array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 104

الكويت بلاد العرب.. وأمجاد اليوم الوطني

الأحد، 07 شباط/فبراير 2016

دولة الكويت تحتفل في الخامس والعشرين من فبراير كل عام بمناسبتين عزيزتين هما اليوم الوطني الذي تحتفل به منذ استقلالها عن الاستعمار البريطاني عام 1961م، والثاني يوم الاستقلال من الغزو العراقي عام 1991م.

الكويت دولة خليجية عربية إسلامية، ودولة ذات حضارة عريقة موغلة في القدم وليست دولة طارئة على الجغرافيا والتاريخ، وهذه الدولة الخليجية التي تبلغ مساحتها 17,818 كيلو متر مربع بها آثار تؤكد أنها كانت جزءًا من العصر الحجري الوسيط كما تدل الأدوات الحجرية التي عثر عليها في منطقة برقان، وكذلك حضارة العصر الحجري الحديث كما تؤكد آثار منطقة الصليبخات، وأنها جزء من الحضارة الهلينستية كما تؤكد حفريات جزيرة فيلكا.

يعود تاريخ الكويت الحديث إلى عام 1715م، عندما بايع الكويتيون صباح الأول لتولي الزعامة وإدارة شؤون الحكم ومنذ ذلك التاريخ بدأت الكويت تسير على خطى الدولة خاصة في عهد الشيخ مبارك الصباح عام 1899م، عندما وقع اتفاقية الحماية مع بريطانيا في 23 يناير 1899م، والمعروفة في التاريخ باسم معاهدة الصداقة الانجلو ـ كويتية حيث ساعدت الشراكة البريطانية ـ الكويتية بعد توقيع هذه المعاهدة على إرساء دعائم الدولة الحديثة وبناء المعالم الاقتصادية والسياسية المستقرة واستمر العمل بها حتى 15 يونيو عام 1961م، حيث تم الإعلان رسمياً عن إلغاء هذه المعاهدة ثم الإعلان رسمياً عن استقلال الكويت في 11 نوفمبر 1962م، مع إعلان الدستور الكويتي المعمول به حتى الآن والذي يعد من الدساتير العربية الراسخة والناجحة.

وكانت نهضة الكويت الاقتصادية قد بدأت مع اكتشاف النفط عام 1937م، ثم تصدير أول شحنة بعد توقف الحرب العالمية الثانية في 30 يونيو عام 1946م، وعندها انطلقت معالم اقتصاد الكويت المعاصرة التي توجها الشيخ مبارك الكبير ومن بعده أمراء الكويت الذين حافظوا على استقلالها وسيادتها ونموها الاقتصادي وازدهارها في كافة المجالات حتى أن بعض أبنائها يصفوها بأنها لؤلؤة الخليج حيث تشهد نظاماً سياسياً مستقراً، واقتصاداً مزدهراً ونظاماً برلمانياً متميزاً، ومراحل تنموية يُشار إليها بالبنان، أثمر ذلك عن زيادة دخل الفرد في الكويت إلى أن بلغ تصنيفه الثامن عالمياً والثاني عربياً عام 2011 م،  في دولة تمتلك 10% من الاحتياطي العالمي للبترول الذي تمثل عائداته 87% من عائدات التصدير، و80% من الايرادات العامة للدولة التي يبلغ عدد سكانها 4,248,567 نسمة بينهم 1,309,795 كويتي.

 والكويت عندما كانت تعبر آمنة وبخطى واثقة نحو التقدم، بغاتها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في ليل بهيم قبل فجر الثاني من أغسطس عام 1990م، واحتلها وهي الدولة المسالمة والتي كان شعارها  ومازال (الكويت بلاد العرب) ورغم أن التحالف الدولي المكون من 34 دولة استطاع أن يوقع شر هزيمة بصدام حسين وإجبار قواته على الانسحاب وعادت الكويت حرة مستقلة تمارس سيادتها على أرضها واستعادت عضويتها الفاعلة في محيطها الخليجي والعربي وفي المنظمات الإقليمية والدولية منذ 27 فبراير 1991م، إلا أن فعل صدام حسين ترك شرخاً في جدار الأمة العربية وكان بداية لما يحدث الآن من كبوة وتمزق، وتدخل الآخرين في شؤون المنطقة.

لكن الكويت نفسها استطاعت عبور الأزمة واستكملت بناء نهضتها، والعام المنصرم 2015م، خير شاهد على ذلك حيث مولت مشاريع اقتصادية بمبلغ 32 مليار دولار بارتفاع بلغت نسبته عن العام الذي سبقه 20%،بالرغم من تراجع أسعار النفط، وفي فبراير من العام الماضي أيضاً  وافق مجلس الأمة على خطة تنموية لـ 5 سنوات تتضمن إنفاق 34 مليار دولار (112 مليار دولار)  خلال الفترة بين عامي 2015 ـ 2020م، فيما تشهد الاستثمارات الكويتية ارتفاعاً  رغم عجز الموازنة العامة بسبب تدهور أسعار النفط بعد 16 سنة متتالية من تحقيق فوائد جعلت الاحتياطي النقدي الكويتي يقفز إلى 600 مليار دولار.

وللكويت دور فاعل مع شقيقاتها الخليجيات في مجلس التعاون الخليجي، واستضافت القمم الخليجية الدورية وتقترح وتشارك في اتخاذ القرارات الخليجية المهمة بحكمة سمو الأمير صباح الأحمد الجابر أمير الكويت صاحب الخبرة السياسية والدبلوماسية العريقة والذي منحته الأمم المتحدة لقب "قائد إنساني" في سبتمبر 2014م، لجهود بلاده في المجال الإنساني والتنموي، كما أنها دولة فاعلة في كافة المنظمات الإقليمية والدولية ومنها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة منها أو التابعة لها.

 وأسرة تحرير مجلة (آراء حول الخليج) تتقدم بأجمل التهاني لدولة الكويت بمناسبة اليوم الوطني، وتتمنى لها دوام التقدم.

مجلة آراء حول الخليج