; logged out
الرئيسية / تأثير العمالة الآسيوية على استقرار المنطقة الجماعات المتطرفة في شبه القارة الهندية وأمن الخليج

العدد 111

تأثير العمالة الآسيوية على استقرار المنطقة الجماعات المتطرفة في شبه القارة الهندية وأمن الخليج

الإثنين، 05 أيلول/سبتمبر 2016

       لم تكن شبه القارة الهندية مسرح عمليات لكل من القاعدة وداعش بالدرجة الأولى لكنها كانت محط أنظارهما وفقًا لمبدأين وهما حماية الأقلية المسلمة ودعم استقلالية المسلمين خاصة في كشمير من خلال الجماعات المتطرفة وتنظيم القاعدة في باكستان وأفغانستان، ونجد أن الوضع المعقد في شبه القارة الهندية من حيث الاختلافات الأيديولوجية والدينية الأمر الذي جعل تلك المنطقة ملتقى الإرهاب والصراعات الطائفية حيث تتزايد فيها معدلات العنف، وذلك لأن التطرف لم يكن داخل الحركات الإسلامية فقط، لكنه كان يتجسد في الصراع الدائر بين المتعصبين من الطائفة الهندوسية والجماعات الإسلامية، بالإضافة إلى وجود الجماعات الشيوعية المتطرفة ضد الحكومة الهندية.

      كان لإعلان أيمن الظواهري إنشاء تنظيم فرعي للقاعدة في الهند في سبتمبر 2014م، وتهديد أبو سلمان الهندي بشن هجمات على الهند ودعوته لمسلمي الهند بالانضمام إلى داعش توقعات أكبر مما اتضح على أرض الواقع حيث ظهر التنظيم بصورة هشة وضعيفة لكن هذه الصورة لم تنف وجوده، وبالتالي يظل إعلان الظواهري وداعش تحت طائلة ضعف وضوح الرؤية والأهداف، من هنا ينطلق تساؤل حول مدى تأثر دول الخليج بالصراع الدائر والمستمر في شبه القارة الهندية خاصة بعد أن نشطت التنظيمات المتطرفة والتى تحاول أن تكون جزءًا من الصراع أو إحدى آلياته، وللإجابة على هذا التساؤل لابد من التطرق لخريطة الجماعات المسلحة هناك.

التطرف في شبه القارة الهندية

      تتسم شبه القارة الهندية بالتعددية الدينية والطائفية التي تحولت منذ فترة طويلة إلى منطقة ملتهبة يتأجج بها الصراع مع كل عملية إرهابية تحدث ؛ الأمر الذى بات يهدد إستقرار شبه القارة الهندية وهي تأتي في نوعين رئيسيين ذات تأثير على الأوضاع الأمنية بالمنطقة، تقع الأولى تحت مظلة حركات نشأت نتيجة الاختلافات الأيديولوجية والثانية نتيجة الاختلاف في المعتقدات الدينية ممثلة في الحركات الإسلامية والهندوسية أو المدافعين عن المعتقدات الهندوسية.

     يلاحظ أن طبوغرافية شبه القارة الهندية ذات الطبيعة الخاصة والتى تضم ثلاث دول وهى الهند وباكستان وبنجلادش قد ساعدت وبشكل كبير فى تعقيد شكل الصراع بتلك المنطقة فنجد أن الأوضاع فى الهند لا تعد بيئة خصبة لإنشاء فرع لتنظيم القاعدة وداعش وذلك يعود لسبب رئيسي يتمثل في سيطرة الطائفة الهندوسية على زمام الأوضاع في الهند، فعلى الرغم من وجود أكثر من 160 مليون مسلم لكن عددًا قليلا منهم فقط انضموا لتنظيم داعش، بالتالي تكون فرص إنشاء التنظيم أقوى في باكستان الذي يصلح أن يكون ملعبًا خلفي لداعش يدعم تواجده الصراع الباكستاني الهندي على كشمير، ويؤكد معظم الخبراء الأمنيين أن هناك دعم استخباراتي لمسلحي كشمير، بل لا يزال قائماً وفقاً لتصريحات المسؤولين والإعلام الهندي.

    وتتسم الجماعات الإرهابية في الهند وباكستان بالتشرذم خاصة الجماعات الإسلامية وهو نتاج الملاحقات الأمنية المتواصلة والمواجهة المسلحة ضد عملياتهم العسكرية، وبالتالي تتجه الجماعات إلى الانفصال والتوجه إلى العمل السري، أما بالنسبة  لبنجلاديش فثمة تواجد للقاعدة والجماعات المتطرفة قرب الحدود الهندية الأمر الذي أثار مخاوف المراقبين والمسؤولين الأمنين في الهند من انتقال بعض خلايا التنظيمات المتطرفة إلى داخل  شمال شرق الهند عن طريق الهجرة غير الشرعية المتزايدة، وقد تم رصد استخدام بنجلاديش كملجأ ومكان تدريب لمسلحي جبهة تحرير أسام المتحدة في الشمال الشرقي للهند،
وبالتالي نستنتج مما سبق أن التواجد الحقيقي للقاعدة يوجد في باكستان ويؤكد ذلك  رصد نحو 35 جماعة وتنظيم متطرف في عام 2014م، وهذه الجماعات انبثقت من 25 جماعة تم رصدها عام 2013م.

     يعود السبب الرئيس لوجود الجماعات الإسلامية المتطرفة في الهند إلى وجود نزاع بين الهند وباكستان على منطقتي جامو وكشمير، وهم مسئولون عن سقوط ما يعادل الـ 14% من إجمالي عدد ضحايا الإرهاب في الهند، ويوجد في منطقة جامو وكشمير في الشمال ثلثي عدد المسلمين فى الهند، وتعتبر حركة عسكر طيبة وحركة المجاهدين هما أخطر جماعتين متطرفتين تقوم بأعمال عنف هناك.

     ومن هذا المنطلق فإن التداخل بين الجماعات المتطرفة والطبيعة الشبكية التي تتسم بها الجماعات الإسلامية يجعل من الضرورة التطرق إلى أبرز الجماعات المتطرفة وهي ممثلة فيما يلي:

 1-جماعات إسلامية متطرفة:       

تتمثل فى

  • جماعة عسكر طيبة:- يشتبه في أنها تلعب الدور المركزي في الهجمات المسلحة على الأراضي الهندية منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001م، حتى الآن، وذلك بتشكيل اتحاد يضم كل الدول ذات الأغلبية المسلمة المحيطة بباكستان بهدف تحرير كشمير من النفوذ الهندي، كما أن لدى تلك الجماعة علاقات قوية ووثيقة مع المخابرات الباكستانية.

   كما تلقت الجماعة التعليمات والتمويل في مقابل التعهد باستهداف الهندوس في ولاية جامو وكشمير وتدريب المتطرفين الإسلاميين داخل الأراضي الهندية، وبعد أن وضعت الإدارة الأمريكية الجماعة على لائحة الإرهاب اتجهت الجماعة للعمل السري، وعلى الرغم من كل ذلك، اشتبه في تورط تلك الجماعة في هجوم 2001م، على البرلمان الهندي وتفجيرات قطار مومباي عام 2006م، وتفجير القطار الذي يربط الهند بباكستان في فبراير 2007م، بالإضافة إلى ذلك إقامتها لعلاقات قوية مع تنظيم القاعدة خاصة بعد أن تبين بعضًا من كوادرها كان قد شارك أيضاً في التدريب في معسكرات تنظيم «القاعدة». وفي أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وجد عدد من عناصر تنظيم «القاعدة» مأوى في البيوت الآمنة لجماعة عسكر طيبة، وازداد التعاون بين المجموعتين منذ أن دخلت الجماعة الساحة الأفغانية في العام 2006م، والذي استمر التعاون بينهم إلى الآن، والذى يأخذ شكل تعاون في التدريب والتجنيد للجهاد الأفغاني ضد قوات التحالف وتقومان بتجهيز المقاتلين وتسهيل تسللهم عبر "خط دوراند" الفاصل بين باكستان وأفغانستان.

  • حركة جيش محمد: " جيش محمد" جماعة جهادية تتبنى الفكر الجهادي المتطرف، ويغلب عليها فكر الجهاد المسلح، معظم أعضائها من المجاهدين المنشقين عن جماعات جهادية أخرى. وضع جيش محمد عددًا من الأهداف منها تحرير كشمير من النفوذ الهندي وتوحيد المقاطعة مع باكستان,تطبيق الشريعة والحكم الإسلامي في مقاطعة كشمير بعد انفصالها عن الهند.
  • -حركة المجاهدين: تشكلت حركة المجاهدين عام 1997م، وعرفت سابقًا باسم حركة الأنصار، وهي جماعة إسلامية مسلحة موطنها الأصلي باكستان وتنشط بصفة أساسية ضد القوات الهندية في منطقة كشمير، وتدير الحركة معسكرات تدريب في شرق أفغانستان، وقد منيت بخسائر في صفوفها من جراء القصف الصاروخي الأميركي على معسكرات التدريب التابعة لأسامة بن لادن، وتبنت عدة تفجيرات عامي 2007 و2008م.
  • - حركة طالبان باكستان: ظهرت حركة طالبان باكستان ببنائها التنظيمي الحالي على الساحة في 14 ديسمبر 2007م، لكن ملامح تشكلها بدأت منذ التدخلات العسكرية الأمريكية لأفغانستان في أكتوبر 2001م، وإبان حكم حركة طالبان لأفغانستان في منتصف تسعينيات القرن الماضي.

     تشكلت الحركة من 13 فصيلا كانوا يتمركزون في مناطق مختلفة في شمال غربي باكستان، وينتمي معظم مقاتليها إلى البشتون الذين يوجدون في مناطق حدودية مع أفغانستان. تتمركز الحركة بشكل كبير في المناطق القبلية على الحدود الباكستانية الأفغانية.تتبنى الحكرة توجهًا دينيًا، وتؤمن بـالعمل المسلح وما تعتبره جهادًا.

     وضعت حركة طالبان باكستان لنفسها أهدافًا منها، تطبيق الشريعة الإسلامية، والاتحاد في القتال ضد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، وتنفيذ الجهاد ضد الجيش الباكستاني، والرد بقوة في حال عدم توقف العمليات العسكرية الباكستانية في وادي سوات ومقاطعة شمال وزيرستان.

     وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم "داعش" هدد في تسجيل له يخاطب فيه الأقلية المسلمة في الهند بشن هجمات في البلاد انتقامًا لمقتل مسلمين في اشتباكات بين المسلمين والهندوس في ولايات غوجارات العام 2002م، وهى المنطقة التي يمثل فيها المسلمون أقلية والبالغ عددهم نحو 167 مليون شخص أي نحو 14% من عدد السكان الإجمالي، وانضمت قلة قليلة منهم إلى صفوف تنظيم داعش والذى ينشط بشكل ملحوظ في ولاية جامو وكشمير، وهي المنطقة الوحيدة في البلاد التي يشكل المسلمون أغلبية سكانها، كما يشكل عددًا منهم انفصاليون يحاربون سلطات الهند لأجل الانضمام إلى باكستان وذلك في ظل انعدام حدود رسمية بين الهند وباكستان، ويحل محلها خط فاصل بين جيشي الدولتين.

2- جماعات شيوعية متطرفة:

      تبرز حركة الماو والناكسالاتيون وهي جماعة من المتطرفين اكتسبوا التسمية نسبة لقرية "ناكسالباري" في ولاية غرب البنغال يقوم "الناكسالاتيون" بتجنيد المقاتلين الجدد وأحيانًا يجبرونهم على الانخراط في صراعهم المسلح ويستخدم أتباعهم الأسلحة الخفيفة والمتفجرات بدائية الصنع بما فيه الألغام الأرضية، وفقاً لتقرير منظمة حقوق الإنسان، ويعتمدون في تمويل الجماعة على جمع الأموال إما عن طريق الابتزاز أو تأسيس سلطات موازية لجمع الضرائب في المناطق الريفية في غياب تام للسلطات المحلية والسلطة المركزية الهندية.

     وتشن قوات "الناكسالاتيين"، التي تضعها التقديرات بين 10 و20 ألفًا من المسلحين، حملة من العنف والخطف ضد أفراد الأمن الهنديين والجماعات المسلحة، وقد أجبرت المواجهات المسلحة بين الماويين وقوات الحكومة الآلاف من القرويين على اللجوء لمعسكرات الإيواء المؤقتة التابعة للحكومة أو لمعسكرات الغابات التابعة "للناكسالاتيين.

   وعلى الرغم من مصرع أكثر من 740 شخصًا في حوادث عنف مرتبطة "بالناكسالاتيين" عام 2006م، فإن ضعف هذا الرقم تقريبًا قد قضى بسبب النزاع في كشمير، حيث توفي أكثر من 1100 شخص في ولاية جامو وكشمير بالإضافة إلى نحو 200 آخرين في تفجيرات قطار مومباي عام 2006م، والذي كان مرتبطًا بمتطرفي كشمير، أما حركة ماو تعد المسؤولة عن 41% من إجمالي ضحايا الهجمات المسلحة وكان هدفهم من تلك العمليات هى الشرطة، ويمثلون أكثر من نصف عدد ضحايا عملياتهم، كما يمثل الخطف خاصة للشخصيات العامة هو أسلوب شائع عند جماعات الماو والذي يستخدمونه غالبًا للضغط على الحكومة للإفراج عن معتقليهم، وتقوم جماعات الماو بأغلب هجماتها في ولاية بيهار وشاتيسجار وجاركاند.

3-منظمات هندوسية:

تمثلها ثلاث منظمات رئيسية:-

  1. منظمة يشوا هندوسي بريشارد (أف. اتش. بي) ويعمل على نقل وغسل الأموال والفساد الدولي. مقرها الدائم نيودلهي.
  2.  منظمة مناني هندوسي وهي جماعة إرهابية هندوسية متعصبة، تتولى مهمات الإحراق والفوضى.
  3.  منظمة  شيوا سينا أي "جيش شيواجي يتمركز في مهاراشترا ويتبع التكتيكات الدموية ومقرها الدائم بومباي.

        ومما سبق يمكن إستنتاج أن السمة العامة في تلك المنطقة من العالم هو التطرف والتعصب سواء أكان أيديولوجيًا أو دينيًا من هنا فإن ارتفاع معدلات العنف يدل على ضعف الأجهزة الأمنية والاستخبارتية في منطقة شبه القارة الهندية، وتأخذ العمليات الإرهابية عدة أشكال منها تفجيرات بالقنابل هي الأكثر شيوعًا ويذكر أن حوالي 40% من العمليات الإرهابية تقع بهذا الشكل، والهجمات المسلحة عادة ما يكون ضحياها مدنيين، بالإضافة إلى عمليات خطف الأفراد من الأجهزة الأمنية.

        وبتحليل الجزء السابق طرحه ورؤيته من منظور ضيق فإنه يمكن أن تستبعد تأثير تلك الأجواء على دول الخليج إلا أنه بالتعمق ورؤية الأمور بمنظور واسع فنجد أن أمن الخليج مهدد بتأثيرات الأحداث المتواكبة والمتوالية في شبه القارة الهندية ولهذا عدة دلالات على أن الخليج ليس بمعزل عن ذلك.

تداعيات الأوضاع الأمنية في شبه القارة الهندية على الخليج

        لم يكن هناك تأثير مباشر على الخليج من الأحداث التي تقع في شبه القارة الهندية لكن يقع التأثير من المنظور الأمني من خلال بعدين أساسيين وهما كالآتي:

 1-العمالة المهاجرة من الهند إلى الخليج: تشكل العمالة الهندية في الخليج الرقم الأكبر بين جنسيات العمالة الأخرى وذلك وفقاً للأرقام الرسمية لعام2016م، فوفق تصريحات الحكومة الهندية فإن مجموع العمالة الهندية في السعودية وصل إلى نحو 2 مليون عامل، يليها الإمارات بعدد 1,8 مليون عامل، أما الكويت بلغ عدد العمال الهنود فيها 641 ألف عامل، ووصل عددهم في قطر نحو 500 ألف عامل، والبحرين نحو 400 ألف، وبذلك تشكل العمالة الهندية نحو 85% من إجمالى العمالة فى دول الخليج العربى، وتكمن خطورة هذا العدد الضخم من العمالة الهندية في أن من الممكن أن تحمل معها أفكار متطرفة وتكون إحدى أسلحة داعش ضد دول الخليج. 

2-  مدى التواصل بين الجماعات في الإقليمين: تتمتع جماعة «عسكر طيبة» بعلاقات ونفوذ قوي مع الجماعات السلفية في دول الخليج العربي، منذ فترة  الجهاد الأفغاني ضد السوفيات حتى الآن.

ويشكل المتبرعون السلفيون أكبر قاعدة من الجهات المانحة لجماعة «عسكر طيبة» ويستمر الكشميريون في الشتات الذين يعملون في الخارج بالتبرع بمبالغ كبيرة من المال كما هو معروف عنهم تاريخياً. 

    وتستخدم جماعة عسكر طيبة دول الشرق الأوسط أيضاً كمحور للقيام بالأعمال اللوجستية والتجنيد، وفي المقام الأول من أجل أعمالها الجهادية ضد الهند. وتمثل أماكن مناسبة لقادة ونشطاء جماعة عسكر طيبة للإلتقاء بينهم، وكنقاط عبور مفيدة للإتجار بجميع أنواع الموارد.

   تركز جهود عمليات التجنيد على المسلمين الهنود الذين يعملون في الخارج، والذين يُستهدفون للأسباب ذاتها التي يستهدف من أجلها المسلمون الذين يعيشون في الهند ألا وهي: المساعدة في تنفيذ هجمات إرهابية. وتنطوي عملية التجنيد على العلاقات الشخصية، التي كثيراً ما ترسخ في الملتقيات أو المراكز والتجمعات الروحية حيث يقوم النشطاء باكتشاف وتلقين أعضاء جدد، وجعلهم متطرفين. وأحياناً يتم الإتصال الأولي مع المجندين في الهند ومن ثم تتم متابعة ذلك في الخارج. ويتم إرسال بعض الأعضاء الجدد إلى باكستان للتدريب، ثم يعودون إلى الهند للإنضمام إلى خلايا سرية، ويصبح آخرون جزءاً من شبكات الدعم لجماعة عسكر طيبة في الشرق الأوسط، وبنغلاديش، ونيبال، حيث يقومون بتسهيل عبور الناس، والأموال، واللوازم.

      فعلى سبيل المثال، قبل إلقاء القبض على علي عبد العزيز الهوتي وإدانته في العام الماضي، كان هذا القيادي واحداً من كبار نشطاء جماعة «عسكر طيبة» في "الخارج" والواجهة الرئيسية للاتصالات مع «المجاهدين» الهنود، وهي شبكة إرهابية من السكان الأصليين في الهند. فقد قام بنقل الأموال والأسلحة إلى الهند، وساعد على إرسال العشرات من المجندين إلى باكستان من قاعدة عملياته في مسقط، عاصمة سلطنة عمان.

        كما كان فهيم الأنصاري أحد الهنود الذين اعتقل بتهمة تقديم لقطات مراقبة بالفيديو إلى جماعة «عسكر طيبة» لإستخدامها في اعتداءات تشرين الثاني/نوفمبر 2008م، في مومباي من بين أولئك الذين أُرسلوا إلى باكستان للتدريب، ووفقاً للسلطات العمانية، نظر الهوتي أيضًا في فكرة شن عمليات ضد بلده المضيف في منطقة "الخليج". وقد ذكر بأنه ناقش مع متعاطفين آخرين مع جماعة «عسكر طيبة» في سلطنة عمان  فكرة استهداف معالم بارزة في مسقط في يونيو/حزيران 2007م، شملت فندق "جولدن توليب" ومكتب للـ "بي بي سي". ولم توضع أبدًا خطط نهائية لتلك الفكرة، ولكن السلطات العمانية كانت قادرة على جمع ما يكفي من الأدلة لمقاضاة الهوتي بصورة ناجحة.

       وختامًا فإن الأثر على أمن الخليج من الواقع في شبه القارة الهندية يحتاج إلى إعادة نظر حول وضع إطار تشريعي ورقابي على العمالة الآسيوية خاصة القادمة من شبه القارة الهندية وكذلك على حركة التدفقات المالية والنمط الفكري والأيدلوجي لهذه العمالة والعمل على قطع الروابط اللوجستية بين تلك الجماعات المتطرفة في شبه القارة الهندية  وأنصارهم وتابعيهم في الخارج ولا سيما في منطقة الخليج.

مجلة آراء حول الخليج