array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 153

الولايات المتحدة تنشر الصواريخ والصين تعزز البحرية استعدادًا لحرب قادمة

الثلاثاء، 01 أيلول/سبتمبر 2020

دوائر الصراع الأمريكي الصيني معقدة ومتشابكة وفي مساحات كثيرة من الكوكب كما هو الحال في هونج كونج وتايوان وجيانججينج والتبت وكوريا الشمالية ، كما تمتد الخلافات والصراعات بين أكبر اقتصاديين في العالم إلى  ملفات الحقوق الفكرية ، وإغلاق القنصليات والحروب التجارية ، وشركة هواوي وفيروس كورونا، لكن الصراع بين واشنطن وبكين في "بحر الصين الجنوبي"  له طابع خاص وينذر بتحويل الحرب الباردة بين البلدين إلى صراع ساخن وحرب حقيقية كما هدد وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر بأن بلاده لا يمكن أن تسمح للصين بالسيطرة على المحيط الهادئ من خلال سيطرتها على بحر الصين الجنوبي، كل ذلك يهدد للمرة الأولى بنزاع مسلح في أهم شرايين التجارة العالمية حيث تمر من بحر الصين الجنوبي بضائع تتجاوز قيمتها 5.6 تريليون دولا تشكل 40 % من حجم التجارة العالمية ، فما هي أسباب الصراع في بحر الصين الجنوبي ؟ وما هي الخيارات الصينية والأمريكية في هذا الصراع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يستفيد أو يتضرر العالم العربي ومنطقة الخليج من هذا الصدام المتنامي

 كنز المستقبل

الأهمية الاقتصادية والجيوسياسية لبحر الصين الجنوبي الذي يتسع لأكثر من 3.5 مليون كلم تدفع الصراع بين الولايات المتحدة والصين إلى  " حافة الهاوية "، وبالإضافة إلى أنه أكبر بحر في العالم بين المحيطات الخمس يعيش أكثر من 500 مليون شخص في فيتنام وتايلاند وبروناي وإندونيسيا وسنغافورة وكمبوديا والصين على بعد 100 ميل بحري فقط من ساحله، ناهيك أنه يوفر 12 % من إجمالي الأسماك في العالم، ووفق التوقعات الجيولوجية تحوي المنطقة 25 مليار برميل من النفط و350 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وتمر خلاله  ثلثي إمدادات الطاقة لكوريا الجنوبية و60% لليابان و80 % تايوان، وتبلغ حصة الولايات من البضائع التي تمر من خلاله  نحو 1.2 تريليون دولار، بينما تمر نسبة 80 % من واردات الصين من الطاقة ونحو 40 % من إجمالي تجارتها عبر هذا البحر، لذلك تعتقد بكين أن بحر الصين الجنوبي هو " كنز المستقبل" وسيكون أكبر مساعد لها لتتولى قيادة العالم إن لم يكن اليوم فسيكون عام 2049م، بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس جمهورية الصين الشعبية وذلك لأهميته الاستراتيجية والجيوسياسية، والصين على قناعة كاملة بأن السيطرة على بحر الصين الجنوبي تؤمن لها السيطرة على مصادر الطاقة ومسارات التجارة في المستقبل ، فرغم مطالب 6 دول بحقوق سيادية في بحر الصين الجنوبي هي فيتنام والفلبين وسنغافورة وماليزيا وسلطنة بروناي وإندونيسيا فإن الصين رفضت الالتزام ببنود معاهدة الأمم المتحدة لتقسيم البحار عام 1982م، والتي تقول أن لكل دولة 12 ميلاً بحريًا تشكل مياهها الإقليمية، و200 ميل بحري كمنطقة اقتصادية خالصة، وذهبت الصين بعيدًا لتبني جزرًا صناعية أقامت عليها مطارات حربية وحولتها لمرافئ للسفن العسكرية، وهو ما دفع بعض الدول لرفع دعاوى قضائية دولية مثل فيتنام التي ربحت قضية ضد الصين في محكمة التحكيم الدائمة، الأمر الذي تستند عليه الولايات المتحدة بقوة في وجودها في بحر الصين الجنوبي ، وإن مرور سفنها الحربية يهدف في المقام الأول والأخير إلى  تحقيق " حرية الملاحة " في هذا الشريان العملاق

أزمة الخطوط التسعة

تقول الصين إن حقوقها في بحر الصين الجنوبي ثابتة وتاريخية بموجب الخريطة التي نشرتها عام 1947م، وتضم ما تسميه " الخطوط التسعة " وهى الخطوط التي تمتد مئات الأميال البحرية بعيدًا عن أقرب نقطة من البر الصيني، وتؤكد بكين أن الصينيين كانوا في هذه المنطقة منذ قرون طويلة، وأن كل شيء في هذه المناطق ينطق بالصينية، ولذلك تتمسك الصين بسلسلة طويلة من الجزر منها جزر "باراسيل وسبراتلي"  ، وتطالب الصين بـ  80 % من مساحة بحر الصين الجنوبي بينما تطالب فيتنام بالسيادة على جزر باراسيل وسبراتلي، وأوضحت فيتنام في مناسبات عديدة أنها حكمت سلسلتي باراسيل وسبراتلي منذ القرن السابع عشر، وقدمت عددًا من الوثائق إلى محكمة التحكيم الدائمة التي تثبت سيادتها على هذه الجزر ، كما تطالب بروناي وماليزيا بالسيطرة على الأجزاء الجنوبية من البحر وبعض جزر سبراتلي ، في حين تسعى الفلبين للسيطرة على أرخبيل سبراتلي وسكاربورو  ، وتقول إن قربها الجغرافي لسلسلة سبراتلي سبب كاف لإثبات سيادتها عليها، كما تتشارك الصين والفلبين بادعاء سيادتهما على شعاب سكاربره التي يطلق عليها الصينيون اسم "جزيرة هوانجيان، و التي تبعد بمسافة 160 كيلومترًا عن الفلبين و800 كيلومتر عن الصين، كما تقول ماليزيا  إن بعض جزر سبراتلي تعود إليها

الحرب الحتمية

أكدت الصين أن الحرب ستكون حتمية مع والولايات المتحدة بشأن بحر الصين الجنوبي إذا لم تكف واشنطن عن مطالبة بكين بوقف بناء جزر صناعية في تلك المنطقة المتنازع عليها خاصة بعد أن اكتشفت الصين طائرة تجسس أمريكية فوق مناطق قريبة من الجزر التي تقوم الصين ببنائها، ورغم أن الخلافات بين الصين والولايات المتحدة في ملفات كثيرة وفي مناطق مختلفة إلا أن هناك ترجيحات بأن الصراع العسكري يمكن أن يندلع بين الجانبين في بحر الصين الجنوبي لعدد من الأسباب وهي:

1-الحشد العسكري الضخم في المنطقة حيث يعتبر بحر الصين الجنوبي أكثر مناطق العالم ازدحامًا بالسفن الحربية والمناورات العسكرية، وأدى أخر تزامن للمناورات التي يقوم بها الأسطولان الأمريكي والصيني إلى مخاوف من الاحتكاك العسكري بين الطرفين، ويعد التزامن في المناورات العسكرية الأول من نوعه منذ عقود، وهو ما يؤشر لنزعة متزايدة لدى الطرفين للدفاع عن مزاعمهما في المنطقة بكل شيء بما فيه الأدوات العسكرية حيث أجرى الجانبان المناورات العسكرية الضخمة في شهر يوليو الماضي بالقرب من جزر إسبراتلي وبارسيل وغالبيتها جزر صناعية أنشأتها الصين، و أعطى وزير الخارجية الماليزي، هشام الدين حسين، مؤشرات إلى احتمال تدهور الأوضاع في المنطقة مستقبليًا، وذلك في ظل المواجهات المستمرة بين السفن الصينية والماليزية، مؤكدًا أن وجود سفن حربية وبواخر في بحر الصين الجنوبي، لا ينذر إلا بزيادة التوتر، والذي قد يؤدي بدوره إلى حسابات خاطئة قد تؤثر على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

2-هناك اتهامات متبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بـ" عسكرة " بحر الصين الجنوبي، وترى الولايات المتحدة في السلوك الصيني " تنمر سياسي " على جيرانها خاصة فيتنام والفلبين، ولا تملك الولايات المتحدة إلا خيارين إما الدفاع عن شركائها الإقليميين، أو فقدان مكانتها الدولية في هذا المكان الحيوي، بينما تدرك الصين أن "عسكرة المنطقة" سيرفع من تأمين المخاطر على البضائع الصينية ويجعل أسعارها أقرب للبضائع الأمريكية مما أضر بالنمو الصيني منذ عام 2009 حيث تراجع في نهاية 2019م، إلى أقل من 6.8 %.

  • إدراك كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين أنها مستهدفة من الجانب الآخر ، ففي الولايات المتحدة أكدت كل الجهات التي تتعامل مع الصين من المخابرات ووزارتي الخارجية والدفاع بل ووزارة التجارة أن الصين تستهدف الولايات المتحدة في كل شيء ، وأن بكين تمارس حرب باردة حقيقية ضد واشنطن  لدرجة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي قال إنه يفتح كل 10 ساعات قضية تجسس صينية على المصالح والأراضي الأمريكية، ولهذا تعتقد واشنطن أن أفضل طريقة هي تطويق الصين و مواجهتها في المناطق البعيدة خاصة بعد أن أصبح للصين صواريخ يزيد مداها عن 10 آلاف كلم وتستطيع ضرب البر الأمريكي، وهذا ما دفع وزير الخارجية الأمريكي للقول " لن نسمح للصين بالسيطرة على بحر الصين الجنوبي".
  • زيادة البعد القومي المدعوم بتحقيق معدلات نمو عالية لدى أعداء الصين في بحر الصين الجنوبي، ولذلك أشترت هذه الدول كميات كبيرة من السلاح وعقدت شراكات سياسية وعسكرية مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بما يدعم رفض الدولة المتصارعة مع الصين أي " تنمر صيني " مستقبلي، وأن هذه الدول لن تتسامح أو تتغاضى عن أي هجوم صيني على سيادتها في بحر الصين الجنوبي، فالمعروف أن الصين وفي سبيل إثبات هيمنتها على بحر الصين الجنوبي اندلعت بينها وبين فيتنام   مواجهات خطيرة عام 1974م، عندما قامت الصين بالاستيلاء بالقوة على سلسلة جزر باراسيل من فيتنام، وأسفرت الصدامات عن مقتل أكثر من 70 من العسكريين الفيتناميين. وفي عام 1988م، اصطدم الصينيون والفيتناميون مجددًا حول سلسلة سبراتلي، وخسر الفيتناميون نحو 60 عسكريًا، وفي مايو 2014م، قامت الصين بقطر منصة استخراج نفط فيتنامية إلى منطقة في البحر قريبة من جزر باراسيل، ما أدى إلى حوادث تصادم عدة بين السفن الفيتنامية والصينية. وكادت تقع مواجهة واسعة النطاق منتصف عام 2019 م، بين العديد من سفن خفر السواحل من كلا البلدين، بعد أن دخلت سفن صينية للتنقيب عن النفط بالقرب من جزر سبراتلي، كما اندلعت مواجهات بين الفلبين والصين أيضًا في عام 2012م، خاض الجانبان فيها مواجهة بحرية مطولة تبادلا فيها الاتهامات بانتهاك السيادة في شعاب "سكاربره " وفي يناير 2013م، رفعت الفلبين دعوى قضائية دولية ضد الصين، أمام محكمة التحكيم الدائمة، للطعن في الادعاءات الصينية واستصدار حكم حول الخلاف بموجب ميثاق الأمم المتحدة حول قانون البحار. ولكن الصين قاطعت جلسات المحكمة، بحجة أنها ليست مخولة للفصل في هذا الخلاف، وأكدت أنها لن تقبل أي قرارات تصدرها المحكمة
  • تنامي الخلاف بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية في قضايا تتعلق بمستقبل وقيادة كل منهما للعالم، فالولايات المتحدة تعتقد أنها في وضع لا يسمح لها بالتنازل أمام الصين، لأن أي تنازل جديد سيفقد واشنطن وضع القيادة الحالي على الساحة الدولية، بينما ترى الصين أن هذه هي الفرصة الكبيرة لإزاحة الولايات المتحدة من قيادة العالم في ظل المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الأمريكي وفقدان 30 % من قيمته بسبب جائحة كورونا، وهو ما يوفر بيئة جاهزة للصدام
  • رفض الصين كل المبادرات الأمريكية التي يمكن أن تدفع واشنطن للتراجع، فالصين ترفض أي مفاوضات سياسية حول الاتفاقية المتعلقة بالصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى التي تحمل رؤوسًا نووية والتي انسحبت منها كل من روسيا والولايات المتحدة في شهر أغسطس 2019م، والهدف الأمريكي واضح جدًا في الانسحاب من هذه الاتفاقية، وهو دفع الصين  للمشاركة في اتفاقية جديدة متعددة الأطراف وليست ثنائية كما كانت بين واشنطن وموسكو ، كما رفضت الصين الدخول في تجديد اتفاقية " ستارت 3 " التي تتعلق بالصواريخ الطويلة المدى رغم أن الصين بات لديها صواريخ يمكن أن تصل لـ10 ألاف كلم وتصل لكل الأراضي الأمريكية  
  • سعي الولايات المتحدة لإجهاض سيطرة الصين على غرب المحيط الهادئ، لأن هذا الأمر لو تحقق سيشكل لأول مرة خطرًا استراتيجيًا على الأراضي الأمريكية وأستراليا ونيوزيلاند حلفاء الولايات المتحدة.
  • إدراك الصين أن " عسكرة بحر الصين الجنوبي " وباقي المشاكل التي تتسبب فيها الولايات المتحدة خاصة تدخلاتها في شؤونها الداخلية وتهديداتها لسياسة " الصين واحدة " يمثل خطرًا على وحدة الأراضي الصينية، بالإضافة إلى اتهام واشنطن بأنها السبب في تراجع معدلات النمو الاقتصادي من 10 % قبل 2009م، إلى 6.9 % قبل جائحة كورونا

عناصر الضغط الأمريكية

أولاً: تملك الولايات المتحدة تحالفًا صلبًا في جنوب شرق آسيا، بالإضافة لحفائها في كوريا الجنوبية واليابان واستراليا والهند وجميعهم على خلاف مع الصين، وترى الولايات المتحدة أن الصين على خلاف إستراتيجي مع غالبية جيرانها في المنطقة، وأن هذا الوضع الجيوسياسي للصين سيشكل عامل ضعف كبير في حال اندلاع حرب بين البلدين، ويزيد من هذا الإدراك الأمريكي أن القوى الأوربية بدأت تدرك مخاطر القوة الصينية سواء في آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا والقطب الشمالي، وحتى فيما يتعلق بشركة هواوي للاتصالات

ثانيًا: خروج الولايات المتحدة من اتفاقية منع نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى في أغسطس 2019م، سمح لها بنشر هذه الصواريخ في قواعد آسيوية، وهذا ما تخشاه الصين، بل لأن منظومة الصواريخ الأمريكية " ثاد " في كوريا الجنوبية تهدف في الأساس لكشف الأراضي الصينية أكثر منها حماية لكوريا الجنوبية من صواريخ نظيراتها الشمالية

ثالثًا: تستطيع الولايات المتحدة تحريك الملفات الجاهزة على الأراضي الصينية مثل هونج كونج التي ألغت الولايات المتحدة الوضع الخاص بها في التعامل تجاريًا، كما أن الولايات المتحدة اتفقت على بيع أكبر صفقة سلاح لتايوان وهو أمر يتعلق بوحدة الأراضي الصينية ، كما أن العقوبات التي تنتظر الصين على خلفية انتهاك حقوق الويجور في  تركستان الشرقية " جيانجينج " أكبر بكثير مما أصاب الصين خلال السنوات الماضية من عقوبات، لأن من شأن العقوبات الجديدة بسبب الويجور أنه توثر على خطط الصين في مشروعها الكبير " الحزام والطريق " كما أن تعامل الولايات المتحدة ضد الصين منذ بدأت أزمة كورونا أضعف من الصورة الناصعة عن الصين،  وتكشفت أشياء للعالم لم يكن يراها من قبل عن التنين الصيني ، وهو ما يجعل رواية الولايات المتحدة عن كل الملفات الجيوسياسية أو التجارية أو المتعلقة بالتجسس الصيني موضع قبول وتفهم من جانب الكثيرين في العالم

رابعًا: ما زالت الولايات المتحدة صاحبة أكبر إنفاق عسكري في التاريخ بـ720 مليار دولار مقابل 265 مليار للصين، وهو ما يجعل قدرة الولايات المتحدة على تحريك القوات والسلاح أكبر بكثير من قدرة الصين خاصة في المحيط الهادئ، وهي دائرة الاشتباكات الرئيسية التي يمكن أن تندلع فيها حرب محدودة بين الطرفين

خامسًا: تستطيع الولايات المتحدة إثارة أعداء الصين التقليديين في آسيا ضد بكين، وكان هذا واضحًا عندما اشتبكت عناصر من حرس الحدود بين الهند والصين، وانحازت واشنطن بالكامل لنيودلهي، كما أن هناك تفكير في واشنطن للفصل بين الصين وروسيا خاصة لو أستمر الرئيس ترامب في البيت الأبيض لولاية ثانية، فأحد أهم عناصر القوة الصينية هي وجود الصين وروسيا في خندق العداء الواحد ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وفي حالة تجريد الصين من حليفتها الروسية ستكون الولايات المتحدة وجهت ضربة سياسية قوية للصين

سادسًا: تسعى الولايات المتحدة لاستبدال الصين بأي دولة أو مجموعة دول أخرى لتكون مصنع العالم بدلاً من الصين، وهي أحد السيناريوهات التي يفكر فيها الرئيس ترامب بفرض عقوبات على ما يقرب من 90 مليون هم أعضاء الحزب الشيوعي الصيني، وتقليل التجارة والاعتماد الأمريكي على الصين بكل الوسائل المتاحة.

عناصر القوة الصينية

أولاً: فرص كورونا: وتقوم هذه الفرضية على أن بكين لم تفوت الفرصة بإجراء تدريبات عسكرية ونشر أصول عسكرية واسعة النطاق في المنطقة البحرية المتنازع عليها، ولم تكتف بذلك، بل احتفلت بشكل رسمي بأولى الخطوات التي تم إحرازها في استغلال موارد الطاقة المتنازع عليها في البحر الغني بالبترول، وهو ما دفع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو باتهام الصين باستغلال التركيز على الوباء العالمي بهدف " التنمر" على جيرانها في بحر الصين الجنوبي .

ثانيًا: التقارب الصيني الروسي، حيث تراهن الصين على أن خلافها مع واشنطن ليس الوحيد، وأن الولايات المتحدة لها مشاكل مع روسيا وكوريا الشمالية وإيران وحتى مع بعض شركائها الأوربيين بما فيهم حلف الناتو، وتعتقد الصين أن حلف الناتو تراجع كثيرًا في ظل الخلافات بين الرئيس ترامب والجناح الأوروبي في الحلف خاصة فرنسا وألمانيا

ثالثًا: زادت الثقة الصينية في الأسلحة الجديدة خاصة سلاح البحرية الصينية، ولذلك تعتقد بيكين أن ما لديها من سلاح وشرائها للأسلحة الروسية يشكل رادعًا كافيًا للولايات المتحدة يمنعها من التفكير في الحرب

رابعًا: تعتقد الصين أنها محررة من أي قيود تتعلق بالتسليح، فرغم أن لديها 300 سلاح نووي إلا أنها لم توقع على أي اتفاقية ثنائية أو متعددة الأطراف تحد من قدراتها على منع نشر أو إنتاج أي سلاح نووي

حلول سياسية

بعيدًا عن طرق طبول الحرب في شرق وجنوب شرق آسيا وبحر الصين الجنوبي هناك من يطرح بعض الحلول السياسية التي تقوم على هذه المحاور وهي:

1-تطوير المبادرة التايوانية لتخفيف التوتر في بحر الصين الجنوبي من خلال تعليق الخلافات بين كل الأطراف لفترة مؤقتة لتتمكن من إجراء مفاوضات حول تقاسم المواد ، وتدعم الصين هذه المبادرة لكنها قالت أنها تفضل درب المفاوضات الثنائية المباشرة مع الأطراف الأخرى، ولكن العديد من جيرانها يقولون : إن حجم الصين وثقلها الاقتصادي والعسكري يمنحها تفوقًا غير عادل على كل دولة بشكل منفرد ، ولهذا طرحت دول الآسيان بأنه على الصين التفاوض مع (آسيان) التي تضم تايلاند وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وبروناي ولاوس وفيتنام وميانمار وكمبوديا ، ولكن الصين تعارض هذا المنحى

2-اللجوء للتحكيم الدولي وهو ما لجأت إليه الفلبين عام 2013م وحصلت على حكم لصالحها لكن الصين أصرت على مقاطعة جلسات المحكمة، قائلة إن المحكمة ليست مخولة بالبت في الخلاف، ودأبت الصين على القول إنها لن تتقيد بما تصدره المحكمة من قرارات.

الشرق الأوسط والصراع في بحر الصين الجنوبي

جزء كبير من النفط الخليجي يذهب لليابان وكوريا الجنوبية عبر بحر الصين الجنوبي ، والتوتر في بحر الصين الجنوبي يؤدي لتراجع النمو العالمي والنمو الاقتصادي الصيني بشكل خاص ويؤثر سلبًا على الاقتصاديات الناشئة في آسيا والاقتصاديات الأخرى بما فيها مرور التجارة في المنطقة العربية والشرق الأوسط  ، وهو ما ينعكس سلبًا على حجم التجارة مع الخليج والمنطقة العربية ، لكن أكثر المؤثرات التي ينبغي أن نبقي عينًا عليها في المستقبل هي " اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الإيرانية – الصينية لمدة 25 عامًا " لأنها في الأساس موجهة ضد الولايات المتحدة في الخليج حيث ينتشر أكثر من 90 ألف جندي أمريكي في المنطقة من ساحل شرق المتوسط غربًا حتى أفغانستان شرقًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتب ومحلل سياسي ـ مؤسسة الأهرام ـ مصر

مقالات لنفس الكاتب