; logged out
الرئيسية / ملامح التطور الثقافي والاعلامي في المجتمع الخليجي

العدد 93

ملامح التطور الثقافي والاعلامي في المجتمع الخليجي

الجمعة، 01 حزيران/يونيو 2012

حققت دول الخليج العربي الواحدة تلو الأخرى العديد من الانجازات الثقافية والإعلامية منذ سبعينات القرن العشرين وحتى العقد الاول من الالفية الثالثة، ففي الكويت تقدمت المشروعات الثقافية مع نوع من الديمقراطية والإبداع الثقافي من خلال إرسال البعثات إلى الدول العربية والأجنبية، والاستفادة من تجاربها علمياً وثقافياً، والاهتمام بالمدرسين والدراسة والمناهج، وربط الثقافة بالتعليم ،وظهور مؤسسات ثقافية وإعلامية بدءاً من دائرة المطبوعات عام 1955 ثم تحولت إلى وزارة الإعلام، وإدارة المعارف التي أشرفت على التعليم وتخريج أعداد كبيرة من الطلبة الذين لعبوا دوراً في الثقافة والادب والصحافة مع دخول المسرح المدرسي ودور الموسيقى والفنونإلى مدارس الكويت، والمواسم الثقافية التي تقام سنوياً في المدارس والأندية والجمعيات الثقافية.

ثم كان تأسيس (مجلة العربي) أساس انها المشروع الثقافي الكويتي بمشاركة عقول وأقلام نخبة من المفكرين والمبدعين العرب، ثم تطور المشروع ليصبح ثقافياً متكاملاً باسم (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) وأهدافه العناية بالثقافة والأدب والفنون، وإصدار الفهارس والمعاجم، وجمع الوثائق، وازدهار الواقع الثقافي والفني حسب احتياجات البلاد الثقافية، والإسهام في نشر النتاج الفكري الجديد العربي والعالمي المترجم، والاهتمام بالتبادل الثقافي والمشاركة في المعارض والمؤتمرات والمهرجانات الفنية والثقافية الخارجية، ورعاية النتاج الأدبي والفنون، وإقامة جوائز خاصة باسم الكويت تُمنح للنتاج العربي المتميز، والنتاج العالمي الذي يسهم في الإنسانية ويتصل بالكويت والبلاد العربية.

وأسهم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الصعيد الثقافي العربي في إصدار سلاسل ثقافية متميزة ومتخصصة ذات مستوى فكري جيد، مثل سلسلة (عالم المعرفة) عام 1978، ثم سلسلة كتب مؤلفة ومترجمة لمعالجة مختلف المجالات والمعرفة، وإصدار مجلة الثقافة العالمية لنشر المعالجات العالمية في شتى القضايا.

تقوم السعودية بدعم صدور العديد من المجلات والصحف والقنوات الفضائية العربية والعالمية المعروفة

تدفع الماكينة الإعلامية السعودية باتجاه النفوذ الاعلامي والمالي على العديد من الفضائيات والصحف العربية

حققت دول الخليج العربي العديد من الانجازات الثقافية والإعلامية في العقود الأربعة الماضية

لا بد من تواصل الجيل القديم مع الجيل الجديد في تنمية المواهب الفنية والأدبية في مرحلة الحداثة

وهذا فضلا عن إصدارات (اتحاد الأدباء) في الكويت من نتاج الأدباء والكتاب الكويتيين لقضايا عربية وكويتية من أدب وشعر وقصة ورواية،ونشريات (جامعة الكويت) من مجلات إنسانية وعلمية أكاديمية لها حضورها العربي الواسع مثل مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، ومجلة العلوم الاجتماعية، ومجلة العلوم الإنسانية، وغيرها حيث تنشر الدراسات الأكاديمية والوثائق عن المنطقة ونشر فيها كتاب عرب وأجانب في بحوث رصينة وعلمية، وهناك (مؤسسة الكويت للتقدم العالمي)، في نشر نتاج الكويتيين والعرب. وهناك دور نشر كويتية معروفة نشرت النتاج الفكري العربي والعالمي مثل (دار ذات السلاسل)و(شركة كاظمة للترجمة والنشر)، (مطالع القبس التجارية)، (وكالة المطبوعات)، (شركة الربيان للنشر)، (دار الوطن للطباعة والنشر)، (دار الرأي للطباعة والنشر) وغيرها.

أما في دولة الإمارات العربية، فقد ظهرت مؤسسات ثقافية حديثة متخصصة بالعمل الثقافي، مع مؤسسات أخرى من جمعيات وهيئات أهلية ذات اهتمامات ثقافية وخاصة في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين علماً بأنه قد سبقتها ملتقيات ثقافية وأندية مثل (المجمع الثقافي في دبي)، ثم (النادي الثقافي العربي) في الشارقة والذي تحول إلى دائرة رسمية للكشافة تابعة لحكومة الشارقة، وقد تأسست في عام 1981 وهدفها تحويل الشارقة إلى مدينة ثقافية بحيث أصبحت الامارة الأولى في دولة الإمارات من حيث الجمعيات الاجتماعية والثقافية والتطوعية، واحتضان الأعمال الفنية والثقافية مثل (مهرجان الطفولة السنوي)، و(مهرجان المسرح العربي)، و(مهرجان مسرح الطفل) ومسابقة (الإبداع الأدبي للشباب السنوية)، و(بينالي الشارقة الدولي للفنون التشكيلية)،و(معرض الشارقة الدولي للكتاب)، والذي يقام سنوياً وهو من أهم المعارض الدولية والعربية لسنوات عدة. أما في أبو ظبي فهناك (المجمع الثقافي) وتحول منذ عام 1985  في شكل معماري أنيق إلى مركز ثقافي فعال ونشيط ومتنوع في الاهتمامات الفنية والأدبية، وعشرات المعارض الفنية التشكيلية، والأمسيات الأدبية، والأسابيع السينمائية، واسهم في النشاط المعرفي والثقافي والفني في المجتمع، وأكد أنه من أكبر المؤسسات الثقافية حضوراً، وحصل على جائزة شخصية العام الثقافية عام 1992، وأسهم في تطوير الحياة الثقافية في الإمارات، ورفدها في نشاطات متميزة على الصعيد الاماراتي والخليجي.

أما النشاطات الأهلية غير الرسمية مثل (اتحاد كتاب وأدباء الإمارات) فقد ظهر عام 1984 والذي يحتل موقعاً خاصاً بين المؤسسات الثقافية في الإمارات للارتقاء بالنتاج الأدبي والفني، ونشر النتاج الإماراتي ورعاية المواهب الأدبية وتنشيط الحياة الثقافية في الإمارات خلال أكثر من سبعة وعشرين عاماً من عمره كمنبر ثقافي وأدبي متميز، وازدياد أعضائه في حضور الندوات والمؤتمرات، والحضور العربي والعالمي، وإصدار العديد من الكتب الثقافية والأدبية، وله دوريتين (شؤون أدبية)، و(دراسات)، والأهم هو مشروع جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية وهي واحدة من ابرز وأهم الجوائز الثقافية عربياً ونالها مفكرون عرب بارزون،(وجائزة زايد للكتاب) التي تدعم الكتب الحديثة والرصينة والشخصيات الثقافية العربية، وهناك (ندوة الثقافة والعلوم) والتي أسسها بعض الأدباء عام 1987 بعد قيام اتحاد الكتاب والأدباء ومقرها دبي وهدفها تشجيع المواهب والكفاءات أدبياً وثقافياً وعلمياً، وتنشيط الحركة الثقافية ومعها سلسلة من الجوائز والمسابقات الثقافية السنوية مثل (جائزة راشد للتفوق العالمي) (جائزة شخصية العام الثقافية) وتكريم الشخصيات الثقافية، وجوائز أخرى لتشجيع البحث والدارسة والتأليف.

وهناك مؤسسات ثقافية أخرى أهلية ورسمية ارتفع عددها إلى (50) مؤسسة في الأدب والفكر والفن، و(7) مؤسسات عامة، ومنها مؤسسات أخرى خاصة مثل (مركز جمعة الماجد للتراث والثقافة) أكبر المراكز التراثية والمكتبات بالإمارات، ويصدر مجلة معروفة فصلية اسمها مجلة جمة الماجد ينشر فيها نخبة من المثقفين والأكاديميين العرب والمسلمين، و(مركز التراث الوطني ودراسات الخليج العربي) لتوثيق النشاطات الثقافية السنوية في الإمارات، و(مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية) وهي من أهم الجوائز العربية المالية السخية وتُمنح كل سنتين لخمسة من الأكاديميين والأدباء والمثقفين العرب في الدراسات النقدية، الدراسات الإنسانية، الدراسات الأدبية، الدراسات الاجتماعية، الدراسات المستقبلية، وهذه المؤسسات الثقافية والتراثية هي ضمن تطوير وتوسيع العمل الثقافي في الإمارات والوطن العربي.

وظهرت عدة إذاعات وفضائيات إماراتية توسعت في التسعينيات من القرن الماضي مثل (هيئة الإذاعة والتلفزيون) عام 1995، في أبو ظبي، وتلفزيون الشارقة الفضائية، وقناة أبو ظبي الفضائية، وقناة عجمان الفضائية، وقد سبقتها بطبيعة الحال إذاعة الإمارات من دبي 1971، وإذاعة الإمارات من رأس الخيمة 1972، ووكالة أبناء الإمارات 1976.

أما في الصحافة، فحققت الإمارات تطوراً ملحوظاً بإقامة (مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر والتوزيع) لها جريدة (الاتحاد) و(زهرة الخليج)، (مجلة الماجد)، وصدرت الاتحاد في عام 1969 في أبو ظبي، وصدرت يومياً في عام 1972، ثم (مؤسسة البيان للصحافة والطباعة والنشر) ولها (جريدة البيان) اليومية، ومجلة أسبوعية، و(دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر) مؤسسة خاصة تصدر (جريدة الخليج) اليومية ومجلة (الشروق) الأسبوعية، ومجلة (كل الأسرة) النسائية،وهناك جريد الخليج بالشارقة منذ عام 1970، ومجلة (الاقتصادي) الأسبوعية 1996، و(جلف توداي الانجليزية) من عام 1996، وصحيفة (الوحدة) عام 1973 عن دار الوحدة للصحافة، وصحيفة( الفجر) عام 1975،وصحيفة (خليج تايمز) يومية 1987، و(جلف نيوز) 1979، ومجلات دورية رسمية ومهنية رياضية وعلمية وثقافية وتراثية.

وهناك مراكز بحوث من أبرزها (مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية) في أبو ظبي وأنشأ في 14/3/1994 لنشر بحوث ودراسات وكتب ومحاضرات سياسية واقتصادية واجتماعية عن الإمارات والخليج العربي والدول الإقليمية وقضايا عالمية مهمة برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وهناك (مركز الخليج للأبحاث) في دبي مهتم بقضايا الخليج العربي الإستراتيجية ويصدر كتب وبحوث عربية وأجنبية، و(مركز البحوث والدراسات) في وزارة الشؤون الإسلامية و(مجلة منار الإسلام) الشهرية، و(مركز التراث في أبو ظبي) ينشر مجلة التراث، و(مركز الدراسات) في دائرة الإعلام بالشارقة ويصدر (مجلة الرافد) الشهرية الثقافية.

أما في البحرين، فقد ظهرت الحركة الثقافية منذ مطلع القرن العشرين، وتطورت تدريجياً بالتعليم والمدارس والصحافة والأندية والجمعيات ودور النشر والمؤسسات الثقافية وإلاعلامية التي برزت منذ السبعينيات من القرن العشرين، مثل صحيفة (أخبار الخليج) اليومية تأسست عام 1976، وجريدة (الأيام) تأسست عام 1989، وجريدة (البحرين تريبون بالانجليزية) عام 1997، وجريدة (جولف ديلي نيوز) تأسست عام 1978 بالانكليزية،وجريدة (الخليج تايمز) تأسست عام 1978 بالانجليزية، وهناك مجلات أسبوعية وشهرية مثل (البحرين الثقافية)صدرت عن وزارة الإعلام، و(الموقف)، و(النفط والغاز)، و(صدى الأسبوع)، وعشرات الصحف والمجلات الثقافية والإعلامية الأخرى،وهناك اتحاد الصحافة يخص العمل الصحفي ، وهناك دور نشر وناشرين أيضاً سواء من الدولة أو القطاع الخاص.

أما في قطر، فظهرت الصحافة منذ السبعينيات من القرن العشرين، ومن أبرزها جريدة (العرب) 1972، ومجلة (الدوري) الأسبوعية 1978، و(جولف تايمز) 1978 بالانجليزية، و(الجوهرة) الشهرية الخاصة بالمرأة 1977، و(العروبة) 1970 أسبوعية اجتماعية، و(الجزيرة بالانجليزية) 1976 يومية، و(قطر للإنشاء) 1989، و(سيدات الشرق للمرأة) 1993، و(الشرق) 1985 يومية عربية، و(التربية) 1971 فصلية تخص التربية، و(الأمة) مجلة إسلامية فكرية 1982، و(الوطن) 1995 يومية سياسية وهناك و(كالة الأنباء القطرية للأخبار) 1975 تابعة لوزارة الشؤون الخارجية.

وهناك ناشرين ودور صحافة قطرية مثل (دار الصحافة والطباعة الوطنية القطرية)، والنشر في جامعة قطر من مجلات دورية أكاديمية إنسانية وعلمية، ومراكز بحوث مثل (مركز الخليج العربي)، و(مركز البحوث الإنسانية والاجتماعية)، وظهرت( قناة الجزيرة )الإخبارية السياسية التي تعمل على مدار الساعة منذ مطلع التسعينيات من القرن العشرين لتصبح كبرى القنوات الفضائية العربية، ومعها يقام معرض الدوحة الدولي للكتاب في كل عام، ومعارض تشكيلية وأندية مثل (الجسرة الثقافي)، والتي طورت المشهد الثقافي في قطر.

أما في سلطنة عمان، فظهرت مع مجيءالسلطان قابوس بن سعيد إلى الحكم نهضة تعليمية وثقافية وإعلامية، وانتشرت الصحف والمجلات مثل (خليج تايمز بالانجليزية)، و(عمان ديلي نيوز بالانجليزية)، و(الشبابية) الرياضية، وجريدة( الوطن) اليومية السياسية، وهناك (عمان ديلي اوبزرفر) 1981 يومية، وجريدة (عمان) 1975، و(تايمز أوف عمان)، دوريات أخرى مثل (الأضواء) الأسبوعية العربية، و(العقيدة)، و(الغرفة)، و(جند عمان)، و(المركزي)، و(الموارد الطبيعية)، و(النهضة الأسبوعية)، و(عمان تودي بالانجليزية) شهرية، و(العمانية) خاصة بالمرأة شهرية، و(رسالة المسجد)، و(الشرطة) و(الأسرة)، و(وكالة الأنباء العمانية) تابعة لوزارة الإعلام، وهناك راديو وتلفزيون عُمان أيضاً.

أما في المملكة العربية السعودية، فقد عرفت حركة ثقافية مطلع القرن العشرين من حركة الطباعة والنشر وصدور (جريدة القبلة) في الحجاز، (وأم القرى) أيضاً، ثم تطورت في صحف ومجلات متنوعة تدريجياً مثل عكاظ، الرياض، وغيرها. وبرزت دور نشر ومراكز بحوث مثل (دارة الملك عبد العزيز) كمركز بحوث تاريخية وثقافي وتراثي في الرياض ويصدر كتب وبحوث ومجلة الدارة) الدورية، وتعقد مؤتمرات سنوية تاريخية وتهتم بالوثائق السعودية خاصة والخليجية. وهناك (جائزة الملك فيصل العالمية) والتي تهتم بالعلوم والآداب والشريعة وهي من كبرى الجوائز العالمية المرموقة والسخية مادياً ومعنوياً وتعود إلى الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، (ومركز الملك فيصل) حيث يعمل على الاهتمام بالتاريخ والثقافة والعلوم العالمية. وتعمل (دار اليمامة للنشر والتأليف والطباعة) بدوراً رائد في خدمة التاريخ والتراث العربي والإسلامي وتصدر مجلة شهرية هي (العرب) أدبية وتاريخية أصبحت فصلية لها مكانتها العربية لصاحبها ومؤسسها العلامة المعروف المرحوم حمد الجاسر. وهناك( دار المنهل) في جدة للنشر والتوزيع وله مجلة شهيرة هي (المنهل) ثقافية وأدبية معروفة ولها عمر طويل من الانجاز الثقافي لمؤسسها من أسرة عبد القدوس الأنصاري وأبنائه من بعده والتي تهتم بالتاريخ والأدب السعودي والعربي الإسلامي.

وهناك مهرجانات محلية وإسلامية منها (المهرجان الوطني للثقافة والتراث) المعروف بـ (الجنادرية) في الرياض وفيه معارض سنوية للصناعات اليدوية والخيل والرقص بالسيوف وسباقات الهجن والرقاصات القبلية الوطنية، والاحتفالات بالتراث الشعبية والفن الوطني القديم، وإلى جانب ذلك يقام (معرض الرياض الدولي للكتاب)، و(معرض جدة للكتاب)، مع بروز مجلات وصحف محلية ثقافية وأدبية وأكاديمية عن الجامعات والمعاهد والكليات السعودية وأخرى عن المرأة والجيش والشرطة وغيرها من فروع الحياة.

هذا فضلاً عن الدور الذي تقوم به السعودية في دعم صدور مجلات وصحف وقنوات فضائية عربية وعالمية معروفة مثل جريدة (الشرق الأوسط)، وجريدة (الحياة) في لندن، ومجلة (المجلة)، وقناة MBC، وقناة العربية، وقناة أقرأ، وقنوات ART الرياضية والفنية في العقدين الأخيرين، حيث تدفع الماكينة الإعلامية السعوديةباتجاه النفوذ الاعلامي والمالي على الفضائيات والصحافة العربية في بيروت ولندن ونيويورك وواشنطن وباريس وأماكن أخرى.

إلا أن بعض المثقفين الخليجيين لهم اراء حول التطور الثقافي في الواقع الخليجي،فيرى باقر سلمان النجار ان النخبة المثقفة في الخليج العربي على الرغم مما تمّ انجازه تعتقد بأن هناك أزمة بأن الثقافة تنفصل عن الفضاء الاجتماعي والسياسي، وأن الثقافة لا تتفاعل مع المجتمع ولا تلقى إقبالاً كبيراً من الناس في المنتديات والصحافة والكتب والمعارض الفنية، وهذا ينعكس على المثقف الخليجي حيث يشعر بحالة ابتعاد عن مجتمعه المحلي، ومحيطه الاجتماعي لا يؤثر فيه، مع بروز ظاهرة البحث عن المناصب الثقافية، والابتعاد عن النشاط الثقافي الجاد والمؤثر في المجتمع، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحولاً مالياً واقتصادياً كبيراً.

ويرى عبد الخالق عبدالله بأن المطلوب هو تواصل الجيل القديم مع الجيل الجديد في تنمية المواهب الفنية والأدبية في مرحلة الحداثة في ظل العزوف في المجتمع عن الألوان الثقافية، وتحتاج إلى دعم المؤسسات الثقافية الرسمية لتحقيق هذا الدعم للنشاطات الثقافية، وتنشيط عمل وزارات الإعلام والثقافة، ومنح الحريات الأوسع للثقافة وإبداء الآراء في الصحافة والكتابة بعيداً عن الركود وحالة عدم الإبداع.فهل سنشهد خلال السنوات القادمة نهضة ثقافية حقيقية في المجتمع الخليجي في ظل الامكانات المالية الكبيرة والاستقرار السياسي والتماسك الاجتماعي سؤال سوف تجيب عليه الايام القابلة.

مقالات لنفس الكاتب