; logged out
الرئيسية / العلاقات التجارية الخليجية-التركية

العلاقات التجارية الخليجية-التركية

الأربعاء، 01 نيسان/أبريل 2009

شهدت العلاقات الخليجية-التركية تطورات مهمة في الآونة الأخيرة تنذر بنمو وتوسع في تلك العلاقات في المستقبل المنظور خاصة في ظل وجود قدر من الاحتياج الاستراتيجي المتبادل بين الطرفين، وذلك في ضوء التطورات الأخيرة إقليمياً وعالمياً. وتمثل العلاقات الاقتصادية محوراً مهماً في علاقات الطرفين خاصة في ظل ما يمتلكه كل طرف من ميزة نسبية في مواجهة الآخر. وسنركز في هذا التقرير على مناقشة التطورات التي مرت بها علاقات الطرفين التجارية على مدار العقود الثلاثة الماضية.

وفقاً لإحصائيات عام 2007 بلغت قيمة التجارة المتبادلة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي 2392.94 مليون دولار، حيث بلغت قيمة الصادرات التركية إلى دول مجلس التعاون الخليجي ما قيمته 5566.52 مليون دولار وهو ما مثل 37.55 في المائة من صادرات تركيا إلى منطقة الشرق الأوسط، كما مثل 5.2 في المائة من إجمالي صادرات  تركيا إلى العالم. وعلى الجانب الآخر، بلغت نسبة الواردات الخليجية من تركيا كنسبة من وارداتها من الشرق الأوسط 17.3 في المائة، وبلغت النسبة 1.8 في المائة كنسبة للواردات الخليجية من العالم.

كما بلغت الواردات التركية من دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2007، 3173.58 مليون دولار، وهو ما مثل 24.2 في المائة من إجمالي الواردات التركية من منطقة الشرق الأوسط، كما مثل 1.9 في المائة من إجمالي واردات تركيا من العالم. وعلى الجانب الآخر، وكنسبة من صادراتها إلى الشرق الأوسط بلغت نسبة الصادرات الخليجية إلى تركيا 7.07 في المائة بينما كانت النسبة 0.69 في المائة في حالة الصادرات الخليجية إلى دول العالم. 

وإذا ما نظرنا إلى تطور العلاقات التجارية الخليجية-التركية خلال العقود الثلاثة الماضية يتضح أن قيمة التجارة المتبادلة بين الطرفين شهدت تطورات مستمرة ومتزايدة خلال تلك الفترة (كما يتضح من الشكل رقم 1)، حيث بلغت قيمة التجارة بين الطرفين 288.19 مليون دولار وذلك في عام 1980، ثم ازدادت في عام 1990 لتبلغ 1767.13 مليون دولار، ثم 2042.38 مليون دولار وذلك في عام 2000.

المصدر: تم الاعتماد في تصميم تلك الأشكال على بيانات

-Direction of Trade Statistics Worldwide, October 2008, CD.

 وبالنظر إلى الميزان التجاري بين الطرفين فقد اتسم بالتأرجح، حيث كان في غير صالح تركيا في الأعوام (1980-1982، 1986، 1990-1998، 2000). بينما كان الميزان التجاري في غير صالح دول مجلس التعاون الخليجي في الأعوام (1983-1985، 1987-1989، 1999، 2000-2007). (كما يتضح من شكل رقم 2)، حيث الفترات أسفل المحور هي الفترات التي سجل الميزان التجاري بين الطرفين قيمة سلبية لغير صالح تركيا، بينما الفترات أعلى المحور كان الميزان التجاري فيها لصالح تركيا.

 

 المصدر: تم الاعتماد في تصميم تلك الأشكال على بيانات

-Direction of Trade Statistics Worldwide, October 2008, CD.

وتعد المملكة العربية السعودية الشريك التجاري الأكبر لتركيا من بين دول مجلس التعاون الخليجي وذلك وفقاً لإحصائيات عام 2007، تليها الإمارات حيث شكلت تجارة الدولتين مع تركيا نحو 87 في المائة من تجارة دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة مع تركيا. 

 

المصدر: تم الاعتماد في تصميم تلك الأشكال على بيانات

-Direction of Trade Statistics Worldwide, October 2008, CD.

 وإذا ما نظرنا إلى العلاقات التجارية التركية مع كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي على حدة، في ما يتعلق بالمملكة العربية السعودية فوفقاً لإحصائيات عام 2007 بلغت التجارة المتبادلة بين البلدين 3926.15 مليون دولار بينما كانت القيمة 120.31 مليون دولار في عام 1980. وفي عام 2007 بلغت تجارة البلدين ما نسبته 1.4 في المائة من التجارة السعودية للعالم، وما نسبته 14.2 في المائة من التجارة السعودية للشرق الأوسط. كما مثلت تلك القيمة 1.4 في المائة أيضاً من التجارة التركية للعالم، و14.06 في المائة من تجارة تركيا للشرق الأوسط.

بلغت صادرات تركيا لدول المجلس في 2007 ما نسبته 37.5 % من صادراتها لمنطقة الشرق الأوسط

وفي ما يتعلق بالميزان التجاري بين الدولتين، فقد اتسم في أغلب تلك الفترة بأنه في غير صالح تركيا لصالح المملكة العربية السعودية، فخلال الفترة من عام (1980-1982)، (1990-2007) كان الميزان التجاري بين الدولتين في غير صالح تركيا. وقد بلغ الفائض في الميزان التجاري بين الدولتين لصالح السعودية في عام 2007 ما قيمته 953.59 مليون دولار. وكان عام 1991 هو الأكبر من حيث الفائض في الميزان التجاري لصالح السعودية والذي بلغ 1344.41مليون دولار.

وفي ما يتعلق بالعلاقات التجارية الإماراتية- التركية، ففي عام 2007 بلغت تجارة الدولتين ما قيمته 3710.64 مليون دولار، بينما كانت تلك القيمة 2.6 مليون دولار في عام 1981.

وفي عام 2007 بلغت تجارة البلدين ما نسبته 1.37 في المائة من التجارة الإماراتية للعالم، وما نسبته 15.55 في المائة من التجارة الإماراتية للشرق الأوسط. كما مثلت تلك القيمة 1.3 في المائة من التجارة التركية للعالم،  و13.3 في المائة من تجارة تركيا للشرق الأوسط.

وفي ما يتعلق بالميزان التجاري بين الدولتين، فقد اتسم في أغلب الأحيان بأنه في صالح تركيا ولغير صالح الإمارات فالسنوات التي سجل فيها الميزان التجاري فائضاً لصالح الإمارات هي (1981،1986،1987، 1990،1991،1992،1994). وكانت أعلى قيمة للفائض لصالح الإمارات هي 234.21 مليون دولار وذلك في عام 1990. والفترات ما دون ذلك كان فيها الميزان التجاري لصالح تركيا، وفي عام 2007 بلغ الفائض في الميزان التجاري لصالح تركيا ما قيمته 2770.98 مليون دولار وكان هذا أكبر قيمة فائض في الميزان التجاري لصالح تركيا، وقد مثلت قيمة الفائض في هذا العام 74.7 في المائة من تجارة الدولتين.

وفي ما يتعلق بالعلاقات التجارية بين تركيا والبحرين، فقد بلغت قيمة تجارة الدولتين في عام 2007، 196.06 مليون دولار، في حين كانت تلك القيمة 3.32 مليون دولار في عام 1980. وفي عام 2007 بلغت تجارة البلدين ما نسبته 0.57 في المائة من التجارة البحرينية للعالم، و2.7 في المائة من التجارة البحرينية للشرق الأوسط. كما مثلت تلك القيمة 0.07 في المائة من التجارة التركية للعالم،  و0.7 في المائة من تجارة تركيا للشرق الأوسط.

وفي ما يتعلق بالميزان التجاري بين الدولتين، فقد اتسم بالتأرجح بين الفائض والعجز لصالح البحرين، حيث سجل الميزان التجاري فائضاً لصالح البحرين في السنوات (1984-1988، 1990-1991، 1997-2002، 2006-2007)، وبلغ الفائض في الميزان التجاري لصالح البحرين في عام 2007 ما قيمته 42.78 مليون دولار.

وفي ما يتعلق بالعلاقات التجارية التركية- الكويتية، فقد بلغت تجارة الدولتين في عام 2007 ما قيمته 311.64 مليون دولار، بينما كانت قيمة تلك التجارة في عام 1980 ما قيمته 164.56 مليون دولار.

وفي عام 2007 بلغت تجارة البلدين ما نسبته 0.46 في المائة من التجارة الكويتية للعالم، و5.6 في المائة من التجارة الكويتية للشرق الأوسط. كما مثلت تلك القيمة 0.112 في المائة من التجارة التركية للعالم،  و1.1 في المائة من تجارة تركيا للشرق الأوسط.

وفي ما يتعلق بالميزان التجاري بين الدولتين، فقد سجل فائضاً لصالح الكويت في السنوات التالية: (1980-1983، 1986، 1992، 1997، 1999-2001)، وكان الفائض في أعلى قيمة له في عام 2000 حيث بلغ 87.95 مليون دولار. وفي عام 2004 سجل الفائض التجاري أكبر قيمة بالنسبة لتركيا حيث بلغ 240.08 مليون دولار.

 وفي ما يخص العلاقات التجارية التركية-العمانية فقد بلغت قيمة تجارة الدولتين في عام 2007 ما قيمته 116.14 مليون دولار، بينما كانت تجارة الدولتين 2.65 مليون دولار في عام 1982. وفي عام 2007 بلغت تجارة البلدين ما نسبته 0.3 في المائة من التجارة العمانية للعالم، وما نسبته 1.5 في المائة من التجارة العمانية للشرق الأوسط. كما مثلت تلك القيمة 0.04 في المائة من التجارة التركية للعالم،  و 0.4 في المائة من تجارة تركيا للشرق الأوسط.

وفي ما يتعلق بالميزان التجاري بين الدولتين، فطوال تلك الفترة كان الميزان التجاري لصالح تركيا، باستثناء عام واحد هو عام 1984، حيث سجل الميزان التجاري فائضاً لصالح عُمان بلغت قيمته 7.71 مليون دولار. وفي عام 2007 بلغ الفائض في الميزان التجاري لصالح تركيا 67.48 مليون دولار وهو ما مثل 58 في المائة من تجارة الدولتين في العام نفسه. وكان عام 2006 هو أعلى عام سجل فيه الميزان التجاري فائضاً لصالح تركيا وبلغت قيمة الفائض 68.89 مليون دولار، حيث مثلت قيمة هذا الفائض ما نسبته 94 في المائة من قيمة تجارة الدولتين في العام نفسه.

وأخيراً وفي ما يتعلق بالعلاقات التجارية التركية-القطرية، فقد بلغت تجارة الدولتين في عام 2007 ما قيمته 479.47 مليون دولار، بينما كانت تلك القيمة 3.91 مليون دولار في عام 1982.

وفي عام 2007 بلغت تجارة البلدين ما نسبته 0.78 في المائة من التجارة القطرية للعالم، و9.7 في المائة من التجارة القطرية للشرق الأوسط. كما مثلت تلك القيمة 0.17 في المائة من التجارة التركية للعالم،  و1.7 في المائة من تجارة تركيا للشرق الأوسط.

وبالنظر إلى الميزان التجاري بين الدولتين فطوال تلك الفترة سجل فائضاً لصالح تركيا باستثناء الفترة من عام (1997-2000) حيث سجل الميزان التجاري فائضاً لصالح قطر. وبلغ إجمالي الفائض في السنوات الأربع ما قيمته 65.81 مليون دولار. وفي عام 2007 بلغ الفائض في الميزان التجاري لصالح تركيا ما قيمته 420.19 مليون دولار وهو أعلى فائض سجلته تجارة الدولتين خلال تلك الفترة، ومثل هذا الفائض ما نسبته 87.6 في المائة من تجارة الدولتين في عام 2007.

وعلى هذا الأساس فهناك حاجة للتركيز على تطوير علاقات الطرفين في شقها التجاري والاستفادة من  المزايا النسبية لكل طرف في مواجهة الآخر وبما يشكل دافعة مهمة لتطور العلاقات في كافة المجالات.

 

مقالات لنفس الكاتب