array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 144

انفراج العلاقات العربية ـ العربية ومواجهة سد النهضة والتحالف الإسرائيلي ـ الكردي

الإثنين، 02 كانون1/ديسمبر 2019

يمكن القول،  إن عام 2019 م، عام التعاون العربي من خلال عدد القمم السياسية التي عقدت، ففي مارس 2019 م، عقدت القمة العربية الثلاثين في تونس، وقبل ذلك قمة بيروت الاقتصادية والتنموية، يناير 2019م، تم التاكيد فيها على المسؤولية العربية والإسلامية تجاه القدس والتأكيد على تنفيذ برنامج الأمن الغذائي العربي، كما عقدت في شرم الشيخ، القمة العربية - الأوروبية الأولى ، فبراير 2019م، على مستوى قادة دول الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، وفي مكة المكرمة عقدت ثلاث قمم في 31 مايو والأول من يونيو 2019م، كانت القمة العربية الطارئة لمواجهة التهديد لأمن الخليج العربي بعد الهجوم على السفن في خليج عمان والهجمات على المنشآت البترولية، كان التهديد الإيراني وراء القمة العربية الطارئة، وعقدت أيضًا قمة مجلس التعاون الخليجي ثم قمة  منظمة التعاون الإسلامي الطارئة . كانت هذه القمم بدعوة من خادم الحرمين الشريفين لمواجهة التحديات لأمن الخليج العربي والتحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية وقضية القدس، كما تولت مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019م، في قمة الاتحاد في أديس أبابا، فبراير 2019 م، ولذا نعتبر عام 2019م، عام التعاون والعمل المشترك على مستوى القمة.

والسؤال الذي يطرح لماذا التعاون على مستوى القمة، لأن الدول النامية بشكل عام وفي حالة ضعف المؤسسات فيها تبقى القرارات الحاسمة والتي تهم الأمن القومي والقضايا المصيرية تناقش على مستوى القمة، وأمن الخليج العربي ضرورة للأمن العربي والإسلامي وكذلك للأمن العالمي، لأنه مصدر الطاقة بشكل رئيس وبأنه أيضًا منطقة خطوط نقل الطاقة سواء من مضيق هرمز وبحر العرب ومضيق باب المندب وقناة السويس  وعبور التجارة الدولية، فالأمن العالمي متداخل ومرتبط بالأمن الخليجي والعربي، فيما يطلق عليه الاعتماد المتبادل الاستراتيجي Strategic Interdependence ؟

المشاركة في ظل تحديات أمنية

تواجه الدول العربية تحديات أمنية متعددة، والأمن بالمعنى الشامل يقصد به الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي والبيئي إضافة للتحديات العسكرية، ومنذ الحرب العالمية الثانية والدولة القطرية العربية تواجه تحديًا داخليًا وخارجيًا ولذلك كان إنشاء الجامعة العربية كمؤسسة رسمية عربية للتعاون في مختلف المجالات، وكانت القضايا تناقش على أعلى المستويات فمنذ إنشائها 1945م، عقدت 42 قمة عربية منها 29 قمة عادية و13 قمة طارئة تعتبر قمة مكة المكرمة القمة الرابعة عشر الطارئة إلى جانب خمسة قمم اقتصادية.

إن التحديات التي تواجه الدول العربية عام 2019م، خطيرة وفي كلمته التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في القمة الطارئة بمكة قال: " إن القمة العربية الطارئة تنعقد لمواجهة التحديات الإقليمية، وإن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه"؟ فإسرائيل تمثل التحدي الأكبر منذ إنشائها وإعلانها ضم القدس والجولان يمثل تحديًا لحقوق العرب والمسلمين، كما هناك التحدي الإيراني الذي يهدد الأمن العربي في الخليج العربي كما هي أحداث الهجوم على السفن أو التدخل في كل من سوريا والعراق واليمن، وكما أكد العاهل السعودي بالقمة " إن النظام الإيراني مستمر في تجاوز القوانين الدولية، ونواجه اليوم تهديدًا للامن العربي تمثل بالهجوم على السفن قرب مياه الإمارات ومحطتي ضخ النفط بالسعودية"  ورغم كل التحديات فقد استطاعت الدول العربية مواجهة هذه التحديات سواءً التهديد الإيراني أو غيرها من التحديات، كتهديد سد النهضة الذي تقوم به أثيوبيا مما يهدد الأمن المائي المصري، فمصر هبة النيل، وتهديد الأمن المصري يعتبر تهديد للأمن العربي كله، لأن مصر قلب العالم العربي وثقله، وإضعاف مصر هو إضعاف للنظام الإقليمي العربي ويحتاج موقفًا عربيًا فعالاَ؟

وأكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط خطورة التهديد بقوله في القمة العربية " إن تهديد أمن الملاحة وطرق التجارة يمثل تصعيدًا خطيرًا، وإننا نتضامن مع السعودية في مواجهة الميليشيات الحوثية وأمن الخليج من أمن العرب".

القمة العربية الأوروبية: تعاون لتحديات مشتركة

تعتبر القمة العربية الأوروبية خطوة مهمة لتحقيق الأمن القومي العربي والتعاون في حوض البحر المتوسط، ورغم أنها القمة الأولى، إلا أنها امتدادًا لما عرف بالحوار العربي ــ الأوروبي الذي بدأ بعد حرب أكتوبر عام 1973م، وحظر البترول العربي في المعركة عندها شعرت أوروبا بخطر ذلك على اقتصادها،  وخطر ربط علاقاتها بالجانب العربي بالسياسة الأمريكية، فاتخذت أوروبا سياسة مستقلة اتجاه القضايا العربية، وهي الخبيرة بالمنطقة العربية للعلاقات التاريخية والجوار الجغرافي وحقبة الاستعمار، وهناك قضايا مهمة ضرورية لمناقشتها بين الجانب الأوروبي والعربي وهي: الهجرة غير الشرعية، الإسلاموفوبيا - في ظل  بروز اليمين المتطرف في أوروبا ووصول اليمين المتطرف للسلطة في بعض دول الاتحاد الأوروبي-  والقضية الفلسطينية ومكانة مدينة القدس وتنفيذ القرارات الدولية ومواجهة الإرهاب، والحاجة للتعاون الاقتصادي ومساعدة الدول الأوروبية إلى الدول العربية في التنمية الاقتصادية،  لمواجهة الفقر والبطالة لأن الدول الأوروبية باستعمارها للمنطقة في فترات تاريخية هي مسؤولة عن تشويه القطاعات الاقتصادية لبعض الدول، كما عملت في الجزائر ومصر والسودان وغيرها، ثم  أن أمن  أوروبا  مرتبط بمنطقة المتوسط فهي مسؤولية مشتركة لتنمية بعض المناطق كما في الريف المغربي لمنع زراعة المخدرات ولإيجاد فرص عمل لمنع الهجرة،  ولأوروبا دور ومسؤولية  بسبب مصالحها وحاجتها للطاقة، للمشاركة والتعاون في أمن الخليج بالمساعدة في حل القضايا العالقة بالمنطقة سواء بالعلاقات الثنائية أو من خلال وجودها في مجلس الأمن الدولي مثل بريطانيا وفرنسا، وعقد القمة تعتبر خطوة مهمة بدأت في التعاون العربي-الأوروبي  لعام 2019م.

التعاون العربي في ظل منظمة التعاون الإسلامي: القدس قضية الجميع

تعتبر الدول الإسلامية عمقًا استراتيجيًا للعالم العربي، ولها ثقلها السياسي والاستراتيجي والاقتصادي ، وبعضها يملك القوة النووية مثل باكستان ، يبلغ عدد المسلمين في العالم 1.8 مليار نسمه(2017م)، وفي نفس الوقت يبلغ عدد سكان العالم العربي 362 مليون نسمه (2018م) ، ويشكل المسلمون 25% من سكان العالم، وأندونيسيا أكبر دولة مسلمة في عدد سكانها 227 مليون نسمة يتبعون المذهب الشافعي السني، وباكستان تاني دولة مسلمة في عدد سكانها 204 مليون نسمة ومن المتوقع في عام 2050م، أن تصبح الهند الدولة الأولى في عدد المسلمين في العالم ليصل 300 مليون نسمة، وهذا له تبعات سياسية واقتصادية لمستقبل علاقاتها مع العالم العربي، والجدير بالذكر أن الهند كان يحكمها المسلمون حتى جاء الاستعمار البريطاني فتعاون مع الهندوس ضد المسلمين، هذا التعاون بين الدول العربية والإسلامية في ظل منظمة التعاون الإسلامي خطوة استراتيجية مهمة على مستقبل العلاقات العربية والإسلامية والأهمية على مستوى النظام الدولي، فالقمة الطارئة في مكة، أكدت على مركزية القضية الفلسطينية والقدس الشريف وحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، وعدم اعتراف القمة بأي قرار يستهدف تغيير الوضع القانوني والديمغرافي لمرتفعات الجولان السورية ورفض اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بضم إسرائيل لهضبة الجولان المحتلة؟ وأكدت القمة على ضرورة مواجهة الإسلاموفوبيا فالإسلام دين التسامح وأن المسلمين هم أكثر الشعوب عرضة للإرهاب والتهجير في العالم كما تشير الاحصائيات الدولية.

إن بعض دول منظمة التعاون الإسلامي لها دور في التضامن العربي وفي إصلاح ذات البين بين الدول العربية، كما هو دور رئيس وزراء باكستان عمران خان، في زيارته أكتوبر 2019م، لكل من إيران والسعودية لحل الخلافات السياسية بينهما، ورأب الصدع في حل الخلافات الإقليمية، و كما هو دور الكويت في حل الخلافات بين دول المجلس وخاصة الخلافات مع دولة قطر، ودور المملكة العربية السعودية في حل الخلافات اليمنية والتي تم فيها توقيع وثيقة الوفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي 4 نوفمبر 2019م، فالخلافات داخل النظام العربي أو داخل منظمة التعاون الإسلامي يضعف مكانة هذه في النظام الدولي وتعاونها وإنهاء خلافاتها يعزز مكانتها الدولية والإقليمية؟

التعاون العربي والأزمة السورية : إنهاء التدخل الخارجي

كان الحراك الشعبي في سوريا عام 2011م، سلميًا وتحول فيما بعد إلى حرب أهلية، أدت إلى أزمة اللاجئين السوريين في دول الجوار والعالم، واستغلت بعض الدول للتدخل في سوريا لمصالحها تحت شعار دعم شرعية النظام السياسي، فدخلت إيران في الأزمة وكذلك روسيا بالقوات الجوية عام 2015م، وتعددت المعارضة السورية، وجمدت الجامعة العربية عضوية سوريا بها في محاولة لاقناع النظام السياسي في تلبية المطالب الشعبية، ولكن الأزمة خرجت عن نطاق النظام العربي لدول الجوار الجغرافي والدول الكبرى، كل له أهدافه ومصالحة، وكانت الخشية من تفكك سوريا، ولكن بالعمل العربي أخذت الأزمة السورية تنفرج شيئًا ولقاء المعارضة والنظام في إعداد دستور جديد وتعددية سياسية وعودة اللاجئين ، وخروج القوات الأجنبية من سوريا، وهذا موقف عربي مشترك يؤكده الإدانة العربية للتدخل العسكري التركي في شمال شرق سوريا ( عملية نبع السلام) أكتوبر 2019م، وعقدت الجامعة العربية جلسة طارئة لوزراء الخارجية العرب، ولذلك يعتبر عام 2019م، انفراجًا لعودة سوريا لمقعدها في الجامعة في المستقبل، فسوريا كانت تشكل مع مصر والسعودية المحور المركزي للنظام العربي.

تحديات داخلية تحتاج عمل مشترك

    تعاني معظم الدول العربية من الفقر والبطالة والفساد والأمية وتردي الأحوال الصحية وضعف النمو الاقتصادي والطائفية والعرقية، وهذا يحتاج لعمل عربي مشترك في الاستثمار والمساعدات الاقتصادية، فقد قامت السعودية والإمارات بتقديم العون للسودان لتجاوز أزمته الاقتصادية، والملاحظ أن الشعوب أخذت زمام المبادرة لمواجهة الأنظمة القائمة على الطائفية والعرقية، فالنظام الطائفي يعتبر غطاء للفساد، فخروج الشعب اللبناني للمطالبة بإلغاء الطائفية يعتبر خطوة هامة لبناء دولة مستقرة توحد الشعب بعيدًا عن الطائفية التي ارتبطت بتاريخ الاستعمار وهي عائق ضد التنمية وأصبح الفقر عابرًا للطائفية ولذلك خرجت جميع الطوائف وخاصة الشباب لمحاربة الفساد والطائفية، فالنظام السياسي الطائفي فشل في تحقيق دولة الرفاهية في كل من سوريا ولبنان والعراق.

ولقد فشل النظام السياسي الطائفي والعرقي في العراق، فاحتلال العراق تحت شعار بناء الديمقراطية، أسست إدارة بوش الابن لنظام طائفي، جاءت بمحاصصة طائفية وعرقية للشيعة والسنة والأكراد، ثبت فشله، فخرجت الجماهير العراقية ترفع شعار رفض الطائفية والتبعية لإيران، وهي صحوة مهمة في الوحدة الشعبية العراقية ضد الفساد ونهب الأموال العراقية والتبعية الخارجية، وهذا ينعكس إيجابيًا على الأمن القومي العربي في رفض الشعب العراقي للتدخل الخارجي في العراق وخاصة إيران والولايات المتحدة، فالعراق دولة عربية غنية بمواردها الاقتصادية، ويعتبر عام 2019م، عام مناهضة الطائفية في العراق، والمناداة بدولة لكل العراقيين بعيدًا عن الطائفية، وإن كان تحركًا شعبيًا مفاجئًا إلا أنه مؤشر على تحول في النظام السياسي يفرضه الشعب وفي تعديل للدستور الطائفي مستقبلا ً.

ويظهر أن التحرك الشعبي في بعض الدول العربية كالجزائر والسودان والعراق ولبنان وغيرها، أصبح ظاهرة سياسية مشتركة تدفع إلى تحول في النظام العربي، فعام 2019م، يشهد تحولاً لمستقبل النظام العربي أكثر استقرارًا وتعاونًا في المجالات السياسية والاقتصادية، وأخذت الشعوب المبادرة لتحسين أحوالها بعد فشل نخبتها السياسية، وهي نسبيًا ظاهرة عالمية من هونج كونج إلى شرق أوروبا وأمريكا اللاتينية كما في كولمبيا وحتى داخل الولايات المتحدة في رفض عنصرية ترامب واليمين المتطرف.

اليمن والعمل العربي المشترك لإنهاء الأزمة

كانت عاصفة الحزم عام 2015م، من أجل عودة الشرعية في اليمن بعد سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء، والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية جاء بناء على دعوة الشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس عبدربه هادي، ومع تطورات الأزمة والخلافات الداخلية بين القيادات اليمنية، بدأت بوادر إنهاء الأزمة بجمع الأطراف السياسية معًا للمحافظة على وحدة اليمن وإبعاد خطر التدخل الخارجي وخاصة إيران،  التي استغلت الصراع في داخل اليمن وتغذية الطائفية في بلد لم يشهد الطائفية عبر تاريخه، وكان توقيع الاتفاق بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي. وأسهمت الوساطة العربية في الأزمة اليمنية كالكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية يؤكد أن الأزمة في بداية النهايةـ لأن استمرارها يعتبر تهديدًا للأمن الخليجي والعربي وتوفر مناخًا للتطرف وعودة المنظمات الإرهابية والتدخل الخارجي، وكما أشارت دراسة مجموعة الأزمات الدولية في تقريرها في نوفمبر الحالي The beginning of the end of Yemen"s civil war ، أصبحت الأزمة اليمينية قريبة من نهايتها، وهي خطوة مهمة لأمن عربي وتعاون لإنهاء المشكلات داخل النظام العربي ولدخول عام 2020م، بدون حروب أهلية أو خلافات بينية عربية، للتفرغ للتنمية الاقتصادية ودولة الرفاهية.

العمل المشترك والهوية العربية الجامعة

تعاني كثير من الدول النامية ومنها العربية من أزمة الهوية والمرتبطة بالثقافة واللغة، ولقد شعرت الجامعة العربية بأهمية الثقافة ومحو الأمية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، فاللغة الفرنسية تجد دعمًا من الفرنكوفونية الفرنسية في بعض الدول المغاربية، ولكنها أيضًا  تجد   معارضة قوية في المغرب والجزائر وتونس وتأكيد الهوية العربية الإسلامية، فالهوية جامعة ولم تكون العروبة عنصرية يومًا، فأغلب رواد الفقه وعلماء اللغة والكتاب والأدباء من أصول غير عربية، ولذلك أخذ النقاش حول هوية اللغة صحوة ثقافية لأهمية اللغة العربية الجامعة، ففي يناير 2019م، صادق المجلس البلدي لمدينة تونس على قرار ""تعريب اللافتات الاشهارية " حيث يلزم المتاجر والمحلات على كتابة معلقاتها باللغة العربية، واعتمدت البلدية على نص الدستور في فصله 39 "من واجب الدولة ترسيخ اللغة العربية ودعم استخدامها"، وهناك تقليص الفرانكفونية في منطقة القبائل في الجزائر باعتبار الأمازيغية لغة وطنية والدستور الجزائري ينص على أن اللغة العربية لغة الدولة الرسمية، وخلال الاستعمار الفرنسي لمدة 130 عامًا حافظ الشعب الجزائري على الهوية العربية الإسلامية للجزائر .وشهد الحراك الجزائري تأكيدًا على الهوية العربية الإسلامية ورفع العلم الجزائري واختفت بقية الشعارات، وفي المغرب معارضة للتدريس بالفرنسية للمراحل التعليمية الأساسية في المواد العلمية.

وقد تنبهت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد بالجامعة العربية بأهمية التعريف بالثقافة والحضارة العربية في إطلاق مبادرة،  أعلنتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2019م" مكتبة لكل جهة نائية " تتضمن المبادرة مجموعة كتب ومواد مرجعية حول ثقافة وتاريخ وحضارة الدول العربية، وتكون مهداة من الهيآت الحكومية في الدول العربية الأعضاء بالجامعة على أن يتم توفير مكتبات دائمة أو متنقلة في الجهات النائية بالدول العربية سنويًا وفقًا لدراسة مسحية للجهات النائية في الدول والتي لا تتوفر فيها مكتبات وبالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب، إنها خطوة متقدمة في سبيل" مجتمع المعرفة "من خلال تعزيز الثقافة العربية في الدول، لأن الثقافة سبيل لتوحيد المشاعر والعواطف وقبل ذلك الفكر حول قضايا الأمة وتعزيز ثقافة الحوار البناء ومكافحة التطرف والعنف.

وأكد مؤتمر وزراء التربية والتعليم العرب الذي اختتمت أعماله في المنامة في السابع من نوفمبر 2019م، على ضرورة الاهتمام بالتعليم وتطويره وجودته وجاء في توصيات المؤتمر " على دعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى تنظيم ملتقى إقليمي حول تعزيز القيم العربية والإنسانية المشتركة وتضمينها في مناهج التعليم في الوطن العربي"، كما أكد المؤتمر على ضرورة المشاركة في فعاليات المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية المقرر عقده في دبي خلال الفترة من 8-14 فيراير 2020م، فاللغة وعاء الحضارة، وكما قال هانس مورجنثاو منظر العلاقات الدولية الأمريكي، إن الاستعمار الثقافي أخطر أنواع الاستعمار على الإطلاق وأرخصها، وفي ظل الغزو الثقافي والعولمة كان لا بد للاهتمام بالثقافة العربية والحضارة الإسلامية ؟

تحديات المستقبل : انفراج سياسي ولكن خطر وتهديد في الأفق

إن الجهود التي بذلت خلال عام 2019م، من خلال القمة التي عقدت، أدت لانفراجات سياسية ودعم لبعض الدول العربية التي بحاجة للعون، ويظهر أن هناك بداية لنهاية أزمة اليمن، وفي ظل الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط ومع الوساطات السياسية هناك انفراجًا يلوح في الأفق بين دول الخليج العربي وإيران، لأن التصعيد ليس في المصلحة الوطنية لدول المنطقة، فهناك تقارب إماراتي مع إيران ورسائل متبادلة بين رؤساء الدول في الإقليم، مما يؤدي إلى احتواء الخلافات والاستقرار السياسي مع عام 2020م. ولكن يلوح في الأفق الخطر الذي تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي حركة كردية قد تكون إسفينًا في الأمن السوري وحتى الكردي تغذيها قوى خارجية بالسلاح، وقد دعت إدارة ترامب زعيمها مظلوم عبدي (كوباني) لزيارة واشنطن، ويطالب عبدي بأن يطلق على منطقة شمال شرق سوريا كردستان، وأن تحافظ جماعته على أسلحتها وتنظيمها، ويغازل روسيا والولايات المتحدة، وقد كشفت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي هوتوفلي في كلمة لها أمام الكنيست الإسرائيلي " إن إسرائيل لها مصلحة كبرى في الحفاظ على قوة الأكراد والأقليات الأخرى في منطقة شمال سوريا باعتبارهم عناصر معتدلة وموالية للغرب، وأن الانهيار المحتمل للسيطرة الكردية في شمال سوريا هو سيناريو سلبي وخطير بالنسبة لإسرائيل " وأضافت أن إسرائيل تدعم الأكراد وتدافع عنهم في واشنطن ؟ وقد أعلن ترامب أن القوات الأمريكية في سوريا تحمي حقول النفط والغاز وأن الشركات الأمريكية يجب استثمارها، وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك أسبر سنمنع الحكومة السورية وروسيا من الوصول إلى النفط، كما أن المتحدث باسم وزارة الدفاع جوناثان هوفمان " لن تذهب هذه العائدات للولايات المتحدة بل لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وتعمل القوات الأمريكية تحت شعار مكافحة تنظيم داعش، وهي الورقة التي تتاجر بها واشنطن، ولكن لا يستبعد أن صفقة روسية أمريكية واردة، النفط للشركات الأمريكية والغاز للشركات الروسية، فروسيا تتحرك في سوريا باتفاق مع واشنطن والتنسيق مع إسرائيل؟ إن هذه الحالة تحتاج لموقف عربي، بغض النظر عن الخلافات مع النظام السوري، فالأمن القومي يتجاوز الخلافات السياسية لأن المصلحة القومية في خطر.

إن إسرائيل ومنذ منتصف القرن العشرين وهي تقدم الدعم للأكراد، خاصة أكراد العراق، وإسرائيل شجعت الحكومات الأثيوبية المتعاقبة على بناء سد النهضة لإضعاف مصر لتهديد الأمن القومي العربي وليس مصر فقط، ولذلك فمع نهاية عام 2019م، واستقبال عام 2020 ، فالحاجة ملحة لمواصلة العمل العربي المشترك لمواجهة خطر سد النهضة وخطر التعاون الإسرائيلي مع الأكراد في شمال سوريا (قسد)، هناك انفراج في داخل المنظمة العربية وكذلك العلاقة مع دول الجوار الجغرافي ولكن تبقى تحديات ما يسمى باستراتيجية الأطراف الإسرائيلية؟؟

 

مقالات لنفس الكاتب