; logged out
الرئيسية / الدور العسكري التركي في العراق وسوريا: تقارب أم تباعد مع دول الخليج؟

العدد 105

الدور العسكري التركي في العراق وسوريا: تقارب أم تباعد مع دول الخليج؟

الأحد، 06 آذار/مارس 2016

لقد كان لزاما على أنقرة التخلّي عن التحفّظ المؤدّي إلى الانكفاء فيما يخص مايجري على حدودها الجنوبية في العراق وسوريا. واستجابة لمستجدات وظروف إقليمية ودولية تبنت تركيا معادلة الحفاظ على مقومات القوة التركية المتمثلة في الموقع الاستراتيجي والإرث الحضاري والقوة العسكرية والاقتصاد المتنامي. وما نشاهده حاليا هو تفعيل للقوة العسكرية، التي أثبت استخدامها حتى الآن أن أنقرة مؤتمنة ومتحفزة لعلاقات شراكة مع دول الخليج العربي. في هذا السياق سنبحث إن كانت القوات والصناعات العسكرية قادرة على دعم هذا التوجه؟ سنتحدث عن الدور العسكري التركي في العراق، ودوافع الانخراط في بيت المنكوبين، كما سنتتبع الدور العسكري التركي في سوريا ودوافعه من المسألة الكردية إلى معضلة تواجد ثلاث قوات مرتبكة بين التنسيق والمواجهة. ثم تبني أنقرة الحل العسكري لوجود تنظيمات جهادية على حدود ها بالإضافة الى المواجهة المؤجلة مع إيران. ثم سنتطرق للتقارب العسكري الخليجي–التركي، وكيف قاد الحوار الخليجي-التركي لبناء شراكة استراتيجية، وتحول التحالف الخليجي-التركيالمرن إلى تحالف قوة صلب. بالإضافة إلى قراءة التواجد التركي كعامل توازن مع الوجود العسكري الإيراني.

 

العسكرية التركية بين الصناعات والقوات

 

 قاد الاقتصاد العربة التركية لصعود التحديات المحيطة بتركيا خلال العقدين الأخيرين، لكن أنقرة بدأت بتغيير استراتيجيتها في التوسع من استخدام القوة الناعمة " Soft Power"ممثلة بالاقتصادي والدبلوماسية والثقافة، إلى القوة الصلبة"Hard Power"عبر القواعد والصناعات العسكرية.  وهو ما رفع التقييم الجيوسياسي لتركيا لامتلاكها هذين العنصرين الهامين من عناصر القوة.   لقد أصبح من الأسس التي تقوم عليها تركيا الجديدة "جيش وطني قوي وصناعات دفاعية قوية حتى أن الرئيس أردوغان تحدث مفاخراً "إن تركيا تصنع الآن دباباتها الخاصة، وسفنها الحربية وطائراتها المروحية الهجومية والطائرات من دون طيار، وأقمار الاتصالات وبندقية المشاة الخاصة بها، وقاذفات الصواريخ والكثير من المعدات الدفاعية الأخرى". وتتربع الولايات المتحدة على رأس الدول المستوردة للسلاح التركي بنسبة 39 %، تليها السعودية9.2 % ثم الإمارات والبحرين.حيث بدأت تركيا على استخدام صناعة الدفاع كأداة مهمة في السياسة الخارجية.  للقوة العسكرية التركية تأثيرها على موازين القوى بالشرق الأوسط، حيث تتكون القوات المسلحة التركية من القوات البرية وسلاح الطيران والبحرية ومشاة البحرية وسلاح الجو. وقوات الدرك وخفر السواحل. وتحتلّ تركيا المرتبة العاشرة عالمياً بين جيوش العالم، كما تحتلّ المرتبة الثانية في حلف شمال الأطلسي بعد الجيش الأميركي[1].

 

الدور العسكري التركي في العراق

 

  -تركيا في بيت المنكوبين

 

تفيد المصادر التاريخية بأن كلمة "بعشيقة" أو "بحشيقة" آرامية الأصل ومركبة من كلمتي" بيث" و" شحيقي"، وتعني بيت المنكوبين. وبعشيقة عسكريا هي بؤرة التوتر بين تركيا والعراق. فصحيح أن للجيش التركي 1300 جندي في شمال العراق، منذ عام 2006م؛ إلا أن مطلع ديسمبر 2015م، شهد نشر قوات عسكرية تركية في بيت المنكوبين قرب الموصل، فأجج خلاف دبلوماسي بين بغداد وأنقرة التي قالت إن مهام قواتها هناك تدريبية وليست قتالية.فتقدم العراق بشكوى إلى مجلس الأمن مطالبا بسحب القوات التركية،[2]. ثم انسحبت القطاعات العسكرية التركية التي كانت في معسكر زليكان شرق الموصل إلى بلادها، لكنها تركت وراءها مدربين عسكريين يقدمون الدعم والمشورة لمقاتلي "الحشد الوطني "و"البيشمركة". فالزخم العسكري التُركي للانخراط في المسألة العراقية المُعقدة، لم يكن قابل للارتداد على رُغم الرفض العراقي. حيث قامت أنقرة بإنشاء معسكر في منطقة بعشيقة. وأمدته بالمدربين العسكريين وبعشرات الدبابات والآليات بما يعادل لواءً مدرعاً من قوات المشاة.  وفي أواخر يناير 2016م، اتفقت أنقرة وواشنطن على إطلاق مبادرات جديدة بشأن معسكر بعشيقة لتعزيز التعاون في المعسكر لمحاربة تنظيم "داعش" رغم أن تركيا ليست جزءا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

دوافع الانخراط التركي في العراق

مخطئ من يعتقد أن التحركات التركية في شمال العراق تجعل أنقرة مقبلة على مغامرة سياسية كبيرة، وأنها ستلعب كل أوراقها دفعة واحدة فإما أن تكسب كل شيء أو أن تخسر كل شيء في مثلث عدم الاستقرار على حدودها الجنوبية. فأهداف التحرّك التركي محسوبة كالتالي:

  -طموح مستقبلي بدواعي تاريخية

عندما كان وزيرا للخارجية صرح أحمد داود أوغلو، 2009م، وهو في الموصل قال: "في يوم من الأيام دخل أجدادنا هذه المنطقة وهم يركبون الخيول، وسيأتي يوم نعود نحن إلى هذه المنطقة ولكن بمعدات حديثة". فالقوميون الأتراك يزعمون استقطاع بريطانيا للمنطقة عام 1925م. وعودة ولاية الموصل، التي تشمل مدينة الموصل وأربيل وكركوك والسليمانية، "حق" لتركيا يدعمه وجود التركمان في هذه المناطق. ويدعمهم في هذا الطلب الأكراد من جماعة مسعود البرزاني حليف أنقرة ألاستراتيجي. والوقت مناسب لذلك بفعل الوجود العسكري التركي بغطاء أميركي[3]. كما أن التدخل في العراق جاء لكسر الطوق الذي فرض على طموحات أنقرة في سوريا. التي تواجه صعوبة في التحرك هناك منذ إسقاط الطائرة الروسية. يضاف لذلك ضرورة فرض الرأي التركي على طاولة المفاوضات حول مصير العراق، قبل أو بعد التخلص من "داعش"، في ظل الحديث عن تقسيمه.

-وقف تمدد الحشد الشعبي

يبدو أن ما يجري في شمال العراق هو إجابة على سؤال هو كيف يدرب قاسم سليماني الحشد الشيعي ولا يدرب الترك الحشد السني؟ فالتدخل يمكن أن يفسر كدعم للمقاتلين الأكراد المحسوبين على البرزاني في مواجهة مع مليشيات الحشد الشعبي المدعومة إيرانيّاً.  كما أن وجود الضباط والجنود الأتراك في بعشيقة هو لـ تقديم خدمات تدريب، للمقاتلين من العرب السُنّة تحت عنوان ما يعرف بـ "الحشد الوطني". ومن قوات عشائر موالية لأثيل النجيفي، الذي كان محافظاً للموصل عندما احتلها "داعش". فهناك اتفاق مسبق بين أنقرة والنجيفي وزعيم إقليم كردستان العراق، ونائب الرئيس العراقي الأسبق، طارق الهاشمي، بشأن إرسال القوات التركية لشمال العراق، لمواجهة أي تطورات محتملة على صعيد الحكومة العراقية المركزية والحشد الشعبي والقوات الإيرانية.

-محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"

 تتجه أنقرة للمساهمة بجدية في الحرب البرية ضد تنظيم "داعش" بغض النظر عن مستوى هذه المشاركة، حيث أكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو في 23 يناير 2016م، مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الجيش التركي في العراق لصد تنظيم "داعش"، لافتا إلى أن تركيا تحترم وحدة الأراضي العراقية. وليس بخفي على دول التحالف الدولي الذي يقاتل داعش أنه وقد وصل عدد الجنود الأتراك في العراق إلى 1300 جندي.

 

-الحرب ضد حزب العمال الكردستاني

اتّهمت جهات عدة الحكومة العراقية بتمويل حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، بهدف القيام بأنشطة في مناطق عراقية حدودية، عبر تقديم المال والسلاح لهم. كما يربط مراقبون تحركات حزب العمال الكردستاني، سواء على الحدود العراقية الإيرانية، أو الحدود العراقية إلى سوريا، وكذلك داخل تركيا وسوريا، بأجندة إيرانية. فالتدخل التركي في العراق هو لوضع حدّ لتمدّد حزب العمال الكردستاني، العدو الأول لتركيا.

 

*الدور العسكري التركي في سوريا

 

تنظر تركيا للوضع على حدودها مع سوريا كأحجية صور مقطعة لم تجمع بالطريقة الصحيحة، فبعد عزوفها عن التدخل في سوريا لأكثر من أربعة أعوام، بكل تأكيد لن تقدم أنقرة على أي خطوة غير محسوبة النتائج، وتدخلها العسكري بسوريا سيكون بحسب ما تقتضيه طبيعة المرحلة والحاجة، وسيبقى محدودا في مناطق إستراتيجية. فالتهديدات التي يواجهها الأمن القومي التركي وقطع الصورة التي يتوجب إعادة تركيبها تشمل:

 

-المسألة الكردية: فبعد أن نجحت وحدات الحماية الكردية المدعومة بطيران التحالف من الاستيلاء على منطقتي تل أبيض وعين العرب باتت فكرة الدويلة الكردية تداعب مخيلتهم. فظهر طموح بالتمدد باتجاه عفرين في الغرب وجرابلس وسط شمال سوريا. مما يوجب التصدي له. لأنه سيشجع كرد جنوب تركيا، على التمرد وربما العودة إلى حمل السلاح واستنساخ تجربة كرد العراق، والأخطر أن وحدات الحماية باتت تسيطر على 6 معابر حدودية من أصل 13 مع تركيا.

 

-ثلاث قوات بين التنسيق والمواجهة: بدأت روسيا والولايات المتحدة ببناء قاعدة جوية في المنطقة الشمالية من سوريا تبعدان عن بعضيهما 50كلم، مما دفع الرئيس أردوغان، للتحذير من أي حشد عسكري قرب الحدود التركية مع سوريا قائلا "نحن حساسون جداً تجاه هذه المسألة، ولن نسمح بتشكيلات عسكرية من العراق إلى البحر المتوسط". وتشير الأخبار إلى تواجد نحو 200 جندي روسي في مطار القامشلي. وقاعدة جوية أميركية في منطقة رميلان في سوريا، مما دفع الجيش التركي لنشر قواته على الحدود.مما يطرح سؤال عن تواجد قوات تركية وروسية وأمريكية متقاربة إن كان تنسيق أم مواجهة! خصوصا أن الجو مازال مكهربا، فموسكو تتحين الفرصة المناسبة للرد على إسقاط قاذفتها بواسطة المقاتلات التركية.

 

- الحل العسكريلوجود تنظيمات جهادية: قد لا تشكل التنظيمات الجهادية تهديدا مباشرا لتركيا الآن  لكنها تبقى من مبررات التدخل العسكري التركي في  سوريا.فقد قال نائب الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، إن واشنطن وأنقرة مستعدان لحل عسكري في سوريا.فواشنطن  لن تغامر بزج قواتها ضد داعش .فضغطت باتجاه انخراط تركيا فيه .ويبدو أن الضغوط الأمريكية على تركيا قد آتت أكلها .فتركيا متهمة بأنها تغض النظر عن تمدد تنظيم الدولة وهي الحجة الواهية التي يتذرع بها أعداء تركيا، وعليه فقد بات لزاما على تركيا إثبات حقيقة أنها لا تدعم داعش[4] .

 

تركيا في مواجهة إيران: بدأ بالظهور من النافذة السوريا توتر تركي-إيراني، بفعل التدخل السياسي والدعم العسكري والمذهبي واللوجيستي والمادي للمسلحين، حيث يدعم كل طرف فصائل متحاربة. فظهر التقارب التركي السعودي بخصوص سوريا، باتفاق أن التمدد الشيعي في المنطقة أمرٌ مرفوض وسيجابه. ومن جهة أخرى تحارب إيران وروسيا تركيا في سوريا وداخل الأراضي التركية، من خلال دعم حزب العمال الكردستاني وجناحها السوري، وتقفان وراء الجبهة التي فتحتها المنظمات الكردية ضد تركيا في شمال سوريا. وقد بدأت روسيا وحزب العمال هجمات جوية وبرية بشكل منسق تستهدف فصائل المعارضة السورية المعتدلة.

 

*التقارب العسكري الخليجي – التركي

 

-الحوار الخليجي-التركي لبناء شراكة استراتيجية

 

في 2008م، تم توقيع مذكرة تفاهم للشراكة الإستراتيجية في جدة بين تركيا ودول الخليج، بهدف تطوير العلاقات في مختلف المجالات ومنها دعم وتعزيز التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية.لتطابق وجهات النظر التركية – الخليجية، وإدراك خطورة التهديدات الإيرانية في المنطقة. وقد أتت القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب كأولوية على أجندة الحوار. وكان الحوار الاستراتيجي نقلة نوعية، أظهر إدراك دول الخليج وتركيا حجم التهديدات الأمنية التي تتعرض لها المنطقة، وقدرة تركيا ومدى رغبتها في الوقوف بجانب الخليجيين في مواجهة التهديد الإيراني. فمتطلبات المرحلة تفرض حاجة الخليجيين لمحور رديف. ومصالح الخليجيين مع أنقرة تستدعي التنسيق في ملفات عدة فقد تحصد ما يمكن أن يُطلق عليه "الاحتواء المزدوج" لتنظيم الدولة الإسلامية وإيران بشراكة تركية خليجية[5].كما أن مبادرة اسطنبول 2004م هيكل تعاون جاهز لو انضمت إليه عمان والسعودية.

 

 عوامل تنامي التقارب الخليجي – التركي

تمخض عن حرب تحرير العراق 2003م، آثار سلبية على توازنات القوى الإقليمية، أدى لتنامي النفوذ الإيراني أثار حفيظة الخليجيين، ودفعهم للتقارب مع تركيا لتكوين ” تحالف سني“ لمواجهة التمدد المذهبي الإيراني. يضاف لذلك رغبة تركيا بجذب الاستثمارات الخليجية وفتح أسواق للصادرات التركية وتأمين احتياجاتها النفطية. ولاستفادة الخليجيين من الخبرات التركية بمجال الصناعات الدفاعية لكسر احتكار الدول الغربية[6]. بما يقود إلى اضطلاع تركيا بدور في أمن منطقة الخليج، فالتوازن الإقليمي الفاعل هو الصيغة المثلى لأمن منطقة الخليج.

 

التحالف الخليجي-التركي المرن يتحول للقوة

تحول التحالف المرن بين تركيا ودول الخليج إلى تحالف صلب أكثر قوة فتفعيل الاتفاقيات العسكرية بين الطرفين باتت ملامحها أكثر وضوحاً مع السعودية وقطر والكويت كالتالي:

 

السعودية: تُعدّ الاتفاقيات العسكرية بين أنقرة والرياض قفزة نوعية في العلاقات بينهما[7]،. وامتداد للتعاون العسكري الذي وقّع عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حين كان ولياً للعهد ووزيراً للدفاع مايو 2013م. فتنامي الدور الإيراني دفع تركيا للبحث عن دور تشاركي، لإدارة أزمات المنطقة مع الخليجيين. ففي يناير 2015م، وصلت السفينة الحربية الوطنية "بويوكادا" (F-512) إلى ميناء جدة. كما حضر رئيس هيأة الأركان التركي اجتماع قوات التحالف المشترك للتنسيق للتصدي لداعش في الرياض فبراير 2015م. وقبيل نهاية 2015م، صرحت السعودية بأن طريق الدعم العسكري للثوار بسوريا يمر من تركيا. وبدت الرياض مهتمة بالتعاون بمجال التصنيع العسكري.وفي ديسمبر 2015م، وقع البلدان اتفاقيات عدة.

قطر: بدء سريان اتفاقية التعاون العسكري بين قطر وتركيا في 8 يونيو2015م، لرسم آليةٍ تضمن تعزيز التعاون بين الجانبين فتنصّ على أن البلد المضيف، يسمح للبلد الآخر، باستخدام موانئه البحرية ومطاراته ومجاله الجوي، وباستفادته من الوحدات والمؤسسات والمنشآت العسكرية، بالإضافة إلى المناورات المشتركة، وتبادل المعلومات، ومكافحة الإرهاب.ثم أجرى الجيشان مناورات "نصر 2015" المشتركة في الدوحة. كما بدأت أنقرة في نوفمبر 2015 ببناء قاعدة عسكرية في قطر لتعزيز التعاون بين الجانبين لتضم نحو 3 آلاف جندي تركي من القوات البرية، بالإضافة إلى قوات تابعة لسلاح الجو والبحرية، وقوات خاصة، ومدربين عسكريين؛ بهدف تقديم التدريب لجيوش دول الخليج العربي.

 

 الكويت:في 18 أكتوبر 2015م ،زار وفد عسكري كويتي أنقرة، للاطلاع على تجربة قوات الدرك التركية في المهام العسكرية والأمنية، ضمن مساعي دول مجلس التعاون الخليجي في الوصول إلى صيغة توافق مع الحكومة التركية، تعزز العلاقات العسكرية، وتبادل الخبرات، والزيارة تفعيل الاتفاقيات العسكرية التي وقعها الرئيس عبد الله غول، مع الكويت وتضمنت تنسيقاً مشتركاً في مجال التدريب العسكري، وتبادل الخبرات، وإجراء المناورات المشتركة بين القوات العسكرية لكلا البلدَين، والتعاون في مجالات الصناعات الدفاعية.

 

وقد رافق التقارب العسكري بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي ظهور تركي بالجوار الإقليمي المحيط بالخليج ربما لتغيير موازين القِوى في المنطقة. حيث تستعد تركيا لتأسيس قاعدة عسكرية من أجل تدريب الجيش الصومالي. لتقوية ذراعها العسكرية والأمنية في إفريقيا وخاصة في الأماكن الاستراتيجية. وتسعى للوصول إلى أسواق جديدة لسلعها العسكرية وصناعاتها الدفاعية. وربما لوقف إيران المتهمة بتزويد الحوثيين بالأسلحة انطلاقا من موانئ إفريقية.

 

الدور العسكري التركي كعامل توازن مع إيران

 

تروج طهران بأن إغلاق ملفها النووي لا يعني رفع العقوبات الاقتصادية فحسب، لكنه يعني تعميدها من الغرب كقوة إقليمية لحل النزاعات ومحاربة الإرهاب بالمنطقة، لما لها من سطوة على عواصم عربية عدة. وهي بذلك تتجاوز حقيقة معاناة نظام أمن الخليج سياسيا واقتصاديا، وعسكريا من الممارسات الإيرانية، بدءًا من تصدير الثورة، إلى الاستفزازات العسكرية، إلى التدخل في شؤون دول جوارها الإقليمي. مما دفع دول الخليج إلى التفكير في كل عمل ممكن للحد من عدم الاستقرار المتشكل بفعل انفراد إيران بالقوة المطلقة. ومن تلك الأعمال التحالف الرباعي الذي تجري مساع لتشكيلة من السعودية ومصر وباكستان على أن تكون تركيا مركز الثقل فيه. فبسبب الخسائر الإيرانية من نتائج عاصفة الحزم والحرب بسوريا  ستحاول طهران تعويض خسائرها بمكاسب على حساب دول الخليج العربية.و لإيمان صانع القرار السياسي الخليجي بأن البعد الخارجي ضرورة لتحقيق أمن الخليج ،فلن تجد أفضل من أنقره كموازن مؤتمن لطهران،وتتفق هذه النظرة الخليجية مع نظرة استراتيجية تركية  شاملة تستهدف تثبيت أنقرة كقوة مركزية مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط ، لا سيما وأن واشنطن تبدي ارتياحا لهذا الدور وتنظر إليه بشكل إيجابي، وخصوصا وأن مشاركة أنقرة في تسوية العديد من الأزمات الراهنة تسهم في الحد من النفوذ الإيراني بإيجاد توازن جديد في المنطقة[8].

 

[1] . http://www.globalfirepower.com/country-military-strength-detail.asp?country_id=turkey

 

[2]. أحمد الملا.موقع شبكة اخبار العراق .7 ديسمبر2015م

http://tinyurl.com/je327au

 

[3]. حسني محلي.الأتراك يباشرون قضم شمالي العراق وسوريا.موقع الاخبار.7 ديسمبر 2015م

http://www.al-akhbar.com/node/247579

 

[4].خليل المقداد.أسباب وأهداف وتوقيت التدخل العسكري التركي في  سوريا!موقع اورينت برس .9 اغسطس 2015م

http://www.orient-news.net/ar/news_show/89665

 

[5].   مهنا الحبيل.العلاقات الخليجية التركية أين المصالح .الجزيرة نت 11 ديسمبر2014م

http://tinyurl.com/hnv3q7a

[6]. ســامية بيبرس.الحوار الإستراتيجي التركي – الخليجي.دراسات الامانة العامة لجامعة الدول العربية.

http://tinyurl.com/hmcka5v

[7]. مهند الحميدي.تركيا تطرق أبواب الخليج العربي عبر الاتفاقيات العسكرية.موقع إرم .20 أكتوبر 2015م

http://www.eremnews.com/news/367290

[8].. ســامية بيبرس.الحوار الإستراتيجي التركي – الخليجي.دراسات الامانة العامة لجامعة الدول العربية.

http://tinyurl.com/hmcka5v

 

مجلة آراء حول الخليج