; logged out
الرئيسية / الأيدولوجية الحوثية ونشأتها تمنعها من العمل السياسي التعددي المعضلة الحوثية صعوبة الحكم والتعايش والاحتواء

العدد 122

الأيدولوجية الحوثية ونشأتها تمنعها من العمل السياسي التعددي المعضلة الحوثية صعوبة الحكم والتعايش والاحتواء

الثلاثاء، 29 آب/أغسطس 2017

فكرة هذه الدراسة تقوم على تحليل طبيعة الحركة الحوثية، وظروف نشأتها، والعوامل التي ساعدت على صعودها السريع، والعوامل التي سمحت لها بالبقاء ومواجهة خصومها والذين لم يتمكنوا من هزيمتها حتى كتابة الدراسة في سبتمبر 2016م. وقد خلصت الدراسة إلى النتائج التالية:

1- الحركة الحوثية هي في جوهرها خليط من مشروع شخصي/عائلي/سلالي/مذهبي (حسين الحوثي/عائلة الحوثي/السلالة الهاشمية/المذهب الزيدي) تستند إلى عمق تاريخي لحكم الأئمة، والذي حكم أجزاء من اليمن الحالي لأكثر من 1100 سنة.

2-قوة الحركة وصعودها لا يرجع لعوامل ذاتية بقدر ما يرجع لعوامل خارجية، أجادت الحركة باستثمارها ومن ذلك: تفكك الطبقة السياسية اليمنية منذ عام 2011م، وتصارعها، وإهمال اليمن من دول المنطقة. وسوء إدارة خصومها للحرب التي شنت عليها.

3-لا تملك الحركة أي مشروع سياسي قابل للحياة وقادر على حكم جميع مناطق اليمن، وكل سكانه.

4-طبيعة الحركة، وطريقة حصولها على السلطة، وعلاقاتها بإيران، والطبيعة العامة لليمن؛ تجعل من الحركة مصدرًا لتوليد العنف والفوضى في اليمن.

5-الحركة الحوثية مشروع فوضى مكتمل الأركان؛ فبحكم طبيعتها لا يمكن أن تحكم اليمن بسلام، حتى في الحدود الدنيا، كما لا تستطيع أن تتعايش ضمن نظام تعددي ديمقراطي أو محاصصة سياسية أو جغرافية، ووفقًا لمعادلة القوة والنفوذ في اليمن حاليًا؛ لا يمكن احتواؤها عسكريًا أو سياسيًا.    

مدخل

تحمل بعض الحركات السياسية صفات تجعلها صيغة لمشروع فوضى في الدولة التي تظهر فيها، ويحدث ذلك نتيجة لـ: أيديولوجيتها، وبنيتها السياسية والتنظيمية، وآلية عملها، وعلاقتها بالقوى السياسية الأخرى، وغيرها من الأمور التي تحول دون أن تكون قادرة على العمل ضمن نظام تعددي ديمقراطي، وعدم امتلاكها الإمكانيات الكافية للاستفراد بالحكم، وضعف مؤسسات الدولة وخصومها في احتوائها سياسيًا أو عسكريًا.

وتعد الحركة الحوثية نموذجًا صارخًا لهذا النوع من الحركات؛ فأيديولوجيتها، وسلوكها العسكري، وظروف نشأتها، وطريقة حصولها على السلطة، وعلاقاتها الخارجية، وطريقة تعاملها مع بقية مكونات المجتمع، وغيرها؛ تمنعها من المشاركة مع غيرها العمل السياسي ضمن نظام تعددي ديمقراطي، ولا تملك من الإمكانات التي تمكنها من حكم كامل اليمن أو جزء رئيسي منه، وصعب احتواؤها من قبل مؤسسات الدولة وخصومها المحليين والخارجيين. وأدى كل ذلك إلى أن تصبح الحركة مشروع فوضى لتفكيك الدولة اليمنية سياسيًا واجتماعيًا وفكريًا.

والخلاصة من كل ذلك تقودنا إلى اعتبار الحركة الحوثية بمثابة معضلة ستستمر حتى تتخلق ظروف محلية وخارجية قادرة على إنهائها أو تحجيمها وإضعاف تأثيرها المدمر على الأقل.

هذه المعضلة هي جوهر هذا البحث، الذي سيناقش بالتفصيل العوامل التي تجعل من الحركة الحوثية مشروع فوضى. وستتطرق الورقة لأيديولوجية الحركة وبنيتها السياسية، وخلفيتها الاجتماعية، وظروف نشأتها ووسائل حصولها على السلطة، والعوامل التي ساهمت في صعودها السريع، وعلاقتها بالقوى المحلية والإقليمية والدولية، وما هي العوامل التي ساعدت، وتساعد الحركة على البقاء.  

وبعد ذلك سيتم التطرق إلى العوائق التي تمنع الحركة من حكم اليمن أو بعضه، أو أن تكون جزءًا من نظام تعددي ديمقراطي. وفي الأخير ستناقش الورقة العوامل التي حالت حتى الآن دون احتواء الحركة أو القضاء عليها.

طبيعة الحركة الحوثية

هناك الكثير من المعلومات الزائفة حول الحركة الحوثية؛ رغم الأضواء الكثيفة التي سُـلطت عليها منذ سيطرتها على صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، وأهم هذه الأفكار ما يتعلق بطبيعتها الاجتماعية والدينية، والتي تذهب إلى اعتبارها مكون مذهبي واجتماعي خاص؛ فيما الصحيح أنها ليست سوى حركة سياسية حديثة النشأة، ولدت وتوسعت نتيجة لظروف تاريخية محددة، وهو ما يعني بأنها معرضة للاضمحلال وربما الأفول في حال تغير تلك الظروف.

المنطلقات الفكرية للحوثيين:

الحركة الحوثية هي حركة لإحياء المذهب الزيدي الذي يشترك مع المذاهب الشيعية في أحقية سلالة الإمام علي بالحكم. ووفقا للزيدية؛ فإن الإمامة أو الولاية العامة للمسلمين، تنحصر في الذكور البالغين المنحدرين من "البطنيين"[1] (سلالة الحسن والحسين أبناء علي ابن أبي طالب) فهؤلاء جميعهم يمكن لأي شخص منهم الادعاء بالإمامة إذا ما توفرت فيه الشروط الأربع عشرة للولاية[2]. ويجيز المذهب الادعاء في وجود إمام زيدي أو غير زيدي.

ووفقًا لذلك؛ يصبح المذهب الزيدي حركة معارضة للمذاهب الشيعية والسنية على السواء، فكونه يمنح الحكم للبطنيين فإنه بذلك يخالف المذهبين الشيعيين الرئيسيين (الاثنى عشري والإسماعيلي) واللذان حصرا الإمامة في عدد محدود من الأشخاص ينتهي بإمام غائب كما يقول الاثنى عشرية وبعض الإسماعيلية[3]. كما يتعارض مع معظم المذاهب السنية والتي وسعت شروط الحاكم (الخليفة) وحصرتها في قريش، أو عامة المسلمين كما هو حال معظم الحركات السياسية الإسلامية.

ومع أن الحوثية حركة إحيائية للمذهب الزيدي، إلا أن أدبياتها وخطاباتها العلنية على الأقل، لا تدعوا إلى عودة النظام الإمامي بشكل صريح، فكل "ملازم"[4] حسين الحوثي، وخطابات أخيه عبد الملك، والحوارات الإعلامية مع قادة الحركة ومنظريها لا تشير لعودة النظام الإمامي، بشكل صريح[5]، بل إن الكثير من خطابات الحركة أشارت إلى أنها لا ترغب بعودة الإمامة وأنها أصبحت جزء من التاريخ[6].

وموقف الحركة من هذه المسألة يتسم بالغموض المتعمد، والذي يمكن إرجاعه إلى فكرة التقية، المعتمدة في المذاهب الشيعية[7]، والتي تجعلها تتجنب التصريح بفكرة تؤمن بها، حتى تتسنى لها الظروف لإعلانها. ووفقًا لذلك؛ تتحدث الحركة في أدبياتها، إلى حصر الحق في الولاية العامة لسلالة الحسن والحسين (البطنيين) ففيما يسمى الوثيقة الفكرية والثقافية، والتي حررت في عام 2012م، نجد الوثيقة تلخص هذه المسألة في ثلاث قضايا هي: الاصطفاء ومضمونها يقوم على أن الله اصطفى آل محمد ليتولوا المسؤولية الكاملة عن الدين حيث تقول الوثيقة "ونعتقد أن الله سبحانه اصطفى أهل بيت رسوله صل الله عليه وآله وسلم فجعلهم هداة للأمة وورثة للكتاب بعد رسول الله إلى أن تقوم الساعة"[8]. ويشترك الحوثيون في هذه القضية مع بقية المذاهب الشيعية، فيما يختلفون حول من يحق له الحكم من آل النبي.

والقضية الثانية، الحكم في علي وذريته من الحسن والحسين[9]، والقضية الثالثة هي قضية العلم التي كان يكررها حسين الحوثي، وذكرتها الوثيقة تحت مسمى المنارة. وفكرة العلم/المنارة تصيغها الوثيقة على النحو التالي: "إن الله يهيئ في كل عصر من يكون منارًا لعباده وقادرًا على القيام بأمر الأمة والنهوض بها في كل مجالاتها"[10]وإذا سمحنا لأنفسنا بتأويل أحاديث حسين الحوثي حول "العلم" فإننا نتوصل: أنه يرى في نفسه هذا العلم والذي سيتم الإعلان عنه حين تنضج الظروف. وهو بذلك يتحاشى المواجهة مع السلطة، كونه لم يكن يتحدث عن سلطة سياسية بديلة، ودعوة صريحة لعودة الإمامة، وفي نفس الوقت الإتيان بصيغة جديدة للإعلان عن الإمامة، بدلا من الصيغة التقليدية.

 وتم صياغة هذا الأمر ضمن قضية ضخمة ومطاطة وهي قضية الصراع مع الآخر (اليهود والنصارى، أمريكا، وإسرائيل).

ويمكن اختصار المشروع الحوثي في الفكرة التالية: إن جميع مشاكل المسلمين السياسية والاقتصادية والفكرية وفشلهم وهزائمهم أمام "أعدائهم التاريخيين والأبديين" (اليهود والنصارى) ترجع إلى عدم تنفيذ وصية النبي بحصر الولاية في ذريته، والذي يعتبر انحرافًا عن العقيدة، وتصويب هذا الانحراف، يتم بعودة الولاية لذرية النبي وهو الأمر الكفيل بحل كل مشاكل المسلمين.

ظروف النشأة:

برزت الحوثية إلى سطح الأحداث في اليمن عام 2004م، حين اندلعت اشتباكات عسكرية محدودة بينها وبين القوات الحكومية في ذلك العام تطورت إلى حملة عسكرية كبيرة استمرت لعدة أشهر، وانتهت بسيطرة القوات الحكومية على معاقل الحركة في مران بمحافظة صعدة، ومقتل زعيمها ومؤسسها حسين بدر الدين الحوثي[11].

وترجع الإرهاصات الأولى للحركة إلى بداية التسعينات من القرن العشرين، حين قام عدد من رجال الدين المنتمين للمذهب الزيدي وعلى رأسهم بدر الدين الحوثي بتأسيس تنظيم "الشباب المؤمن" كحركة إحيائية للمذهب الزيدي استهدفت الجيل الجديد من الشباب المنتمين للمذهب الزيدي.

 وأتت تلك الحركة في لحظة انحسار وتراجع للمذهب الزيدي، لصالح المذهب السني، والذي تمدد وانتشر في المناطق الزيدية عقب ثورة سبتمبر عام 1962م، التي قامت على إلغاء النظام الإمامي المستند على المذهب الزيدي. وتم ذلك التمدد بشكل تلقائي من السكان الزيود الذين تأثروا بالمذهب السني/ السلفي، وبشكل ممنهج من قبل الحكومة اليمنية، وحركة الإخوان المسلمين، وبدعم خارجي.

فخلال الفترة التي تلت ثورة سبتمبر قامت حكومة الثورة، والتي كانت مدعومة من الحكومة المصرية، باعتماد المناهج الدينية المصرية في المدارس اليمنية. وفي السبعينات والثمانينات كثفت الحكومة اليمنية من التعليم الديني السني/السلفي في المناهج الدراسية، وقامت بإنشاء مدارس خاصة، سميت بالمعاهد العلمية[12] والتي تمت إدارتها من قبل حركة الإخوان المسلمين.

وكان الهدف الرئيسي من تكثيف الخطاب الديني، خلال تلك الفترة، مواجهة الأفكار اليسارية والقومية والتي كان مصدرها حكومة اليمن الجنوبية ذات التوجهات الماركسية، والحكومات العربية ذات التوجهات القومية[13].

والجدير بالانتباه أن حالة "التسنيين" التي اجتاحت المناطق الزيدية تمت حينها دون أن تواجه بأي مقاومة تذكر من قبل أتباع المذهب الزيدي، ويمكن إرجاع ذلك لأسباب عدة أهمها: المناخ السياسي العام الرافض للنظام الإمامي، والتحول الطوعي والسلس من قبل أتباع المذهب الزيدي للمذهب السني [14]، والأهم من كل هذا أن حالة "التسنيين" تمت على يد الطبقة الحاكمة المهيمن عليها من قبل الزيود أنفسهم[15].

ويمكن الجزم بأن تلك السياسات قد أدت إلى تحول الكثير من أبناء الطائفة الزيدية إلى المذهب السني، والذي كانوا يقدرون عشية ثورة سبتمبر بما يقارب ثلث سكان اليمن الشمالي السابق[17]. وليس هناك من إحصائية لحجم ذلك التحول؛ إلا أن الانطباع العام يشير إلى أن أغلبية الزيود تحولوا إلى المذهب السني منذ سبتمبر 1962م، وحتى سبتمبر 2014م، والذي شهد موجة معاكسة لإعادة إحياء المذهب الزيدي.

عوامل الصعود:

تضافرت عدة عوامل ساعدت الحركة في صعودها الصاروخي والذي تتوج بتحكمها على السلطة في سبتمبر 2014م. ولم يكن أكثر المتفائلين من الحركة ولا المتشائمين من خصومها يتوقعوا ذلك الصعود. فخلال عشر سنوات (2004: 2014م) تحولت الحركة من جماعة صغيرة في بعض المناطق الريفية من محافظة صعدة إلى قوة سياسية في اليمن.

وكانت بداية المرحلة الأولى بما يسمى بالحرب الأولى التي اندلعت عام 2004م، وانتهت فيما يشبه الانتصار الكامل للقوات الحكومية بعد أن قتلت زعيم الحركة ومؤسسها حسين بدرالدين الحوثي وسيطرت على جميع المناطق التي كان يتحصن فيها.

غير أن اندلاع المعارك انفجرت من جديد في عام 2005م، ليتوالى بعد ذلك مسلسل الحرب حتى 2010م، بمعدل جولة من المعارك كل عام تستمر لعدة أشهر. وكانت معظم المعارك تدور في محافظة صعدة، وامتدت في بعضها لأجزاء من محافظات عمران والجوف وصنعاء. وعلى العموم لم تتجاوز قوة الحوثيين حتى بداية عام 2011م، بعض المديريات في محافظة صعدة وأجزاء صغيرة من محافظتي الجوف وعمران.

وفي المرحلة الثانية، والتي بدأت مع الاحتجاجات المطالبة بخروج علي عبد الله صالح من الحكم في 11 فبراير 2011م، حدث تطور نوعي في مسيرة الحركة نتيجة تصدع نظام صالح، وخروجه الرسمي من السلطة في 21 فبراير 2012م. والذي أدى إلى تراجع في القوة العسكرية والسياسية التي كانت تقف أمام تمدد الحركة وانتشارها.

وخلال الفترة الممتدة من 2011 وحتى نهاية 2013م، رسخت الحركة وجودها السياسي والفكري والتنظيمي في معظم مناطق اليمن، وقامت بنسج علاقات تفاهم وتحالف مع معظم الأطراف السياسية، وتحديدًا تلك التي لديها خلافات سياسية وأيديولوجية مع حزب الإصلاح وحلفائه العسكريين [19]، والقبليين [20].

ومنذ نهاية عام 2013م، بدأت الحركة بخطواتها التوسعية، وكانت البداية من منطقة دماج في محافظة صعدة، والتي كانت تضم مركز سلفي متشدد تم إنشاؤه في بداية الثمانينات من القرن العشرين بدعم من قبل الحكومة اليمنية [22]. ومثل هذا المركز خطرًا على المذهب الزيدي في عقر داره (صعدة). وأصبح بمثابة نموذج للقرية السلفية النموذجية، والتي استقطبت الآلاف من الدارسين.

وبالنظر إلى طبيعة المركز؛ فقد كان من الطبيعي أن يتم استهدافه من الحوثيين، حيث كان يهمهم التخلص من هذا الجيب السلفي داخل، ما يعتبرونه حصن الزيدية العتيد، ولأجل هذا الغرض؛ قام الحوثيون بمحاصرة منطقة (دماج) وهو ما أدى إلى اشتباكات عسكرية بين الطرفين، ولدت استنفار عام بين القوى السلفية في عموم اليمن والإقليم.

وفي نهاية المطاف تفككت تلك الجبهة وضعف تأثيرها؛ خاصة بعد أن تدخل الرئيس هادي من خلال تشكيل لجان وساطة أسفرت جهودها عن فك الحصار عن الحوثيين، وتفكيك الجبهة التي تشكلت ضدهم. وتوجت جهودها باقتراح إخراج السلفيين وتهجيرهم من دماج في 15 يناير[23]. وهو الأمر الذي أعتبر بمثابة نصر كبير للحوثيين.

وتحرك الحوثيون باتجاه عمران، وحاصروها بالتعاون مع قبائل من المنطقة ومحسوبين على حزب المؤتمر الشعبي. وأستمر الحصار عدة أشهر تخلله اشتباكات. وفي يوم 8 يوليو 2014م، أقتحم الحوثيون مدينة عمران وسيطروا على اللواء 310 ونهبوا أسلحته وقتلوا قائده العميد حميد القشيبي المحسوب على الجنرال الأحمر.

وبعد أن رسخ الحوثيون وجودهم في مدينة عمران وما حولها قام رئيس الجمهورية بزيارة المدينة وصرح من هناك بأن الأوضاع عادت إلى طبيعتها وطالب النازحين بالعودة إليها[25]، وقد نظر الكثيرون إلى تلك الزيارة بأنها تؤكد رضاء هادي على سيطرة الحوثيين وأنها تمت بالتفاهم معه.

وبعد تلك الواقعة بعدة أسابيع بدأ الحوثيون بمحاصرة صنعاء، والتي كان معظمهم من أنصار الرئيس السابق صالح، وقاموا بذلك بدعوى رفضهم الزيادات في أسعار الوقود التي كانت بأمر من الرئيس هادي في 30 يوليو2014م[26]، وقد أستمر الحصار لأكثر من شهر.

وعلى الرغم من حالة الحصار الخطيرة للعاصمة؛ اكتفت الحكومة بإرسال لجان الوساطة إلى عبد الملك الحوثي في صعدة، والقبول بتحقيق بعض مطالب الحوثيين وتحديدًا القبول بتغيير الحكومة وتخفيض أسعار الوقود. بدون أي خطوات عملية لوقف الحصار، حيث لم يشكل غرفة عمليات حربية، ولم يصدر أمر قتالي للقوات المسلحة والأمنية لمواجهة الحوثيين، كما أنه لم يطلب من الدول الراعية للتسوية اليمنية[27] بأن تدين الحوثيين.

إلى جانب ذلك؛ ساهم المبعوث الأممي السابق لليمن جمال بن عمر بدور رئيسي في تمدد الحوثيين، فمنذ أن بدأ هؤلاء بالتمدد والتهام الأراضي اليمنية لم يقم بأي دور لمنعهم عبر مجلس الأمن، رغم أنه كان يملك أكثر من قرار ضد كل من يعرقل العملية السياسية في اليمن، وأحد هذه القرارات صدر تحت الفصل السابع ويفرض عقوبات على المعرقلين للتسوية.

ولم يقم ابن عمر بأي دور لإيقاف تمدد الحوثيين بل أنه وخلال حصار صنعاء وبدء الاشتباكات بين الحوثيين والقوى التابعة للإصلاح كان في صعدة يجتمع بالحوثي ولم يبدر منه أي تصريح ضد الحوثيين، والذين لم يكونوا بحصارهم صنعاء يعرقلون التسوية السياسية فقط بل كانوا في طريقهم لإلغائها، وتهديد أسس الدولة اليمنية كما أتضح لاحقًا. وكان الطرف الوحيد المعارض للحوثيين هو حزب الإصلاح وحلفائه [29].

وقبل سقوط صنعاء بأيام حدثت اشتباكات بين الحوثيين والقوات المحسوبة على الإصلاح انتهت في يوم 21 سبتمبر بنصر واضح للحوثيين، ودخل الحوثيون صنعاء دخول السائحين، حيث لم يجدوا أمامهم أي قوة تمنعهم من السيطرة على المناطق التي رغبوا في السيطرة عليها.

وخلال عدة ساعات سيطر الحوثيون ، ونهبوا الأسلحة منها. وتم كل هذا العمل فيما كان قادة الأحزاب والمبعوث الأممي مجتمعون في دار الرئاسة بانتظار الحوثيين للتوقيع على الاتفاقية، التي أسميت باتفاقية السلم والشراكة الوطنية، والتي صاغها الحوثيون والمبعوث الأممي جمال بن عمر، وتم التوقيع عليها في مساء ذلك اليوم من جميع القوى السياسية بمباركة من الرئيس هادي والمبعوث الأممي.

ويمكن النظر إلى سقوط صنعاء بأنها أقرب ما تكون عملية تسليم للحوثيين. وما حل بصنعاء تكرر في المحافظات الشمالية التي سيطر عليها الحوثيون بكل سهولة ودون مقاومة تذكر [31].

ويمكن إرجاع الأسباب التي ساعدت الحوثيين على الصعود فيما يلي:

حسابات صالح الخاصة:

خلال المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والحوثيين فيما يسمى بالحروب الست، ظهر جليًا أن الرئيس السابق صالح كانت لديه حسابات خاصة في التعامل مع الحركة، حمتها من الهزيمة العسكرية الساحقة. ومنها رغبة صالح في توريث نجله الحكم، والذي كان يتطلب إبعاد المنافسين الأقوياء لنجله، ومنهم الجنرال علي محسن الأحمر[32].

وعليه فلم يكن من مصلحة صالح إنهاء الحركة الحوثية، وكان من مصلحته إبقاؤها ضمن نطاق معين طالما هو مستفيد من بقائها، ويؤكد هذا الأمر النهايات المفاجئة لعدد من حروب صالح مع الحوثيين، والتي كانت تتم بأمر منه ودون استشارة القادة العسكريين والسياسيين[33]. 

استغلال الخلافات السياسية:

بعد خروج الرئيس صالح من الحكم عام 2012م، مارست الحركة نشاطاتها بشكل علني وتحديدًا في العاصمة، واستقطبت الكثير من القوى والأشخاص المحسوبين على الرئيس صالح وكذلك المعارضون له. ونصبت نفسها كخصم أيديولوجي وسياسي لحزب الإصلاح وحلفائه.

وقد أدى ذلك إلى تحالفها، بشكل أو آخر، مع جميع خصوم الإصلاح الأيديولوجيين والسياسيين، ومن هؤلاء الرئيس السابق وحزبه المؤتمر الشعبي والقوى اليسارية كالحزب الاشتراكي والكثير من القوى المحسوبة على ما يمكن تسميتهم بالليبراليين والعلمانيين.

 الاستفراد بالخصوم:

برعت الحركة في سياسة الاستفراد بالخصوم، ولعبت على المتناقضات والنزاعات. وأظهرت نفسها بأنها: الممثلة لمصالح الهاشميين، والزيود، وهي مع الجنوبيين ضد الطبقة الحاكمة الشمالية، ومع اليساريين والليبراليين ضد القبائل ورجال الدين والعسكر، ومع الإسماعيليين والصوفيين ضد الإصلاح والسلفيين، ومع صالح وحزبه ضد الإصلاح، ومع قبيلة بكيل ضد حاشد، ومع الحرس الجمهوري ضد الفرقة الأولى وهكذا.

وخلال حروبها ولازالت، تقوم بالاستفراد من خلال التواصل مع كل من يحتمل أن يقف ضدها، وحثه على الحياد وإقناعه بأنها لا تستهدفه وإنما تستهدف غيره، وأن ليس من مصلحته أن يقاتل بالنيابة عن الطرف الذي تقاتله. وأدى ذلك إلى أنهم تمكنوا من تفكيك جبهات خصومهم، وسهلت لهم الانتصار في معظم معاركهم.

البرجماتية:

على الرغم من الصرامة الأيديولوجية للحركة، إلا أن سلوكها العام اتسم بالبرجماتية. فنجد أن الحركة تسلك سلوكا متزمتا في محافظة صعدة، شبيهًا بما كانت تقوم به حركة طالبان في أفغانستان، من تحريم الغناء، والتعامل مع النساء؛ فيما تسلك سلوكًا منفتحًا في المناطق الأخرى كصنعاء، والمناطق المتمدنة.

وفي الجانب الفكري والسياسي؛ تسوق الحركة نفسها بأكثر من لغة ولون تبعًا للطرف المستهدف؛ فخطابها لدى أعضائها وأنصارها الريفيين، يتصف بالإغراق في السرد الديني، والذي يصل حد الخرافة وتقديس زعيم الحركة، فيما خطابها مع الأجانب أو القوى المحسوبة على اليسار والليبراليين، فيحمل صيغة ليبرالية منفتحة؛ والحركة لا تضع أي محظور في تحالفاتها مع أي طرف بما في ذلك الأطراف التي كانت تعتبرها من الأعداء.

مركزية القيادة:

تتصف الحركة الحوثية بأن لديها قيادة مركزية صارمة، وهي تتفوق بذلك على جميع الحركات السياسية الأخرى. وتعطي هذه الصفة للحركة الكثير من الميزات من أهمها: السرعة في اتخاذ القرار، وسهولة تنفيذه، حيث لا وجود فعلي لأي أجنحة داخل الحركة تعارض هذه القرارات. ولكون سلوك الحركة كان في جوهره عسكري وأمني فإن القيادة المركزية الصارمة هي الأكثر ملاءمة لمثل هذا السلوك.

السيطرة على مؤسسات الدولة:

بعد أن سيطرت الحركة على جميع مؤسسات الدولة تقريبًا وسخروها لصالحهم. أصبحت عمليًا هي المتحكمة بشؤون المؤسسات الحكومية، ثم قاموا بتعيين عناصرهم في الوظائف الرئيسية، دون أي اعتبار للمؤهلات أو الخبرات فعلى سبيل المثال تم ترفيع بعض عناصرهم في وزارة الداخلية من رتبة جندي إلى رتبة لواء، وهي أعلى رتبة في هذه الوزارة[38].

الدعم الإيراني:

ورغم العلاقة القوية التي تربط إيران بالحركة الحوثية إلا أنها تبقى علاقة تحالف أكثر من كونها علاقة عضوية، كما هو حال حزب الله مع إيران، ويرجع سبب ذلك إلى الاختلاف المذهبي بين الفريقين، ورغبة الحوثيين بأن يكون لهم قدر أكبر من الحرية التي تسمح لهم بهامش كبير في المناورة والتحالف مع القوى المحلية والتعامل مع الإقليم.

ومما لا شك فيه أن العلاقة مع إيران كان لها دور واضح في تقوية الحركة الحوثية في جميع المجالات، وبدون ذلك الدعم لم يكن للحركة أن تنمو وتصبح على ما هي عليه، فالموارد المحلية محدودة، خاصة وأن الحركة ظهرت ونمت في منطقة ريفية فقيرة.

البنية التنظيمية للحركة:

بدأت الحركة كمشروع خاص بأسرة حسين الحوثي والتي تشمل والده وإخوانه، وليس واضح حتى الآن عن آلية اتخاذ القرار ولا الهيكل التنظيمي، والمؤسسات داخل الحركة. وكل ما هو معروف ومعلن يتعلق بأحد الأجهزة والذي يسمى بالمجلس السياسي لأنصار الله (الاسم الذي أطلقه الحوثيون على أنفسهم بدءا من عام 2010م) وهذا المجلس كان يمثل الواجهة التنظيمية للحوثيين في صنعاء بعد أن ُسمح لهم بممارسة نشاطهم بشكل علني بعد عام 2012م، وبعد دخول الحوثيون صنعاء تم تشكيل لجان ثورية في المؤسسات الحكومية. وعندما أعلن الحوثيون إعلانهم الدستوري في 6 فبراير 2015م، تم تشكيل اللجنة الثورية العليا والتي مارست بشكل عملي مهام رئيس الدولة في الدستور اليمني؛ فيما أصبح زعيم الحركة عبد الملك الحوثي يحمل صفة قائد الثورة.

البنية التنظيمية للحوثيين تبقى غامضة الأمر الذي يجعل كل ما يقال نوع من الاجتهادات الشخصية ليس إلا، يمكن تخمين البنية التنظيمية للحركة على النحو التالي:

أ‌-    تسيطر أسرة الحوثي على المراكز العليا للحركة.

ب‌-يحتل السادة الهاشميون، تقريبًا، وتحديدًا أولائك المنتمون لمحافظة صعدة، كل المناصب الوسطى في الأجهزة الحساسة.

ت‌-تُـتخذ القرارات الاستراتيجية والحساسة في نطاق زعيم الحركة وأقاربه وقادة الأجهزة، والتي يبدو أنها مرتبطة بحلقة وصل عضوية مع الإيرانيين.

ث‌-بقية تنظيمات الحركة يتم إشراك بعض الأشخاص من فئات لا تنتمي للأسر الهاشمية.

 

مشروع الحركة

حتى الوقت الحالي لم تقدم الحركة على تبيان مشروعها السياسي بشكل واضح ومحدد، وكل ما هنالك ليس إلا شعارات عن العداء لأمريكا وإسرائيل، ونهوض الأمة وغيرها من الخطابات التي لا تقدم مشروع سياسي للحكم. ويمكن إرجاع ذلك إلى عدم قدرة الحركة على إظهار مشروعها الحقيقي المتمثل بعودة النظام الإمامي، والذي هو جوهر المذهب الزيدي، كما سبق وأشرنا. فالنظام الإمامي أصبح لدى شريحة واسعة من اليمنيين جزء من الماضي، ولا يمكن القبول بعودته إلا لدى فئة صغيرة جدًا من المتعصبين للمذهب الزيدي، ومع ذلك فكل أدبيات الحركة الحوثية، وتحديدًا ملازم حسين الحوثي، تتحدث عن حق احتكار الحكم لسلالة الحسن والحسين، وهو الأمر الذي لم تبلور الحركة وسائل تطبيقه حتى الآن.

 

 

صعوبة الحكم

من خلال معرفة الطبيعة العامة للحركة الحوثية يتضح بأنها لا يمكن أن تحكم اليمن إلا بشكل منفرد وبآلية قمعية شمولية، وحتى لو تمكنت من التحالف مع بعض القوى الأخرى؛ فإن هذا التحالف يبقى هش ولا يمكن استمراره. وما يجعل الحركة تمارس السلطة عن طريق القمع والاستبداد ضعف شرعيتها السياسية. وهذا الضعف ناتج عن مشروع الحركة الركيك والذي لا يحظى بدعم شريحة واسعة من السكان، فكما ذكرنا مرارًا فإن مشروع الحركة لا يخدم عمليًا إلا فئة محددة لا يتجاوز عدد أفرادها 3% من سكان اليمن [40]، وقلة صغيرة من السكان الذين تم أدلجتهم من قبل الحركة وأصبحوا مقتنعين بها ومؤمنين بمنطلقاتها الفكرية/الدينية، أما الأغلبية السنية من السكان فإنها تبقى في مجملها معارضة للمشروع الحوثي، وإن كانت هذه المعارضة غير كاملة في الوقت الحالي نتيجة الاختراقات التي قام بها الحوثيون لدى بعض المحسوبين على السنة.

 

صعوبة المشاركة

هناك عدة نماذج لمشاركة الحركة الحوثية في السلطة أهمها أن تكون جزءًا من نظام تعددي ديمقراطي، أو أن تكون جزءًا من نظام محاصصة طائفي/جهوي، أو أن يصبح لها منطقة جغرافية محددة تديرها ضمن نظام حكم ذاتي/فدرالي. وفيما يلي مناقشة لإمكانية مشاركة الحركة في النماذج المذكورة من عدمها:

في النمط الأول يصعب على الحركة أن تصبح جزءًا من عملية تعددية ديمقراطية؛ لأن هذه العملية لا تتناسب وطبيعتها العامة؛ فالنظام التعددي يقوم على فكرة جوهرية تتلخص في قبول أطراف العملية السياسية بقواعد لعبة ملزمة لهم، ومعظم هذه القواعد يتم ذكرها في الدساتير والقوانين النافذة، فيما البعض الآخر تكون مستبطنة في الحس العام للمجتمع ضمن الثقافة السياسية السائدة. ومن أهم قواعد اللعبة عدم استخدام العنف أو التهديد به، والاستقواء بطرف خارجي، وتكافؤ الفرص لجميع اللاعبين، يضاف إلى ذلك؛ انسجام عقائد وبرامج أطراف اللعبة مع هذه القواعد.

ولهذا فإن حركة بهذه الكيفية لا يمكنها أن تكون جزءًا من نظام سياسي تعددي لأنها في الأساس لا تعترف بالتعددية، والتي تقوم على مبدأ المواطنة المتساوية، وحق الناس في انتخاب حكامهم عبر التفويض الحر.

أما نموذج المحاصصة السياسية/الجهوية/المذهبية فإنه هو الآخر لا يملك أي فرصة للنجاح في اليمن وفق الظروف الحالية؛ والأسباب المانعة لهذا نظام تتمثل في صعوبة التحاصص السياسي بعد الصراع العنيف على السلطة. وفي كل الأحوال فإن تجربة اليمن مع نظام المحاصصة السياسية كان سيئًا، ففي الفترة التي تلت الوحدة، أتصف هذا النظام بالصراع والأزمات بين أطرافه وانتهى بحرب طاحنة.

 

صعوبة الاحتواء

الاحتواء الذي نقصده هنا هو إنهاء تأثير الحركة الحوثية أو جعل تأثيرها محدود جدا وثانوي. وهذا الفعل سيتم من خلال الهزيمة العسكرية، أو التفاهمات السياسية المدعومة بالضغط العسكري. ولإنجاح عملية الاحتواء يتطلب الأمر تفكيك البنية العسكرية، والذي يعني حل الجهاز العسكري ومصادرة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

ويمكن إرجاع قوة الحركة إلى عدد من العوامل والتي ذكرنا معظمها حين الإشارة إلى عوامل صعود الحركة، وسنعيد الإشارة لها بشكل مقتضب في النقاط التالية:

1-     ضعف خصومها وتشتتهم بين أطراف كثيرة ذات أجندات مختلفة.

 2-  استمرار حالة فراغ السلطة الرسمية.

3-  استمرار تحالفها التكتيكي مع الرئيس السابق صالح.

6-  استمرار الدعم الإيراني والذي يمد الحركة بالأموال وربما الأسلحة، ويبدو أن هذا الدعم سيستمر وقد يتصاعد في حال أصبحت الحركة في وضع عسكري وسياسي صعب. 

7-  تماسك نواتها الصلبة والتي تتشكل من فريقين: الهاشميون والذين ينتشرون في جميع مناطق اليمن ويتواجدون في كل مؤسسات الدولة، والحركيون المشبعون بالفكرة والولاء، وأصبحوا عصب المليشيا وأدواتها الضاربة.

8-  القيادة المركزية الصارمة للحركة وهي الصفة التي تنفرد فيها الحركة قياسًا بالقوى الأخرى.   

9-  استمرار سيطرتها على مؤسسات الدولة، والذي يجعلها تسخر موارد الدولة وأجهزتها لصالح الحركة.

10-  امتلاك الحركة لموارد خاصة، بعد أن تمكنت من السيطرة على أهم المؤسسات الحكومية المدرة للدخل، والقطاعات الاقتصادية المربحة كتجارة الوقود والاتصالات والبنوك والصرافة. 

11-سيطرتها على المنطقة الأصعب جغرافيًا والأقوى سكانًا.  

12-  صراعها الوجودي مع خصومها، فالحركة وضعت لنفسها خيارات صفرية فإما النصر الكامل أو الهزيمة الماحقة.

13- الوجه الليبرالي للحركة، والذي يجعلها قادرة على التسويق لدى الكثير من الدول والمنظمات الحقوقية.

14-  توظيفها للعنف لأغراض سياسية في صالحها.

إن من الممكن القول أن الحركة الحوثية بصفتها مشروع فوضى مولدة للعنف والانقسامات لا يمكنها أن تستمر لفترة طويلة وأن حركة التاريخ حتمًا ستتجاوزها، ولكن السؤال المركزي هنا هو متى وكيف سيتم ذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

باحث يمني

 

 

 

 

[1] يقصد بالبطنين ذرية الحسن والحسين أبنا علي أبن أبي طالب

[2] يحدد المذهب الزيدي شروط الإمامة في 14 شرطًا أهمها شرط الانتساب للبطنيين، ويعتبر هذا الشرط هو أساس المذهب الزيدي.

[3] هناك طائفة من الإسماعيلية تؤمن بغيبة الإمام.

[4] نسخ لأحاديث حسين الحوثي والتي ألقاء معظمها خلال الأعوام 2003 -2004، وقد تمت طباعتها على شكل الملازم التي توزع على طلاب الجامعات في اليمن، وقد أصبحت هذه الملازم بمثابة الإطار النظري للحركة الحوثية. 

[5] في مقابلة شهيرة لبدر الدين الحوثي مع صحيفة الوسط اليمنية أجريت في 9 -8-2004 أنكر فيها أن يكون أبنه قد أدعى الإمامة، وتجنب الحديث عن احتكار الحكم للبطنيين وقال بجواز أن يحكم غيرهم. نص المقابلة في موقع الوسط http://www.alwasat-ye.net/?ac=3&no=32290

[6] رسالة عبدالملك الحوثي للرئيس السابق صالح والذي قال فيها " نكتب إلى فخامتكم هذه الرسالة للتأكيد على ما أكدنا عليه مرارا من أنا لسنا ضد النظام الجمهوري ولا ضدك وأنا لا نسعى أبدا إلى فرض الإمامة كما يشيعونه عنا"  موقع صحيفة الوسط  http://www.alwasat-ye.net/?ac=3&no=33490

 

[7] مبدأ شيعي يقول بجواز إظهار شيء واستبطان شيء آخر في حالة الاضطرار وتفاديا لقمع السلطات.

[8] الصفحة الرابعة من الوثيقة https://dl.dropboxusercontent.com/u/24926962/zaidi.pdf

[9] الصفحة الثانية من الوثيقة (المرجع السابق)

[10] الصفحة الرابعة من الوثيقة (المرجع السابق)

[11] أطلق على هذه الحملة بالحرب الأولى وقد بدأت في يونيو 2004 واستمرت حتى سبتمبر من نفس العام. أنظر نزاع صعدة. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9_%D8%B5%D8%B9%D8%AF%D8%A9

[12] تم إلغاء المعاهد في 2001  وتم دمجها بالتعليم العام، أنظر http://www.almoslim.net/node/85325

[13] خلال السبعينات والثمانينات شهدت اليمن حركات سياسية نشطة كان من أهمها الشيوعيين المدعومين من حكومة الجنوب، والبعثيين المدعومين من العراق وسوريا والناصريين المدعومين من ليبيا.

[14] يصلي أتباع المذهب الزيدي والسني في نفس المسجد، ويصلي السنة خلف إمام زيدي والعكس.

[15] بعد ثورة سبتمبر أستمر سكان المنطقة الزيدية بالهيمنة على السلطة في اليمن، فجميع رؤساء الجمهورية في الشمال قبل الوحدة، وصالح بعدها ينتمون للمنطقة الزيدية، إلا أن كلهم باستثناء الرئيس السلال كانوا قد أصبحوا سنة.

[16] يسمى هؤلاء بالسادة، وفي بعض المناطق بالإشراف، وينقسمون إلى زيود وسنة.

[17] كان المذهب الزيدي ينتشر في مناطق الهضبة العليا من اليمن الشمالي السابق، والتي تمتد من حدود السعودية شمالا إلى جبل سمارة جنوبا والذي يقع على بعد 130 كم جنوب العاصمة صنعاء.

[18] أُطلق على المواجهات العسكرية التي حدثت بين القوات الحكومية والحوثيين (2010:2004) بالحروب الست.

[19] ينتمي علي محسن الأحمر إلى قبيلة الرئيس السابق صالح، وإلى قرية بيت الأحمر التي تسمى بها، وكان يعد بمثابة الرجل الثاني في الدولة بعد صالح حتى صعود نجم نجل صالح أحمد، والذي بدأ في إزاحة الأحمر عن هذا الموقع.

[20] شيخ مشايخ قبائل حاشد والتي تعد من أهم القبائل اليمنية.

[21] لا تتوفر حتى الآن أي أدلة قاطعة للتفاهمات بين هادي والحوثي، إلا أن هناك الكثير من القرائن التي تؤكدها، أهمها زيارة هادي لمدينة عمران بعد سيطرة الحوثيين عليها وتحييده لقوات الجيش والأمن خلال تمدد الحوثيين.

[22] أسس الشيخ مقبل الوادعي في بداية الثمانينات من القرن العشرين مركز دار الحديث في بلدة دماج التي تقع في جنوب شرق مدينة صعدة، وقد أصبح هذا المركز من أهم مراكز السلفية في اليمن حتى تم إخراج السلفيين منها وتدمير بعض المباني التابعة للمركز على يد الحوثيين في بداية 2014. أنظر.

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%AC#.D8.AF.D8.A7.D8.B1_.D8.A7.D9.84.D8.AD.D8.AF.D9.8A.D8.AB_.D8.A8.D8.AF.D9.85.D8.A7.D8.AC  

[23] عام الحوثيين في اليمن، الجزيرة نت.

 http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2014/12/26/2014-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86

[24] المرجع السابق.

[25] قال الرئيس هادي بأن عمران عادت إلى حضن الدولة، رغم انها كانت قد سقطت بيد الحوثيين، أنظر.

http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2014/07/140723_yemen_hadi_omran_visit

 [26] رفعت الأسعار بنسبة عالية، وبأكثر مما كان متوقع، للمزيد انظر 

http://www.skynewsarabia.com/web/article/677873/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%94%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7%D9%8A%D8%A9

[27] بعد التوقيع على المبادرة الخليجية تولت عدد من الدول عبر سفرائها في صنعاء الإشراف على تنفيذها، وقد سميت هذه الدول بالراعية للاتفاقية، وتشمل هذه الدول كلا من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، ودول مجلس التعاون باستثناء قطر.

[28] صرح أحد المسؤولين اليمنيين في جلسة مغلقة لندوة عقدت في الدوحة في إبريل 2015 - شارك فيها الباحث - بأن السعودية عرضت على الرئيس هادي استخدام القوات الجوية السعودية للضغط على الحوثيين لإنهاء الحصار عن صنعاء إلا أنه رفض ذلك.

[29] أنظر سلسلة مقالات للكاتب اليمني مروان الغفوري تحت أسم ليلة سقوط الجمهورية.

 https://www.facebook.com/alghafory/posts/10152884540309047

[30] أنظر المرجع السابق

[31] أخبر الباحث أحد قادة حزب الإصلاح بأن محافظ محافظة الحديدة صخر الوجيه، والذي عزله الحوثيون، لم يتمكن من التواصل مع الرئيس هادي ليخبره بكيفية التعامل مع القوة الصغيرة التي كانت تحاصر مقره، وعندما تواصل مع مكتب وزير الدفاع تم إبلاغه بأن لا يقاومهم.   

[32] يشغل الأحمر منذ ابريل 2016 منصب نائبا للرئيس هادي.

[33] بعد خروج صالح من السلطة تحدث الكثير من القادة العسكريين والسياسيين عن أن صالح كان يوقف الحرب في وضع كان الحوثيون في وضع عسكري صعب، وأنه بذلك الأمر كان يحرم القوات العسكرية من إلحاق الهزيمة بالحوثيين.

[34] خلال الاعتصام الشهير فيما سمي بساحة التغيير في صنعاء أسس الحوثيون ما يمكن اعتباره جناح خاص بهم داخل هذه الساحة سمي بساحة شباب الصمود، وقد استقطبوا من خلال تواجدهم في الساحة جزء من المحتجين وبالذات المناوئين لحزب الإصلاح بجناحيه العسكري الممثل بعلي محسن الأحمر والقبائل الممثل بالشيخ حميد الأحمر، وقد استمر تواجد أنصار الحوثيين في الساحة حتى بعد أن غادرتها القوى الأخرى.

[35] تم تعيين فارس مناع، أحد كبار تجار الأسلحة في اليمن، محافظًا لصعدة،  في شهر مارس 2011، بإيعاز من الحوثيين وموافقة من القوى الثائرة على الرئيس السابق صالح. أنظر موقع المصدر اونلاين.

  http://almasdaronline.com/article/17844   

[36] هناك الكثير من الشهادات لضباط في القوات المسلحة أفادت بأنهم أبلغوا من قبل وزير دفاع هادي بأن لا يقاتلوا الحوثيين ويسمحوا لهم بالسيطرة على المعسكرات التابعة لهم ونهب الأسلحة والمعدات. وقد ذكر الكاتب مروان الغفوري الكثير منها في سلسلة كتاباته "ليلة سقوط الجمهورية". مرجع سابق

[37] حسب روايات متعددة سمعها الكاتب من قيادات تابعة لحزب الإصلاح فإن الرئيس هادي مارس عليهم الكثير من الخدع، ولم يف بالتعهدات التي قطعها لهم بمواجهة الحوثيين، وعدم السماح لهم بالدخول إلى صنعاء.

[38] في قرارات من قبل اللجنة الثورية العليا تم ترقية عدد كبير من الحوثيين من رتب دنيا إلى أعلى رتبة في وزارة الداخلية، يمكن الاطلاع على هذه الترقيات على هذا الرابط  http://sjl-news.info/n/1171581/

[39] رفض المؤتمر الشعبي حليف الحوثيين الاعتراف بالإعلان الدستوري، وهو الأمر الذي حال دون استكمال الحوثيين تنفيذ ما ورد في الإعلان.

[40] لا يعرف بالضبط حجم الهاشميين في اليمن، غير أن الانطباع العام يوحي بأنهم لا يتجاوزوا مئات الآلاف.  

 

مقالات لنفس الكاتب