; logged out
الرئيسية / مستقبل تحالفات أمريكا بعد الاتفاق النووي مع إيران

العدد 99

مستقبل تحالفات أمريكا بعد الاتفاق النووي مع إيران

الثلاثاء، 01 أيلول/سبتمبر 2015

وقعت الولايات المتحدة على المعاهدة النووية مع إيران وبذلك أنهى أوباما فترة ستة وثلاثين عاما" من العداء بين البلدين. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي دفع أمريكا لاتخاذ تلك المبادرة وللقبول بشروط لم تكن مقبولة منذ عشر سنوات وما هي عواقبها على العلاقة بين البلدين وعلى علاقة أمريكا بحلفائها في الخليج العربي.

خلفية المعاهدة النووية

إن أمريكا فوتت فرصة للتصالح مع إيران في عهد الرئيسخاتمي. فبرنامج خاتمي ومقولته السياسية كانت مبنية على الانفتاح الاقتصادي وعلى تحديث إيران وكان خاتمي يبدي المرونة ويريد المصالحة والتوافق مع الولايات المتحدة.  ففي 2003م، بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق بعث خاتمي رسالة عبر الفاكس إلى مكتب الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأميركية يعرض فيه التفاوض مع أمريكا1 . وقد تضمنت الرسالة أن كل المسائل يمكن التشاور والتفاهم حولها ومنها الموضوع النووي، والقبول بالمبادرة السعودية لحل الدولتين، ووقف الدعم للفصائل الفلسطينية... وقتها أصاب غزو العراق إيران بالذعر فالجيش الذي لم تستطع إيران هزيمته خلال ثمان سنوات دحرته أمريكا في غضون ثلاثة أسابيع. ولكن بوش لم يتجاوب مع هذه الدعوة لأنه كان من أنصار تغيير النظام. ووقتها كان التوجه العام لبوش وإدارته من المحافظين الجدد متأثرا بورقة "the clean break”2 وتهدف الورقة إلى إعادة رسم المنطقة بما يتوافق مع مصلحة إسرائيل. وتعتبر تلك الورقة من محفزات بوش لغزو العراق وإسقاط صدام حسين. وتنبأت الورقة بأن مع سقوط صدام ستسقط الإنظمة في سوريا وإيران.

والرفض الأمريكي أدى إلى خسارة خاتمي الذي لم يستطع الوفاء بوعوده للشعب الإيراني بسبب التعنت الأمريكي. وهنا أدرك الإيرانيون أن لا سبيل للتوافق مع أمريكا وأن المواجهة هي الاستراتيجية الذي يجب على إيران إتباعها في علاقتها معا، وأدى ذلك إلى نجاح أحمدي نجاد المتشدد في 2005 الذي بدا عهده بإنكار حق إسرائيل بالوجود وهو أمر مريع للغرب. كما شدد أحمدي نجاد على العداء لأمريكا.

ولكن أمريكا بحربها على أفغانستان وإطاحتها بنظام الطالبان الذي احتضن بن لادن وبغزوها العراق وإسقاطها صدام قامت بإزالة من جوار إيران نظامين معاديين لها. كما أن غزو أمريكا للعراق وسياسة اجتثاث البعث من ضمن السياسات الخاطئة التي اتبعتها أمريكا في العراق جعلت من هذه الأخيرة ومن مصالحها في المنطقة رهينة لإيران. وقد قال الراحل سمو الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة السابق في أحد لقاءاته مع مسؤولين أمريكيين "إن أمريكا قدمت العراق لإيران على طبق من فضة.3".

فخلال عهد صدام لجأت كل الشخصيات الشيعة التي لها قاعدة شعبية والتي لاقت اضطهاد من نظام البعث إلى إيران. ولذلك بعد سقوط العراق عادت تلك الشخصيات إلى البلاد ومنها عبد العزيز الحكيم و المالكي. وبسبب سياسات أمريكا التي أدت إلى تهميش السنة بسبب إمكانية تعاطفهم مع النظام السابق فقد قويت الفصائل الشيعية في البلاد التي لديها علاقات ودعم من إيران. لذلك وخلال التواجد الأمريكي في العراق كانت إيران لديها القوة على الأرض فلديها المناصرين المسلحين والذين كان لديهم ضلع مهم في الاضطرابات والعنف في العراق والذين كانوا جزئيا السبب بفشل أمريكا في العراق

كما بدأت إيران التي اكتسبت الثقة من نفوذها بالعراق من المجاهرة بالبرنامج النووي مما دفع أمريكا لأخذ موقف. فلم يكن بيد واشنطن الوقوف مكتوفة اليدينوأن تكتفي بتطبيق سياسة الاحتواء والعزل التي تطبقها مع كوبا فكان لا بد من حل.  والحديث عن حل بدأ في عام 2006 عندما انضمت أمريكا إلى الدول الأوروبية في المفاوضات على الملف النووي. وقتها تكلمت رايس عن حزمة من المحفزات لجعل إيران تتراجع عن مشروعها النووي. وقتها طرحت رايس فكرة العصا والجزرة لإيران بحيث توافق إيران توافق على وقف التخصيب وعلى تغيير مسلكياتها في المنطقة كشرط للشروع في المفاوضات4، من هنا بدأت أمريكا بالشعور بأن عليها التحرك لحل لمسألة الملف النووي الإيراني. وهذه الحلول كانت محصورة بخيارين هما: إما توجيه ضربة عسكرية لإيران أو عقد صفقة معها..

موقف الخليج واختيار المفاوضات

 تجاه هذه المعضلة سيطر عدم الوضوح على المواقف الخليجية. فمن جهة تشكل إيران النووية خطرا" على الخليج ولكنهم من جهة أخري يخافون من تداعيات الحرب على بلدانهم. ولذلك كانوا دوما يطرحون الخطر النووي على المسؤولين الأميركيين وفي الوقت نفسه يعلنون معارضتهم للضربة. فكشفت وثائق "وكيليكس" عن خطاب موجه من دولة خليجية تطلب من أمريكا قطع رأس الأفعى إشارة إلى إيران ولكن ما لبث أن تم نفي ذلك. كما صرح سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة خلال محاضرة ألقاها في "معهد اسبن" أن الإمارات تحبذ توجيه ضربة لإيران و أن بالرغم من أن مثل هذه الضربة ستلقى معارضة من الشارع كونها تستهدف بلد مسلم و لكنها في المدى البعيد ستعود على الخليج و المنطقة بالفائدة6 و ما لبث أن نشر الخبر حتى أعلنت أبو ظبي أن هذا الكلام لا يعبر عن سياسة الإمارات و أن الدولة تعارض مثل هذه الضربة..  لذلك فالموقف الخليجي لم يشجع أمريكا على ضرب إيران كما قوة إيران داخل العراق جعلت أمريكا تحجم عن ضربها لأنها تعلم أن طهران باستطاعتها إشعال العراق.  

أمريكا رفضت عرض إيران في عهد خاتمي وبوش وقبلت أقل منه في عهد روحاني وأوباما

أما إسرائيل فبشكل مستدام دفعت بإتجاه فكرة الضربة العسكرية لإيران ولكن الضربة لم تكن على أولوياتها. فإسرائيل تعرف أن إيران لا تشكل خطرا مباشرا" عليها وأنها ليست لديها مصلحة استراتيجية بضربها حتى لو امتلكت سلاحا نوويا". فمعاداة إسرائيل التي أطلقها نظام الخميني هي أكثر من نوع الدعاية لاستقطاب الجماهير المسلمة في العالم. ولكن تلك الدعاية تفيد إسرائيل بشكل أو بآخر في استعطاف أمريكا والغرب واستقطاب الجاليات اليهودية في العالمواقناعهم أنها في مواجهة خطر وجودي. إسرائيل تسعى دوما" ترسيخ فكرة أن إسرائيل بلد صغير محاط بدول معادية وهو يسعى لحماية شعبه وكيانه. ومع رحيل الحكام العرب الذين أبدوا عداوة لإسرائيل في ستينيات القرن العشرين، جاءت إيران الخمينية لتتقمص شخصية جالوت الذي يهدد داوود.7 ، إلا أن إيران لم تكن على أولويات أجندة إسرائيل. فعلى رأس أجندة إسرائيل موضوع المستوطنات. حيث لقد قام اللوبي اليهودي وبشراسة بتحجيم أوباما وإذلاله أمام الكونغرس لما طرح فكرة تجميد المستوطنات. ولتلك الأسباب وبالرغم من دعم إسرائيل لفكرة الضربة لم تحرك كل قوتها للضغط على أمريكا لتوجيه ضربة. لذلك أمريكا وجدت نفسها أمام خيار التفاوض، في حين لعب الوقت لمصلحة إيران فمع مروره دعمت طهران نفوذها في المنطقة وطورت برنامجها النووي.

الاتفاق المبدئي حول البرنامج النووي

وقد فاجأت أمريكا العرب عندما أعلنت عن الاتفاق المبدئي في 2013 خاصة أنه لم يكن لديهم أي علم بالمفاوضات الجارية وبالرغم أن سلطنة عمان كانت الوسيط بين إيران وأمريكا في المفاوضات ما قبل الاتفاق المبدئي. ولكن عدم الأخذ بعين الاعتبار مطالب الخليج ومصالحه وطبيعة العلاقات بين أمريكا ودول الخليج. أما إسرائيل فلم تسعى لعرقلة المفاوضات ولم تستعمل كل قوتها بالضغط. فحسب رأي أحد محاوري وهو من وزارة الدفاع الأميركية أن إسرائيل حبذت انتظار ما سينتج عن المفاوضات. وكان منطقهم أن لديهم "رجالهم" في الكونغرس وإن أتت نتيجة المفاوضات معاكسة لصالحهم سيقومون بتحريك قوتهم بالكونغرس.

الاتفاق النهائي وتغيير التحالفات

أما اليوم فإسرائيل أكثر توترا لما يمكن أن ينتج من تقارب بين إيران والولايات المتحدة. فروبرت فيسك في افتتاحيته في جريدة الاندبندت البريطانية أشار أن اليوم أمريكا قد أدارت ظهرها للسعودية ولإسرائيل وستعتمد إيران كـ "شرطي" المنطقة8 و هو ما كان دور إيران وقت الشاه. وهذا أمر يزعج إسرائيل التي تطرح نفسها للمجتمع الأمريكي وللمسؤولين الأمريكيين إنها الشريك الوحيد الموثوق لأمريكا في المنطقة. فإيران التي دعمت نفوذها في البلاد العربية من خلال دعم حلفاؤها وبشكل مستدام ومنظم لمدة ثلاثين عاما جعل منها قوة إقليمية لا يمكن تجاهلها فهي من لديها القوة على الأرض.وقد شجع هذا النفوذ إيران على المجاهرة بأربع عواصم عربية تحت سيطرتها 8. لذلك ترى أمريكا أن إيران لها ضلع في أية مشكلة تحصل في المنطقة وهي المفتاح لأي حل. فحزب الله التابع لإيران دخل سوريا وقلب الموازين كما أن قاسم سليماني دس عناصر في الحشد الشعبي بالعراق وسيطر عليه9 كما أن إيران وراء دعم الحوثيين في اليمن.

فالتقارب من إيران، خمينية كانت أو لا، يقلق إسرائيل. فإسرائيل لا تحبذ رؤية إيران كشريك موثوق لأمريكا ولذلك بدأ نتنياهو بحشد أعضاء الكونغرس الجمهوريين ضد أوباما لتعطيل الصفقة وهنا أعلن أوباما أنه سيستعمل حق الفيتو إن حاول الكونغرس نقض الصفقة. واليوم يجب أن نرى إن كان هذا التقارب المحتمل سيدفع إسرائيل لوضع موضوع إيران على رأس اجندتها مع أمريكا أم ستبقى المستوطنات الموضوع الأهم.

الداخل الأمريكي والمعاهدة النووية

أما داخليا في أمريكا فالعديد من السياسيين ينظرون إلى العداء بين أمريكا وإيران كأمر غير طبيعي والعديد ينظرون إلى المنافسة بين المملكة وإيران كالمنافسة بين شيلي والأرجنتين ويغفل عن بالهم البعد المذهبي لتلك المنافسة وما لها تداعيات استراتيجية على المنطقة. كما نجح مثقفون من أصل إيراني في طرح فكرة أن التطرف الذي يستهدف الغرب وأمريكا هو تطرف سني وهابي ومن هؤلاء فالي نصر وقد نشر كتابا"" احياء الشيعة" الذي لاقى قبولا بين المثقفين والسياسيين الأمريكيين. وقد تزامن الكتاب مع أولى سنوات الغزو وكان الشيعة من المتعاونين مع أمريكا خاصة بعد أن طلب السيستاني عدم مقاومة قوات الغزو. ووقتها كانت مقاومة الغزو تقوم بها فصائل سنية إما تابعة للقاعدة أو لحزب البعث المنحل. ونصر يترأس حاليا مركز " جون هوبكنز للدراسات " وله نفوذ بين صناع السياسة في أمريكا. و من بين الناشطين داخل أمريكا الذين لديهم ضلع بالتقارب بين أمريكا و إيران تريتا بارسي، و بارسي هو رئيس المجلس الأمريكي ـ الإيراني 10و قد نشر فكرة أن الانفتاح على إيران سيدفع هذه الأخيرة إلى أن تكون عنصر بناء و على أن تستعمل نفوذها بشكل إيجابي في المنطقة و على عدم التعرض لمصالح أمريكا  كما روج بارسي الفكرة أن عداء إيران لإسرائيل مسألة استراتيجية و ليس مسالة أيدولوجية و لذلك فالمصالحة مع إيران ستعود بالنفع على أمريكا وهنا يجب النظر إلى صحة تلك الأفكار التي اقنعت إدارة أمريكا بتقديم التنازلات لإيران.  فالنظام في إيران مبني على أيديولوجيا ركنها معاداة أمريكا. فبالنسبة لإيران أمريكا هي التي اسقطت حكومة مصدق المنتخب ديمقراطيا، وهي التي دعمت الشاه ونظامه الجائر القائم على البوليس السياسي " السافاك" وأمريكا هي التي دعمت صدام حسين في حربه ضد إيران. ولذلك فأمريكا تمثل بالنسبة لنظام الخميني "الاستكبار العالمي" وخطب الجمعة دائما تنتهي بشعار" الموت لأمريكا". فالعداء لأمريكا مرسخ في النظام الإيراني ويصعب التخلي عنه بمجرد عقد معاهدة نووية. وإن تخلت إيران عن عدائها لأمريكا فستظهر لجمهورها عبثية الأيديولوجيا التي يقوم عليها النظام وبالتالي ستخسر شرعيتها. ولذلك من الصعب على النظام تغير خطابة السياسي أو تغيير تحالفاته السياسية كما زعم بارسي. والدليل عن عدم تغيير إيران موقفها هي تهديدها للمملكة وهو أمر صرح عنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمره الصحفي مع موغريني 11.

فشل سياسة الاحتواء وقوة شوكة طهران في العراق دفعت واشنطن لاستخدام العصا والجزرة لترويض إيران

ميراث أوباما

هنا أيضا يجب النظر إلى أوباما وما الذي حفزه على التفاوض وتقديم التنازلات لإيران التي لم يقوم بها بوش؟ أولا منذ البيع العربي والمنطقة في حالة فوضى وأمريكا ترى كل مشاكل المنطقة عويصة ويصعب حلها. وأوباما الذي ينهي ولايته بعد عامين يريد أن يترك بصمة على تاريخ أمريكا الحديث ولخلق ميراث بحث عن أمر ممكن، فالسياسة هي فن الممكن. ففي أول عهده حاول التطرق لمسالة المستوطنات ولكنه فشل بسبب معارضة اللوبي الإسرائيلي مما دفعه للابتعاد عن قضايا الشرق الأوسط وعدم السعي لحل أي من مشاكله. ولذلك لخلق ميراث كان من الأسهل قبول واقع إيران من حل مشاكل الشرق الأوسط العويصة. وبعد إعلان الاتفاق المبدئي قام مركز سابان المناصر لإسرائيل بعقد مؤتمر ودعوا له الرئيس. ولما سأل عن المعاهدة على قراره بالتفاوض مع إيران قائلا أنه يتمنى لو كان باستطاعته جعل إيران تتخلى عن برنامجها النووي كليا ولكن الواقع يفرض عكس ذلك. لذا من الأفضل العمل على تحجيم طموحها النووي.  كما أوباما أراد أن يترك صورة الرئيس المنفتح الذي أنهى خصومات أمريكا مع العالم فالانفتاح على إيران ترافق مع انفتاح على كل من بورما وكوبا.13

تداعيات الاتفاق النووي على صراعات منطقة

أما بالنسبة للتداعيات هذا الاتفاق على المنطقة فلم يكشف عن بنود سياسية للاتفاق فالمفاوضات التي جرت خلال عهد بوش ورايس كانت تتضمن وبشكل صريح تصرفات إيران في المنطقة بالإضافة إلى مسالة التخصيب. أما اليوم فالمعاهدة تنحصر برفع العقوبات مقابل تخفيض التخصيب والسماح بالتفتيش ولا تتضمن أي شق سياسي. من الملفت أن خلال الاجتماع الذي عقده كيري مع الجبير ونظيره الروسي وقد صرح إلى أن إيران لها تاريخ حافل في دعم الإرهاب والجماعات المسلحة وهي اليوم تدعم حزب والمليشيات الشيعية والحوثيين وانه يأمل أن تغير إيران مسلكياتها في المنطقة ولكن ربما هذا لن يحصل وهذه إشارة إلى أن الاتفاق لم يتضمن أي شق سياسي غير معلن 5a.  وما سيزيد الطين بلة أن الانفتاح الاقتصادي سيمكن إيران ماليا إن لم تفرض شروط عليها تحدد مسلكياتها في المنطقة واستعمالها للأموال السائلة فذلك سيمكن طهران من زيادة الدعم لحلفائها كحزب الله والأسد والحوثيين مما سيزيد من حدة الصراعات في المنطقة. واليوم  نرى أن الشركات الأوروبية تتهافت على عقد صفقات مع إيران وقد صرح فابيوس وزير الاقتصاد الفرنسي بأن وفد من الشركات الفرنسية سيزور إيران في سبتمبر ليبحث عن إمكانية التعاون 9، ولكن يمكن أن يصاحب المعاهدة انفراج في الملف السوري فهناك حديث عن مبادرة لإزاحة الأسد ووضع حكومة انتقالية قبل بدء اتنخابات12، ومن الجدير بالذكر أن دعم إيران المالي للأسد قد تضاءل فمن 6 مليارات طلبها هذا الأخير حصل على مليار واحد فقط. 

التداعيات على العلاقات الإقليمية  

بالنسبة لإسرائيل وبالرغم ما يقال عن استبدال إسرائيل بإيران لقيام بدور شرطي المنطقة وبالرغم من التحدث عن الشرخ بين الإدارة الأميركية وبين إسرائيل التي تعتمد اليوم على دعم الجمهوريين ضد الديمقراطيين وهو مخالف لسياستها السابقة التي اعتمدت على موازنة دعم الحزبين، فلا يتعدى هذا التشنج المشاحنة بين أوباما ونتنياهو. فدعم أمريكا لإسرائيل هو مستقل عن قيمتها الاستراتيجية وعن سياسة الحكومات المتعاقبة14. فإسرائيل التي طرحها كيسنجر كعازل للاتحاد السوفياتي من الوصول إلى حقول النفط فقدت قيمتها الاستراتيجية مع أفول هذا الأخير ولكن قادة إسرائيل كان دائما واعيين أن الظروف الاستراتيجية متغيرة وليست ثابتة لذلك عملوا على خلق لوبي داخلي يؤمن لهم الدعم مع الطبقة السياسية كما يظهر إسرائيل بصورة إيجابية للمجتمع الأمريكي وبذلك جعلت إسرائيل الدعم لها داخل أمريكا مستقلا عن المتغيرات الاستراتيجية. أما الخليج فاعتمد على قيمته الاستراتيجية التي حصل عليها بسبب النفط. ولكن مع ظهور النفط الجوفي تتضاءل تلك الأهمية وإذا اعتمدت أمريكا إيران كشرطي المنطقة فسيخسر الخليج كل نفوذه لدى أمريكا. والآن كيف يواجه الخليج التباعد الأمريكي؟ وهل سيعمل عل خلق لوبي كما فعل الإسرائيليون لاستقطاب أمريكا؟ أم سيعمل على تفعيل الانصهار العربي وعلى خلق قوة عربية مشتركة يمكن أن يحركها في المواقف العصيبة في اليمن وسوريا أم سيكتفي بالتقوقع داخل شبه الجزيرة وتقبل الهيمنة الفارسية

 

1 http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2006/06/17/AR2006061700727.html

                                                  Sunday, June 18, 2006Washington Post Staff Writer                                     In 2003, U.S. Spurned Iran’s Offer of Dialogue By Glenn Kessler

2 https://en.wikipedia.org/wiki/A_Clean_Break:_A_New_Strategy_for_Securing_the_Realm1

3 Vali Nasr the Shia Revival 2006

http://www.nytimes.com/2006/05/31/world/middleeast/31cnd-iran.html?pagewanted=all&_r=04-

http://www.reuters.com/article/2010/11/29/wikileaks-iran-saudis-idUSN28627451201011295

 النهار  4 اغسطس صفحة 1 كيري وعد بالاسراعفي بيع الخليج الأسلحة لافروف داعش الخطر الأكبر على المنطقة5a

6 http://www.cbsnews.com/news/uae-ambassador-endorses-military-force-against-iran-nuke-program

7  walt and marsheinmer the Israel lobby and the US Foreign policy 2006

8http://www.independent.co.uk/voices/iran-nuclear-deal-however-the-great-and-good-represent-it-america-has-now-taken-the-shia-side-in-the-middle-easts-sectarian-war-10388940.html

https://www.middleeastmonitor.com/news/middle-east/14389-sanaa-is-the-fourth-arab-capital-to-join-the-iranian-revolution

9http://www.irna.ir/en/News/81699439/

9https://www.washingtonpost.com/world/middle_east/iraqs-pro-iranian-shiite-militias-lead-the-war-against-the-islamic-state/2015/02/15/5bbb1cf0-ac94-11e4-8876-460b1144cbc1_story.html

10 http://www.tritaparsi.com

11http://in.reuters.com/article/2015/07/27/saudi-iran-idINKCN0Q123320150727

12http://www.atlanticcouncil.org/blogs/menasource/iran-s-influence-is-tied-to-assad-s-future12

policy13http://www.nytimes.com/2015/07/15/opinion/thomas-friedman-obama-makes-his-case-on-iran-nuclear-deal.html

14http://www.politicususa.com/2015/07/19/netanyahu-admits-helping-treasonous-republicans-sabatogue-obama-iran-deal.html

مجلة آراء حول الخليج