انعكست التطورات الاقتصادية التي يشهدها العالم، والتوسع في إنشاء مرافق البنية الأساسية، وزيادة الإنفاق على مجالات الخدمات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة على حركة القوى العاملة، وتوزيع مشاركتها بين القطاعات الاقتصادية الرئيسية، الأمر الذي أثر على انخفاض نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل عالميًا إلى 48.5% وزيادة معدل البطالة العالمي للنساء بين 0.8% عن معدل الرجال، وفقًا لتقارير منظمة العمل الدولية.

واستكمالاً لجهود الحكومات في معالجة قضايا العمال وحماية حقوقهم، والسعي لتحقيق التنمية المستدامة من خلال وضع آليات وبرامج للاستفادة من الشباب ومشاركة المرأة، ورفع مستوى مشاركتها في سوق العمل لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، جاءت أجندة الرئاسة السعودية لقمة مجموعة تواصل العمال L20" بمجموعة العشرين"، مؤكدة على أهمية تمكين المرأة في مسارات العمل المختلفة، وقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ في كلمته الافتتاحية، الشاملة على أن "إتاحة الفرص أمام المرأة هو جزء لا يتجزأ من أي نهج يسعى للنمو المستدام والشامل، حيث إن تمكين المرأة في مناصب قيادية بات أمرًا هامًا يضمن مشاركتها في صنع القرار، والإسهام في ازدهار المجتمعات"، الأمر الذي يؤكد النظرة الثاقبة له ـ أيده الله ـ ولحكومة المملكة حول مكانة المرأة وقدرتها على العمل في مختلف المجالات، مع ما توليه الحكومة السعودية من دعم وتشجيع وتمكين لتوسيع آفاق المرأة دعمًا لتحقيق ذاتها، ولذلك حققت المرأة السعودية ارتفاعًا في حصة مشاركتها في سوق العمل.

وأكدت القمة التزام الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين بالحفاظ على الإنجازات التي تحققت خلال الرئاسات السابقة وإحراز تقدم ملموس في تمكين النساء والشباب بأسواق العمل بشكل أكبر ومعالجة تحديات تمكين المرأة بطريقة شاملة من خلال مسارات العمل المختلفة التي تضم مجموعة من المبادرات القطاعية للفئات الأقل حظوة بالفرص مع وضع إجراءات تصب في مصلحة النساء والشباب وذلك من خلال دعم المبادرات مثل مبادرة "تمكين ودعم التمثيل الاقتصادي للمرأة" التي تعنى  بتوظيف المرأة، وتحقيق الاستقلال المالي لها، وتمكينها من الوصول إلى الفرص الحقيقية، بهدف دعم التوظيف والنهوض بالمرأة في قيادة القطاع الخاص، وضمان قدرتها على صناعة القرار على جميع المستويات لتحقيق النمو المستدام والشامل.