array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 95

مركز الدراسات الفلسطينية: دراسة في تجربة مركز بحثي في جامعة عراقية

الأربعاء، 01 آب/أغسطس 2012

تحاول هذه الورقة التعرف على واحدٍ من اهم مراكز البحث العلمي في الجامعات العراقية واقدمها في ذات الوقت ذلك هو مركز الدراسات الفلسطينية والتعرف على اهم المحطات التي شكلت علامات فارقة في تاريخ هذا المركز والصعوبات التي واجهها والتي يمكن ان يواجهها اي مركز بحث اكاديمي يحاول ان يتبع اسلوب البحث العلمي في المجال السياسي بشكل ينأى به عن تدخل جهة سياسية معينة تحاول فرض توجهاتها عليه.

يعد مركز الدراسات الفلسطينية واحدا من اقدم مراكز البحث العلمية في جامعة بغداد وكانت لحظة تأسيسه مرتبطة بواحدة من اهم الانتكاسات التي واجهتها الامة العربية اذ صدر الامر الاداري بتاسيسه بعد نكسة الخامس من حزيران في العام 1967، وبوشر بالعمل به في نهاية العام ذاته.

سعى المركز وبحكم طبيعة الظروف السياسية التي مر بها العراق في تلك المرحلة الى ان يكون مركزا وثائقيا يعرف الباحثين وطلاب التاريخ والعلوم السياسية والقانون باوليات القضية الفلسطينية اذ لم يكن في ظل الانظمة الشمولية ان يكون لمركز تابع لجامعة هي بدورها تابعة لوزارة التعليم ان يقدم استشارات لصانع القرار والذي كان غالبا ما ينفرد برأيه.ولقد استمر المركز في عمله في تزويد الباحثين بمراحل ومستجدات الصراع العربي الصهيوني والتعريف كذلك بانماط التفكير الاسرائيلي وعلى انماط عدة اي التفكير الاستراتيجي الاسرائيلي والكشف عن اساليب التربية والتعليم والدعاية وعلاقات اسرائيل الخارجية.ودراسة القوى الفاعلة في المجتمع الاسرائيلي من منظمات مهنية وحركات دينية واحزاب سياسية.

يعد مركز الدراسات الفلسطينية واحدا من اقدم مراكز البحث العلمية في جامعة بغداد

وتنوعت ومنذ بدايات تأسيس المركز الاقسام التي ضمها والتي تشعب العمل فيها وكان التقسم يخضع في احيان كثيرة لرغبات مزاجية اكثر من كونه استجابة لتطلعات او مستجدات علمية الا ما ندر، ولكنه وبكل الاحوال كان يضم قسما للدراسات الاسرائيلية والذي يضم بدوره قسما لترجمة احدث ما كتب باللغة العبرية من دراسات وبحوث وذلك من اجل فهم طبيعة الفكر الاسرائيلي وكيف يمكن التصدي له. وعلى الرغم من ان المركز اصدر دراسات عديدة حملت في طياتها اوليات لفهم التفكير الاستراتيجي الاسرائيلي الا انه لم يزود الباحث العراقي والعربي بالكيفية التي يمكن التنبؤ بمخرجات صنع القرار الاسرائيلي، او آليات صنع القرار في اسرائيل.

ومع سعي نظام حزب البعث سيما مع تقلد صدام حسين مقاليد السلطة الكاملة وبنحو فعلي في العام 1979 اضحى المركز تابعا للماكنة الاعلامية للنظام البائد فعلى الرغم من الميزانية الضخمة التي رصدت له في حقبة السبعينات والتي توزع اغلبها على شراء المصادر من انكليزية وعبرية وفرنسية وعربية، الا واقع الحال دل على ان النظام القائم كان يسعى لان يكون المركز واجهة من واجهاته الاعلامية في الخارج، ورغبة منه في المتاجرة بالقضية الفلسطينية وتجييرها لخدمة الاهداف السياسية التي يسعى لتحقيقها.

لقد تراجع دور المركز كثيرا خلال حقبة الثمانينات اي خلال مرحلة الحرب العراقية الايرانية وانشغال الماكنة الاعلامية للنظام البائد بما اسمته قضية الصراع العربي الفارسي واولية هذا الصراع على حساب الصراع العرب الاسرائيلي فلم يصدر عن المركز في تلك المرحلة كتب ذات شأن يمكن ان تغني الباحثين في مجال التصدي للمشاريع الاسرائيلية التي اريد لها ان ترسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الاوسط وكان هنالك تجاهل لكثير من الحقائق التي افرزتها تطورات القضية الفلسطينية على الارض سيما بعد مؤتمر اوسلو وتوقيع اتفاقية غزة واريحا والتي كانت من النتائج التي افرزها الغزو العراقي للكويت وتدمير ما تبقى من نظام اقليمي عربي مشترك قادر على ان يحل الازمات العربية ويتصدى لو صدقت النيات للمشاريع الاسرائيلية.

ولعل مركز الدراسات الفلسطينية قد عانى ما عانته مراكز البحث العلمي وحركة البحث العلمي في العراق نتيجة التدخل السافر من لدن المؤسسة الحزبية حتى غدا في بعض الاحيان بمثابة آلة اعلامية تقوم على تمجيد سياسات النظام البعثي الحاكم وتبرر تدخله في القضية الفلسطينية والذي لم يكن باي حال من الاحوال لمصلحة القضية الفلسطينية او دعم الشعب الفلسطيني وانما كانت بمثابة مزايدات اعلامية ورقص على الآلام والاماني  الخاصة بالشعب الفلسطيني ومحاولة تسخير بعض التيارات السياسية الفلسطينية من اجل خدمة الماكنة الاعلامية للنظام.

تطور الموقف بعد التغييرالسياسي في العراق في العام 2003 وتصور الكثيرين ان مركز الدراسات الفلسطينية سوف يلغى نتيجة ارتباطه ببعض المواقف التي حسبت على النظام البائد الا ان المركز استعاد في واقع الامر وجهه الاكاديمي الذي يفترض ان يتخذه اي مركز بحثي علمي واكاديمي ينتهج اسلوب الحيادية والموضوعية في تناوله للقضايا السياسية، ولم يسعى النظام السياسي في العراق الجديد لان يفرض توجهاً معينا على المركز او سائر مراكز البحث العلمي في جامعة بغداد والجامعات الاخرى.

ويضم المركز في الوقت الحاضر قسماً للترجمة وسوف نتناول الواقع الخاص بالدراسات  المترجمة في المركز:

تعد الدراسات والبحوث المترجمة في مركز الدراسات الفلسطينية من الوحدات التي عرفها المركز منذ تأسيسه،وان لم يتم تأسيس قسم خاص للترجمة منفصل عن باقي الوحدات البحثية داخل المركز الا في شهر تشرين الثاني عام 2001،ويهدف قسم الترجمة الى:

- ترجمة أحدث ما كتب في الأدبيات الانكليزية والفرنسية والاسبانية،والمتعلقة بالشأن الفلسطيني والاسرائيلي.

محاولة معرفة نمط التفكير الخاص بدوائر البحث الغربية والأفراد والكتاب المعنيين بالشأن الفلسطيني.

لقد أصدر قسم الترجمة نشرة مترجمة تصدر شهريا،فضلا عن ملفات مترجمة تخصص لموضوع واحد،تصدر خلال مدد متقاربة،فضلا عن مساهمة أعضاء القسم في ترجمة البحوث والدراسات التي تنشر في مجلة مركز الدراسات الفلسطينية.

ولابد من التذكير: بأن حجم ما يكتب من قضايا الصراع العربي_الصهيوني باللغات الاوربية الحية،سيما باللغة الانكليزية، تعد أكبر بكثير من حجم ما ينشر باللغة العربية،وذلك لاهمية هذه القضية،وتداخلها بالمصالح الغربية،واهتمام الجانب الإسرائيلي بالدفاع عن كيانه في الدوائر البحثية والاعلامية في اوربا والولايات المتحدة.

وهنالك قسم اخر ،قسم الدراسات الفلسطينية و الاسرائيلية

تشكل هذا القسم اواخر العام 2011 بناءً على تعليمات رئاسة جامعة بغداد ، و يتولى العمل فيه مجموعة من الباحثين المتخصصين في هذا المجال من ذوي الخبرة و من اصحاب الشهادات العليا في كل ما يخص القضية الفلسطينية و الصراع العربي الصهيوني سواء في مجالات التأصيل الفكري او مجالات العمل السياسي و كل ما له علاقة بفلسطين او "اسرائيل " سواء في مجالات علم السياسة ، الاقتصاد ، علم الاجتماع وعلم النفس و العلوم العسكرية وغيرها.

يقوم المركز في الوقت الحاضر باصدار مجلة فصلية تحوي بحوثا جرى تقييمها وتبيان مدى علميتها وتطابقها مع معايير البحث العلمي، وهنالك نشرات شهرية تتوزع بين قسمي الترجمة وقسم الدراسات الفلسطينية والاسرائيلية تتعلق باهم المستجدات على ساحة الصراع العربي الاسرائيلي.

على الرغم من انفتاح المركز على التطورات السياسية التي حصلت في العراق بعد العام 2003 الا انه لم يمارس دوره المكمل له كمركز استشاري يمكن ان يرفد صانع القرار العراقي بمقترحات واراء واسشارات تخص كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية ومستجدات الوضع الفلسطيني والاليات التي يمكن اتخاذها لمواجهة اي تطور في الموقف على ساحة الصراع العربي الاسرائيلي يمكن ان تؤثر على الواقع العراقي وتترك بصمات على تحركه في المنطقة.

ولابد من التاكيد على حقيقة مفادها ان ساحة البحث العلمي في العراق وكما هو الحال مع الكثير من الدول العربية تعاني جملة من المعوقات منها نقص التمويل والاعتماد على جهة سياسية او حزبية تحاول فرض توجهاتها على ساحة البحث العلمي الامر الذي يفقدالبحث رصانته وبفقد المركز وضعه الاكاديمي واستقلاليته.

 

مجلة آراء حول الخليج