array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

لبنان في قلوب الخليجيين والعرب

الإثنين، 01 تشرين2/نوفمبر 2010

من المؤكد أن للبنان مكانة خاصة في قلوب الشعوب الخليجية والعربية، وكذلك في قلوب الكثير من القادة الخليجيين والعرب، وهي المكانة التي تجعلهم يولونه أهمية كبيرة، ويدرجونه دوماً على أجنداتهم السياسية رغم سخونة الأحداث في بقاع كثيرة من أرجاء المنطقة العربية. ورغم أن لبنان فقد الكثير من أهميته ومكانته السياحية والاقتصادية والتاريخية وحتى الفنية بسبب الحرب الأهلية التي عصفت به من منتصف عام 1975، تقريباً، واستمرت حتى نهاية عقد الثمانينات من القرن الميلادي الماضي، إلا أنه ما زال يحظى بأهمية خاصة لدى جهات عديدة تعتبره ساحة مناسبة لصراع النفوذ، وتصفية الحسابات ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستويين الإقليمي والدولي أحياناً.

وتبدو خريطة لبنان الصغيرة من حيث المساحة مسرحاً كبيراً لصراع القوى المستمر، والذي ينطلق من احتلال إسرائيل لجزء من أراضيه، والوجود الفلسطيني في مخيمات اللاجئين، والنفوذ الإيراني المتزايد، والتدخل السوري.. وكل هذه المتضادات تعمل على تسوية حساباتها أو تصفيتها.

لم تبتعد دول مجلس التعاون الخليجي كثيراً عن لبنان، وإن كانت ليست لديها حسابات تسعى إلى تسويتها، بل سعت جاهدة ومنذ فترة ليست قصيرة إلى مساعدة لبنان على الخروج من أزماته وتضميد جراحه التي نزفت الكثير من مقوماته ومقدراته ومكانته. وبدأت المساعدات الخليجية الكبرى بإبرام اتفاق الطائف الذي دعت إليه واستضافته المملكة العربية السعودية، والذي أنهى الحرب الأهلية هناك التي انطلقت شرارتها في إبريل من عام 1975م، وتوقفت نتيجة لاتفاق الطائف الشهير، الذي أقرت وثيقته بشكل رسمي في أواخر أكتوبر من عام 1989م، وتلاها رئيس المؤتمر في منتصف نوفمبر من العام نفسه، ووضع هذا المؤتمر في وثيقته الشهيرة بنوداً كثيرة ومهمة أسست لمرحلة جديدة من حياة اللبنانيين.

واستمرت دول الخليج في دعم الوفاق اللبناني، وكانت الحلقة الثانية المهمة في عقد الاهتمام الخليجي بلبنان هي مؤتمر الدوحة الذي استضافته قطر في شهر مايو من عام 2008م، والذي حلَّ أزمة الانتخابات الرئاسية والنيابية وتشكيل الحكومة اللبنانية، وعقد هذا المؤتمر بمباركة عربية وإقليمية كان على رأسها المملكة العربية السعودية وإيران، الأمر الذي ساهم في إنجاح هذا المؤتمر، بالإضافة إلى جهود الدولة المبادرة قطر التي قدمت إمكانات ضخمة لا يستهان بها لإرضاء واحتواء الأطراف اللبنانية المختلفة من أجل إنهاء النزاع وحل معضلة الانتخابات وإنقاذ لبنان من حالة الفراغ الدستوري، واستفادت من هذا الدعم كافة الأطراف المتنافسة على التركة اللبنانية.

ولم تتأخر دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم الدعم إلى لبنان، فتولت إعادة وتأهيل كثير من المرافق والبنى التحتية التي دمرتها الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان عام 2006 م، كما نفذت مشروعاً ضخماً لتطهير الجنوب اللبناني من الألغام والقنابل العنقودية والقذائف غير المنفجرة، وأنجزت الإمارات هذا المشروع في شهر سبتمبر من العام الماضي، والذي شمل تطهير أراضي 84 قرية لبنانية من المتفجرات الخطرة، وقدمت دول مجلس التعاون الخليجي مبالغ ضخمة كل حسب مقدرته للمساهمة في إعادة إعمار لبنان واستقراره.

وفي مرحلة ما بعد مؤتمر الدوحة استبشر الجميع خيراً خصوصاً بعد وصول رئيس الوزراء الشاب سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، والعماد ميشال سليمان إلى رئاسة الجمهورية. لكن الواقع الحالي على الأرض يدعو إلى عدم الإفراط في التفاؤل، فمازال الصراع في الداخل محتدماً، والمصالح والتدخلات الإقليمية لم تحسم بعد، كما أن إسرائيل ما زالت لا تقبل بحل مشكلة لبنان بمعزل عن القضايا الإقليمية الأخرى، فلبنان جزء من كل، بل هو الجزء الصغير بالنسبة لإسرائيل، كما أن سوريا تعتبر لبنان خاصرتها وعمقها الأمني، ولا تقبل بوجود نظام حاكم في بيروت لا تستطيع التفاهم معه، ولذلك تبقي دمشق خطوطها وخيوطها مفتوحة دوماً على كل الأطراف اللبنانية للحفاظ على أمنها الوطني وفقاً لرؤيتها ومنظورها.

أما دول الخليج فما زالت تحلم بلبنان الذي درس فيه بعض أبناء هذه الدول وتعلموا وتطببوا فيه وقضوا في ربوعه أجمل وأحلى الإجازات الصيفية التي لا تنسى، وعقدوا فيه أفضل الصفقات التجارية مع وكلاء وعملاء الشرق الأوسط، واشتروا منه أفضل الكتب والمطبوعات النادرة التي يصعب الحصول عليها من مكان آخر.

ومازال لسان حال الخليجيين المحبين لهذا البلد العربي الأصيل والمتفائلين بعودته لحاضنته العربية يقول : سنبقى دوماً يا لبنان محبين لك وسننتظر عودتك سالماً معافا إلى أمتك، فأنت منا ونحن منك طال الزمان أو قصر.

مقالات لنفس الكاتب