; logged out
الرئيسية / في القمة الثالثة لأوبك: السعودية طالبت بعدم تسييس أوبك وإيران لا ترغب في استخدام النفط كسلاح

في القمة الثالثة لأوبك: السعودية طالبت بعدم تسييس أوبك وإيران لا ترغب في استخدام النفط كسلاح

السبت، 01 كانون1/ديسمبر 2007

اختتمت في الرياض في الثامن عشر من شهر نوفمبر الماضي أعمال القمة الثالثة لأوبك باتخاذها موقفاً وسطاً بشأن قضية انخفاض الدولار وتأثيره في قيمة العائدات النفطية، والاتجاه الغالب بتوخي الحذر في معالجة هذا الموضوع بتوجيه وزراء البترول والمالية بدراسة وسائل زيادة التعاون المالي بين الدول الأعضاء بما في ذلك اقتراحات بعض رؤساء الدول والحكومات في مداخلاتهم في القمة.

وصدر عن القمة التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بيان باسم (إعلان الرياض) وازن بين تأكيد أوبك على مسؤوليتها وقدرتها على تأمين إمدادات النفط واستقرار السوق العالمية والحاجة إلى المحافظة على هذا المورد الحيوي والمسؤولية المشتركة بين المنتجين والمستهلكين، داعياً الطرف الثاني إلى شفافية أكبر. كما أكد البيان أهمية السلام العالمي في تحسين فرص الاستثمار في قطاع الطاقة واستقرار أسواق الطاقة العالمية. كما حمل إعلان الرياض اهتماماً خاصاً بقضية البيئة التي قال عنها الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي إنها مسألة يتأثر بها الجميع منتجين ومستهلكين، معلناً إسهام الإمارات وقطر والكويت بمبلغ 450 مليون دولار (150 مليون دولار لكل منها) في برنامج بحوث الطاقة ودراسات البيئة الذي أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خصصت له السعودية مبلغ 300 مليون دولار.

ورفضت المملكة العربية السعودية على لسان الأمير سعود الفيصل (تسييس) المنظمة، مشيراً إلى أنها منظمة بترولية والقضايا السياسية لها منتديات أخرى. وبينما طرح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن تقوم (أوبك) بإيجاد آلية أخرى غير الدولار المنخفض لتسعير نفطها ضمن 11 مقترحاً إلى القمة، فإنه قلل من توقعات حدوث حرب في المنطقة. وقال محمود أحمدي نجاد في مؤتمر صحافي عقده في الرياض في ختام القمة أمس إن إيران لا ترغب في استخدام النفط كسلاح سياسي، إلا أنها (ستعرف كيف ترد) إذا ما هاجمتها الولايات المتحدة. وأضاف (لا نرغب في أي وقت في أن يستخدم النفط كسلاح أو نلجأ إلى إجراءات غير مشروعة).

واستبعد نجاد ضربة أمريكية لبلاده معتبراً أنه (ليست هناك أي أرضية لنشوب حرب جديدة في المنطقة). وقال (هناك في أمريكا أناس عقلاء، وهؤلاء لن يسمحوا لأحد بارتكاب مثل هذا الخطأ الفادح).

وأعطى نجاد جواباً مبهماً حول موقف بلاده من اقتراح بإنشاء كونسورتيوم متعدد الجنسيات يتيح لدول المنطقة الحصول على اليورانيوم المخصب، رداً على سؤال حول اقتراح إنشاء الكونسورتيوم قائلاً (نحن نرحب بأي اقتراح بنّاء لا سيما عندما يأتي من إخواننا وأصدقائنا ونأخذه في الاعتبار). وعندما طلب منه إيضاح رده أكثر، قال (انتهت الإجابة).

وفي مؤتمر صحافي مشترك عقد بعد القمة اختلطت فيه السياسة بالاقتصاد، رفض الأمير سعود الفيصل تسييس أوبك، قائلاً إنها منظمة معنية أساساً بإنتاج النفط، كما رفض التطرق إلى افتراضات حدوث حرب جديدة في المنطقة، في إشارة إلى المواجهة بين إيران والغرب بسبب الملف النووي. وحول ما أعلن عن إمكانية وصول سعر النفط إلى 200 دولار للبرميل، قال مازحاً، إننا مستعدون للتسامح في الـ200 دولار مقابل ألا تحدث حرب.

وأعلن وزير الخارجية السعودي، الذي أشاد في بداية مؤتمره الصحافي، بروح المسؤولية والتعاون التي سادت في المداولات، أن الكويت وقطر والإمارات تبرعت كل منها بمبلغ 150 مليون دولار، لتمويل برنامج أبحاث الطاقة والبيئة، الذي أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين في افتتاح قمة أوبك الثالثة في الرياض، وخصصت له السعودية مبلغ 300 مليون دولار.

وحول الدعوة إلى دور سياسي لأوبك، قال الأمير سعود الفيصل: إن أوبك ليست منظمة سياسية، فهي منظمة لإنتاج النفط. من جهته قال وزير البترول السعودي علي بن إبراهيم النعميي إن المنظمة تخلت منذ عام 1986 عن تحديد أسعار النفط تاركة ذلك للسوق، وبالتالي فإن الأفكار السياسية التي طرحت كانت يمكن أن تطرح في مكان آخر غير (أوبك).

وفي ما يتعلق بموضوع انخفاض الدولار، الذي أعربت دول مشاركة في القمة عن قلقها منه، قال الأمير سعود الفيصل: إن واجب المنظمة حماية عوائدها من النفط، وإن وزراء المالية هم المسؤولون عن دراسة هذا الموضوع، ووجهت القمة الوزراء بدراسة هذا الموضوع.

وأشار الأمير سعود الفيصل إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين، التي أكدت أن النفط يجب أن يكون أداة للبناء والتعمير، وليس وسيلة للنزاع والصراع، مؤكداً أن استقرار السوق مسؤولية مشتركة بين المنتجين والمستهلكين لضمان استمرار عملية النمو الاقتصادي، وأشار إلى أن معالجة مسألة التقلبات في الأسعار يجب أن تستند إلى لغة الحقائق والأرقام، وليس إلى الافتراضات والتكهنات، كما أن من المهم عدم تحميل النفط مسؤولية التغيرات المناخية، وما يستتبع ذلك من فرض ضرائب باهظة عليه تضر المستهلكين.

وتحدث في المؤتمر الصحافي المشترك علي النعيمي، وزير البترول السعودي، عن الحادث الذي وقع في خط الغاز والذي تزامن مع انعقاد القمة، قائلاً إنه لا يؤثر في الانتاج، لأنه مشروع خط جديد. وقال إن القتلى كما ورد في أرامكو 28، وهناك 12 مفقوداً يجري التأكد من وضعهم قبل إصدار بيان بعدد آخر من الضحايا وأعرب الأمير سعود الفيصل عن تضامنه مع الضحايا طالباً لهم الرحمة ومعزياً ذويهم.

وأجاب الأمير سعود الفيصل عن ثلاثة أسئلة سياسية طرحت في المؤتمر طلب بعدها من الصحفيين التركيز على موضوع قمة أوبك، الذي عقد المؤتمر الصحافي من أجله، ونفى أن يكون قد تم بحث الاقتراح الذي طرح على إيران بتخصيب اليورانيوم بواسطة كونسورتيوم في بلد محايد، وذلك لنزع فتيل الأزمة.

وحول تقلبات أسعار النفط الحالية قال علي النعيمي: إن أوبك تخلت عن تسعير النفط منذ عام 1986 والتقلبات الحادة التي نراها اليوم ليست من صنع المنظمة، ولا من عمل الدول المنتجة، فمهمة منظمة أوبك هي أن تحافظ على الإمدادات في ضوء الطلب، وأن تحافظ أيضاً على مخزون معقول يمنع حدوث التذبذبات.

 

مقالات لنفس الكاتب