; logged out
الرئيسية / في حوار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لقناة (سي بي سي) الأمريكية: كرامة المملكة فوق كل الاعتبارات وأمنها خط أحمر وأمن واستقرار المملكة ومواطنيها على رأس الأولويات

العدد 142

في حوار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لقناة (سي بي سي) الأمريكية: كرامة المملكة فوق كل الاعتبارات وأمنها خط أحمر وأمن واستقرار المملكة ومواطنيها على رأس الأولويات

الثلاثاء، 08 تشرين1/أكتوير 2019

وصف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع العلاقات السعودية –الأمريكية بأنها علاقات متينة وقوية وتعود لعقود طويلة، وهي علاقات قائمة على ثوابت سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية تصب لمصلحة البلدين والشعبين الصديقين، وأضاف سموه في حديث مع قناة ( سي بي سي ) الأمريكية، إنه من الطبيعي أن تواجه العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية تحديات، ولكن البلدين استطاعا تجاوزها دائمًا، والمضي لمستقبل أفضل، لأن العلاقة أكبر دائمًا من أي موضوع قد يشكل تحديًا راهنًا. مؤكدًا سموه أن علاقة المملكة مع الولايات المتحدة تقوم على أسس ثابتة، ولا يمكن لأحد التأثير عليها بالنظر لحجم المملكة الكبير والمؤثر.
وفيما يتعلق بالهجمات على المنشآت النفطية والعلاقة مع إيران ، أوضح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع أن الهجمات على المنشآت النفطية لم تكن مجرد هجمات على قلب الإمدادات النفطية السعودية، وإنما هجوم على قلب إمدادات النفط العالمية والاقتصاد العالمي ككل، وهو ما يحتم اتخاذ موقف عالمي وجماعي حازم ورادع لإيران.

 

 

وأكد سموه إلى أن  المملكة لا تسعى لأي حرب، ولكن إذا أجبرت عليها فهي جاهزة وعلى أهبة الاستعداد، متسلحة بقدراتها وشعبها ومعها حلفاء أقوياء لمواجهة أي مخاطر، وكل الخيارات مطروحة. منبهًا سموه أنه على النظام الإيراني أن يعي أنه ما لم يغير قناعاته ويوقف أعماله العدائية فإن الضغط الدولي سيستمر، وأي تصعيد آخر سيكون رد الفعل عليه مختلفًا تمامًا.

وأضاف سمو ولي العهد أن المملكة التزمت بضبط النفس لأنها وضعت اعتبارات ومصالح العالم في الحسبان، وستستمر في التنسيق مع حلفائها وأصدقائها، لأن الاعتداء لم يكن فقط على المملكة وإنما على الاقتصاد العالمي. مبينًا أن أرامكو أثبتت مرونتها وكفاءتها العالية في التعامل مع الأحداث، وجميع السعوديين يفتخرون بها، وكذلك عملاؤها حول العالم. وأن الإنتاج السعودي للنفط عاد إلى مستواه الطبيعي في زمن قياسي، وهذا إنجاز كبير يثبت كفاءة أرامكو وكفاءة المملكة وأبنائها.

وأضاف سموه في هذا الصدد أن إيران لم تعتدِ على المملكة فقط بل اعتدت على اقتصاد العالم، وما تعرضت له المملكة حدث عالمي أدانه المجتمع الدولي، وسيضع خطًا فاصلاً يمنع الإيرانيين من تجاوزه مستقبلاً، وإدانة الهجوم من نحو 100 دولة وأكثر من 10 منظمات رسمية وعشرات الأحزاب والتجمعات ومئات الشخصيات الدولية، يعني بأن مكانة المملكة وأهميتها لا يمكن التقليل منها، كما أن الخاسر الأكبر من كل ما حدث هو النظام الإيراني وأدواته، مؤكدًا أن  كرامة المملكة تعلو فوق كل الاعتبارات، وأمنها خط أحمر، وفي الوقت ذاته فإن أمن واستقرار المملكة ومواطنيها على رأس الأولويات، وأن أي محاولات إيرانية جديدة بالسلوك ذاته لن تمر بسهولة، كما أن ما جرى لم تطوَ صفحته بعد، والمجتمع الدولي متفاعل الآن أكثر من أي وقت مضى، والكل لديه قناعة تامة بأن الضغط على إيران يجب أن يستمر، والعقوبات يجب أن تُشدد. وذكر سموه في هذا الصدد أن المملكة نجحت في التصدي لأكثر من 200 صاروخ باليستي وأكثر من 200 طائرة بدون طيار، وهذا تحد كبير لم يسبق لأي دولة حتى الولايات المتحدة التعامل معه، ناهيك عن التعامل معه بنجاح.

وفيما يتعلق بالشأن اليمني قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع إن المملكة أكبر داعم لليمن في العالم، ودعم المملكة للشرعية منع تحول اليمن إلى عراق جديد في المنطقة، ومنع تحول اليمن إلى موطئ للإرهاب، وأضاف سموه  بإمكان الحوثيين إن أرادوا أن يتحولوا من ميليشيا إلى مكون سياسي ينسجم مع أشقائه في اليمن إذا تخلوا عن تبعيتهم لإيران. مؤكدًا سموه أن المملكة ترحب بالسلام دائمًا ومستعدة للوصول إلى حلول سياسية إذا أثبت الحوثيون جديتهم وتوقفوا عن الدوران في فلك إيران وخدمة أجنداتها، وأن المملكة بدورها الإقليمي والدولي وقفت إلى جانب اليمن وتدعم حكومته الشرعية، وأنقذته من براثن الإرهاب والفوضى، وذلك لتحقيق الأمن للمنطقة برمتها وليس للمملكة فحسب.

وفيما يتعلق بقضية مقتل جمال خاشقجي قال سمو ولي العهد: من جديد تؤكد المملكة حرصها على تحقيق العدالة فيما يتعلق بقضية المواطن جمال خاشقجي ومواصلتها ذلك حتى النهاية، وأن مقتل جمال خاشقجي جريمة بشعة وحريصون على عدم تكرارها، ولذلك أنجزنا إصلاحات هيكلية عميقة في المؤسسات الأمنية والاستخبارية تمنع تكرار مثل هذه الجريمة. وأن التحقيقات والمحاكمات جارية، ولن يفلت من العقاب أي شخص ثبتت بحقه التهم مهما كان منصبه.

وبشأن الإصلاحات الداخلية في السعودية أوضح صاحب السمو الملكي الأمير محمد ابن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع أن المملكة قطعت شوطًا كبيرًا في الإصلاح وأمامها الكثير لتحقيقه، وتدعو أصدقاءها، سواءً من تتفق أو تختلف معهم لزيارة المملكة ورؤية الإنجاز الذي تحقق على الأرض بأنفسهم. مشيرًا أن المملكة أمامها مستقبل واعد ورؤية طموحة تسعى على تحقيقها بقدرات أبنائها، وآخر ما تسعى إليه الحرب. وأن المملكة مستمرة بالتطوير الشامل في كل المجالات لتكون في مكانها الطبيعي، ويتمثل ذلك في الكثير من الفرص وتمكين الشباب وخلق مناخ استثماري جديد يعود بالنفع على الوطن والمواطن.
وفيما يتعلق بقضية الموقوفات، أوضح سمو ولي العهد: الموقوفون والموقوفات لم يوقفوا بسبب مواقف سياسية أو حقوقية، وإنما لارتكابهم جرائم تمس الوطن والمواطن بالدرجة الأولى، ومثل هذه القضايا تحدث في أي دولة في العالم، والتحقيقات القضائية متواصلة من أجل العدالة لجميع الموقوفين. مؤكدًا سموه أنه يجب احترام القانون، والمحاكمات والتحقيقات جارية في قضايا الموقوفين، والعدالة ستأخذ مجراها، موضحًا أن المملكة تحرّم التعذيب، وأي تهمة تثبت في هذا الأمر ستواجه بمحاسبة قوية، والتحقيق جار حول هذه الاتهامات.

واختتم سموه بالقول لم تعرف المملكة ونظامها السياسي والأمني أي اعتداء أو تعذيب أو ترهيب لموقوفين أو سجناء أو ذويهم، ومحاولات ترويج الأكاذيب في هذا الإطار هدفها إعلامي للتأثير على المجتمع من قبل جهات معادية.

 

‏‫

 

مقالات لنفس الكاتب