array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 132

التوازن العسكري في منطقة الخليج ومخاطر نشوب حرب بين أمريكا وإيران

الخميس، 26 تموز/يوليو 2018

كان لانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني والذي عرف بــ (5+1 ) صدى كبير وإن لم يكن مفاجئ طبقًا لتوجهات الرئيس الأمريكي ترامب رغم ما سوف يتبع ذلك من تصدع هذا الاتفاق إن لم يكن انهياره و تداعيات ذلك على أطراف الاتفاق وأيضاً على الموقف الخليجي بشكل خاص والشرق الأوسطي بشكل عام ... وهل يستمر الاتفاق بصيغة جديدة ولتكن ( 4+1 ) مثلاً؟ وهل ستقبل إيران استمرار إيقاف برنامجها النووي، رغم ما ستواجه من عقوبات اقتصادية أمريكية مؤثرة في ذات الوقت ؟ أم ستقبله ظاهرياً وتحاول الالتفاف عليه بالعودة إلى البرنامج النووي العسكري – كما فعلت كوريا الشمالية سابقاً – أم ينزلق الموقف إلى حرب في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران طبقاً لسيناريوهات متعددة ؟وموقف القوى المحلية والإقليمية والدولية من ذلك ... وهذا هو ما سوف نجيب عليه ونعرض له طبقاً لرؤيتنا ...

المحتويات:

الخلفية التاريخية – احتمال نشوب حرب بين أمريكا وإيران وموقف القوى الإقليمية والدولية – عامل الردع والتوازن الاستراتيجي الخليجي الإيراني – سيناريوهات الحرب المحتملة وأطرافها– خاتمة.

أولاً :- الخلفية التاريخية:

         كانت الثورة الإيرانية عام (1979م) بمثابة نقطة فارقة في العلاقات الأمريكية الإيرانية، حيث تحول حليف الأمس وشرطي الخليج ( إيران)  إلى عدو استراتيجي ليس ضد الولايات المتحدة فقط, بل وحلفائها الخليجيين أيضاً, حيث اعتبر أن التوجه الإيراني الجديد، يهدد مصادر الطاقة الاستراتيجية، كما يهدد أمن الشرق الأوسط بشكل عام وأمن إسرائيل بشكل خاص ..

عاونت الدول الخليجية – راضية أو مضطرة – العراق في حربه ضد إيران لمدة ثماني سنوات (1980-1988م) والتي انتهت دون غالب أو مغلوب، لكن الدول الخليجية تفاجأت بغزو العراق للكويت !!!! والذي تم تحريره لاحقًا بواسطة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لتواجه .الدول الخليجية تهديدًا مزدوجًا من كل من العراق وإيران، استتبعه تواجد أمريكي عسكري في منطقة الخليج في شكل تعاون استراتيجي وتعاون مع بعض الدول الغربية الحليفة (بريطانيا وفرنسا) ثم حلف الأطلنطي( NATO ) لاحقاً بعد زوال حلف وارسو ...

          كان احتلال الولايات المتحدة للعراق في (2003م) وحل الجيش والقوى الأمنية العراقية  بمثابة خروج العراق من معادلة القوة في المنطقة الخليجية، ليبقى التهديد الإيراني المتنامي عسكريًا ومذهبيًا مع احتلال جزر إماراتية .. ثم زاد التهديد الإيراني بتنامي امتلاك القدرات الصاروخية متدرجة المدى, والعمل سرًا على امتلاك القدرات النووية، التي ظاهرها سلميًا وحقيقتها عسكريًا، مع ادعاء أن ذلك يخلق توازنًا نوويًا في الشرق الأوسط مع إسرائيل، على غرار ما تم في شبه القارة الهندية بين كل من الهند وباكستان ..

        قادت الولايات المتحدة  توجهًا دوليًا  لفرض عقوبات اقتصادية على إيران ( sanctions  )  لإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي، والذي أسفر في النهاية عن اتفاق (5+1) وجوهرة إيقاف  البرنامج النووي الإيراني مقابل إيقاف العقوبات الاقتصادية والتي سمحت لإيران بحرية الاستيراد والتصدير وخاصة في مجالات تصدير البترول واستيراد الأسلحة، ونتج عن ذلك الاتفاق ضيق خليجي وإسرائيلي ومصري، باعتبار أن ذلك الاتفاق يقرب الولايات المتحدة من إيران على حساب حلفائها في المنطقة، رغم نفى الولايات المتحدة لذلك ...

       نفذ الرئيس الأمريكي ترامب ، ما وعد به خلال حملته الانتخابية   بالانسحاب من الاتفاق ، كما انسحب من اتفاقيات دولية أخرى وقعها سابقه الرئيس أوباما – مما أوجد تداعيات، على باقي الأطراف الموقعة، وخاصة حلفاء الولايات المتحدة الغربيون، وكذلك الهيأة الدولية للطاقة الذرية ( IAEA ) ، كما  أنه يمكن أن يعطي مجالاً أكبر للتقارب الروسي الإيراني، عودة العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد إيران  لن تكون بذات التأثير السابق، حيث ستفتقر إلى الغطاء الدولي إذا ما استمرت إيران في احترام الاتفاق, كما أن إيران ستستمر في صادراتها البترولية – عدا إلى الولايات المتحدة –  التي لن تهددها بأرصدتها في البنوك الأمريكية، حيث تم سحب معظمها عند التوقيع على الاتفاق.

بالإضافة إلى استمرار إيران في تطوير برنامجها الصاروخي، واستمرار استيراد نظم تسليح متطورة  سواء من روسيا أو الصين، وحتى بعض الدول الغربية مثل فرنسا  مما يؤثر في معادلة القوة الإيرانية ــ الخليجية  .

ثانيًا : احتمالية نشوب حرب بين أمريكا وإيران وموقف القوى المحلية والإقليمية والدولية  :

         رغم ضعف فرصة نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران ،إلا أن الأطراف المعنية يجب أن تخطط لمجابهة ذلك، وتضع السيناريوهات المختلفة والمتحملة، وما لكل منها من مميزات وعيوب، حيث قد تكون المميزات لدى طرف ما، هي العيوب لدى الطرف الأخر ، والعكس صحيح ، وأن ضعف فرصة نشوب تلك الحرب من وجهة نظرنا يرجع إلى الآتي:

1-الولايات المتحدة :

توجهت مؤخرًا , لتخفيف تواجدها العسكري، لتقليل الأعباء المادية وتجنب الخسائر في الأرواح، حيث الرأي العام الأمريكي الضاغط ، طالما أن ذلك لا يمس أمن الولايات المتحدة القومي  بشكل مباشر، ولا أمن إسرائيل أيضًا.. وهو ما أدى إلى الانسحاب الأمريكي تباعًا من أفغانستان (2011م) ومن العراق (2014م) كما أن الرئيس الأمريكي ترامب اختار التعامل بالحوار مع كوريا الشمالية، الأكثر عداءً و تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة من إيران، وأن القيادة الكورية الشمالية، أكثر تطرفًا ورعونة، مع امتلاك فعلي للأسلحة النووية!!!

         وأيضاً لا تملك الولايات المتحدة من يحارب نيابة عنها (Proxy war) بل هي التي ستقوم بذلك بنفسها، ودفاعًا عن حلفائها في مجلس التعاون الخليجي، طبقًا للاتفاق الاستراتيجي بينهما، بالإضافة إلى بعض حلفائها كبريطانيا و فرنسا و حلف الأطلنطي (NATO )..

           إن استمرار إيران في الالتزام بالاتفاق، حتى لو تحول إلى صيغة (4+1) بانسحاب الولايات المتحدة، لن يعطي مبرر للأخيرة بشن الحرب ضد إيران، خاصة أن هذا الالتزام يصب في صالح دول مجلس التعاون، وإسرائيل أيضًا..

2-إيران:

   لا ينتظر أن تسعى إلي إشعال حرب أو مواجهة مع الولايات المتحدة، وينتظر ألا يتعدى تلك المواجهات، بعض المناوشات البحرية في الخليج العربي والتهديد بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، مع استمرار الاحتلال للجزر الإمارتية الثلاثة، واستمرار مطالبتها المستفزة بأحقيتها في مملكة البحرين، و استمرار تدخلها العسكري في كل من العراق وسوريا واليمن، مما يعطي  قواتها المسلحة خبرة قتال وتعاون مع حلفائها، وخاصة في سوريا .

3-دول مجلس التعاون الخليجي :

        رغما تلك الحرب بين كل من الولايات المتحدة وإيران إلا أنها يجب أن تعد العدة لمجابهة ذلك، حيث ستشكل مجموعة دول المجلس، الجزء الأكبر من مسرح الحرب في حالة حدوثها، حيث ستكون كل دولها والجزء الشرقي لكل من السعودية وسلطنة عمان – رغم حيادها – هي الأهداف الرئيسية في مرمى الصواريخ الإيرانية الكثيفة .....

4-إسرائيل :

ستكون على أهبة الاستعداد للتدخل الجوي ضد الأهداف النووية الإيرانية، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة ، في حالة بدء الأخيرة للحرب، أو بالتنسيق أو بدونه في حالة بدء إيران الحرب ...

5-تركيا :

               لا ينتظر تدخلها لدعم أي  طرف ضد الأخر ، لاعتبارات مصالح اقتصادية وبترولية مع إيران، واعتبارات مذهبية مع دول الخليج، كما أنها ذات الوقت إحدى حلفاء الولايات المتحدة وأيضًا إحدى دول حلف الأطلنطي ( NATO)....

6-مصر :

ستراقب عن كثب الموقف مع الاستعداد للدعم الخليجي جوًا وبحرًا ، كاحتياطي استراتيجي عربي تحت مظلة الجامعة العربية ...

7-روسيا الاتحادية :

            ستحاول التدخل لإيقاف الحرب حالة نشوبها، والسعي لدى مجلس الأمن لذلك ،ولكنها ستكون مستعدة لتقديم الدعم العسكري الخفي لإيران ،مع استكمال توريد صفقات السلاح المتقدمة إليها طبقًا لما تم إبرامه سابقًا، وخاصة في مجالات القوات الجوية والدفاع الجوي والبحري ...

ثالثـًا : عوامل الردع والتوازن الاستراتيجي الخليجي – الإيراني والقوى الإقليمية والدولية المتداخلة :

 وسوف تشمل أولاً،  الميزان العسكري لدول مجلس التعاون الخليجي ذاتها كما يوضحها ملحق (أ)  أما ملحق (ب) فسيقارن بين دول المجلس مجتمعة في مواجهة إيران، وأيضًا سيلقي الضوء على القوى الإقليمية المتداخلة بشكل عام (مصر – إسرائيل) والقوى الدولية الكبرى المؤثرة  ( الولايات المتحدة – روسيا ) ... وقد تم استبعاد كل من العراق من القوى الخليجية حاليًا نظرًا لظروف العراق التي لا تمكنه من دعم  طرف تجاه الآخر .. وكذلك تم استبعاد تركيا ، كما تم توضيحه سابقـًا ...

كما تم تناول القوى الكبرى  بشكل عام، وفقط لإعطاء مؤشرات على قوة إمكانيات التدخل والدعم أو المواجهة العسكرية بشكل مباشر وخاصة الولايات المتحدة....

1- الميزان العسكري داخل مجلس التعاون الخليجي  ( ملحق أ ) المرفق :

 

أ-الترتيب الدولي (136) دولة، والشرق الأوسط ( 15) دولة:

كانت الأولوية للسعودية () ثم الإمارات () ثم سلطنة عمان () فالكويت()والبحرين () وأخيرًا قطر ()

ب-القوات العاملة و الاحتياطية:

(1)       القوات العاملة : جاء الترتيب مشابه للترتيب الدولي والشرق أوسطي ،مع قوة عسكرية محدودة لكل من البحرين وقطر ارتباطـًا بعدد السكان...

(2)  القوات الاحتياطية: جاءت البحرين متقدمة على كل من الكويت ثم السعودية ثم سلطة عمان، مع عدم  وجود قوات احتياطية لكل من الإمارات وقطر رغم مشروع الأخيرة في بناء ذلك....

ج-  الدبابات ومركبات القتال :

(1)دبابات القتال الرئيسية (MBT): تفوق سعودي كبير (1142) دبابة، تم تنازلياً لكل من الإمارات ( 464)  دبابة ، فالكويت، فسلطنة عمان، وما يكافئ عدد (2)  لواء مدرع للبحرين ، وواحد لواء مدرع لقطر....

(2) مركبات القتال المدرعة (:(A F Vأيضـًا  تفوق سعودي كبير (5472) تم تسلسل تنازلي كالدبابات تقريبًا لكل من الإمارات (2204) ، فسلطنة عمان ، فالكويت، وأخيرًا كل من قطر والبحرين ...

 د-صواريخ الميدان ( الراجمات) :

تفوق سعودي (322) ثم الإمارات (54) فالكويت (27) ثم تنازليًا بقوات محدودة لكل من قطر، فعمان، وأخيرًا البحرين على الترتيب ,,,,

ه-القوات الجوية:

تتميز بالحداثة لكل دول المجلس ومعظمها من الجيل الرابع وطائرات  قتال متعددة المهام ، وتأتي السعودية في المقدمة (487) ثم الإمارات (200) فالكويت (54) فعمان (50)، وأخيرًا كل من البحرين (34) وقطر (24) .

(1)                   المروحيات، الإجمالية، والمسلحة الهجومية :

(أ‌)الإجمالي : السعودية في المقدمة (254) فالإمارات (206) فالبحرين (63) وعمان ثم قطر وأخيرًا الكويت ....

(ب‌)        الهجومية : تفوق إماراتي (30) وتساوي سعودي وبحريني (22) ثم كويتي، ولا تمتلك كل من عمان وقطر هذا العنصر المقاتل .

و-القوات البحرية :

           قوات بحرية محدودة ولا توجد قطع بحرية رئيسية مثل حاملات الطائرات أو الغواصات، ولكن عدد محدود من الفرقاطات والمدمرات، السعودية (7) والبحرين (1) وغير مؤكد  ما تملكه الإمارات ، ولكن الجميع يملك قوارب المرور السريعة، أو الصواريخ الخفيفة للبعض وهنا يظهر مدي الحاجة للدعم البحري سواء من الولايات المتحددة وبريطانيا وفرنسا ومصر....

ز- الميزانيات العسكرية السنوية ( مليار دولار ) :

           تعتبر الميزانيات العسكرية لدول مجلس التعاون الخليجي  من أكبر الميزانيات العالمية، رغم أنها قد لا تشكل نسبة مئوية كبيرة مقارنة بالنتاج المحلي الاجمالي ( (GDPنظرًا لغنى دول المنطقة كدول منتجة ومصدره للبترول والغاز، وتتفوق ميزانية السعودية البالغة ( 56.725) مليار دولار ، وتأتى في المرتبة الثالثة عالميًا  بعد كل من الولايات المتحدة والصين فقط ، كما أنها تسبق روسيا ذات الـ (47) مليار دولار !!

ويترجم ذلك مدى الحاجه إلى امتلاك أسلحه متطورة وذات تكنولوجيا متقدمة وخاصه من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وخاصة في مجالات القوات الجوية التي تشكل قوه الردع الرئيسية في مواجهه إيران ،وأيضًا مضادات الصواريخ  في مواجة الترسانة الإيرانية  الكثيفة، ولتعويض المحدودية البشرية العسكرية المرتبطة بالطاقة السكانية المحدودة لمعظم دول الاتحاد ،مع استهداف بناء (جيش ذكي) فعال مؤثر لا يعتمد على الكم قدر اعتماده على الكيف ...

2ـ الميزان العسكري الخليجي ـ الإيراني  والقوى الإقليمية والدولية المتداخلة: ملحق (ب)

          وهنا نؤكد على مقارنة دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة في مواجهة إيران ،مع إشارة لاحقة إلى القوى الإقليمية (مصرـ إسرائيل) والكبرى (الولايات المتحدةـ روسيا )

أ‌-      الترتيب الدولي (136)والشرق أوسطي (15) :

لا يوجد ترتيب مجمع لدول المجلس، ولكن إيران قفزت إلى المركز(  ) متخطية كل دول الإقليم عدا تركيا () ، ومصر () وبما في ذلك إسرائيل ()...وقد تحققت تلك الطفرة المقلقة للإقليم ،خلال العامين الماضيين،  مع اتفاق (5+1)ورفع العقوبات الاقتصاديه عنها واستيراد العديد من الأسلحة المتطور من روسيا وبعض الدول الغربية (فرنسا) حيث كان ترتيبها السابق () ثم () !!!!

ج- دبابات القتال الرئيسية (MBT) ومركبات القتال المدرعة (  AFV )

تفوق خليجي عددي ونوعي في الدبابات (2363) مقابل (1650) لإيران ،وتفوق كاسح في مركبات القتال المدرعة (10.288)مقابل (2215) فقط لإيران...

د-  صواريخ الميدان التقليدية والبالستية:

تفوق إيراني كبير (1533)مقابل (445) لدول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة ،معظمها تملكه السعودية ..

ب‌-  القوات العسكرية العاملة والاحتياطية :

في القوى العاملة تفوق إيران (534.000)مقابل (391.400) لدول الخليج مجتمعة مع تفوق كبير في القوى الاحتياطية، توفرها القوة السكانية الإيرانية حيث تبلغ أربعة أضعاف (400.000) إلى(96.305) على الترتيب ...

هـ -  القوات الجوية:

           تشكل قوة الردع الخليجية الرئيسية في مواجهة إيران، ففي طائرة القتال المتنوعة ،تتفوق دول المجلس تفوقًا كبيرًا كمًا ونوعًا حيث تبلغ قرابة ثلاثة أضعاف ،(849) إلى (308)على الترتيب وأيضًا في إجمالي المروحيات، حيث تبلغ قرابة أربعة أضعاف (653)إلى (145) على الترتيب .. وفي مجال المروحيات المسلحة الهجومية ،هناك تفوق خليجي كاسح يبلغ ثماني أضعاف (90) إلى (12) على الترتيب ...

و-  القوات البحرية:

على عكس القوات الجوية حيث التفوق البحري الإيراني الكاسح في مجال الغواصات (33) إلى (صفر) حيث تعتبر القوه رقم (5)عالميًا بعد كل من كوريا الشمالية (1) ثم الولايات المتحدة (2) ثم الصين (3) ثم روسيا (4) !!!

مع تقارب في عدد السفن الرئيسية من الفرقاطات والمدمرات وتفوق خليجي في زوارق المرور المسلحة ، ويرجع التفوق في مجال الغواصات الإيراني لأطلالها على سواحل طويلة ومياه عميقة في المحيط الهندي ،عكس الدول الخليجية ذات الاطلالات المحدودة على الخليج العربي، عدا السعودية وسلطنة عمان حيث تطلان على البحر الأحمر وبحر العرب على الترتيب ،بالإضافة إلى الاعتماد على القوى البحرية الاستراتيجية الأمريكية والبريطانية في المنطقة وقيادة الأسطول الخامس في البحرين ...

هذا وقد تم تداول معلومات غير مؤكدة مؤخرًا، عن إعادة تأهيل حاملة المروحيات الإيرانية (؟)وإعادة إدخالها إلى الخدمة ؟؟

ز- الميزانيات العسكرية السنوية (مليار دولار ): 

تفوق خليجي كبير بالمقارنة بإيران حيث تبلغ (58.675) إلى (6.3) على الترتيب وتأتى الميزانية الخليجية في المرتبة الثالثة عالميًا بعد كل من الولايات المتحدة والصين وقبل روسيا ، في القيمة وفي الأسباب ،كما أسلفنا ..

3- موجز عن الميزان العسكري لبعض دول الإقليم المتداخلة ( مصر – إسرائيل )

أ‌-     مصر :

          توضع في الاعتبار ، بصفتها الاحتياطي الاستراتيجي العربي المركزي، وكنسق ثاني لدول مجلس التعاون، في حالة تهديدها بواسطة إيران ، وفى إطار معاهده الدفاع  العربي المشترك لجامعة الدول العربية كما حدث إبان الغزو العراقي للكويت وخاصة في حالة تكوين قوة عربية مشتركة.

   تحتل مصر مكانة متقدمة عالميًا وشرق أوسطيًا بترتيب () ولا يسبقها إقليميًا سوى تركيا عضو حلف الأطلنطي()... وتمتلك قوى عسكرية بشرية كبيرة ، وقوه بحرية متفوقة، حيث تحتل صدارة الإقليم في الدبابات ومركبات القتال (4946) و(15.695) على الترتيب .. وقوة جوية وخاصة في مجال طائرات القتال المتطورة ومتنوعة  المصادر الغربية والشرقية ...... وتحتل القوات البحرية المركز (6) عالميًا، حيث تمتلك (2) حاملة مروحيات متساوية  مع روسيا، ولا يسبقها سوى الولايات المتحدة.... ولكنها توفر ميزانية عسكرية محدودة (4.4) مليار دولار، نظرًا لظروفها الاقتصادية ومحاربة الإرهاب، ولكنها تعتمد جزئيًا علي المعونة العسكرية الأمريكية، ودعم بعض الدول الخليجية الشقيقة وخاصة السعودية والإمارات والكويت والبحرين .....

            ويمكنها وقت الضرورة، الفتح الاستراتيجي الجوي، من خلال القواعد الخليجية وحاملات المروحيات ( مسترال ) وكذلك الفتح البحري بواسطة تلك الحاملات، مع امتلاك قوة غواصات (6) ألمانية عالية التقنية، للعمل خلال البحر الأحمر ، وبحر العرب ....

ب‌-إٍسرائيل :

                نتناول إسرائيل فقط من منظور عدائها المعلن ضد إيران، وتخوفها من المشروع النووي الإيراني، ووقوعها في مدى الصواريخ الإيرانية وخاصة (شهاب – 3) وتتحين الفرصة لتدمير ذلك المشروع ، أسوة بما تم ضد المفاعل العراقي عام ( 1981م) سواء منفردة ( كأسبقية ثانية ) أو في حالة نشوب حرب  تكون طرفها إيران ( كأسبقية أولى ) ... وتمتلك إسرائيل قوة جوية متطورة ( ف 35 ) استخدمتها ضد أهداف إيرانية في سوريا، بما يمكن أن نعتبره نوع من تطعيم القتال ....

كما تمتلك إسرائيل منظومة متكاملة للاعتراض الصاروخي المتدرج من نظم ( باتريوت – وثاد – وارو ) وتدخل تحت القبة الصاروخية الأمريكية ...

 

4-موجز عن الميزان العسكري للدول الكبرى المتداخلة ( الولايات المتحدة – روسيا)

أ‌-     الولايات المتحدة :

          هي الطرف الرئيسي العسكري في مواجهة إيران، سواء كان ذلك بشكل مباشر ، أو شكل دعم لحلفائها الخليجيين في حالة تعرضهم لعمل عسكري إيراني – وطبقًا للتحالف الاستراتيجي بين الطرفين :

  وتحتل الولايات المتحدة، المرتبة الأولى عسكريًا دوليًا، بينما يتراوح المركز الثاني بين كل من روسيا والصين .. وتتفوق الولايات المتحدة تفوقًا  كبير في المجال الجوي والبحري ومجال الأسلحة والصواريخ الذكية، كما أنها تمتلك قواعد عسكرية كبيرة حول العالم ... وأساطيل بحرية قوية، مما يمكنها من الفتح الاستراتيجي لأي مسرح عمليات حول العالم ... حيث تمتلك (20) حاملة طائرات استراتيجية، و(66) غواصة نووية، و(75) فرقاطة ومدمرة، بالمقارنة بما تمتلكه روسيا (1) حاملة (62) غواصة معظمها متقادم، (22) فرقاطة ومدمرة ، كما تمتلك  الولايات المتحدة أكبر ميزانية عسكرية عالميًا  تبلغ (647) مليار دولار بالمقارنة بروسيا (47) مليار دولار فقط...   

ب‌-روسيا الاتحادية :

              هي القوى الكبرى التالية للولايات المتحدة، وتتمتع بقوى عسكرية بشرية كبيرة، وأيضًا قوى برية في مجال الدبابات حيث تحتل الصدارة عالميًا(20300) دبابة، وأيضًا القوة صاروخية (3816)، والقوة التالية الولايات المتحدة في مجال القوات الجوية، ولكنها قوة متوسطة في المجال البحري، حيث تمتلك فقط حاملة طائرات واحدة وعدد (2) حاملات مروحيات، وتعوض ذلك بامتلاك (62) غواصة معظمها نووي، مع ميزانية عسكرية محدودة (47) مليار دولار ، حيث تسبقها السعودية (56.7) مليار دولار، وجارية في تحديث أسطولها البحري المتقادم طبقـًا لخطة الرئيس بوتين حتى (2022).

ينتظر أن تزيد من مبيعاتها العسكرية إلي إيران وخاصة في المجال الجوي والدفاع الجوي ... وفي حالة التوتر يمكنها امتداد إيران من خلال بحر قزوين وموانيه الروسية والإيرانية لاختصار المسافة ..

4-القوة الصاروخية الإيرانية والاعتراضية الخليجية :  (راجع الخريطة )

 

أ‌-  تمتلك إيران ترسانة صاروخية بالستية متدرجة المدي  من (200-300) كم  لصواريخ شهاب (1) و(2) التي تغطي عمق الشاطئ الغربي للخليج العربي، بما فيه من ثروة نفطية ومدن رئيسية ... كما تغطي صواريخ شهاب (3) حتي مسافة (1150) كم تشمل كل الجزيرة العربية وإسرائيل وأجزاء من سيناء، وكل العراق والأردن ومعظم سوريا واليمن .... وهي جارية في تطوير نظم شهاب (4) و(5) و(6) طويلة المدي وحتي العابرة للقارات ... وأيضًا تطوير صاروخ بدر (110) ليصل إلى (3000) كم كصاروخ فضائي، بالإضافة إلى تزاوج استخدام الطائرات بدون طيار من إنتاجها طرازات ( فطرس – شاهين ) ...

ب‌-        تفتقر إيران إلى مضادات الصواريخ الحديثة، وخاصة في حالة الإطلاق الكثيف من قبل دول الخليج – أو الولايات المتحدة – بعكس دول الخليج التي تتمتع  بنظام مضاد للصواريخ (باتريوت – ثاد ) ويمكنها الدخول تحت القبة الصاروخية الأمريكية الخليجية حالة استكمالها .

رابعاً: سيناريوهات الحرب المحتملة وأطرافها حالة نشوبها:

            رغم استبعاد وقوع حرب وشيكة ،إلا أننا سنفترض سيناريوهين  ارتباطا بمن يبدأ الحرب سواء إيران من جهة، أو الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى، وفي كلتا الحالتين،سوف يكون لدول إقليمية دورًا ارتباط  بمصالحها وبالموقف العام، الاستراتيجي حينئذ..

1 – السيناريو الأول: أن تبدأ إيران الحرب:

وهو الأكثر احتمالاً بهدف التخلص  من الضغوط الأمريكية والخليجية بشن حرب ضد الأهداف  الأمريكية العسكرية والخليجية العسكرية والاقتصادية وخاصة الثروة البترولية.

أ – الجانب الإيراني:

سيخطط لتحقيق المفاجأة الاستراتيجية، وتوجيه ضربات صاروخية وجوية كثيفة لينفذ بعضها من المضادات الخليجية الجوية والصاروخية إلى الأهداف الأمريكية العسكرية والخليجية العسكرية والاقتصادية والسكانية مع تأمين المنشآت النووية بواسطة وحدات ( (s-200) أو((s-300)  حالة الحصول عليها، مع محاولة احتلال مملكة البحرين...

ب – الجانب الخليجي

وسيخطط لاستيعاب الضربة الإيرانية باعتراض معظم صواريخها، مع الاستعداد لتوجيه ضربة مضادة قوية يستخدم فيها القوة الجوية الخليجية وأيضًا القوة الجوية الصاروخية الذكية الأمريكية، وسوف تستهدف الضربات مرابض الصواريخ والأهداف الإيرانية النووية كأسبقية أولاً ثم مخازن الأسلحة والصواريخ كأسبقية ثانية ،ثم مواقع التصنيع العسكري وباقي الأهداف العسكرية وخاصة البحرية كأسبقية ثالثة.

2- السيناريو الثاني: أن تبدأ الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الحرب:

وهو الاحتمال التالي بهدف توجيه ضربة عنيفة وشاملة ضد كل الأهداف الإيرانية وفي وقت واحد تقريبًا مع الاستعداد لتكرار الضربات لتحقيق أكبر نتائج تدميرية وخاصة ضد القدرات النووية والترسانة الصاروخية.

ب – الجانب الإيراني :

سيحاول الرد بما تبقى لديه من قدرات صاروخية ضد الأهداف الخليجية والأمريكية من جهة، ولكنه ينتظر أن يوجه ضربات إلى إسرائيل من جهة أخرى، بما لديه من قدرات شهاب 3 و 4 ،وبشكل استباقي إن لم تكن إسرائيل قد تدخلت بالفعل..

3- الموقف الإسرائيلي المنتظر :

في جميع السيناريوهات سوف تتدخل إسرائيل بضربات جوية مكثفة ضد القدرات النووية الإيرانية سواء بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية أو بشكل  منفرد على غرار ما تم ضد العراق عام (1981م)، خاصة بعد امتلاكها للطائرات (F – 35)  المتطورة..

4 – مصر:

ينتظر أن تُشكل عمق استراتيجي خليجي بالدعم الجوي والبحري في إطار معاهدة الدفاع العربي المشترك تحت مظلة جامعة الدولة العربية، والتي يمكن أن تستوعب دول عربية داعمة أخرى طبقـًا للموقف حينئذ..

خاتمة:

إن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق (5+1) سيؤدي إلى تصدعه وربما إلى انهياره أو قد ينزلق الموقف إلى حرب بين إيران من جهة  والولايات المتحدة المتحالفة مع دول مجلس التعاون من جهة أخرى، وطبقـًا للسيناريوهات السابقة  من سيبدأ بالحرب بين الجانبين ورغم تحليلنا أن فرصة نشوب تلك الحرب هي فرصة محدودة ، ولكن يجب وضعها في الاعتبار .. وأن تلك الحرب سوف تنتهي بقرار من مجلس الأمن يعيد ترتيب الأوضاع في الإقليم وينتظر ألا تكون في صالح إيران.. وسوف تستخدم ترسانة الردع الاستراتيجي كما أسلفنا تفصيلاً ،حيث أوضحت تفوق إيراني صاروخي وبحري ،مع ضعف جوي وضعف المضادات  الصاروخية مقابل قوة جوية خليجية ومضادات صاروخية متنوعة تدعمها القبة الصاروخية الأمريكية الخليجية حالة  استكمالها، وأن الدور الروسي لدعم إيران سيكون قبل الحرب من خلال صفقات السلاح ولكن لا ينتظر دعم عسكري خلالها.. ستتحين إسرائيل الفرصة لتوجيه ضربة جوية قوية ضد المنشآت الإيرانية النووية بصرف النظر عن من سيبدأ الحرب، سواء بالتنسيق مع الولايات المتحدة أو بدونه، على غرار ما تم ضد العراق عام (1981م) .. أما مصر فستكون مستعدة لتشكيل عمق استراتيجي خليجي مع دعم جوي وبحري، في إطار ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك..

مجلة آراء حول الخليج