array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

هل منطقة الشرق الأوسط مستعصية على (الأقلمة)؟ التعاون الإقليمي والإقليمية والأقلمة في الشرق الأوسط

الإثنين، 01 شباط/فبراير 2010

تأليف: سيليا هارديرز و ماتيو ليغرينزي

الناشر: آشغيت للنشر 2008

إعداد: كريستيان كوخ - مدير الدراسات الدولية في مركز الخليج للأبحاث 

عندما يُنظر إلى الشرق الأوسط من الخارج يتم تصويره عادة على أنه إحدى المناطق الأقلَّ مؤسساتية في العالم مما يتوافق مع فرضية قابلية تطبيق الديمقراطية واستراتيجيات التحرر السياسي. حيث يُنظر إلى الشرق الأوسط على أنّه (حالة معاكسة لتحليل الإقليمية) ولم توصف محاولات التأسيس السابقة بأنها ضعيفة وجوفاء فحسب، بل وصفت بأنها لا تمت بصلة إلى التطور العام في المنطقة. وهذا الكتاب المميز الذي يتناول الإقليمية والأقلمة في الشرق الأوسط يحاول أن يشرح حقيقة مفادها أن ذلك ليس واقع الحال. وبعد قراءة المساهمات العديدة سيبدو واضحاً أن الوضع الحالي ساهم في حل المشكلات والدفع قدماً نحو تعزيز الثقة بالمنطقة.

 كتاب (هل منطقة الشرق الأوسط مستعصية على الأقلمة؟) نتاج حلقة دراسية عقدت كجزء من اجتماع البحث السياسي والاجتماعي في دول البحر الأبيض المتوسط الذي نُظّم من قبل مركز روبيرت شومان للدراسات المتقدمة في الجامعة الأوروبية والذي أثمر كذلك عن عدّة مؤلفات مميزة مستقاة من الحلقات الدراسية التي عقدت خلاله.

ومع الإقرار بأن الهيكليات الاندماجية في الشرق الأوسط لا تزال تعاني من أوجه قصور عديدة، إلا أن الكتاب يسعى إلى دحض فكرة عدم وجود توجّه لتأسيس أصلب وتعاون أشمل وبالتالي عدم دقّة الاعتقاد السائد حول هذه المنطقة. وبناءً عليه، يضع المحررون نصب أعينهم (أولاً، البحث عن نماذج وطرق نظرية مطوّرة وقادرة على التكيف مع توجهات وتناقضات شريحة كبيرة من المشاريع الإقليمية في الشرق الأوسط المعاصر. وثانياً، يقدم الكتاب دراسات لحالات معمقة لأهم الأطراف على الساحة الإقليمية من المؤسساتيين وغيرهم مقدّماً بذلك صورة شاملة للوضع في الشرق الأوسط). ويشتمل هؤلاء الأطراف على منظمات كجامعة الدول العربية واتحاد المغرب العربي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنطقة التجارة العربية الحرّة الكبرى.

ويحرص القسم الأول من الكتاب على تقديم هيكلية نظرية للدراسات التي يأتي على ذكرها في وقت لاحق. وقد تم تقديمه بشكل رائع بالبدء بمساهمة فريد لوسن الذي يعقد مقارنةٍ بين مشاريع الأقلمة في الشرق الأوسط، فلم يكتف بشرح نظريات التنظيم لتحسين فهم العمليات الجارية فحسب، بل قيّم مستوى الاندماج على ثلاثة مستويات (الاقتصادي والاجتماعي والسياسي) في محاولة لترسيخ قواعد البحث للمهتمين في هذه القضية. ويتم الشرح بشكل واضح في الفصول التي تليه أن تلك النقاط النظرية موضوعة بغرض التوضيح رغم ما يتم ذكره في فصلٍ من تأليف سيمون رويز وفالنتين زاروت أن المطلوب هو مجموعة متنوعة من الدراسات. وتلعب القوى الخارجية دوراً مهماً جداً، حيث تعمل على تكريس ضعف الاندماج الإقليمي بينما تشارك في الوقت نفسه في تشكيل الهوية المشتركة للمنطقة. أحد الاستنتاجات المأخوذة من الحوار المذكور في هذا الفصل هو أن المناهج القياسية ليست هي القوة المحركة في هذا الوضع؛ لكن مع ذلك فإن الدوافع التي ترتقي إلى مستوى الاهتمام مدعومة بالمناهج الوظيفية ترجح أن التعاون الإقليمي العربي فكرة آخذة بالتطور والتقدم.

أمّا الجزء الثاني من الكتاب فيقدم حالات دراسة تستمد أهمية خاصة من وجود محاولات رجوع إلى الأوجه النظرية سابقة الذكر في كلٍّ منها. ويحاول ماتيو ليغريني في تحليله لمجلس التعاون إثبات أن المجلس في الواقع (تطوَّر ليصبح كتلة تمتلك القدرة على تغيير سياسات الخليج بأكثر من طريقة) (صفحة 107). ويقدم ماتيو بشكل مقنع فكرة أن مجلس التعاون شغل مساحة سياسية خاصة، ومن الممكن أن يشكل مركزه الحالي كتجمع إقليمي نموذجاً يؤخذ في الاعتبار عند تنظيم السياسات المستقبلية. أمّا الفصول المتبقية فتسلط الضوء على الجانب المعاكس حيث تُدرج مشكلات المنظمات في المنطقة كجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. ويبدو جليّاً أن محاولة تمثيل كلّ تلك المصالح المتنوعة المشكّلة لها هي السبب في فشل تلك المنظمات في الوصول إلى تطلعاتها وتحقيق إمكاناتها. وتقدم أنجا زوروب مبدأ (هندسة التغيرات) كتتمة للنقاش في سياق تركيزها على تطوير منطقة التجارة الحرّة العربية الكبرى.

ويعدّ كتاب (هل منطقة الشرق الأوسط مستعصية على الأقلمة؟) إضافة مهمة للدراسات الأكاديمية حول موضوع الإقليمية ويقدم المحررون عملاً قيماً، حيث يحافظون على تسلسل واضح للأفكار في الكتاب، ونأمل بأن يشكل هذا الكتاب نواة لدراسات أعمق لهذا الموضوع لتوضيح فكرة أن الشرق الأوسط ليس بالضرورة استثناء لكل قاعدة. 

مقالات لنفس الكاتب