; logged out
الرئيسية / استدامة الأمن في الخليج .. من منظور فهم عميق بإكراهات متعددة

العدد 103

استدامة الأمن في الخليج .. من منظور فهم عميق بإكراهات متعددة

الإثنين، 28 كانون1/ديسمبر 2015

لو أطلقنا خيالنا السياسي إلى ما هو أبعد من الواقع الخليجيالراهن بكل تأزماته الإقليمية وتحولاته الدولية ومن منظور المتلازمات الزمنية التقليدية ،، الماضي والحاضر والمستقبل، فبماذا سنخرج من نتائج ؟ وكيف سنرى تداعيات اعتماد دول مجلس التعاون الخليجي على القوى الكبرى في ضمانة أمنها واستقرارها؟ وكيف يبدو لها مشهدها الأمني في ضوء تقليص الوجود الأمريكي في الخليج والعودة الروسية للمنطقة من البوابة السورية؟ سنرى من خلاله أن هرم الأمن والاستقرار في الخليج مبني على أسس غير ثابتة، متغيرة دائما حسب ظروف المراحل وتقلبات الزمن، والسبب؟ الإفراط في الضمانة الأجنبية، عندها سنخرج بأن هناك مسلمات ينبغي أن تسقط وبديهيات ينبغي أن تتغير، فهل آن الأوان للدول الست تأسيس منظومة أمنية داخلية قوية بتحالفات ثابتة؟

نطرح تلك التساؤلات من وحي الوعي السياسي الجديد الذي تنتجه مجموعة تجارب سابقة، ويظهره إلى السطح تلك التحولات والمتغيرات، ويدفع بنا كذلك إلى طرح ما أثاره المفكر الأمريكي جون ميرشايمر في الدورة الأولى لمنتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية التي عقدت في الدوحة مؤخرا وذلك عندما قال ،، أن دول الخليج العربية يجب أن تشعر بالسعادة الآن، أن أمريكا لا تفكر بتغيير أنظمتها،، وهذه قمة الاستفزاز واللامبالاة بظروف الزمان والمكان، وهذا ما دفع بنا إلى التعقيب عليه أثناء الندوة  مستنكرين عليه منطقه الاستعماري، مشيرين إلى أن وراءه محاولة أمريكية جديدة لابتزاز الخليج، وهذا في الواقع يفتح لنا إكراه أخر من الإكراهات التي سوف تشكل تهديدا لمستقبل الأمن والاستقرار في الخليج العربي، إذن، على النظام الخليجي أن يعرف ماهية التحديات المقبلة وتأثيراتها على مستقبل أمنه واستقراره ، وكذلك على وجوده ، فما كشفه ميرشايمر يفصح بما لا يدع مجالا للشك أن واشنطن نفسها تدخل من ضمن مجموعة تحديات تمس جوهر مستقبل الأمن والاستقرار في الخليج ، فكيف تكون هي الضامنة للأمن وهى في الوقت نفسه المهددة له ؟ وهذا يحتم علينا التعاطي مع قضية الأمن في الخليج من سياقات التهديدات المنظورة وغير المنظورة حتى تتضح أمامنا أجزاء الصورة كاملة مما يسهل وضع الحلول اللازمة لها.

  • تصحيح الرؤية الأمريكية.. من التهديد الإيراني للخليج.

ترى واشنطن كما عبر عنها مجددا ميرشايمر ، أن طهران لا تشكل تهديدا للخليج العربي، غير أنه سلم به بعد (15) عاما عندما تمتلك السلاح النووي، إذ أن الاتفاق النووي الإيراني يؤجل هذا الطرح ولا يلغيه نهائيا، وتلويح ميرشايمر يذكرنا بتصريح سابق لأوباما عندما قال فيه إن طهران لا تشكل خطرا  وجوديا على الأنظمة في الخليج، واعتبر الخطر داخليا وحدده في جيل الشباب الباحثين عن عمل، غير إننا ينبغي إضافة واشنطن إلى قائمة التهديدات، فمنطلق القول ،، إن أمريكا لم تعد تفكر في تغيير الأنظمة الخليجية ،، هذا يعني أنها كانت تفكر في التغيير ، وعدلت عنه، ويعني أنها قد تفكر فيه، وقد  تفعله، ويعني أنها قد تستخدمه سلاحا للابتزاز، حتى رؤيتها للتهديدات الإيرانية يتم تسويقها إما من منظور الجهل أو الابتزاز ، فالمسألة النووية ليست هي التهديد الرئيسي الذي يواجه المنطقة، ولا ينبغي أن يشتغل بها الخليج لوحده، فهو شغل وانشغال الكيان الصهيوني، فالكيان لن يتنازل عن خيار تفوقه النووي، فذلك معناه شعوره بفقدانه لأمنه الوجودي، وحتى لو أنتجت طهران بعد (15) عاما قنبلة أو قنبلتين نوويتين فما هو حجمها النووي أمام الترسانة الصهيونية التي تقدر (200) قنبلة، كما أن طهران – كما يرى الخبراء – لن تستخدم السلاح النووي على الدول المجاورة لها لما له من تأثير عليها لقربها الجغرافي.

فالتهديد الرئيسي، يكمن في الطموحات الإيرانية التاريخية، فكلنا نعلم الحلم الإيراني في استعادة مملكة فارس التي كانت تمتد من الهند شرقا إلى الأرخبيل الإفريقي غربا ومن بحر قزوين في القوقاز والبحر الأسود ونهر الدانوب شمالا إلى الصحراوين العرب والنوبيين جنوبا، فواشنطن تتيح لطهران تحقيق هذا الحلم عبر نفاذها إلى عمق الجبهات الداخلية لتلك الدول لتقويض الأنظمة الحاكمة فيها، واستبدالها بأنظمة متحالفة معها، ولنا في نماذج العراق وسوريا ولبنان واليمن ما يدعم رؤيتنا، وما يدعم تجذر جهل وغباء الفكر الأمريكي الذي يرى في الأيديولوجيا الشيعية البديل المقبول للأيديولوجية السنية حتى أن أوباما اعتبر إيران بميليشياتها في المنطقة يمكن أن تساهم في استقرار المنطقة، ربما علينا أن نأتي باستدلالات أخرى للزوم الإقناع السياسي، و نجد أكثرها حداثة ونجاعة في تصريحات لاريجاني الأخيرة ، عندما قال أنه يجب على بلاده أن لا تعترف بالحدود الجغرافية والأيديولوجيات الحالية، لأنها حدود مصطنعة، وينبغي على إيران ازالتها بالقوة أو دعم الفصائل داخل الدول العربية، لأنها أي إيران القلب المذهبي الذي يسعى للتوسع لبناء الامبراطورية الشيعية الإيرانية الموعودة ...الخ فهل ندرك الآن ماهية الخطر الحقيقي؟ وللزوم الإقناع نفسه، ينبغي أن نضيف كذلك، تحول الموقف في سوريا لصالح الأسد بعد التدخل الروسي، والاستسلام الأمريكي لهذا التدخل، وكأن هناك صفقة أمريكية روسية حول إعادة هندسة الأوضاع في المنطقة، وهذا يثير الشك والريبة في واشنطن حتى لو ظهر منها الخير، فكل مفكري أمريكا بما فيهم ميرشايمر يقولون إن الاطاحة بالأسد قد أصبحت من المستحيلات بعد التدخل الروسي، ويرون أن دعم الأسد أقل ضررًا من رحيله، ولو كانت أمريكا صادقة في رحيله، فماذا كانت تفعل طوال السنوات الأربع السابقة على التدخل الروسي؟ وهذا التحول يفتح لنا نافذة لرؤية قوة طهران الصاعدة المستظلة بمظلة محور دولي وإقليمي قوي يضم روسيا والعراق وسوريا وربما الكيان الصهيوني وقوى ال لا دولة كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وخلايا معلنة وغير معلنة في عدد من الدول في آسيا وإفريقيا، فكيف سيواجه الخليج هذا المحور الروسي في مرحلة الأسد بعد أن سعت معظم الدول الخليجية إلى الإطاحة به؟

  • سقوط الرهان على القوى الكبرى ..  ضمانة الأمن في الخليج.

لو نظرنا لقضية الأمن في الخليج من منظور التلازمات الزمنية التقليدية، الماضي والحاضر والمستقبل، فسوف نخرج بأن دول الخليج العربية ينبغي ألا تفكر في حماية الدول الكبرى إلا كآخر الحلول ومن منظور الضامن المتحرك وليس الثابت، فهناك بناء هرمي متدرج الأولويات ينبغي أن يتم تأسسه وفق وعي سياسي بالاكراهات سالفة الذكر ، فتجربة الخليج مع الإفراط في الحماية البريطانية سابقا والأمريكية حاليا شبيهة بمن يبني بيته فوق رمال متحركة، بمعنى أن أساسه غير ثابت، ففي التجربة البريطانية، انسحبت لندن من الخليج تاركة أبوابه مفتوحة لكل الاحتمالات بسبب ظروفها المالية .. لو لا تدخل الشاه بإيعاز من واشنطن، فهل المشهد نفسه سوف يتكرر؟ فواشنطن القوة البديلة، تجد نفسها اليوم في وضع مالي يحتم عليها تقليص تواجدها في المنطقة، وقد فعلت، وتبحث عن نظام إقليمي يغنيها عن التدخل العسكري في قضايا المنطقة، فهل ستطلق يد طهران في الخليج كما أطلقت يدها في عهد الشاه؟ هذه المقاربة التاريخية لا ينبغي إسقاطها من الحسابات الخليجية، لأنها تأتي في ظل تحول الموقف الايراني والسوري /الأسد من الكيان الصهيوني، فباعتراف من مسؤولي الكيان ومن الأسد نفسه، هناك تنسيق كامل لقوات الأطراف الثلاثة داخل سوريا، سنترك للفكر أن يذهب بعيدا في تخيلاته لهذه العلاقة، وأهدافها المستقبلية، لكي نصل إلى القول إن  كل الأحداث المتعاقبة على المنطقة وحتى مؤشراتها المقبلة، قد أصبحت تؤسس مفهوما محددا للاستدامة الأمنية للدول الخليجية الست، لكن عليها في الوقت نفسه ألا تتفرج على صناعة النظام الإقليمي الجديد، لأنها بذلك ستتركها لدول غير عربية تصنعه .

الرؤية الغائبة.. في الفهم السياسي الخليجي

أتاحت مشاركتنا في منتدى الدوحة سالف الذكر تمحيص وإنضاج مرأياتنا ورؤانا من مسائل حادة جدا، ننظر لها من ضمن كبرى الاستهدافات الإقليمية والعالمية غير المعلنة، وقد وجدنا في الخبراء من يتفق معنا حولها، وهى محاربة المذهب السني بعد انهيار العراق وسوريا وشغل مصر بمشاكل داخلية طويلة المدى، وتسليط قوى اللادولة على المنطقة، ولما قارنا بين تنظيرات كبرى الصهاينة وبين واقعنا اليوم، بدا لنا المشهد بأن المنطقة تسير نحو تطبيقات فعلية لتنظيرات الصهاينة، فبرتوكولات حكماء صهيون وكتاب روجيه غارودي عن إسرائيل، وتصريحات بن جوريون- أول رئيس وزراء إسرائيلي – سوف تشكل حاكمية لمدى صحة رؤيتنا سالفة الذكر من عدمها، فلو توقفنا عند تصريحات بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل مثلا، فسوف نتوقف عند قوله الشهير،، إن قوتنا ليست في سلاحنا النووي، وإنما في تفتيت ثلاث دول ،، وقد حددها بالترتيب ،، العراق وسوريا ومصر ،، وقد نجحت أمريكا  فعلا في تحقيق حلم بن جوريون عبر تفتيت العراق ومن ثم سوريا وإضعاف مصر، وهذا كله قد تم من خلال التناحر الديني والطائفي الذي اعتبره بن جوريون شرطا لتفتيت تلك الدول، فماذا بقى من قوى تهدد الكيان الصهيوني سوى المذهب السلفي، وهنا يلتقي الاستهدافان الإيراني والصهيوني،، مرحليا،، وكل الظروف مواتية لهما، فالخليج قد بدأ يفقد أهميته النفطية بسبب ثورة النفط والغاز الحجري خاصة إذا ما تحولت واشنطن من أكبر مستهلك للنفط إلى أكبر مصدر له، وكل المؤشرات تشير إلى ذلك خلال العامين المقبلين، فماذا سيظل لأمريكا من أهداف استراتيجية في الخليج ؟ ربما حماية الممرات المائية كمضيق هرمز وباب المندب مثلا، وهذا يمكن أن تضمنه طهران، ربما بقاء الكيان الصهيوني في منأى عن أية تهديدات، وهنا نجد الأيديولوجية السنية المتهمة في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وما تلاها من اعتداءات في الكثير من العواصم، والمتهم في تغذية الحركات الإرهابية الحالية، وقد نجحت طهران في تقديم مذهبها وتسويقه كبديل للأيديولوجيا الإقليمية، البديل المسالم الذي لم يتورط في أية اعتداءات، كما ينبغي أن لا نغفل عن مسألة جوهرية وهى أن عودة الروس إلى المنطقة تحت ذريعة محاربة “الدولة الإسلامية” قد جاء بناء على طلب من طهران على لسان الأسد بضغط من اللوبي الإيراني في موسكو ، وقد أوضح الخبير التركي محيي الدين أتامان في منتدى الدوحة هذا اللوبي بأن تأثيره  أكبر من تأثير اللوبي اليهودي في موسكو ، وبالتالي فإن العودة الروسية للمنطقة لن تغير المشهد السوري فحسب، بل المشهد “الشرق أوسطي”، رأسا على عقب، وهذا يفتح لنا حجم المخاطر الناجمة عن العودة الروسية، لكن هل العامل الاقتصادي أو نتائج انتخاباتها الرئاسية الأمريكية المقبلة، ستسمح لواشنطن بمواجهة مخاطر العودة الروسية القوية ؟

  • استدامة الأمن في الخليج: إصلاحات ومنظومة أمنية رادعة

كيف ينبغي مواجهة تلكم التحديات التي تواجه الأمن والاستقرار في الخليج؟ بطبيعة الحال، لن يكون الحل العسكري لوحده هو الأصوب، فالتمدد الشيعي لا يمكن محاربته بالجيوش في النظام الإقليمي الجديد، والضغوطات الأمريكية المقبلة على الدول الخليجية لن تثنيها صفقات الأسلحة، وحماية أمريكا الأمنية للخليج، قد أصبحت أهم التهديدات، وقوة إيران العسكرية والاقتصادية مبالغ فيها، وأمامها ما بين عشر إلى خمس عشرة  سنة حتى تمتلك السلاح النووي، وهذا يقلق الكيان الصهيوني أكثر من الخليج، وبالتالي، فهو مسألة صهيونية أكثر منها خليجية، إذن الحل هو  إعادة النظر في المنظومة الخليجية بصورة شاملة ووفق التجارب الماضية وواقع التحولات الراهنة وتحدياتها المستقبلية، مع التسليم بالاكراهات الداخلية الفردية والجماعية قبل الخارجية، خاصة تلك التي قد تتقاطع مع الخارج، كالمذهبية ،، الداخلية ، ومدى جاذبية بعضها مع  المذهبية الشيعية التي تحاصر الخليج من الجهات الأربع ،وكقصور التنمية الشاملة في استيعاب كل الخليجيين .

وذلك لن يتأتى إلا بإعلاء شأن المؤسسات والقوانينن القائمة على تلازم الحق والواجب، والمساواة في الحقوق والواجبات، ومشاركتهم في صناعة مستقبلهم في إطار مؤسسات فاعلة، من هنا نقترح عقد قمة خليجية استثنائية تعلي من مبادئ التعايش والتسامح والوسطية والمواطنة، وتعميق الترابط الاقتصادي بين الدول الست، وتفعيل التكامل العسكري وبنائه ينبغي يحتم قلب المعادلة الأمنية التقليدية، من الاعتماد على الحماية الأجنبية أولا والذاتية ثانيا، إلى تأسيس منظومة أمنية داخلية قوية بتحالفات إقليمية وعالمية خاصة تلك التي لها مصالح كبرى في الخليج كخطوة تشكيل تحالف إسلامي طموح يضم خمسة وثلاثين دولة حتى الآن لمكافحة الإرهاب، وإن كنا نرى أن يتوسع هذا التحالف ليضم كذلك دول الحلم الإيراني الشيعي، وكذلك كل دولة في العالم لها مصالح استراتيجية مع الخليج، فقوة المصالح ينبغي أن ندمجها من ضمن حزام الضمانات المساعدة للضمانات الخليجية الدائمة في ظل ما أجمع عليه كل خبراء منتدى الدوحة من أن طهران ليست بذلك الرعب المتخيل عسكريا واقتصاديا مقارنة بالدول الست، بل أجمعوا على تفوق الاقتصاد القطري على الاقتصاد الإيراني، وتساويه مع الاقتصاد الإماراتي مثلا، فكيف بمجموعة الاقتصاديات الخليجية؟ وكذلك أجمعوا على تفوق القدرة العسكرية الخليجية التقليدية على القدرة الإيرانية، مثل الأسطول الجوي الذي نجد فيه الأسطول السعودي لوحده متفوقا عن نظيره الإيراني، إذ تمتلك طهران (119) طائرة مقاتلة مقابل (236) طائرة سعودية، فكيف ببقية الأسطول الخليجي؟ هذا يدخل الاهتمام الخليجي في دائرة الاطمئنان النسبي، ويجعله يفكر بهدوء في تأسيس المعادلة الأمنية الجديدة التي ينبغي أن تنطلق من أرضية الاتفاقات والتفاهمات من أبرزها اتفاقية الدفاع الخليجي المشترك لعام 2000م، التي انتقلت من خلالها الدول من مرحلة التعاون إلى مرحلة الدفاع المشترك، وهذا يتطلب الآن تفعيل مشروع القيادة العسكرية المشتركة وإقامة وتحديث مراكز الاتصال تستطيع من خلالها إدارة أية عمليات عسكرية في أية منطقة خليجية، وهذا التطور يسقط فكرة الجيش الخليجي الموحد، لكنه يستوعب تشكيل قوة للتدخل السريع قوامها (30) ألف جندي خليجي عالية المستوى، وتكون جاهزة للتدخل فورا في الأزمات التي تنشأ على مسافات استراتيجية للخليج، ومهما كانت أهمية التحالف العسكري الإسلامي إلا أنه لن يغني عن تشكيل منظومة عسكرية قوية من الدول الست نفسها، خاصة وأننا بهذه الآلية سوف ندمج سلطنة عمان في القوة الخليجية من أوسع أبوابها في وقت ترفض مشاركتها في القوة الإسلامية بسبب ما يحظر عليها نظامها الأساسي، وللموقع الجيواستراتيجي لمسقط، فمن الأهمية القصوى العمل على جعل السلطنة ضمن الفاعلين الاستراتيجيين في استدامة الأمن في الخليج ضمن إطار تلك الهيكلة بدلا عن أن تكون خارجة عنها، ومن الذكاء كذلك الدخول مع طهران في حوارات جادة لخلق تفاهمات إقليمية لابد منها لربما تتمكن من خلالها دول الإقليم من صناعة سلام دائم مبني على الثقة والمصالح، نقول ربما رغم توجسنا من الحلم الشيعي، لكنه نهج لابد أن يفتح لفوائده أكثر من سلبياته . 

مجلة آراء حول الخليج