
  • زيادة هامش المناورة والحرية في رسم السياسة الخارجية.
  • زيادة المكاسب التي يمكن أن تحصل عليها الدول العربية من الولايات المتحدة خوفًا من التقارب العربي الصيني (في ظل تعظيم هامش المناورة).
  • دعم الصين كقوى إقليمية لتحقيق الاستقرار بالإقليم في بعض الصراعات القائمة وتحقيق التوازن بين المطامع الأمريكية في المنطقة والدور الصيني القائم على التعاون الاقتصادي ذي المصلحة لإعادة الاستقرار بالمنطقة
  • مساعدة الصين للدول العربية في محاربة الإرهاب بالأسلحة وبالوجود والنفوذ في الدول الإفريقية محط اهتمام الإرهاب في هذه المرحلة الجديدة
  • توسط الصين في حل التوترات السياسية بين دول المبادرة خاصة بين مصر وإثيوبيا وتركيا وقطر وإيران عبر آلية دبلوماسية المسار الثاني TRAC II DIPLOMACY
  • وضع الدول العربية محددات التوازن الإقليمي مع الصين فهذا هو التوقيت المناسب وإلا ستفرض عليها لاحقًا
  • التأكيد للصين على أهمية بعض القضايا كوحدة سوريا وحل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية الموحدة ووضع القدس حيث تسعى إسرائيل لتغير الوجهة الصينية الداعمة للقضية العربية مقابل الدعم للموقف الإسرائيلي وتعتبر ذلك هدفًا استراتيجيًا في المرحلة المقبلة.
  • هذا علاوة على المكاسب الاقتصادية

وفي إطار هذه المكاسب قد يكون على الدول العربية أن تتعامل مع بعض التحديات مثل:

  • احتمالية التصعيد الأمريكي (لكن في إطار التعاون مع الصين مع الوقت يمكن احتواء هذا التهديد عبر الآلية الدبلوماسية النشطة التي ستزداد هامش مناورتها).
  • مزيد من التطبيع مع إسرائيل في إطار المبادرة خاصة على المستوى الشعبي (إلا أن هذا يطرح تساؤل حول مدى قدرة الدول العربية على وضع قيود بالتشاور مع الجانب الصيني لوضع التطبيع شريطة التقدم في وضع قضية إنشاء الدولة الفلسطينية واستقلال الدول العربية المحتلة كالجولان ومزارع شبعا بلبنان)
  • مشكلة وضع العمالة العربية مقابل العمالة الصينية خاصة أن في بعض الدول مثل مصر والصين زيادة سكانية كبيرة (هذا يمكن تحديده في العقود بداية نسبة لا تقل عن 50% )

ولتعظيم المنافع العربية من المبادرة، هذا يتطلب:

-         مزيد من التنسيق العربي العربي لتوحيد المواقف والمطالب من الجانب الصيني مقابل النفوذ الأمريكي نحو مزيد من التدخل في دعم استقرار الإقليم.

-         استخدام البترول والطاقة خلال التعاون العربي الصيني ضد المخاوف من تركيا وإيران وإسرائيل.

-         دمج مشروعات المبادرة في خطط التنمية المستدامة العربية 2030 لتعظيم الفائدة العربية وبحث الخلل بالميزان التجاري العربي الصيني لتوطين الصناعات التي بها خلل لصالح الصين بالدول العربية.

-         دعم التوجه الصيني لتقليل الخلافات بالمنطقة ودعم الاستقرار حيث تقدم رؤية جديدة لاحتواء التوترات مع إيران: ففي عام 2016م، أصدر الرئيس الصيني جين بينج أول ورقة سياسات عربية عقب زيارة الصين لإيران والسعودية تنطلق من خلق مصالح اقتصادية مشتركة لتقليل الخلاف على نفس نهج القضاء على الحروب الأوروبية وإقامة اتحاد أوروبي، وتطرح الورقة الآتي: [xxii]

  • التعاون في مجال البنى التحتية.
  • مد خطوط أنابيب البترول من الخليج (خاصة السعودية) للصين عبر الأراضي الإيرانية.
  • التعاون في المجال التجاري والتمويل.
  • التعاون الثلاثي في مجالات التكنولوجيا High Tech (الطاقة النووية-القمر الصناعي-الطاقة المتجددة).

وعلى ضوء الوثيقة قامت الصين بتبني موقف موازن بين إيران والسعودية لخلق منافع مشتركة للدولتين تمهيدًا للتقريب بينهما فقامت بتوقيع اتفاقات تعاون بمبلغ 65 مليار دولار مع الرياض ولتعظيم الروابط ربطتها بأولويات الحكومة السعودية وفق خطة الرؤية السعودية خطة 2030م . كذلك الحال مع إيران دعمت منظمة الصين شنغهاي للتعاون مع إيران وقدمت 10 مليارات دولار لدعم البنية التحتية معها. ومن ثم فخلق المشترك قد يمثل مدخلاً لحل التوتر بينهما لأن المبادرة ستربطهما معًا بمصير. [xxiii] وقد يختلف البعض مع هذه الرؤية ولكن التوتر المستمر يقتضي إعادة النظر في طبيعة الصراع من صراع طائفي لصراع ايديولوجي يمكن حله بالتقارب الاقتصادي بالأساس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مدرس العلوم السياسية بمعهد التخطيط القومي ـ عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية.

 

 

 

 

[i]

Alicia Garcia Herrero & Jianwei XU”, China’s Belt Road Initiative: Can Europe Expect Trade Again?”, Working Paper, Issue no. 5, 2016, Bruegel, http://bruegel.org/2016/09/chinas-belt-and-road-initiative-can-europe-expect-trade-gains, accessed on 11/12/2018/

[ii] أندرو سكوبيل و،عليرظا نادر، الصين في الشرق الأوسط التنين الحذر،   :أُعد لجيش الولايات المتحدة الأمريكية،كاليفورنيا: مركز RAND Arroyo، www.rand.org/pubs/permissions.html، , 2016, متوفر بتاريخ 11/12/2018

[iii]Christinina Lin, the Belt & Road hina’s Long Term Visions in the middle East, Oct 2017, www.css.ethz.ch/gess/cis/center-for-security-studies/resources/docs/ispsw-512/20/in/pdf, accessed on 11/

[iv]South China Morning Post, Diplomacy & Defense, Key Facts Behind Iran and Egypt as Xi Jin Ping Sig/ns Mega Oill Deals During hid Middle East Tour, 20 Jan 2016, www.scmp.com/news/china/diplomacy-defense/article/1903393/keyfacts-behind-china, accessed on 11/12/2018

[v] أندرو سكوبيل و،عليرظا نادر، الصين في الشرق الأوسط التنين الحذر،   مرجع سابق

[vi]المرجع نفسه

Hong Kong Trade Development Council , The Belt and Road Initiative: Country Profiles,[vii]

, http://china-trade-research.hktdc.com/business-news/article/The-Belt-and-Road-Initiative/The-Belt-and-Road-Initiative-Country-Profiles/obor/en/1/1X000000/1X0A36I0.htm,accessed on 01/01/2018

[viii] 

Mordechai Chaziza, Comprehensive Strategic Partnership: A New Stage in China- Egypt Relationship, https://web.b.ebscohost.com/abstract?direct=true&profile=ehost&scope=site&authtype=crawler&jrnl=15658996&AN=120823260&h=WhJu7mZGguHSgiSJM9Z8IShp4P%2fSDyhSXn9Vo8ji4kjavnIJE13flF3TizD5DiwUF7irGhzJYO8M%2bYpF4hpIcA%3d%3d&crl=c&resultNs=AdminWebAuth&resultLocal=ErrCrlNotAuth&crlhashurl=login.aspx%3fdirect%3dtrue%26profile%3dehost%26scope%3dsite%26authtype%3dcrawler%26jrnl%3d15658996%26AN%3d120823260, accessed on 11/12/2018

 [ix]  وكالة شينخوا الصينية، تعليق: البريكس ملتزمة بجعل كعكة الاقتصاد العالمي أكبر، 06/09/2017، http://arabic.news.cn/2017-09/06/c_136586948.htm، متوفرة بتاريخ 30/03/2018

[x] 

Sara Hsu, Trump's Support For China's One Belt, One Road Initiative Is Bad For U.S., Good For World, https://www.forbes.com/sites/sarahsu/2017/05/18/trumps-support-for-chinas-one-belt-one-road-initiative-is-bad-for-u-s-good-for-world/#291b28ac3402,accessed on 15/04/2018

[xi]

Bhavan Jaipragas, Why Is The US Calling Asia Pacific The Indo Pacific? Donald Trump to “Clarify”, http://www.scmp.com/week-asia/politics/article/2118806/why-us-calling-asia-pacific-indo-pacific-trump-clarify, accessed on 15/03/2018

[xii] محمود عبود، بحر الصين الجنوبي.. صراع إقليمي وأمريكي "بارد" على النفوذ، الخليج اونلاين، http://alkhaleejonline.net/articles/1463646982587273600/بحر-الصين-الجنوبي-صراع-إقليمي-وأمريكي-بارد-على-النفوذ/، 20/05/2016، متوفرة بتاريخ 17/04/2018

[xiii]

Ariella Viehe, Aarthi Gunasekaran &Hanna Dowing, Understanding China’s Belt and Road Initiative,  Sept 22, 2015, Center for American Progress, https://www.americanprogress.org/issues/security/reports/2015/09/22/121628/understanding-chinas-belt-and-road-initiative, accessed on 11/12/2018/

[xiv] Stephan Barisitz,& Alice Radzyner, The New Silk Road, part I: a stocktaking and economic assessment, OESTERREICHISCHE NATIONALBANK, https://ideas.repec.org/a/onb/oenbfi/y2017iq3-17b1.html, accessed on 11/12/2018

 

[xv]South China Morning Post, Diplomacy , Op.cit

[xvi]Ibid,

[xvii]

 Joanna Eva & Qi Lin & James Tunningleg, China’s Belt and Rod Initiative Regional Out Looks for 20188, Global Risk Insights, Know your World, www.globalsiskinsights.com,2018/01/chinas-beltandroadinitiative-regionaloutlooks-for-2018, accessed on 11/12/2018

 

[xviii] 

Alica Ekman (&Others), Three Years of China’s New Silk Roads: From Words to (Re) Action?, Institute Francais des Relations Internationales, Paris, Studes de I’Ifri, Feb. 2017, https://www.ifri.org/sites/default/files/atoms/files/ekman_et_al_china_new_silk_roads_2017.pdf, accessed on 02/12/2018

[xix]وكالة شينخو الصينية، مرجع سابق

[xx]Serif Onur Bahcecik, OBOR and Turkey’s Turn to the East, in in Alice Ekman (&others), Three Years of China’s New Silk Roads From Words to (Re) Actions?, Feb 2017, Op.cit.

[xxi] Information Decision Support Center -IDSC (2017).” Seminar in the Prospects of the Egyptian Chinese Relation between the Present and the Future”. Cairo: IDSC.  29 November.

[xxii]South China Morning Post, Diplomacy, Op.cit

[xxiii]Christinina Lin, the Belt & Road hina’s Long Term Visions in the middle East, Oct 2017, www.css.ethz.ch/gess/cis/center-for-security-studies/resources/docs/ispsw-512/20/in/pdf, accessed on 11/012/2018

مقالات لنفس الكاتب