; logged out
الرئيسية / مركز الملك سلمان قدم 550 طن أدوية و 75 مليون دولار لصحة اليمنيين ....المخلافي: الحكومة اليمنية مستعدة لتقديم كل التنازلات الصعبة من أجل السلام

العدد 122

مركز الملك سلمان قدم 550 طن أدوية و 75 مليون دولار لصحة اليمنيين ....المخلافي: الحكومة اليمنية مستعدة لتقديم كل التنازلات الصعبة من أجل السلام

الثلاثاء، 29 آب/أغسطس 2017

أكد وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي أن الحكومة الشرعية لبلاده متمسكة بالحل السياسي والسلمي في اليمن الذي يحفظُ أمنَه واستقلالَه ووحدتَه وسلامةَ أراضيه والقائمُ على المرجعياتِ الثلاث المتفق عليها محليًا وإقليميًا ودوليًا وهي المبادرةُ الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجاتُ الحوار الوطني وقراراتُ مجلس الأمن ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2216، وقال في هذا الصدد نعيد التأكيدَ مجددًا على أن الحكومةَ اليمنية مستعدةٌ لتقديمِ كل التنازلات مهما كانت صعوبُتها من أجلِ السلامِ العادلِ والمستدام الذي يستحقهُ الشعبُ اليمنيُ العظيم/ موضحًا أن حكومة اليمن الشرعية  قبلت كل المقترحاتِ التي قدمها المبعوث الخاص إسماعيل ولد شيخ أحمد، مشددًا على أن "سنظلُ منفتحين على كلِ الأفكار والمقترحات، لكن في المقابل , على هذا المجلس ومن خلفهِ المجتمعُ الدولي أن  يوجهَ رسالةً واضحةً ومحددةً وقوية للطرف الرافض لمقترحات المبعوث وأن يضغطَ على الطرفِ الانقلابي من أجلِ القبول بهذه المقترحات التي أيّدها مجلس الأمن والذهاب بنوايا صادقةٍ وعقولٍ منفتحةٍ للسلام إلى طاولة المشاورات.

 

وأكد المخلافي استعداد حكومة بلاده إعادة فتح وتشغيل مطار صنعاء الدولي إذا قبل الانقلابيون عودة طاقمه القديم، وإذا تولت الأمم المتحدة الإشراف عليه.

 وذكر وزير الخارجية اليمني في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن في الثامن عشر من أغسطس 2017م،"نعرب عن تقديرنا للمناشدات الدولية بفتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات ورغم كل المخاوف والمخاطر الأمنية المتعلقة بالمطار وتشغيله من قبل مليشيا المتمردين". معلنًا استعداد الحكومة للموافقة على فتح مطار صنعاء في حال قبلت المليشيا ترك موضوع إدارته للموظفين الرسميين التابعين للدولة وتحت إشراف الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الانقلابيين يستطيعون  الحصول على السلام مع كل فئات الشعب اليمني إن التزموا بكل استحقاقات السلام ومتطلباته، لكن لايجب أن يحصلوا على مكافأة لجرائمهم، إلا أن هذه المليشيا ضربت عرض الحائط بكل الخيارات السلمية وكل التضحيات والتنازلات التي قدمها الرئيس هادي من أجل عدم الدخول في أتون حرب عبثية يكون الخاسر الأول والأخير فيها هو شعبنا اليمني العظيم ".. مشددًا في هذا الصدد على أنه برغم ذلك "فإننا سنظل نمد يدنا للحل السلمي العادل والشامل الذي يقوم على المرجعيات ويؤسس لسلام حقيقي لا يفضي لجولات حروب عبثية قادمة ولا يقبل بالابتزاز ولا يكافئ الانقلابيين والإرهابيين والعصابات على انتهاك سيادات الدول الوطنية."

 وفيما يلي نص الكلمة:

   اسمحوا لي بدايةً أن أهُنئكم سعادة السفير عمرو أبو العطا المندوب الدائم لجمهورية مصر العربية لدى الأمم المتحدة لتسلمه رئاسة مجلس الأمن، على إدارتكم الحكيمة لأعمال المجلس للشهر الحالي وأن أتقدمَ بالشكر الجزيل والامتنان لإتاحتكم الفرصةَ لنا للحديث أمام مجلسكم الموقر.

   أودُ أن أعربَ عن سعادتي للمشاركة في هذه الجلسة الاستثنائية التي يخصصُها مجلسكم الموقر لمناقشة الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن، كما أودُ أن أؤكدَ أن هذه المشاركة ماهي إلا تأكيدًا لقناعاتنا الراسخة في الحكومة اليمنية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بأن الحل الأنسب والأنجع لما تواجههُ بلادي اليمن من أوضاعٍ إنسانيةٍ وصحيةٍ غايةً في الخطورة والتعقيد بعد مرور قرابةَ العامين والنصف من الانقلاب الدموي الذي قادته مليشيات الحوثي بالتحالف مع الرئيس السابق وبدعم من إيران، هو الحل السلمي القائم على المرجعيات الثلاث التي أجمع عليها اليمنيون، بمن فيهم العناصر التي انقلبت على الدولة لاحقًا، ودعَمَها المجتمعُ الدولي ومجلسُكم الموقر هذا.  لقد ظلت أيدينا ومازالت وستستمر ممدودةً للسلام المستدام الذي ينشده اليمنيون لأننا لم نكن يومًا دعاةَ حرب ولم تكن الحرب خيارنا ولكنها فُرِضت علينا من قبل هذه العصابةِ المتمردةِ على الشرعية الدستورية وعلى الشرعية الدولية. لقد ذهبنا إلى مشاورات السلام في جنيف وفي بييل بنوايا صادقةٍ وآمالٍ عريضة بتحقيق السلام في بلادي اليمن التي كانت تلقب يومًا بالعربيةِ السعيدة ورغم عدم تنفيذ الانقلابيين لإجراءات بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها في بييل، إلا أننا ذهبنا إلى الكويت وأمضينا هناك 115 يومًا رغبةً في السلام ولأننا حكومة مسؤولة عن هذا الشعب من صعدة وحتى المهرة، لكن وللأسف كان حضور ومشاركة الانقلابيين في كل هذه الجولات عبارةً عن مناورةٍ ومراوغةٍ في مخططهم الإجرامي لتدمير اليمن والاعتداء على الدول المجاورة ضمن مخططٍ تقُوده إيران لنشر التوتر وزعزعةِ الاستقرار في المنطقة ومحاولةٍ لكسب الوقت لمواصلة انتشار مليشيات الموت والدمار التابعة لهم في إطار مخططٍ كبير للمنطقة كلِها يهدفُ إلى تدمير الدولةِ الوطنية ويستبدلُ الدولةَ بالطائفة والجيشَ بالمليشيا .

 لقد أصبحت اليمن بسبب هذه المليشياتِ الانقلابيةِ المجرمة عنوانًا رئيسيًا لمثلثِ الموت: الجهل والفقر والمرض وهو نفسُ المثلثِ الذي عانت منه اليمن إبان حكمِ الإمامةِ المستبد وهو الحكمُ الذي تحاول هذه العصابة إعادتَه إلى اليمن، لكن شعبَنا قد لفظ الاستبدادَ والكهنوتَ إلى الأبد. هل يمكن أن تقبلَ أوروبا والعالم المتحضر اليوم أن تعودَ إلى عصورِ الظلام والحقِ الإلهي في الحكم؟ بالتأكيد لن يقبلَ أحد وبالمثل لن يقبلَ اليمنيون أن تَحكُمَهم قلةً تدعي الحقَ الإلهي كما تدعي هذه العصابةِ الانقلابيةِ التي أتت من وراء التاريخ.

في الوقتِ الذي حققت فيه الحكومةُ الكثيرَ من جهود إعادةِ الإعمار وتحسينَ الخدمات والأمن في المناطق المحررة بدعم ومساندة الأشقاء في التحالفِ العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مازالت المناطقُ الواقعةُ تحت سيطرةِ الانقلابيين تعاني من القهر والمجاعة وانتشار وباء الكوليرا وليس ذلك بسبب نقصٍ في المواد الغذائية المتوفرة في الأسواق وإنما بسببِ توقف المليشيات عن دفعِ رواتب موظفي الدولة منذ عشرةَ أشهر ونهبِ الأموال من البنك المركزي في صنعاء والمتاجرةِ بالوقود والمساعدات الإنسانية في السوق السوداء الأمر الذي يَجني منه الانقلابيون مليارات الدولارات بينما يتضورُ ملايين اليمنيينَ جوعًا ويموتون بسبب الأمراضِ القابلةِ للشفاء. 

 كانت الحكومةُ اليمنية ومازالت منفتحةً على كل المقترحاتِ التي قدمها المبعوث الخاص لأنها تؤمنُ بالسلام ولم تخترِ الحرب لكن الانقلابيين يرفضون كل هذه المقترحات الأمرَ الذي يجعلُ الصراعَ مستعصٍ على الحل والسببُ بسيط، فأخطرُ صفاتِ الحرب أنها أصبحت مربحةً إلى حدٍ كبير لهذه المليشيات، ففي الوقت الذي يتضورُ فيه الشعب في مناطق سيطرة المليشيات من الجوع، يجني أمراء الحرب الحوثيين المليارات فكيف لهم أن يقبلوا السلام ويتخلوا عن هذه الأموالِ الطائلةِ الملوثةِ بدماء اليمنيين.

 وأود هنا الإشادة بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلسكم الموقر في 9 أغسطس حول خطر المجاعة في كل من اليمن والصومال وجنوب السودان وشمال شرق نيجيريا والذي أدان أطرافًا معينة والتي فَشِلت في ضمان الوصول المستمر وغيرِ المقيدِ لمساعداتِ الغذاء الضروريةِ والمساعداتِ الإنسانيةِ الأخرى. فماتزالُ مليشيات الحوثي وصالح منذ أكثر من عامين ونصف تحاصرُ مدينةَ تعز الباسلة وتمنعُ دخولَ المساعداتِ الإنسانيةِ والطبيةِ والموادِ الغذائيةِ وتقصفُ المدينةَ ليل نهار . وإذ نقدرُ المناشدات الدوليةِ بفتح مطار صنعاء أمام الرحلات ورغم كل المخاوف والمخاطر الأمنيةِ المتعلقةِ بالمطار وتشغيله من قبل مليشيات المتمردين فإننا نعلن استعدادنا للموافقةِ على فتح مطار صنعاء في حال قبلت المليشيات ترك موضوع إدارته للموظفينَ الرسميينَ التابعينَ للدولةِ قبل الانقلاب وتحت إشرافِ الأمم المتحدة فنحن حريصون على تخفيفِ معاناةِ أهلِنا في عاصمتِنا الحبيبةِ صنعاء جراء الانقلاب والحرب. إلا أننا في الوقت نفسه نستغرب ألا نسمعَ أيةَ مناشدةٍ أو تأنيبٍ للضميرِ الإنساني على الحصارِ الجائرِ على مدينةِ تعز من قبل هذه المليشيات، فسكانُ تعز  يشعرون بأن المجتمعَ الدولي يكيلُ بمكياليين.

تعز ، أيها السادة، تدمرُ وتقصفُ بشكلٍ يومي ..أصبحت هذه المدينةَ الجميلةَ الوادعةَ والمسالمة، والتي كان يطلق عليها الحالمة، أصبحت أطلالَ مدينة، فقد قُصِفت ودُمِرت مبانيها ومدارسها ومستشفياتها وجوامعها وآثارها في قصف عشوائي لم يتوقف وهو قصفٌ لم يصْب الحجر فقط بل تسللَ وأختطفَ أرواحَ البشرِ المدنيين وخاصةً النساءَ والأطفالَ الذين يُقتلون كل يومٍ وتُصيبُهم الأمراضَ والأوبئةَ والجوع ويلعب الحصارُ دورَه المكمل، اذ يستغرقُ الخروجُ من المدينةِ أو الدخولُ اليها الآن زهاءَ سبعَ ساعاتٍ بعد أن كان يستغرقُ عشرَ دقائقٍ فقط فقد بلغَ عددُ القتلى في المدينةِ 4164 شخصًا وعددُ الجرحى 17911 شخصًا. لقد تحولت حياةُ سكانِ تعز إلى جحيمٍ بعد أن كانت مدينةُ التعليمِ والثقافةِ والورودِ والحبِ والفنِ والأولياء.

إن هذه المأساةَ التي تشابهُ أكبرَ المآسي في العالم لم تجدَ الاهتمامَ الكافي من أحد بما في ذلك المنظمات الإنسانية والأممية.

تعز تستصرخُكم وتناشدُ ضمائَركم قبل القوانين أن تقفوا معها وأن تفكوا حصارها وأن يصبحَ فك الحصارِ عنها أولويةً لكلِ المؤمنينَ بحقِ الإنسانِ في الحياة وكل الذين يريدون السلام أن يعودَ إلى اليمن وإنهاء معاناةِ اليمنيين.  لقد كان فكُ حصارَ تعز في أولوياتِ مشاوراتِ السلام وجرت اتفاقاتٌ كثيرة حول ذلك بإشرافِ الأممِ المتحدة والمجتمعِ الدولي ولكن دون تنفيذ. إن أبناءَ تعز يتطلعون إلى أن تزورَ مدينَتهم المنكوبة وفودٌ كثيرة ليطلعوا على حجمِ المعاناة، مع الشكر والتقدير لكلِ من تجاوزوا كل شيءٍ واستجابوا لواجبِهم الإنساني واخترقوا الحصار.

   إننا متمسكون بالحل السياسي والسلمي في اليمن الذي يحفظُ أمنَه واستقلالَه ووحدتَه وسلامةَ أراضيه والقائمُ على المرجعياتِ الثلاث المتفق عليها محليًا وإقليميًا ودوليًا وهي المبادرةُ الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجاتُ الحوار الوطني وقراراتُ مجلس الأمن ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2216 ، ونعيد التأكيدَ مجددًا أن الحكومةَ اليمنية مستعدةٌ لتقديمِ كل التنازلات مهما كانت صعوبتها من أجلِ السلامِ العادلِ والمستدام الذي يستحقهُ الشعبُ اليمنيُ العظيم ولذا فقد قبِلنا كل المقترحاتِ التي قدمها المبعوث الخاص السيد إسماعيل ولد شيخ أحمد وسنظلُ منفتحين على كلِ الأفكار والمقترحات، لكن في المقابل على هذا المجلس ومن خلفهِ المجتمعُ الدولي أن  يوجهَ رسالةً واضحةً ومحددةً وقوية للطرف الرافض لمقترحات المبعوث وأن يضغطَ على الطرفِ الانقلابي من أجلِ القبول بهذه المقترحات التي أيّدها مجلسُكم الموقر والذهاب بنوايا صادقةٍ وعقولٍ منفتحةٍ للسلام إلى طاولة المشاورات، ودعوني هنا أقتبس من ديباجةِ ميثاق اليونيسكو التي تنص على "لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام" نهاية الاقتباس.

 اسمحوا لي هنا أن أوضحَ جملةً من الأمور:

أولاً: نؤكدُ في الحكومةِ اليمنية على استمرارِ دعمِنا لجهودِ المبعوث الخاص للأمين العام السيد إسماعيل ولد شيخ أحمد وتأييدنا للمقترحات والأفكارِ الأخيرة التي طرحها المبعوثُ على فخامةِ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والمتمثلة بترتيبات انسحاب المليشيات من ميناء ومحافظة الحديدة في ضوء مشاوراتِ السلام في الكويت العام الماضي وكذا تشكيلُ لجنةٍ فنيةٍ من الخبراء الماليين والاقتصاديين لمساعدةِ الحكومة في إيجاد آليةٍ مناسبةٍ وعاجلة  لدفع مرتبات الموظفين في الجهاز الإداري للدولة والتعامل مع الإيرادات في مناطق سيطرةِ الانقلابيين بهدفِ توفيرِ السيولةِ اللازمة لتغطيةِ هذه النفقات. والتي وللأسف مازالَ  تحالف الحوثي- صالح يقابلُها بالرفض.

ثانيًا: ما كان يمكنُ لهذه العصابةِ أن تستمرَ في رفضِ كل مقترحات السلام وترفضَ الانصياع لقراراتِ الشرعية الدولية لولا الدعم المادي والعسكري واللوجيستي المستمر من قبل إيران. فبفضلِ هذا الدعم والأسلحةِ الإيرانية التي يتمُ تهريُبها لهذه المليشيات، أصبحت مليشيات الانقلابيين تشكلُ تهديدًا خطيرًا على اليمنيين وعلى جيرانِهم وأشقائِهم في المملكة العربية السعودية عبر استهدافِهم بالصواريخِ الباليستية وعلى الملاحةِ والممراتِ الدولية في البحر الأحمر عبر مهاجمتها للسفن التجارية والعابرة وزرعِ الألغام البحريةِ المهددةِ لأمنِ وسلامة الملاحة الدولية.

ثالثًا: نؤكدُ استمرارَ الحكومةَ في جهودها لمكافحة الإرهاب واستمرار تعاونُها مع المجتمع الدولي في مكافحةِ هذه الآفةِ الخطيرة التي كانت اليمن أولى ضحاياها. إن النجاحات الأخيرة التي تمت في محاربة القاعدة وتطهير مدينة المكلا منها في أبريل 2016م، بدعم ومساندة قوات التحالف العربي، دليلٌ واضحٌ على عزمنا على محاربة كل جماعات الإرهاب والتطرف ليس عسكريًا فقط وإنما فكريًا وثقافيًا أيضًا وكذا عبر إنهاءِ الانقلاب الذي يغذي الإرهاب ويتبادل معه الأدوار في إغراق البلاد في الفوضى والعنف والقتل والدمار وفي توفير مبررات بقاء كل منهما.

رابعًا: ما يزالُ عدد المعتقلين والمخفيين في سجون الحوثيين يزدادُ يومًا بعد يوم من دونِ أن يرفعَ المجتمعُ الدوليُ صوتَه للدفاعِ عن هذه الحقوقِ الإنسانيةِ المنتهكة، وتتضاعف هذه المعاناة لأن هناك من وراءِ المعتقلين عائلاتٌ وأطفالٌ يعانون نتيجةَ عدم معرفةِ مصيرَ أبنائِهم وذويِهم وغيابِ الأب والأخ والمعيل فيما يواصلُ الضميرُ الإنسانيُ الصمتَ الرهيب حيال هذه القضية.

خامسًا: إن كل محاولة للانفراد أو الإقصاء أو سيطرة أقليةٍ أو طائفةٍ على السلطة والثروة في اليمن، وهو ماتسعى إليه هذه المليشيا الانقلابية، ستفشلُ مهما طال الزمن وسيسودُ السلامُ على أساسِ نبذ الإقصاءِ والعنف والمشاركةِ في السلطةِ والثروة والتعايشِ والسلمِ والحريات العامة والعملِ السياسي السلمي.

سادسًا: إن المتاجرةَ بمعاناةِ الناسِ جريمةٌ وإيجادُ الحلولِ الجادةِ والحقيقيةِ والشاملة وبمعيارٍ واحدٍ وانفتاحٍ على كل الأفكار هي الخطوةُ الشجاعة التي ينتُظرها شعبنا.

سابعًا: يستطيع الانقلابيون أن يحصلوا على السلام مع كل فئاتِ الشعب اليمني إن التزموا بكل استحقاقات السلام ومتطلباته، لكن لايجب أن يحصلوا على مكافئة لجرائمهم.

  إن هذه المليشيات ضربت عرضَ الحائط بكل الخيارات السلمية وكل التضحيات والتنازلات التي قدمها الرئيس هادي من أجل عدم الدخول في أتونِ حربٍ عبثيةٍ يكونُ الخاسرُ الأولُ والأخير فيها هو شعبنا اليمني العظيم. ورغم ذلك فإننا سنظل نمد يدنا للحل السلمي العادل والشامل الذي يقومُ على المرجعيات ويؤسسُ لسلامٍ حقيقيٍ لا يفضي لجولات حروبٍ عبثيةٍ قادمة ولايقبلُ بالابتزاز ولا يكافئُ الانقلابيين والإرهابيين والعصابات على انتهاك سيادات الدول الوطنية. 

  أود التأكيد على أن الحكومة اليمنية برئاسة فخامة الأخ الرئيس هادي تبذلُ جهودًا كبيرة لمواجهة الوضعِ الإنساني المتدهور وتفشي وباء الكوليرا في كافة المناطق اليمنية وبشكلٍ خاص المناطقَ التي يسيطرُ عليها الانقلابيون، ووفقاً لبيان وزارةِ الصحةِ اليمنية الصادر في 15 أغسطس 2017م، فقد بلغ عددُ حالاتِ الإصابةِ المشتبهِ بها 508,680 حالة وبلغت حالاتُ الوفاة 1970 حالة، ومن جانب آخر فإن نسبة الذين تم تعافيهم وشفاؤهم من الوباء تصل إلى 99% من الحالات المشتبه بها وهو أمر يعكس نجاح جهودنا المشتركة وفعالية الإجراءات العلاجية رغم الظروف الصعبة لكن الوضعَ مازال صعبًا ويحتاجُ الدعمَ والمساندة. وإذ نثمن غاليًا دعم ومساعدة الدول والمنظمات المانحة في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2017  فإننا نناشد المجتمع الدولي زيادة الاهتمام وتقديم المساعدة. فحتى هذه اللحظة لم يتم تمويل سوى 44% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية رغم أننا أصبحنا في النصف الثاني من العام، كما نهيب بالدول التي تعهدت في مؤتمر جنيف بالإسراع لسداد التزاماتها للأمم المتحدة حتى تتمكن من القيام بالتزاماتها الإنسانية في اليمن.

  ولايفوتُني هنا أن أعبرَ عن شكرنا في الحكومة اليمنية وتقديرنا للسيد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة والدولِ المانحةِ ومركز الملك سلمان للاغاثة الإنسانية ومنظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي والمنظمات الإغاثية في الدول الشقيقة ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت على الدعم والمساعدةِ المستمرة لمواجهةِ تداعيات الوضعِ الإنساني وانتشار وباء الكوليرا في اليمن.  إن الدعمَ السخي الذي قدمَه مركزُ الملك سلمان والمتمثل بـ550 طنًا من الأدوية والمحاليل الطبية وكذا توقيع اتفاقيات مع منظمات الصحة العالمية واليونيسف لتغطية مشاريع مكافحة الكوليرا بمبلغ 66.7 مليون دولار، بالاضافة إلى مبلغ 8.2 مليون دولار لتمويلِ أنشطةِ منظمةِ الصحة العالمية لمعالجة المصابين بالكوليرا، كل هذا الدعم كان له الأثر الأكبر في نجاح هذه الجهود.

إننا في الحكومة اليمنية ملتزمون التزامًا تامًا أخلاقيًا وإنسانيًا ودستوريًا بالقيامِ بواجباتنا تجاهَ شعبنا وبلادنا والعمل على توجيهِ الدعمِ المتاح إلى مختلفِ مناطق البلاد وتوفير الخدمات الصحية لأبناء شعبنا كافةً دون تمييزٍ أو استثناء وسنعملُ على تذليلِ الصعوبات التي قد تعترض ذلك بكل الوسائل المتاحة.

   في الأخير، إننا على يقينٍ راسخ بأن المعالجةَ الحقيقيةَ والمستدامةَ للأوضاع في اليمن تكمن في معالجةِ جذورِ الأزمة من خلال إنهاء أسباب الانقلاب على الدولة وعلى التوافق السياسي الوطني وعودةِ الشرعيةِ ومؤسساتِ الدولة وتطبيعِ الحياة عبر عملية السلام التي تُنهي اختطافَ الدولةِ من قبل مليشيات طهران وأذرعها الإرهابيةِ في المنطقة والضغط على الحوثيين وصالح للعودة إلى محادثاتِ السلام والانخراط بصدقٍ واستعدادٍ حقيقي لتقديم التنازلات من أجل اليمن.  إن بقاء هذا المجلس موحدًا ومتحدثًا بصوتٍ واحد هو ماسيجعلُ فرصَ الحلِ السلمي في اليمن أكبرَ وأسهل وذلك وفقًا لمرجعيات السلام وتطبيقًا للقرارات الدولية التي اتخذها هذا المجلس واحترامًا للقانون الدولي الإنساني.

  ونود هنا أن نثمن الجهود التي يبذلها مجلس الأمن الموقر، وسفراء مجموعة الـ 18 لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن. كما نجددُ شكرنا وعميقَ امتنانِنا للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وبقية دول التحالف العربي لاستعادةِ الشرعيةِ في اليمن. 

مقالات لنفس الكاتب