; logged out
الرئيسية / المركز مؤسسة فكرية غير ربحية ودخله من عائدات برامجه وأنشطته ويعتمد على ثلاث ركائز: الرؤية والرسالة والقيم

العدد 151

المركز مؤسسة فكرية غير ربحية ودخله من عائدات برامجه وأنشطته ويعتمد على ثلاث ركائز: الرؤية والرسالة والقيم

الخميس، 09 تموز/يوليو 2020

ترجع فكرة تأسيس مركز بحثي مستقل لدراسة القضايا ذات الأهمية لمنطقة الخليج من داخل منطقة الخليج نفسها إلى الدكتور عبد العزيز بن صقر، صاحب الرؤية والفكرة والتأسيس، فقد كانت تحرك هذه الفكرة رغبته في تيسير إتاحة المعرفة الراسخة القائمة على البحث حول منطقة الخليج الاستراتيجية للجميع. فهذا هو المصدر الأصلي لمركز الخليج للأبحاث وشعاره "المعرفة للجميع".

وكانت رؤية د.  عبد العزيز بن صقر تهدف الى سد فجوة كبيرة وإجراء بحث علمي عالي الجودة في جميع جوانب منطقة الخليج الاستراتيجية الأوسع نطاقًا، بما يشمل دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى إيران والعراق واليمن. ويعمل مركز الخليج للأبحاث على أساس مستقل غير ربحي إيمانًا بأن الجميع لديه الحق في الوصول إلى المعرفة، ولهذا يتيح المركز جميع أبحاثه بسهولة من خلال المنشورات وورش العمل والحلقات الدراسية والمؤتمرات والاجتماعات. ولكون المركز منظمة غير هادفة للربح، فيعود دخله بالكامل لبرامجه وأنشطته.

واعتمد عمل مركز الخليج للأبحاث وما زال على ثلاث ركائز قوية:

  • الرؤية: أن يكون مركز بحثي رائد للشؤون الخليجية حول العالم.
  • الرسالة: تقديم منظور عربي خليجي حول التطورات الإقليمية والعالمية لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين والتأثير بإيجابية في عمليات السياسات لدى الأطراف الفاعلة المحلية والإقليمية والخارجية
  • القيم: الإيمان بأن السلام والأمن والرفاهية والاستدامة في منطقة الخليج حق لشعبها وأن هذا الحق لا يمكن فصله عن حق الجميع في الحصول على المعرفة فيما يخص منطقة الخليج بسهولة

ولتحقيق هذه الرؤية والرسالة والقيم، ينصب اهتمام المركز على عدد من الأهداف الهامة، وتشمل ما يلي: تعزيز التواصل والتعاون بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي لتسهيل الإصلاحات في المنطقة وتأمين مستقبل أفضل للجميع، ونشر معلومات وبيانات ذات صلة وفائدة وتوزيعها فيما يتعلق بدول مجلس التعاون الخليجي داخل المنطقة وخارجها بهدف النهوض بالمعرفة والتفاهم، وتوفير حلول تعليمية وتدريبية من خلال تنفيذ "برنامج المعرفة" الذي يستهدف الدوائر الإدارية العليا، وإعداد الدراسات وتوفير استشارات الخبراء للمنظمات الحكومية وغير الحكومية بخصوص موضوعات مرتبطة بمجالات اهتمام المركز الرئيسية.

إن النشاط الرئيسي لمركز الخليج للأبحاث هو إجراء البحوث حول منطقة الخليج (دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى إيران والعراق واليمن). ويمكن تقسيم برامج المركز إلى ستة مجالات رئيسية، وهي: العلاقات الخارجية، والاقتصاد والطاقة، وأسواق العمل والهجرة، والأمن البيئي والاستدامة البيئية، والسياسة والمجتمع، والأمن والدفاع. وتسعى جميع البرامج البحثية إلى تحقيق فهم أفضل لجوانب التنمية في دول مجلس التعاون الخليجي وتسهيل التحولات الإيجابية في المنطقة. ولتحقيق ذلك، يشجع المركز التواصل والتعاون والحوار، ويركز بالتحديد على ضم الباحثين الخليجيين من داخل المنطقة وخارجها. وإحدى الطرق لتعزيز ذلك تكون من خلال برامج البحث المشترك وإمداد الخدمات والاستشارات، والتي تشكل جزءًا مهمًا من العمل الذي يؤديه مركز الخليج للأبحاث.

وينشر مركز الخليج للأبحاث نطاقًا واسعًا من المواد، تشمل كتب البحث والدراسات عن موضوعات معينة، ومجلدات منقحة من الأوراق البحثية، والكتب السنوية للخليج، والكتب البارزة المترجمة للعربية، بالإضافة إلى النشرات والتقارير والتحليلات والتعليقات ومجلة آراء.

كما طبق المركز العديد من الأنشطة التعليمية، مثل برامج التعلم التنفيذية التي تركز على القيادة العالمية وفهم منطقة الخليج والاتحاد الأوروبي، ومنتديات العلوم الاجتماعية والإنسانيات حول التعليم والتعلم الإلكتروني، وبرامج دراسات الخليج والعلاقات الخارجية، والبرامج الإرشادية والتدريبية لطلاب المدارس والجامعات.

وقد كانت لأنشطة إمداد الخدمات والاتصال أهميتها بالنسبة لمركز الخليج للأبحاث منذ تأسيسه. فقد وقَّع المركز أكثر من مائة اتفاقية تعاون وشراكة مع منظمات بحثية من أنحاء العالم، ويقدم المركز مقابلات وجلسات إحاطة دورية فيما يتعلق بقضايا الخليج. واعتُمد مركز الخليج للأبحاث كمنظمة غير حكومية لدى عدد من المنظمات العالمية، مثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC) للأمم المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، وبرنامج مرفق البيئة العالمية (GEF) لمجموعة البنك الدولي. وتتيح هذه الاعتمادات لمركز الخليج للأبحاث المزيد من فرص إمداد الخدمات.

ويعتمد نجاح مركز الخليج للأبحاث خلال السنوات العشرين الأولى من تأسيسه على نطاق واسع من نقاط القوة والقدرات، ويتمثل ذلك في المنظور الفريد الذي لا مثيل له من داخل منطقة الخليج، والمعرفة والموارد الإقليمية المتعمقة، والنهج الموجه لتحقيق النتائج والذي يركز على النتائج، والسجل الممتاز من إنجازات المشروعات الناجحة، والاستشارات الحكومية الوثيقة، والسجل المشهود به بالخبرات الواسعة، والثقافة المؤسسية القوية كمركز فكر، والشبكة الدولية المعترف بها عالميًا.

مركز الخليج للأبحاث – الهيكل والتسلسل الزمني 

تم تسجيل مركز الخليج للأبحاث في البداية في دبي في يونيو عام ٢٠٠٠م، ثم في جدة في يناير ٢٠٠٣م، وبدأ عمل المركز في دبي في مكتب محدود، ولكن سرعان ما توسع ليصبح مكتبًا كبيرًا مجهزًا تجهيزًا جيدًا يضم أكثر من ٨٠ فردًا. وبمرور الوقت، توسع عمل المركز أيضًا بدرجة كبيرة في فرع جدة. واستمر التوسع وافتُتحت مكاتب للمركز في جينيف بسويسرا (مؤسسة مركز الخليج للأبحاث) وفي كامبريدج بالمملكة المتحدة (مركز الخليج للأبحاث-كامبريدج).

تأسست مؤسسة مركز الخليج للأبحاث (GRCF) في ٢٠٠٧ م، كمنظمة غير حكومية غير هادفة للربح بموجب القانون المدني السويسري الخاص بالمؤسسات. ويسهِّل موقعها في جينيف إيصال الخدمات وتحقيق التعاون، ليس فقط مع سويسرا ولكن مع أوروبا والعالم أيضًا. 

أما مركز الخليج للأبحاث-كامبريدج فقد تأسس في 2009 م، بالتعاون مع مركز الدراسات الإسلامية بجامعة كامبريدج. وتم تسجيل مركز الخليج للأبحاث-كامبريدج في 2011 م، لدى هيئة الأعمال الخيرية لإنجلترا وويلز كمنظمة خيرية بريطانية غير ربحية. ومن أهداف المنظمة الرئيسية تسهيل الاندماج مع المجتمع الأكاديمي العالمي الذي يدرس قضايا الخليج، من خلال دورات ملتقى الخليج للأبحاث بشكل أساسي، والذي ينظمه مركز الخليج للأبحاث-كامبريدج سنويًا.

 

مؤسسة مركز الخليج للأبحاث

لقد كان تأسيس مؤسسة مركز الخليج للأبحاث خطوة مهمة في تسهيل البحوث حول الخليج، وتعزيز التميز الأكاديمي في منطقة الخليج وفيما يتعلق بها، وضمان توفير المعلومات والتحليلات الموضوعية والشاملة حول هذا الجزء الحيوي من العالم. ويمكن تقسيم العمل الرئيسي للمؤسسة إلى أنشطة متعلقة بالبحوث وأنشطة متعلقة بالفعاليات.

فعلى صعيد البحوث، تُعد السياسة الجغرافية المتغيرة للشرق الأوسط أحد مجالات التركيز الرئيسية، مع إيلاء اهتمام خاص بالسياسات الخارجية والأمنية لدول مجلس التعاون الخليجي، وقضايا أمن الخليج، وجهود إقامة نظام أمني إقليمي. وتشارك مؤسسة مركز الخليج للأبحاث بفاعلية في النقاشات والحوارات حول السياسات فيما يتعلق بمنطقة الخليج والتي تُعقد في جميع أنحاء العالم، وتتعاون المؤسسة مع الحكومات ومجتمع السياسات على جميع المستويات. كما أُجريت بحوث وأعمال مشاريع تنموية مهمة مع المفوضية الأوروبية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومجلس بحوث التنمية الدولي (IDRC) في كندا.

أما بالنسبة للفعاليات، تشارك مؤسسة مركز الخليج للأبحاث أيضًا في الفعاليات المقامة برعاية الأمم المتحدة، كما تنظم المؤسسة برامجها الخاصة، ويساعد على ذلك اتخاذها جينيف الدولية مقرًا لها. وتتضمن هذه الفعاليات المنتدى الأمني لمراكز الفكر ومؤتمر جيشتاد للشرق الأوسط (بالتعاون مع مركز جينيف للسياسات الأمنية ومركز كراون بجامعة برانديز). وتشارك مؤسسة مركز الخليج للأبحاث أيضًا في منتدى قادة مراكز الفكر بالمنتدى الاقتصادي العالمي ومجلس المجالس، والذي يضم أبرز مراكز الفكر في دول مجموعة العشرين.

وفي 2012م، أسست مؤسسة مركز الخليج للأبحاث، بالتعاون مع مركز سياسات الهجرة (MPC) بمعهد الجامعة الأوروبية (EUI) في فلورنسا، برنامج أسواق العمل والهجرة (GLMM) في الخليج لتعزيز تحقيق فهم وسياسات أفضل في هذه المجالات الأساسية بالنسبة لبلدان الخليج والبلدان الأصلية للمهاجرين.

مؤسسة مركز الخليج للأبحاث-آسيا

أنشأت مؤسسة مركز الخليج للأبحاث فرعًا لها في طوكيو باليابان في الفترة من 2012 م، وحتى 2014م,  وكان يُعرف بمؤسسة مركز الخليج للأبحاث-آسيا، وكان يقوم على ثلاثة أهداف رئيسية:

  • تطوير وتعزيز علاقات أوثق وفهم متبادل على المستويين الحكومي والخاص بين منطقتي الخليج وشرق آسيا؛
  • تطوير وتسهيل البحث الأكاديمي المتعلق بمنطقتي الخليج وشرق آسيا، ونشر نتائج هذا البحث من خلال ورش العمل والمؤتمرات والمنتديات والمنشورات؛
  • توفير مساعدة استشارية للقطاعين العام والخاص، خاصةً فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والاستراتيجية، بما في ذلك الشؤون الاستثمارية والتجارية والسياسية وشؤون أمن الطاقة التي تمثل أهمية بالنسبة للمنطقتين.

وقد أسهمت مؤسسة مركز الخليج للأبحاث-آسيا إسهامًا هامًا من أجل تحقيق فهم أفضل للتفاعل بين منطقتي الخليج وشرق آسيا الحيويتين وسريعتي التحول. ونظمت المؤسسة زيارة بارزة لمركز الخليج للأبحاث إلى كوريا الجنوبية واليابان في سبتمبر 2012م، وقد ركزت الزيارة على العلاقات سريعة التطور وواسعة النطاق بين منطقة الخليج وشرق آسيا. وتضمنت الزيارة ورش عمل وحلقات دراسية واجتماعات مع مسؤولي الحكومة والمجتمع الأكاديمي ومجتمع السياسات، بالإضافة إلى قادة الأعمال والشركات.

مركز الخليج للأبحاث-كامبريدج

وفي ضوء استمرار منطقة الخليج في اكتساب الأهمية الاستراتيجية، فإن من الضروري الآن أكثر من أي وقتٍ مضى توسيع نطاق المعرفة حول هذا الجزء من العالم بالغ الأهمية والإلمام أكثر بالقضايا التي تقرر تطور المنطقة بوجه عام. ويتمثل الهدف الرئيسي لمركز الخليج للأبحاث-كامبريدج في تطوير البحث والتعليم فيما يتعلق بالقضايا السياسية والاقتصادية والبيئية والأمنية وقضايا الطاقة في منطقة الخليج. ويحدد المركز، كجزء من عمله في تنظيم دورات ملتقى الخليج للأبحاث السنوي في جامعة كامبريدج، الموضوعات ذات الأهمية بالنسبة لمنطقة الخليج، ويحفز البحث في هذه المجالات البحثية، ويوفر منصة لنشر نتائج البحث على نطاق واسع. ويهدف المركز إلى المساعدة على توليد حلول للكثير من التحديات التي تواجه منطقة الخليج، وتقوية الروابط بين الباحثين من مختلف أنحاء العالم والذين يجرون أبحاث تتعلق بمنطقة الخليج، وتعزيز الفهم المتبادل بين منطقة الخليج وبقية دول العالم.

وتعتمد دورات ملتقى الخليج للأبحاث على أسلوب ورش العمل الصغيرة المتعددة، والذي يسهل عرض نتائج البحث. وعادةً ما يتم وضع توصيات ومبادرات فعلية أثناء النقاشات والحوارات المكثفة التي تشكل جزءًا من كل ورشة عمل. وبعد كل دورة من دورات ملتقى الخليج للأبحاث، يتم نشر هذه التوصيات والمبادرات من خلال المنشورات، سواء في صورة بيانات موجزة للسياسات أو مقالات مطولة أو مجلدات منقحة من الأوراق البحثية على نطاق أوسع. ويترتب على ورش العمل غالبًا المزيد من الجهود التعاونية بين المشاركين ومؤسساتهم بما يتجاوز إطار ملتقى الخليج للأبحاث. ويتم التركيز بشكل خاص على تشجيع الباحثين الشباب، خاصةً من دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك المبتعثين، على المشاركة في التعاون البحثي وفي سير ملتقى الخليج للأبحاث. وبذلك يمهد ملتقى الخليج للأبحاث طريقًا نحو المستقبل للجيل القادم، ويساعد على تحديد الدور الذي سيؤديه في تشكيل تطورات منطقة الخليج.

وقد نظم مركز الخليج للأبحاث-كامبريدج في الفترة من 2010 إلى 2019م، عشر دورات لملتقى الخليج للأبحاث السنوي، وتضمنت هذه الدورات 127 ورشة عمل، واستضافت 1726 مقدم أوراق بحثية، وبلغ إجمالي عدد المشاركين 3358، وتم نشر 52 مجلدًا منقحًا للأوراق البحثية.

  • • •

 

لقد تطور مركز الخليج للأبحاث خلال العشرين سنة الماضية من فكرة إبداعية إلى مركز بحثي معترف به عالميًا ساهم كثيرًا في فهم منطقة الخليج، دون أن يغفل أبدًا عن شعار "المعرفة للجميع" ومهمته النهائية المتمثلة في تعزيز السلام والأمن والرفاهية والاستدامة، ليس فقط في منطقة الخليج، بل في العالم أجمع.

ويتقدم مركز الخليج للأبحاث بخالص شكره لكل من شارك في نجاحه خلال السنوات العشرين الماضية!

مقالات لنفس الكاتب