; logged out
الرئيسية / فيروس كـــــورونـــا: ألا يستحق هذا الحدث أن تشكل لجنة دولية لمعرفة الحقيقة

العدد 149

فيروس كـــــورونـــا: ألا يستحق هذا الحدث أن تشكل لجنة دولية لمعرفة الحقيقة

الثلاثاء، 05 أيار 2020

لم يسبق، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م، أن وضع العالم كله في حالة خوف وترقب، وطوارئ واستنفار وقلق، يشمل كل الكرة الأرضية تقريبًا، ويحيل الحياة فيها إلى ركود وتدهور صحي واقتصادي كــــــــاسح، كـــــــــما يحصــــــل الآن، بفـــــــعل تفــــــشي وانتشــــار فيـــــــروس كـــورونــــا (COVID-19) القاتل، المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (SARS- Cov-2). أصبح انتشار هذا الفيروس يمثل وباءً عالميًا، بحسب بيان منظمة الصحة العالمية الصادر يوم11 مارس 2020م.

   وهذا الفيروس المدمر للجهاز التنفسي للبشر ينتقل بين الناس بسرعة هائلة، عبر التنفس واللمس. وقد ظهر في مدينة ووهان، بمقاطعة هوبي بالصين، ابتداء من شهر ديسمبر2019م. ثم أخذ يتفشى وينتشر في العالم كله، انتشار النار في الهشيم، فأصاب سكان 178 دولة، حتى كتابة هذه السطور، من مجموع 200 دولة هي دول العالم.

   لقد اجتاح العالم من شرقه لغربه، ومن شماله لجنوبه. اذ داهم، حتى الآن، أكثر من نصف مليون شخص، وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص. وكما قال أحد الصحافيين الأمريكيين: يبلغ سكان العالم الآن حوالي 7,5 بليون نسمة. وهذه الجائحة اضطرت حوالي 5 بليون شخص حول العالم للبقاء في منازلهم، في حجر منزلي عالمي غير مسبوق. ولنا أن نتخيل آثار هذا الحجر الاضطراري، خاصة الآثار الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية، البالغة السلبية. فالخسائر الاقتصادية العالمية تقدر الآن بالتريليونات من الدولارات. ولنتخيل مدى الارتباك الصحي الذي تمر به الدول المصابة، رغم أن معظمها من الدول المتقدمة.

 تذكر هذه الجائحة وتداعياتها بأسلحة "الدمار الشامل"، التي تمتلكها الدول العظمى والكبرى، وبعض القوى الصغرى، الآن، وما تحتفظ به هذه الدول من مخزون هذه الأسلحة الشاملة الدمار. فعلى سبيل المثال فقط، لو تسرب، أو استعمل، جزء بسيط من هذه الأسلحة الفتاكة، فستحدث في العالم كوارث تشبه كارثة كورونا أضعافًا مضاعفة. وبحيث تكون كارثة كورونا الراهنة بمثابة عثرة قدم، أمام هـــول مــــــــا سيحدث... جــــــراء تســــــرب (مقصود أو غير مقصود) أو استخدام، أبسط قدر من أسلحة الدمار الشامل، بأنواعه. كارثة كورونا ستكون بمثابة وخزة إبرة أمام قتل جماعي مكثف...؟!

   ومعروف، أن الأسلحة المعاصرة تقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، هي : الأسلحة التقليدية ( Conventional Weapons) والأسلحة فوق التقليدية (Unconventional) وأســـلحة الدمــار الشامل (MDW). الأسلحة التقليدية هي الأسلحة العادية التي تعتمد على مادة "الديناميت" ( TNT) في تفجيرها. والأسلحة فوق التقليدية، هي أسلحة تقليدية مطورة، لها قدرة تفجيرية كبيرة. أما الأسلحة ذات الدمار الشامل، فهي الأسلحة التي تقتل آلاف الناس فورًا، وتدمر المنشآت. وتقسم، هي الأخرى، إلى ثلاثة أقسام، أو أنواع، رئيسية، هي :

-     السلاح البيولوجي: ويتكون من فيروسات ومكونات بكتيرية وجرثومية سامة، تتفشى بسرعة، مسببة أمراضًا مميتة للأحياء.

-     السلاح الكيميائي: وهو عبارة عن ذخائر من المواد الكيميائية والغازية السامة، التي تفتك بالبشر، أو تصيبهم بإصابات جسيمة.

-     السلاح النووي: هو القائم في ما يحدثه من تفجير هائل على انشطار أو التحام الذرة، خاصة تلك المنبثقة عن اليورانيوم. وهذا السلاح يقتل الأحياء، ويدمر المنشآت تدميرًا شاملاً. ويتضمن ما ينتج عن استخدامه وتصنيعه من إشعاع قاتل.

وتمتلك الدول العظمى والكبرى، كما ذكرنا، آلاف الأطنان من هذه الأسلحة الثلاثة في ترساناتها العسكرية. وهى كميات ضخمة تكفي لتدمير كل العام مرات ومرات... فعلى سبيل المثال فقط، فإن ما لدى هذه الدول من أسلحة بيولوجية يكفي لقتل كل سكان الأرض ثلاث مرات ( Three Times Over). وما لدى كل من روسيا وأمريكا (مثل آخر) من قنابل نووية تكفي لتدمير كل العالم ثمان مرات ...؟!

نعم، هناك اتفاقيات دولية تمنع استخدام أسلحة الدمار الشامل بأنواعها، كما تمنع انتشارها ... ولكن الواقع الدولي الراهن يؤكد عدم التزام هذه الدول بهذه الاتفاقيات، رغم أن هذه الدول تفرض على الدول الأخرى الالتزام بها. وفى كل الأحوال، فإن هذه الأسلحة موجودة في مخازن هذه الدول... وقابلة للتسريب، أو الاستخدام. والشاهد أن فيروس كورونا هو فقط أحد الفيروسات القاتلة. ولكن ما خفي أعظم. ونوجز فيما يلي علاقة هذه الحقيقة المرعبة، بالجائحة العالمية الراهنة.                          

إن ما جرى أصلاً بالصين (التي تنافس الآن على مكانة الدولة العظمى) ينبغي أن يدرس ويحلل بعناية ودقة. وما زالت الصين ودول أخرى – كما يقال- تحاول التوصل لمعرفة التركيب الحقيقي للحمض النووي لفيروس كورونا الجديد، ومن ثم إيجاد مصل وعلاج لهذا الوباء الخطير. والسؤال الأول والأهم الذى يجب طرحه هنا هو : هل فيروس كورونا الجديد وجد في الطبيعة، ولتوفر "بيئة" حاضنة مناسبة له، أم أنه فيروس من صنع الإنسان، ومخلق صناعيًا في المعامل البيولوجية؟!

     هناك احتمالان رئيسيان حول حقيقة هذا الفيروس. والذى يجعل البعض يميل لأحدهما هو : ما قيل بأن هناك أربعة أحماض نووية من فيروس الايدز تم اكتشافها في فيروس كورونا الجديد. وأيضًا وجود مختبر كبير للأبحاث البيولوجية قرب مدينة ووهان. وذلك قد يعني أن هذا الفيروس صنع معمليًا. وحتى الآن، لا يمكن لأحد الجزم بأن أحد الاحتمالين هو الأصح.

   وإن كان الاحتمال الثاني هو الأصح، فإن هناك أيضًا احتمالين بشأن انتشار هذا الوباء بالصين: إما أن تكون جهة معادية للصين قد صنعته، ثم نشرته في منطقة ووهان الصينية... بهدف شل حركة الصين، وعزلها صحيًا، ومن ثم اقتصاديا، وتعطيلها ووقف ازدهارها، ولو مؤقتًا. وإما أن يكون هذا الفيروس خلق اصطناعيًا في معامل من قبل الصين نفسها، واستحدث كسلاح بيولوجي. ثم تسرب شيء منه... فنشر المرض والذعر والموت، في الصين وغيرها. ألا يستحق هذا الحدث أن تشكل له لجنة متخصصة دولية لمعرفة حقيقة ما حصل ؟!                                

مجلة آراء حول الخليج