; logged out
الرئيسية / خطاب شبكات التواصل في المنظمات الإسلامية وعلاقته بالوسطية ومواجهة الإرهاب

العدد 143

خطاب شبكات التواصل في المنظمات الإسلامية وعلاقته بالوسطية ومواجهة الإرهاب

الأربعاء، 06 تشرين2/نوفمبر 2019

  • استقطب الإرهاب الإلكترونيCyber Terrorism اهتمام الشعوب والحكومات في كل دول العالم، وأصبح يمثل بجميع أشكاله تهديدًا للسلام والأمن الدوليين، نظرًا لما له من آثار وخيمة على أمن المواطنين واستقرارهم، وعلى الإمكانيات الاقتصادية والهيبة السياسية للدولة في محيطها الإقليمي والدولي، وقد ظهر الارتباط بين الإنترنت والإرهاب بشكل واضح بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وانتقلت المواجهة ضد الإرهاب والإرهابيين من المواجهة المادية المباشرة إلى المواجهة الالكترونية، وتحولت الحروب الواقعية إلى حروب رقمية Digital War، وأصبح الانترنت من أشد الأسلحة فتكًا وهدمًا إذا ما استخدم لأغراض سيئة وتحقيق نوايا إرهابية([1]).

   كما اتجه المتطرفون والجماعات الإرهابية إلى استغلال الإعلام الاجتماعي كوسيلة جديدة وقوية لنشر الدعاية وتجنيد الأتباع واستدراج الشباب، وتوصيل رؤيتهم، والتحريض على العنف وجذب الآلاف من المقاتلين في الخارج لتلقي التدريب الإرهابي، ولذا يعتمد 90٪ من الإرهاب المنظم على شبكة الإنترنت على توظيف الإعلام الاجتماعي. ([2])

   ويتزايد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مستمر بين كافة الفئات العمرية داخل الأسر والشرائح الاجتماعية المختلفة، إلا أن أخطر المستخدمين وأكثرهم ضررًا وتأثيرًا من حيث نشر الميول الإرهابية هم الأفراد الناشطين بشكل عقائدي مع الجماعات المتطرفة، الذين يتم تكليفهم على شكل مجموعات باختراق عقول الشباب والتأثير عليهم عاطفيًا، بتوجيه خطاب ديني حماسي يشجع على العنف والانسلاخ عن المجتمع وتكفيـــر الحكومات والدعوة لمناهضـــة الحكام وتأيـيد التطرف ورموزه([3] (

   كما أن قوة وسائل الإعلام الجديد لا تقتصر على مجرد خاصية التفاعل التي تتيحها والتي تسمح لكل من المرسل والمستقبل بتبادل أدوار العملية الاتصالية، ولكن تلك الوسائل أحدثت أيضًا ثورة نوعية في المحتوى الاتصالي متعدد الوسائط والذي يشتمل على النصوص والصور وملفات الصوت ولقطات الفيديو([4])، فالشبكات الاجتماعية لا سيما في العالم العربي أثرت على نحو مباشر في تحقيق تغيرات جوهرية في المشهد السياسي في عدة دول، قادت بعضها إلى الفوضى، وقادت بعضها إلى التغيير الحقيقي والفعال، لكن الأمر الثابت في هذا الإطار هو أنها أثبتت قدراتها على أن تكون أداة قوية ومؤثرة في المجال العام في أي مجتمع.([5] )

   وفى السنوات الأخيرة زاد عدد المواقع الإرهابية ومقاطع الفيديو الداعية للتطرف وغسل أدمغة الشباب وتجنيدهم للقيام بأعمال تتنافى مع البعد الإنساني والأخلاقي وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف القائم على الوسطية والمنافي لأى تطرف أيًا كان مصدره.([6])

وشهدت السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في استخدام الإرهابيين لشبكة الإنترنت فقد زاد عدد مواقع الانترنت التي تروج للفكر المتطرف والإرهاب حيث كان عددها عالميًا 12 موقعًا عام 1998م، ووصل العدد الآن إلى 5800 ألف موقع وفقًا للاتحاد الأوروبي، ومن خلال رصد مجلس وزراء الداخلية العرب للمواقع سالفة الذكر بالتعاون مع الدول الأعضاء فإن عدد هذه المواقع يصل لأكثر من 720 موقع وصفحة تستهدف تضليل المواطن العربي والترويج لفكر التطرف والإرهاب وضرب خطط التنمية والتقدم في دولنا العربية عن تحقيق أهدافها، وهذا الرقم الخاص بمواقع وصفحات الانترنت الإرهابية يتغير بصفة شبه مستمرة نظرًا لقيام معظم الدول العربية بحجب مواقع الانترنت الإرهابية لكن سرعان ما تعود تلك المواقع والصفحات الإرهابية مرة أخرى وهكذا([7]).

كما أن الإعلام الجديد أصبح أداة من أدوات المنظمات الإرهابية في نشر الفتن والأفكار المتطرفة لسهولة تداوله، وهذا يعني أنه بات يستخدم ضمن أخطر الحروب على الإطلاق باستخدام التقنيات التكنولوجية المتطورة مثل المدونات، Facebook و YouTube وTwitter وInstagram و Flickr،إضافة إلى تقنيات أكثر تطورًا وأكثر حداثة مثلassk.fm و Kik و Friendica ومؤخرًا VK.com و Diaspora و JustPaste.it و Sound Cloud، وتستفيد أيضًا من التطبيقات المتوفرة على Google Play و iTunes for Apple ([8])، مما يجعلنا نصدق ما يدور، وعلينا مواجهته بالأساليب الإعلامية المماثلة، وبينت الدراسات أن هذا الإعلام الجديد استخدمه المتطرفون دينيًا وسياسيًا وأيديولوجيًا في استقطاب الشباب إلى عملياتهم، والتي تستهدف بث الخوف والاعتراف بهم، والرضوخ لمطالبهم، وأن الإنترنت خدم الخلايا الإرهابية من خلال تحقيق الترابط التنظيمي بينهم، وتبادل الأفكار حول كيفية التنسيق للعمل الإرهابي، وتدمير مواقع الإنترنت المضادة، واختراق المؤسسات الحيوية أو تعطيل خدماتها الإلكترونية ([9]).

     ولما كان الغلو والتطرف يلتصق – غالبًا-بالدين، كان من الأهمية بمكان بيان دور المؤسسات والمنظمات الإسلامية، سواء أكانت رسمية أم شعبية، وذلك لأن الدين إن كان يعتبر مدخلاً من مداخل التطرف والإرهاب من خلال سوء فهمه، فإن بيان صورته الصحيحة هي من أنجع وسائل علاج الغلو والتطرف والحماية منها، لذا فإن هذه الدراسة ستعرض دور المنظمات الإسلامية العالمية في التصدي لقضايا الإرهاب والتطرف ونشر ثقافية الوسطية عبر شبكات التواصل الاجتماعي التابعة لها وكيفية طرح أفكارها والترويج لها والتأثير في جمهورها.

  • مشكلـة الدراسة:

     تحددت مشكلة الدراسة في التعرف على خطاب وسائل التواصل الاجتماعي للمنظمات الإسلامية العالمية وعلاقته بنشر ثقافة الإسلام الوسطي المعتدل على تشكيل معارف الجمهور واتجاهاتهم نحو القضايا الدينية والإسلامية في العالم العربي والإسلامي بعد ثورات الربيع العربي ومواجهة التطرف والإرهاب، من خلال رصد وتحليل وتفسير أدوات الخطاب الإعلامي التي تستخدمها المنظمات الإسلامية وذلك للتعرف على سمات هذا الخطاب وملامحه وكيفية توظيف المنظمات الإسلامية العالمية لأدوات الخطاب لإقناع الجمهور بأفكارها وتوجهاتها ومنهجها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي الرسمية التابعة لها بعيدًا عن التشوهات التي لحقت بالإسلام بعد الغزو الفكري الذى أصابه.

  • أهمية الدراسة:

-         التعرف على الخطاب الإعلامي للمنظمات الاسلامية العالمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي التابعة لها وكيفية طرح أفكارها، وكيفية توظيف كل منها لأدوات الخطاب لإقناع الجمهور بتبني أو رفض اتجاه معين أو قضية معينة.

-         التحولات السياسية الجارية التي تشهد المنطقة العربية والإسلامية والعديد من دول العالم الغربي، والتي هيأت لسياق إقليمي لزيادة دور الجماعات الإرهابية, فتصاعد دورها على النحو الذي يظهر في المنطقة العربية والعالم, وتحول إلى ظاهرة عالمية برزت نشاطاته بشكل مذهل عبر وسائل الإعلام، خاصة من خلال شبكة الإنترنت، والتي بدورها هددت استقرار عدد من الدول والمجتمعات العربية والأجنبية، مؤكدًا على ضرورة مواجهة هذا التنظيم وأنشطته الإرهابية بكل الطرق والوسائل المناسبة والفعالة([10])، مما ألزم الباحثين دراسة خطـــاب المنظمات الإسلاميـــة وآلية تطوير أساليبه الإعلاميــة للتصدي لقضايا التطرف والإرهاب والحفاظ على أمن المجتمع واستقراره .

  • أهداف الدراسة:

يتمثل الهدف الرئيسي للدراسة: رصد وتحليل وتفسير خطاب وسائل التواصل الاجتماعي للمنظمات الإسلامية العالمية وعلاقته بنشر ثقافة الإسلام الوسطي ومواجهة التطرف والإرهاب، خلال فترة الدراسة ومن هذا الهدف تتفرع عدة أهداف فرعية تتمثل في التعرف على:

  • الأطروحات التي ارتكزت عليها خطابات المنظمات الإسلامية العالمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي لها إزاء مواجهة قضايا التطرف والإرهاب.
  • المرجعية التي استندت إليها الخطابات الإعلامية في المنظمات الإسلامية العالمية.
  • تحليل العناصر الخاصة بمضمون أطروحات خطاب قضايا التطرف والإرهاب ونشر ثقافة الإسلام الوسطي عبر شبكات التواصل الاجتماعي ويتفرع من هذا الهدف الجزئيات التالية:

-       تحليل الأبعاد الموضوعية لأطروحات الخطاب الخاص بقضايا الدراسة.

-       تحليل مسارات البرهنة التي اعتمدت عليها أطروحات الخطاب.

  • تحليل العناصر الخاصة بأسلوب تقديم أطروحات الخطاب ويتضمن أيضًا عددًا من الأهداف الجزئية:

-       التعرف على نوع المستوى اللغوي في تقديم أطروحات الخطاب.

-       التعرف على مستويات التعبير المجازي وكيفية توظيفها في تقديم أطروحات الخطاب.

-       التعرف على أساليب تناول المضمون الذي تضمنه أطروحات الخطاب.

-       تحليل علاقــــــة الارتباط بين العناصر المختلفــــــة التي تشكلت خلالها بنية أطروحات الخطاب.

  • رصد مفردات الخطاب الإعلامي للمنظمات الإسلامية في شبكات التواصل الاجتماعي حول قضية نشر ثقافة الإسلام الوسطى المعتدل ومواجهة خطر التطرف والإرهاب.
  • القوى الفاعلة البارزة في الخطابات الإعلامية للمنظمات الإسلامية.
  • التعرف على المبررات الإقناعية التي اعتمد عليها خطاب المنظمات الإسلامية عبر شبكات التواصل الاجتماعي حول هذه القضية.
  • الكشف عن طبيعة الاتجاه السائد في الخطاب نحو القوى الفاعلة في الموضوعات محل الدراسة ورصد الصفات المنسوبة لهم.
  • التعرف على القوالب الفنية التي يقدم من خلالها الخطاب وإلى أي مدى نجحت شبكات التواصل الاجتماعي في توظيف في خدمة الموضوعات المطروحة خلال فترة الدراسة.
  • التعرف على نوع الخطاب الذي اعتمدت عليه وسائل التواصل الاجتماعي خلال تناولها للموضوعات محل الدراسة.
  • تساؤلات الدراسة:
  • ما الأطروحات التي ارتكزت عليها خطابات المنظمات الإسلامية العالمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي لها إزاء مواجهة قضايا التطرف والإرهاب؟
  • ما المرجعية التي استندت إليها الخطابات الإعلامية في المنظمات الإسلامية العالمية؟
  • ما القوى الفاعلة البارزة في الخطابات الإعلامية للمنظمات الإسلامية في تناولها لقضايا الإسلام الوسطي ومواجهة التطرف والإرهاب؟
  • ما مفردات الخطاب الإعلامي للمنظمات الإسلامية في شبكات التواصل الاجتماعي حول قضية نشر ثقافة الإسلام الوسطي المعتدل ومواجهة خطر التطرف والإرهاب؟
  • ما المبررات الإقناعية التي اعتمد عليها خطاب المنظمات الإسلامية عبر شبكات التواصل الاجتماعي حول هذه القضية؟
  • ما طبيعة الاتجاه السائد في الخطاب نحو القوى الفاعلة في الموضوعات محل الدراسة ورصد الصفات المنسوبة لهم؟
  • ما القوالب الفنية التي يقدم من خلالها الخطاب والى أي مدى نجحت شبكات التواصل الاجتماعي في توظيفها في خدمة الموضوعات المطروحة خلال فترة الدراسة؟
  • ما نوع الخطاب الذي اعتمدت عليه وسائل التواصل الاجتماعي خلال تناولها للموضوعات محل الدراسة؟
  • ما المستوى اللغوي الذي اعتمد عليه الخطاب في تقديم اطروحاته؟
  • ما درجة اعتماد الخطاب على أساليب التعبير المجازي تقديم اطروحات الخطاب؟
  • ما العلاقة البنيوية بين العناصر المختلفة التي تشكلت منها بنية أطروحات خطاب المنظمات الإسلامية حول قضايا التطرف والإرهاب؟
  • منهج الدراسة:

استعانت الدراسة بمنهج المسح الإعلامي بشقيه الوصفي والتحليلي باعتباره جهدًا علميًا منظمًا يساعد في الحصول على المعلومات والبيانات الخاصة بالظاهرة موضع الدراسة، ومن ثم اسُتخدم هذا المنهج في مسح وتوصيف وتحليل كافة المعالجات الإعلامية الخاصة بالأدوار الفاعلة للمنظمات الإسلامية في الخطاب الإعلامي في شبكات التواصل الاجتماعي موضع الدراسة، واعتمدت الدراسة على منهج المسح وتم استخدام أداة تحليل المضمون Content Analysis من خلال رصد وتحليل محتوى الصفحات الرسمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي للمنظمات الإسلامية العالمية محل الدراسة على موقع تويتر، باعتبارها فاعل محوري في مواجهة خطر التطرف والإرهاب بهدف الإجابة عن تساؤلات الدراسة([11])، وفى إطار منهج المسح تم الاعتماد على التحليل الكيفي الذي يقوم بالرصد والملاحظة والتسجيل لإيجاد الإجابات المناسبة، فيقوم بتوصيفها وتفسيرها وصولاً لمرحلة الفهم([12]) وبهدف رصد وتحليل وتفسير القضايا الدينية التي تعرضها شبكات التواصل الاجتماعي التي تتبناها المنظمات الإسلامية العالمية في نشر ثقافة الإسلام الوسطي ووصول مفاهيمه ومبادئه للجمهور وتحويل النتائج الكمية إلى نتائج كيفية ، كما يعتمد التحليل الكيفي في مجال بحوث الانترنت ومواقعها المختلفة على أساليب توظيف المحتوى وفئاته، ورصد أدوات وأساليــب التفاعل مع المستخدمين مع إمكانية إجراء تسجيل كمي للمحتوى([13])، كما تم الاعتماد على المنهج المقارن في تحليل أوجه التشابه والاختلاف داخل بنية أطروحات الخطاب المتعلق بقضايا الإرهاب والتطرف عبر شبكات التواصل الاجتماعي للمنظمات الإسلامية العالمية .

وقام الباحث بتحليل شبكات التواصل الاجتماعي للمنظمات الإسلامية العالمية على تويتر محل الدراسة في الفترة ما بين بداية يناير إلى نهاية مارس لعام 2016م.

  • أدوات الدراسة:

تم استخدام استمارة تحليل الخطاب لمضمون خطاب شبكات التواصل الاجتماعي للمنظمات الإسلامية عينة الدراسة، واشتملت على مؤشرات متعــــــــددة تناولت فئات وقضايا الموضوع، وتم عرضها على السادة المحكمين وتنقيح ما بها من قصور وتعديلات.

  • أسلوب التحليل وأدواته:

استعانت الدراسة بأسلوب أساسي للتحليل وهو أسلوب تحليل الخطاب وينتمي هذا الأسلوب إلى أساليب التحليل الكيفية، وفى إطار هذا الأسلوب تم استخدام الآتي ([14]):

  • أداة تحليل مسار البرهنة: حيث يتم تحليل الأطروحات والحجج والمبررات والأدلة التي استخدمها الخطاب في معالجة القضايا والمشكلات، وتسمح هذه الأداة بتحليل المفاهيم الأيديولوجية التي يستند إليها الخطاب من خلال تحديد الأطروحات التي يتكون فيها وتسلسل الحجج التي يقدمها في تبريرها والسياقات المختلفة التي تعالج فيها هذه الأطروحات وهو تحليل يركز على الجوانب ذات الطابع الجدلي في النصوص، وفى إطار هذه الأداة يتم تفكيك الخطاب إلى مجموعة من الأطروحات في تقسيم فرعي ويتم تحليل درجة السلبية أو الإيجابية في كل طرح وعملية الاستدلال والبرهنة على كل أطروحة والتي تعكس البناء المنطقي للخطاب ويحدد مسار البرهنة الاختلاف النسبي بين الخطابات في التركيز على أطروحات محددة إثبات درجة التشابه أو التنوع في المواقف إزاء القضايا المختلفة في إطار المقارنة الموضوعية بين الخطابات.
  • تحليل القوى الفاعلة: ويتم تطبيقها بهدف استخلاص سمات الفاعلين الأساسيين الذين ينسب إليهم أدوار وصفات معينة (إيجابية / سلبية) داخل الخطابات الإعلامية موضع التحليل، وسيتم التركيز في الدراسة على القوى الفاعلة داخل المنظمات الإسلامية.
  • تحليل الأطر المرجعية: وهي مبادئ يستند إليها المتحدث أو الكاتب في الخطاب الذي يصطبغ في كل وسيلة إعلامية بحسب القوى السياسية والتيارات التي تعبر عنها، وكذلك طبيعة هذه الأطر وعلاقتها بالقوى السياسية التي تعبر عنها الوسيلة، والهدف من ذلك رصد المنطلقات الفكرية المختلفة للمقولات المترددة داخل الخطاب والأسس التي يستند إليها الخطاب في وسائل الإعلام المختلفة.
  • الفترة الزمنية للدراسة:

تمثل الإطار الزمنى للدراسة في نوعية القضايا والموضوعات ومواد الرأي المنشورة في شبكات التواصل الاجتماعي للمنظمات الإسلامية العالمية في الفترة من بداية يناير إلى نهاية مارس 2016م نظرًا لما انطوت عليه من تغيرات حادة اعترت المشهد الإسلامي في العالم العربي والإسلامي وظهور حركات دينية تدعوا للإرهاب والقتل والتخريب وإثارة الفتنة والبلبلة بين أبناء الشباب المسلم والاستعانة ببعض الفتاوى والحجج غير المنطقية وتوجهات الشباب والمجتمع نحو قضايا خلافية تؤثر سلبًا على أفكارهم ومعتقداتهم.

  • مجتمع وعينة الدراسة:

تمثلت عينة الدراسة في شبكات التواصل الاجتماعي للمنظمات الإسلامية العالمية وهى منظمة التعاون الإسلامي، المنظمة الإسلامية للثقافة والعلوم (إيسيسكو)، ومنظمة الألسكو، والأزهر الشريف وذلك للتعبير عن مواقف المنظمات الإسلامية العالمية من قضايا التطرف والإرهاب وكيفية معالجتها لهذه القضايا وعلاقتها بنشر ثقافة الوسطية والاعتدال، وتتكون عينة الخطابات موضوع التحليل من نوعية القضايا المنشورة ومواد الرأي المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي موضع الدراسة وتحليل الصورة التي قدمت له من قبل العديد من منتجي الخطابات الإعلامية لشبكات التواصل الاجتماعي للمنظمات الإسلامية .

وقد تم اختيار الصفحات الرسمية على موقع تويتر باعتباره أشهر المنصات الاجتماعية وأكثرها شعبية على مستوى العالم، حيث احتل المركز الأول من حيث عدد المستخدمين والذى وصل في يونيو 2014م، إلى 1184 مليون مستخدم([15])، كما يعد "تويتر" أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدم للتفاعل والتنسيق أثناء العمليات الإرهابية، وتكمن الميزة الأساسية في "تويتر" بالنسبة إلى الجماعات الجهادية في أنه يوفر مجتمعات افتراضية متغيرة، تتكون بصورة تلقائية خلال الأحداث الكبرى، وهو ما تستفيد منه تلك الجماعات من خلال متابعة أحدث المعلومات عن أي قضية تظهر في المجال العام([16]).

واختار الباحث أسلوب المسح الشامل لشبكات التواصل الاجتماعي للمنظمات الإسلامية عينة الدراسة عبر تويتر من خلال استعراض القضايا الدينية التي لها علاقة بقضية نشر ثقافة الإسلام الوسطي ومواجهة خطر التطرف والإرهاب.

جدول رقم (1) يوضح أسماء المنظمات العالمية الإسلامية عينة الدراسة والتعريف بها[17]»

اسم المنظمة

الموقع الرسمي عبر تويتر

منظمة التعاون الإسلامي:منظمة التعاون الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، حيث تضم في عضويتها سبعًا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات. وتُمثل المنظمة الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنها دعمًا للسلم والانسجام الدوليين وتعزيزًا للعلاقات بين مختلف شعوب العالم، ومقرها المملكة العربية السعودية.

الموقع الرسمي للمنظمة عبر شبكة الانترنت:           https://www.oic-oci.org

 

 

 

 

https://twitter.com/OIC_OCI

 

المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) :(IESECO)                  

هي منظمة متخصصة تعمل في إطار منظمة التعاون الإسلامي، تعنى بميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال في البلدان الإسلامية، مقرها الرباط بالمملكة المغربية، وتهدف إلى تقوية التعاون وتشجيعه وتعميقه بين الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، والنهوض بهذه المجالات وتطويرها، في إطار المرجعية الحضارية للعالم الإسلامي، وفي ضوء القيم والمثل الإنسانية الإسلامية.

الموقع الرسمي للمنظمة عبر شبكة الانترنت:           https://www.isesco.org.

 

 

 

 

 

https://twitter.com/ISESCOarabic

 

المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو)                               ALECSO     

هي منظمة متخصصة، مقرها تونس، تعمل في نطاق جامعة الدول العربية وتعنى أساسًا بالنهوض بالثقافة العربية بتطوير مجالات التربية والثقافة والعلوم على مستويين الاقليمي والقومي والتنسيق فيما بينهما المشترك فيما بين الدول العربية الأعضاء. وقد أنشئت المنظمة بموجب المادة الثالثة من ميثاق الوحدة الثقافية العربية وتم الإعلان رسميًا عن قيامها بالقاهرة يوم 25 جويلية/ يوليو 1970.

الموقع الرسمي للمنظمة عبر شبكة الانترنت :           http://www.alecso.org

 

 

 

 

 

 

 

https://twitter.com/followALECSO

الأزهر الشريف:ELAZHAR                                                                

الأزهر الشريف مؤسسة إسلامية عالمية وقلعة الإسلام عبر العصور وكان الجامع الأزهر في مصر هو الذي يمثل الدعوة الإسلامية، ويعد الأزهر الشريف رمز القوى الإسلامية تصدر منه الفتاوى، وهو الهيأة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب.

الموقع الرسمي للأزهر الشريف عبر شبكة الانترنت:        http://www.azhar.eg

 

 

 

 

 

https://twitter.com/AlAzhar

 

  • مناقشة النتائج العامة للدراسة:
  • خلصت الدراسة إلى اهتمام شبكات التواصل الاجتماعي للمنظمات الإسلامية عينة الدراسة بكثافة الأطروحات إزاء مواجهة قضايا التطرف والإرهاب ونشر الوسطية والاعتدال، مما يعكس تأثر الخطاب بمبادئ المسؤولية الدينية والإسلامية والأخلاقية كمرجعية فكرية سائدة في المجتمعات العربية والإسلامية.
  • إن أهم الأطروحات التي ارتكزت عليها خطابات المنظمات الإسلامية العالمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي لها ازاء مواجهة قضايا التطرف والإرهاب هي نشر ثقافة الوسطية والاعتدال وهذا يوضح استراتيجيات المنظمات الإسلامية في عرض قضايا وإبراز قيم الإسلام الوسطي للجمهور العربي والإسلامي، ودحض الحركات الإرهابية في علاقتها بوسائل الإعلام.
  • المرجعية الأولى التي استندت إليها الخطابات الإعلامية في المنظمات الإسلامية العالمية في نشر الوسطية ومواجهة قضايا التطرف والإرهاب هي الشرعية الإسلامية والدينية وجاءت في المرتبة الثانية التشريعات والقوانين، والمرجعية الثالثة التي استندت إليها الخطابات الإعلامية في المنظمات الإسلامية العالمية في نشر الوسطية ومواجهة قضايا التطرف والإرهاب قيم المجتمع وأخلاقياته.
  • بتتبع مسارات برهنة الخطاب، تبين غلبة المسارات المنطقية مثل الاستناد إلى التقارير الرسمية للمنظمات الحقوقية والدولية والانتهاكات الصادرة، والاستشهاد بتصريحات المسؤولين وأمناء المنظمات الإسلامية، والفقهاء والأئمة، والأحداث الوثائقية، والحجج والبراهين والإحصائيات، والباحثون المتخصصون في دراسة وقضايا الإرهاب وأهل الخبرة والثقة.
  • رصدت النتائج أهم القوالب الفنية التي قدم من خلالها الخطاب والى أي مدى نجحت شبكات التواصل الاجتماعي في توظيفها في خدمة الموضوعات المطروحة خلال فترة الدراسة، حيث تصدر الخبر على رأس القوالب الفنية في توظيف خدمة القضايا المعروضة بنسبة (39.0%) في خطاب المنظمات الإسلامية العالمية محل الدراسة، وجاءت في المرتبة الثانية الصور بنسبة (19.2%)، وفى المرتبة الثالثة التقارير بنسبة (13.8%)، وفى المرتبة الرابعة مشاركات الجمهور بنسبة (10.3%)، بينما جاءت في المرتبة الأخيرة الحوارات الصحفية، وخلت القوالب الفنية من أي أفلام وثائقية لقضايا التطرف والإرهاب.
  • جميع أنواع الخطابات في المنظمات الإسلامية جاءت توضيحية وتعريفية وتوضيحية للجمهور وتقديم الحقائق والمعارف بصورة حيادية، والمستوى اللغوي الذي اعتمدت عليه خطابات المنظمات الإسلامية في تقديم أطروحاتها هو المستوى اللغوي الفصحوي، وجاء بنسبة (90.9%) من إجمالي خطابات المنظمات الإسلامية، وهذا يوضح أن خطابات المنظمات الإسلامية العالمية لا تحتمل التأويل وإنما جاءت بعبارات فصحى وصريحة حتى تحمل المعنى للجمهور بشكل محدد ودقيق.
  • توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين عناصر تحليل الخطاب بعضها البعض: (بين موضوع أطروحات الخطاب والقوى الفاعلة فيه، بين موضوع أطروحات الخطاب وأساليب التعبير المجازي، بين موضوع أطروحات الخطاب ومسارات البرهنة المستخدمة فيه، بين الحجج المستخدمة في الخطاب وأساليب التعبير المجازي، كما توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المرجعية التي استندت إليها الخطابات الإعلامية في المنظمات الإسلامية العالمية وعناصر تحليل الخطاب.
  • توصيف الخطاب الإسلامي للمنظمات الإسلامية عينة الدراسة الإمكانيات الإلكترونية لزيادة الثراء المعلوماتي للنصوص، بدعمها بالروابط النشطة والنصوص الفائقة، لإحالة القارئ إلى تفاصيل مرتبطة بالقضية مما أكسبه قدرًا من المصداقية والتفاعل مع الجمهور.
  • توصيات الدراسة:

بناء على نتائج الدراسة يوصي الباحث بعدد من التوصيات:

-       استحداث أشكال جديدة أكثر تطورًا للخطاب الإعلامي الإسلامي وأشكاله كاستخدامات الإنفوجرافيك Info graphics في الخطاب الإعلامي الإسلامي وكيفية توصيل المعلومة للجمهور بأسهل الطرق وبأقل الكلمات عبر شبكات التواصل الاجتماعي للمنظمات الإسلامية العالمية.

-       التنوع في مصادر الأخبار، ويتم ذلك من خلال تفعيل اتفاقيات التبادل الإخباري بين مواقع المنظمات الإسلامية ووكالات الأنباء الدولية المختلفة، ليتسنى لها تناول الموضوعات من وجهات نظر متعددة ومتنوعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*أستاذ الإعلام والاتصال الجماهيري – مصر

 

 

المراجع التي اعتمدت عليها الدراسة

([1])عبد العزيز بن حميدان الثمالى، تأثير الإرهاب الإلكتروني وسبل مكافحته، المؤتمر الإسلامي العالمي، الإسلام ومحاربة الإرهاب، تحت رعاية رابطة العالم الإسلامي ،مكة المكرمة، فبراير 2015م .

([2])حسن نيازي الصيفي ، استخدام داعش للإعلام الاجتماعي ، نقلاً عن :

Arab Media & Society (Issue 21, Spring 2016).

[3]))مواجهة خطر التطرف وفكر الإرهاب في شبكات التواصل الاجتماعي، مركز المزماة للدراسات والبحوث، 25 يوليو 2016 نقلاً عن:http://almezmaah.com/2016                                                                                             /:

[4]))على حجازي إبراهيم، الإعلام البديل، القاهرة : دار المعتز للنشر والتوزيع ،2017، ص 11.

([5])خالد بن فيصل الفرم، اتجاهات الخطاب السعودي عبر تويتر نحو القضايا الاجتماعية : دراسة تحليلية بالتطبيق على قضية قيادة المرأة السعودية للسيارة ، مجلة البحوث الإعلامية ، جامعة الأزهر، العدد الحادي والأربعون ، يناير ،2014م.

[6]))برهان المرزوقي، الإرهاب الإلكتروني الحديث مظاهره وطرق التصدي له،مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر ،الشباب المسلم والإعلام الجديد ،سبتمبر 2015م .

[7]))منيره غلوش، دراسة عن مواجهة استخدام الإرهابيين لشبكة الانترنت، نقلاً عن :

http://gomhuriaonline.com/main.asp?v_article_id=204832#.WHH5PWWXDIU          

([8]) Stephen Osaherumwen IDAHOSA,(2017), International Terrorism: The Influence of Social Media in Perspective, World Wide Journal of Multidisciplinary Research and Development, WWJMRD; 3(10): 86-91 available at: www.wwjmrd.com.

([9]) مبارك بن واصل الحازمي، (2016)، طبيعة الإرهاب والإعلام الجديد، المؤتمر الدولي الثاني "الإعلام والإرهاب.. الوسائل والاستراتيجيات"، جامعة الملك خالد ، كلية العلوم الإنسانية ، المملكة العربية السعودية ، في الفترة من 6إلى 8 ديسمبر 2016م

[10]) )عمر إبراهيم أبو سعده (2016)، أساليب استخدام التنظيمات الإرهابية للإنترنت، المؤتمر الدولي الثاني "الإعلام والإرهاب.. الوسائل والاستراتيجيات"، جامعة الملك خالد ، كلية العلوم الإنسانية ، المملكة العربية السعودية ، في الفترة من 6 الى 8 ديسمبر 2016م

[11])) سامى طايع ،بحوث الاعلام ،ط3 ،القاهرة :دار النهضة العربية ،2013،ص ص 243-260 .

([12])Berge, B .L.(2009).Qualitative Research Methods for Sciences, (7th ed .).Boston: Allyn & Bacon.

([13])Saunders, M., Lewis, P. & Thornhill, A. (2000), Research Methods for Business Students .Essex: prentice Hall Education, Inc.

([14])محمد شومان ،تحليل الخطاب الإعلامي ، اطر نظرية ونماذج تطبيقية، القاهرة : الدار المصرية اللبنانية ،2007، ص 27 .

([15](Burson -Marsteller. (2014), "Twiplomacy Study 2014", Burson- Marsteller, Twiplomacy. Geneva: Burson-Marsteller.

([16])Geoff Dean, Peter Bell, Jack Newan,(2012), The Dark Side of Social Media: Review of Online Terrorism, Pakistan Journal of Criminology, Vol. 3, No. 4, April – July, pp 194 – 195

([17]) تم الحصول على المعلومات الأساسية والتعريفية عن المنظمات الإسلامية عينة الدراسة من موقع موسوعة الويكيبيديا ...الموسوعة الحرة عبر شبكة الإنترنت : https://ar.wikipedia.org/، ويمكن الاستزادة بالتفصل حول المنظمات بالرجوع إلى المواقع الرسمية عبر شبكة الانترنت والموجودة بالجدول أعلاه .

مجلة آراء حول الخليج