; logged out
الرئيسية / د. هنري العويط مدير عام مؤسسة الفكر العربي لـ (آراء حول الخليج): "فكر 17" ركز على ثلاثة محاور .. ومؤتمر "إثراء" لن يكون الأخير في السعودية

العدد 145

د. هنري العويط مدير عام مؤسسة الفكر العربي لـ (آراء حول الخليج): "فكر 17" ركز على ثلاثة محاور .. ومؤتمر "إثراء" لن يكون الأخير في السعودية

الخميس، 02 كانون2/يناير 2020

أشاد البروفيسور هنري العويط، مدير عام مؤسسة الفكر العربي بنتائج مؤتمر فكر 17 الذي نظمته مؤسسة الفكر العربي في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" في الظهران خلال الفترة من 2 إلى 5 ديسمبر 2019م، وأشاد بالدعم الذي وجده المؤتمر من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مؤكدًا أن هذا المؤتمر هو الأول الذي استضافته المملكة العربية السعودية ولكن لن يكون الأخير حيث ستكون هناك مؤتمرات أخرى في المملكة،

وأكد على أن مؤتمر "فكر 17" ركز على ثلاثة محاور ومناقشة احتياجات شعوب ودول المنطقة على ضوء المتغيرات الدولية التي تحيط بالتطور السريع والمتلاحق،   وضرورة تجديد المناهج والوسائل والأدوات، وكذلك النظر إلى القضايا وطريقة التعامل معها بشكل متسارع ومتلاحق، نظرًا لسرعة التطورات والمستجدات في العالم، وهذا لا يستدعي من العرب فقط التطوير والتحديث والتجديد، بل يستدعي ذلك من البشرية بأسرها كلها التي وجدت نفسها مضطرة أن تواجه قضايا وتطورات غير معهوده وقضايا غير مسبوقة ومن هنا جاء مؤتمر "فكر 17" ليدعو إلى تجديد الفكر العربي.

وأكد على ضرورة أن تواكب مؤسسات ومراكز الفكر العربي التطورات والمتغيرات، وأن تقدم المؤتمرات والدراسات والأنشطة المختلفة لمعالجة القضايا المحيطة بالأمة العربية.

وفيما يلي نص الحوار:

س ـ أولاً نقدم لكم التهنئة بنجاح مؤتمر "فكر " 17 الذي جاء كالعادة يحلق في المستقبل  ..  كيف يمكن تطبيق ما تضمنه المؤتمر وما نطمح إليه تحت عنوان المؤتمر" نحو فكر عربي جديد "؟

ج ـ المطلوب من المؤتمر أن يرسم التوجهات العامة للمحاور محل الطرح والنقاش، ومن هذا المنطلق فإن مؤتمر "فكر 17" قام بهذه المهمة، فمن البداية تم اختيار عنوان المؤتمر ليكون معبرًا ويحمل دلالات، ويركز على ثلاثة معطيات تعتبرها مؤسسة الفكر العربي من المفاهيم أو التوجهات الأساسية في اللحظة التاريخية الراهنة أولاّ: موضوع المؤتمر يدور حول الفكر العربي ومأسسة ذلك وتسليط الضوء على أهمية إعمال الفكر لفهم التحديات والمخاطر التي تواجه الأمة العربية، خاصة أن الأمة تعاني من  تحديات، بل ومؤامرات ليست سهلة، وفي ذلك لابد من وجود الفكر السليم وليس المصالح الضيقة  لمواجهة هذه المخاطر، و هنا يأتي دور الفكر المتنوع الذي يعمل العقل ويساعد على الخروج من الأزمات عبر وسائل مهمة وانفتاح إيجابي وعدم انغلاق التفكير ، وضرورة تهيئة العقل المدرك والمسؤول والمنفتح الواعي والناقد بالمعنى الإيجابي الذي يساعد على البناء، لذلك أظن اختيار موضوع الفكر يحمل دلالة مهمة وهذه هي رسالة المؤسسات الفكرية بل ونحن على كافة المستويات بحاجة إلى فكر استراتيجي على  كل الأصعدة سواءً على الصعيد العسكري، أو التنموي ، أو الاقتصادي، كما أننا  بحاجة إلى فكر تربوي مستنير في قطاع التربية، لذلك فإن أهمية المؤتمر في كونه ركز على"  تجديد الفكر العربي " ومستقبله.

 والبعد الثاني ، هو تناول  المؤتمر الفكر بواقعية، وليس الفكر الفلسفي المطلق ومن ثم ناقش المفاهيم في إطار المنطقة العربية وتحدياتها، وما يرتبط  بشؤون الشعوب العربية، واحتياجاتها ومستقبلها وهذا ما تناوله المؤتمر في أكثر من جلسة لأن الفكر العربي ليس منفصلاً وليس منعزلاً عن شؤون المنطقة ، وشؤون العالم، فالأمة العربية  جزء من العالم، وتتفاعل معه وتتأثر به وتؤثر فيه، لذلك كان طموحنا في هذا المؤتمر ليس فقط أن نأخذ بعين الاعتبار التطورات والتحولات العميقة والمتسارعة التي تجري على الساحة الدولية مثل القضايا الأمنية، وقضايا الإرهاب و التطرف، و البيئة وقضايا التنمية الاقتصادية، باعتبارها قضايا كونية وإقليمية،  بل كيف نتفاعل مع هذه القضايا، وكيف تنعكس التطورات والتحولات في التكنلوجيا وفي العلوم على حياة الشعوب العربية، وكيف يمكن أيضًا أن  تدير  هذه المستجدات والتكيف معها، وكيف نحسن التعامل مع التحديات ومواكبة التحولات العالمية، ونكون طرفًا فاعلًا يساهم ويشارك في هذه التحولات .

البعد الثالث للمؤتمر، هو ضرورة تجديد المناهج والوسائل والأدوات، وكذلك النظر إلى القضايا وطريقة التعامل معها بشكل متسارع ومتلاحق، نظرًا لسرعة التطورات والمستجدات في العالم، وهذا لا يستدعي من العرب فقط التطوير والتحديث والتجديد، بل يستدعي ذلك من البشرية بأسرها كلها التي وجدت نفسها مضطرة أن تواجه قضايا وتطورات غير معهودة وقضايا غير مسبوقة ومن هنا جاء مؤتمر "فكر 17" ليدعو إلى تجديد الفكر العربي.

 

س ـ لديكم تجربة تنظيم ورش عمل في مختلف العواصم العربية لشرح ما تضمنته أعمال مؤتمرات الفكر العربي، هذه بادرة لا تقدمها مؤسسات أخرى .. ما هي فائدة نقل فعاليات مؤتمرات مؤسسة الفكر العربي إلى العواصم العربية في تجمعات للمثقفين العرب؟

 

ج ـ مؤتمر مؤسسة الفكر العربي للعام الحالي يحمل  عنوان "فكر 17"  ما يعني أن سبقه 16  مؤتمرًا، وجميعها ـ والحمد لله ـ نجحت من حيث الموضوعات والمحاور ، و من حيث عدد المشاركين والمتحدثين  والتغطية الإعلامية ، ومع ذلك نسعى دائمًا لنكون على مقربة من جميع المفكرين والمثقفين العرب في مختلف العواصم العربية،  كما لدى المؤسسة 36 اتفاقية مع شركاء إعلاميين وصحف وإذاعات ومواقع وقنوات تلفزيونية ومع أهمية هذه الشراكات  في نقل وقائع المؤتمرات إلى كل الدول العربية، نسعى أيضًا للوصول إلى مناطق أخرى في الوطن العربي قد لا تصلها تفاصيل هذه المؤتمرات ، لذلك كان علينا  أن  ننقل مداولات المؤتمرات وإصداراتها للمهتمين أينما كانوا  في المنطقة العربية لإتاحتها  على أوسع نطاق، و نقوم بهذا الجهد عبر المواقع الإلكترونية والنشرات التي نصدرها، كما نسعى  لمشاركة أبناء الأمة العربية والاستفادة من رؤيتهم و أفكارهم لتكون المحاور مفيدة  في الطرح والمناقشة والاقتراحات ومن ثم التوصيات  بما يحقق الهدف الأسمى للمؤسسة القائمة على خدمة الشأن العربي والتفاعل معه وتبني قضاياه بمشاركة المفكرين والمثقفين العرب وليس بمعزل عنهم،  لذلك ترى من المناسب عقد ورش عمل  بين كل  مؤتمر وآخر  في أماكن مختلفة حتى تعم الفائدة، ففي العام الماضي مثلًا أصدرت المؤسسة التقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية وكان بعنوان (الابتكار والاندثار) وتضمن بحوثًا ودراسات حول واقع البحث العلمي في مختلف الدول العربية، وتم تنظيم عدة ندوات حول هذا التقرير الهام منها  ندوة بالقاهرة بتعاون مع أكاديمية البحث العلمي، وأخرى  مؤسسة التقدم العلمي بالكويت، وثالثة بالمملكة العربية السعودية في إطار منتدى اسبار الدولي، ورابعة  مع مؤسسه شومان في الأردن، وخامسة  مع منظمة الإيسيكو في اطار مؤتمر وزراء التنمية في العالم العربي باعتبار أن موضوع التقرير الأساسي حول التنمية المستدامة، وكذلك ندوة موسعة بالتعاون والشراكة مع معهد العالم العربي في باريس،  وتنوي المؤسسة القيام به كذلك فيما يتعلق بالتقرير الحادي عشر.  

 

س ـ التقرير الثقافي السنوي لمؤسسة الفكر العربي، عبارة عن موسوعة مهمة جدًا يشارك في وضعه نخبة عربية مهمة جدًا ويضم بين دفتيه توصيات مهمة .. هل وجدتم اهتمامًا رسميًا من جامعة الدول العربية، أو منظمات أخرى أو من الحكومات لتوظيف مخرجات التقارير في خدمة التنمية أو الاستفادة منها.

ج ـ تربط مؤسسة الفكر العربي بجامعة الدول العربية اتفاقية تعاون،  و توجد مشاركة فاعلة من الجامعة في مؤتمرات المؤسسة التي تحظى بمشاركة الأمين العام للجامعة الذي يحرص على الحضور في المؤتمر السنوي وإلقاء كلمة . ما يعني أن الجامعة مهتمة، كما أن المؤسسة ترسل التقرير السنوي إلى كل الجهات والوزارات العربية المعنية والجامعات ومراكز الفكر والثقافة والدراسات والبحث العلمي، وكافة المنتديات المعنية بالشأن الثقافي وقضايا الأمة العربية،  كما لا نستثني دولة عربية من المشاركة بممثلين لها من النخب الفكرية أو من إرسال التقارير وإصدارات المؤسسة  سواء الورقية ، أو عبر طرق التواصل الألكترونية ، وأعتقد هذا دور المؤسسة فهي تتيح ما لديها للجميع وعلى كل جهة تستفيد كما ترى .

س ـ في إطار ورشات العمل والذهاب إلى العواصم العربية هناك مؤسسات ثقافية ومراكز بحثية ومنها على سبيل المثال مكتبة الإسكندرية، الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، والاتحاد المغربي هل تفكرون في تنفيذ ورش عمل ودعوة مسؤولين من هذه الجهات للمشاركة واستشراف وجهة نظرهم ليكون هناك تفاعل بين المؤسسة والمنظمات الإقليمية ومراكز الأبحاث والدراسات؟  

ج ـ المؤسسة تنفذ ذلك بالفعل وقد يزيد عن ذلك فعند إقامة أي ندوة في أي دولة عربية دائما نقيمها بالشراكة والتعاون مع مؤسسة أو أكثر من مركز بحثي ففي مصر على سبيل المثال نقيم هذه الورش بالشراكة مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ومكتبة الإسكندرية، وغيرها.

س ـ ماهي رؤيتكم للاستضافة الأولى للمملكة العربية السعودية، وهل سوف تكرر المؤسسة هذه التجربة؟ 

ج ـ أولًا : نعم هذا المؤتمر هو الأول في المملكة العربية السعودية ولن يكون الأخير، ونحن سعداء والمؤسسة سعيدة جدًا باستضافة المملكة العربية السعودية مؤتمر "فكر 17"  ، فما وجده ضيوف المؤتمر وما وجدته المؤسسة من حفاوة بالغة وتيسيرات عظيمة نشكر عليها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان ، ونشكر الشريك مركز الملك عبد العزيز العالمي "إثراء"، والشكر لشركة أرامكو المؤسسة الحكومية السعودية العملاقة على التعاون والدعم اللامحدود، كما أن انعقاد المؤتمر في الظهران شرق المملكة العربية السعودية له رمزية مهمة ولذلك هذا المؤتمر هو الأول في المملكة لكن لن يكون الأخير.

س ـ الخطاب الافتتاحي دائمًا لمؤتمر الفكر العربي من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ومن حضرتك يقوم برفع الطموح لدى الحضور لما يتصف به من صدق وواقعية حيال قضايا العربية عند صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وعند حضرتك ما هو مرد هذا وإلى أي مدى في هذا التوجه سائرون

ج ـ دائمًا نكون أمام خيارين في حفل الافتتاح، إما الكلمات الرسميات بمعنى الترحيب والشكر وما هو شائع كثيرًا، وإما التعبير عن موقف، لذلك تأتي كلمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة ومؤسس ورئيس مؤسسة الفكر العربي تعبر عن موقف وتعتمد الإيجاز المكثف والمعبر، وتشخيص حال الأمة العربية.

إن مشروع مؤسسة الفكر العربي الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، هو مشروع رائد وأهدافه نبيلة وسامية، وسموه لا يتوخى إلا خدمة الأمة العربية، وتعزيز الهوية العربية والانتماء، وتوضيح التحديات والمخاطر، والحفاظ على اللغة العربية الحاضنة للعروبة، وهذه الأهداف تجد في نفوس الجميع وتلقى في قلبي وفي وجداني وعقلي صدًا كبيرًا، أنا سعيد بالمساهمة بحدود إمكانياتي المتواضعة في خدمة هذه الرسالة التي نؤمن بضرورتها. أما عن كلمتي،التي  وانت فإنني أسعى ف فإنني أسعى أن أكون في مستوى الحدث ومستوى من أخاطبهم.

س ـ يغبطون مؤسسة الفكر العربي إن لم يكن يحسدونها على القدرة الفائقة في تنظيم هذا المؤتمر بهذا الحضور وحشد المثقفين والمبدعين والمفكرين فما هو مبعث ذلك وأسبابه؟

ج ـ نؤمن في مؤسسة الفكر العربي بعمل الفريق، ونؤمن بضرورة التعاون والشراكة وبجدوى هذا التعاون على صعيد العمل الجماعي، أنا أؤمن بذلك على الصعيد الداخلي في المؤسسة، لذلك أنا سعيد وفخور بنتائج هذا التعاون المثمر والمفيد والذي يصب في نجاح المؤسسة ومؤتمراتها، وسعيد بفريق عمل أسرة المؤسسة ، إنه فريق كفء وملتزم ومتفاني، خاصة أن الإعداد لهذا المؤتمر في بيروت "مقر المؤسسة "  كان في ظروف صعبة بسب الأوضاع السياسية والأمنية السائدة في لبنان.

كما إننا في المؤسسة نتعاون مع شبكة واسعة جدًا وثرية جدًا من المثقفين ورجال الفكر في مختلف الاختصاصات ومن كافة الدول العربية، ونجحنا والحمد لله في كسب ثقة هؤلاء وتعاونهم في كل محطات الإعداد للمؤتمرات، فقد سبق تنظيم المؤتمر الأخير، اجتماعًا للهيأة الاستشارية وندوة على مدى يومين في الرباط جمعت مثقفين ومفكرين من الدول المغاربة الخمس ، للإعداد لهذا المؤتمر ثم استقطبنا نخبة من المتحدثين ومن مديري الجلسات ونخبة من المشاركين في المؤتمر.

س ـ هل فكرتم في المؤتمر القادم؟

ج ـ لا ولكن نحن بدأنا ولذلك طرحت في الجلسة الأخيرة عدة اقتراحات، أو رغبات ولا أذيع سرًا سوف نعقد اجتماعًا مع الهيأة الاستشارية في الخامس عشر من ديسمبر لبحث هذا الموضوع.

مجلة آراء حول الخليج