array(1) { [0]=> object(stdClass)#13138 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 157

12 خيارًا لدى بايدن لتحجيم الصين وبكين تضع خريطة طريق لمواجهة الضغوط حتى 2030

الثلاثاء، 29 كانون1/ديسمبر 2020

 
استغرقت الولايات المتحدة الأمريكية 30 عامًا كاملة لتعترف بحكومة جمهورية الصين الشعبية عندما قرر الرئيس الأسبق جيمي كارتر إنشاء سفارة لبلاده في بكين في الأول من يناير عام 1979م، وجاء هذا التحسن في العلاقات الصينية الأمريكية بناء على الزيارة الشهيرة للرئيس ريتشارد نيكسون للصين وإصدار بيان شنغهاي في 1972م، لكن الفضل الأول لهذا الانفتاح على الصين يعود لوزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر الذي كان مهندس العلاقات الأمريكية ـــ الصينية ومهد لبدء حقبة جديدة من العلاقات الثنائية، واليوم بعد 41 عامًا على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالصين، ومع فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية يعود هنري كيسنجر  في "قمة بلومبيرج " التي عقدت في شهر نوفمبر الماضي ليحذر من انزلاق البلدين إلى حرب تشبه الحرب العالمية الأولى، بسبب الخلافات والتعقيدات الكثيرة بين أكبر اقتصادين في العالم وسط خلاف داخلي أمريكي حول الطريق الأفضل للتعامل مع التنين الصيني، فهناك من يقول إن "التسامح الأمريكي"  مع الصين خاصة في مجال التجارة هو من سمح لها بالصعود السياسي والعسكري لتنافس الولايات المتحدة على الساحة الدولية، ويؤكد هذا الفريق أن الصين هي من تعرقل رؤية الرئيس المنتخب جو بايدن للعالم، ويطالب هؤلاء بضرورة الوقوف في وجه الصين في جميع المسارات لقطع الطريق عليها حتى لا تأخذ مكانة أمريكا في قيادة العالم، لكن هناك من يقول أن الصراع مع الصين ومواجهتها سينهي التفوق الأمريكي ويستنزف قدرات البلدين، وأن أفضل طريقة لإضعاف الصين هي العودة لخيار " كيسنجر " الذي كان يقوم على خلق صراعات آسيوية بين الصين وجيرانها الكبار مثل الهند واليابان ودول جنوب شرق آسيا، فما هي خيارات بايدن للتعامل مع الصين؟ وهل استعدت الصين بخيارات جديدة لمواجهة إدارة أمريكية وصفها الرئيس المنتخب بأنها تتحلى بأعلى درجات الخبرة والكفاءة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية؟ وما تأثير كلا السيناريوهين على الأوضاع في آسيا.

  خيارات واشنطن

تحليل خطاب الفريق الذي عينه بايدن للتعامل مع الصين والقضايا الخارجية المتمثل في الثلاثي " أنتوني بلينكين وزيرًا للخارجية، وليندا توماس جرينفيلد في منصب الممثل الدائم في الأمم المتحدة، وجيك سوليفان مستشار الأمن القومي يؤكد أن تغييرات طفيفة ستلحق بسياسة الولايات المتحدة تجاه الصين من خلال تفعيل جبهة الحلفاء حيث يرى فريق بايدن أن الولايات المتحدة التي لا يزيد عدد سكانها عن 5 % من العالم كانت تواجه الصين بمفردها خلال ولاية ترامب، وأن أفضل الخيارات بالنسبة للولايات المتحدة هي توحيد جهود حلفائها الآسيويين ضد بيجين،

ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال:

1-إعادة الزخم للعلاقات الأمريكية ــ الهندية التي تضررت في عهد ترامب  بسبب فرض وزارة التجارة الأمريكية رسوم جمركية على الواردات الهندية، وهو ما أدى لتقارب غير مسبوق بين الهند وروسيا والصين، فإذا كانت الصين عملت لفترة طويلة "كورشة تصنيع"  للعالم واستفادت ملايين فرص العمل وتريليونات الدولارات فإن نقل هذه القيمة الاقتصادية للهند وباكستان وإندونيسيا وبنجلاديش سيعزز من الشراكة الهندية والآسيوية مع الولايات المتحدة، ويضعف الصين خاصة إن فريق بايدن يفكر في دعم أكبر عسكري للهند للوقوف في وجه الصين التي " تنمرت عسكريًا " ضد الهند خلال الاشتباكات الحدودية التي وقعت بين البلدين خلال العام الجاري، والتذكير دائما بالخلافات الحدودية الصينية ــ الهندية التي أدت للحروب الهندية الصينية في 20 أكتوبر 1962م.
2-فصل الصين عن روسيا، ففريق بايدن يعتقد أن أكبر خطأ وقعت فيه إدارة ترامب أنها وضعت الصين وروسيا في " سلة واحدة " عندما أعلن الرئيس ترامب استراتيجيته للأمن القومي، وأعتبر فيها كلا من روسيا والصين " منافستان " للولايات المتحدة الأمريكية على الساحة الدولية، ولهذا شهدت السنوات الأربع الماضية تقارب غير مسبوق بين موسكو وبكين لدرجة في يوليو عام 2019م، قامت "قاذفات صينية وروسية" بدوريات مشتركة بعيدة المدى، وهي أول طلعات مشتركة بطائرات بعيدة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وطارت القاذفات الصينية والروسية 11 ساعة معًا، و قطعت خلالها 9 آلاف كيلومتر، ويتذكر فريق بايدن كيف استفادت الولايات المتحدة من الخلاف الصيني مع الاتحاد السوفيتي عندما اندلعت الحرب الروسية ــ الصينية عام 1969م، ولدى بايدن أوراق جاهزة لتفعيلها أبرزها المشاكل الحدودية بين الصين وروسيا، وما يسمى بالسيطرة الصينية "الثقافية والاقتصادية" على الجزء الشرقي من روسيا، وتعد هذه الرؤية في غاية الخطورة على الصين باعتراف بكين نفسها التي قالت في " الكتاب الأبيض " الذي صدر في أغسطس 2019م، وهو أول تقييم " جيوسياسي صيني " منذ 7 سنوات، قالت الصين في هذا الكتاب إن" التعاون الوثيق " مع روسيا هو ضرورة حتمية للحفاظ على "وحدة وسلامة"  الأراضي الصينية، وزادت جائحة كورنا مخاوف الولايات المتحدة من التفوق الصيني حيث تخشى واشنطن من صعود الاقتصاد الصيني من المرتبة الثانية التي كان عليها قبل كورونا بـ13.4 تريليون دولار إلى الاقتصاد الأول عالميًا بـ25 تريليون دولار بحلول عام 2023م، وليس عام 2049م، كما كان مخططاً له، وهناك قناعة كاملة لدى البنتاجون بأن الصراع بات بين الصين والولايات المتحدة، وأن روسيا قد تتحول إلى "تابع " للصين بحلول العام 2030م، كما هو الحال بالنسبة لكندا مع الولايات المتحدة، ولهذا يفكر فريق بايدن من تخفيف التوتر مع روسيا حتى يبعدها عن الصين.
3-إعادة الزخم للوجود الأمريكي في منطقة المحيط الهادئ سواء بالعودة لاتفاقية التجارة الحرة مع 8 دول في المحيط الهادئ، وهي الاتفاقية التي ألغاها الرئيس ترامب في اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض في 20 يناير 2017م، بالإضافة لتعزيز الشراكة العسكرية والتجارية مع كوريا الجنوبية واليابان، فالرئيس بايدن يدرك تمامًا أن الهدف المشترك لروسيا والصين هو إخراج الولايات المتحدة من شبه الجزيرة الكورية، ولذلك كان الديمقراطيون ينتقدون أي تقارب بين ترامب وكوريا الشمالية، لأنهم يدركون أن حل مشكلة كوريا الشمالية بالطريقة التي كان الجمهوريون يعملون عليها كانت ستعطي ورقة إضافية للصين وتضعف من أسباب التواجد الأمريكي بـ28.5 ألف جندي في كوريا الجنوبية، و38 ألف جندي في اليابان.
4-عدم الإعلان صراحة عن تخلي الولايات المتحدة عن سياسة " الصين واحدة " التي أعترف بها الرئيس جيمي كارتر، لكن في الوقت نفسه تعزيز الرغبات الانفصالية لدى الأقاليم الصينية وخاصة تايوان وهونج كونج من خلال مزيد من مبيعات السلاح لتايوان وتعزيز ثقتها بنفسها في مواجهة الصين، والاستمرار في الدوريات العسكرية في بحر الصين الشرقي الذي يفصل الصين عن تايوان.
5-تعزيز الحضور السياسي والعسكري الأمريكي في بحر الصين الجنوبي، الذي تمر من خلاله تجارة بقيمة 5.6 تريليونات دولار، تمثل أكثر من 40 % من التجارية الدولية، وذلك من خلال تقوية علاقات الولايات المتحدة مع 6 دول في جنوب شرق آسيا " فيتنام وماليزيا وسنغافورة وبروناي والفلبين وإندونيسيا " وهي الدول التي  تتنازع مع الصين حول السيادة في بحر الصين الجنوبي، والاستمرار الأمريكي في تسيير القوافل العسكرية شمالاً وجنوبًا في بحر الصين الجنوبي بما يزيد من تكلفة التأمين على ثلثي البضائع الصينية التي تمر من خلال بحر الصين الجنوبي، وبالتالي تصبح البضائع الأمريكية أقرب في السعر من البضائع الصينية، وهو ما يضاعف التجارة الأمريكية مع " الطبقة المتوسطة " الآسيوية التي تصل لـ800 مليون على حساب البضائع الصينية، ومؤشرات نجاح هذه الخطة كانت واضحة عندما تراجع نمو الناتج الصيني من 10% إلى أقل من 6.9 % في عام 2019م، قبل جائحة كورونا، كما يستعد فريق بايدن لمواصلة السياسة الحالية التي تمنع بموجبها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة الصين من التوسع في بناء "الجزر الصناعية"  التي تساعد في اكتشاف النفط والغاز ، ونجحت فيتنام في الحصول على قرار ضد الصين في بحر الصين الجنوبي من محكمة لاهاي، ناهيك عن الخلافات الصينية مع اليابان وكوريا الجنوبية
6- تعتزم إدارة بايدن إضافة وتفعيل ما تسمية "بالقوة الناعمة " المتمثلة في ملف "حقوق الإنسان " في علاقاتها مع الصين، فالإدارة الجمهورية الحالية ركزت على مسائل التجارة والتسليح الصيني لكنها لم تهتم كثيرًا بقضايا حقوق الإنسان خاصة قضية مسلمي الإيجور التي أهتم بها عدد قليل  من نواب الكونجرس الديمقراطيون ، ويرى فريق بايدن أن دعم حقوق الإنسان في الصين لن يقوى موقف القيادة الأمريكية في العالم فقط بل سيقود لإضعاف الصين في أكثر من إقليم صيني وفي مقدمتها إقليم "شنغيانغ" أو تركستان الشرقية التي تشكل بوابة للصادرات الصينية للغرب، ويعتزم رؤساء اللجان التي يسيطر عليها الديمقراطيون سواء في مجلس النواب أو الشيوخ استصدار بيانات لرفض نظام المعسكرات الصينية للويجور التي تقول واشنطن أنها تهدف للقضاء على الهوية الإسلامية لسكان تركستان الشرقية
7-دعم الزعيم التاريخي للتبت " الدلاي لاما " مع دراسة كل الخيارات حتى يخلف "الدلاي لاما " شخصية رافضة للسيطرة الصينية على الإقليم الاستراتيجي، وهذه ورقة عمل عليها الرئيس ترامب حيث أستقبل في البيت الأبيض خلال الأسابيع الماضية رئيس وزراء إقليم التبت لوبسبانح سانغاى، وهدف الولايات المتحدة من خلق كل هذه المشاكل الداخلية للصين هو أن ينصب اهتمام القادة الصينيين على المشاكل الداخلية وليس التوسع الخارجي
8-التضخيم من النزاعات القائمة سواء بين الصين ودول جنوب شرق آسيا أو بين الصين من جانب وأستراليا ونيوزيلندا من جانب أخر
9- تحريض الدول الأوربية وكندا على وقف الشراكة التكنولوجية مع الصين خاصة مع شركة هاواوي والشركات الأخرى التي تصنع تكنولوجيا الجيل الخامس، والتخويف من سيطرة الصين معلوماتياً على الدول الغربية وكندا، ورغم أن الرئيس ترامب كان له موقف صارم ضد الصين في هذا الأمر إلا أن التوقعات من إدارة بايدن لن تكون أقل من ترامب في هذا الملف ، وهناك تصريحات واضحة من زعماء الديمقراطيين أمثال نانسي بيوسي وأدم شيف تدعو للصرامة الكاملة ضد الهيمنة التكنولوجية الصينية على المجتمعات الغربية، كما أن استعادة الولايات المتحدة لحلفائها في الناتو والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية ودول جنوب شرق آسيا سيشكل حلف قوي ضد التكنولوجيا الصينية.
10- سيعمل الرئيس بايدن على تخفيف التوتر حول الصواريخ النووية بعد انسحاب الرئيس ترامب في أغسطس 2019م، من اتفاقية منع نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى في أوروبا، لكنه لن يعود لهذه الاتفاقية التي تحرم واشنطن من نشر صواريخ تحمل رؤوس نووية ومتوسطة المدى في آسيا، وهناك تقارير تقول أن الولايات المتحدة بالفعل بدأت في نشر هذه الصواريخ في السفن الحربية الأمريكية غرب المحيط الهادئ، كما أن الرئيس بايدن من المستحيل عليه تجديد اتفاقية "ستار3 " التي وقعها سلفه السابق باراك أوباما عام 2011م، وتنتهي في فبراير القادم والتي تتعلق بالصواريخ الطويلة المدى، فالمستهدف هنا الصين وليس روسيا حيث باتت الصين تملك صواريخ طويلة المدى تغطي كل الأراضي الأمريكية، بعد أن أصبح للصين صواريخ يزيد مداها على 10 آلاف كلم، وهذا ما دفع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للقول "لن نسمح للصين بالسيطرة على بحر الصين الجنوبي"، و لهذا تعمل الاستراتيجية الأمريكية الحالية على إضعاف البحرية الصينية في غرب المحيط الهادي حتى لا تكون منطلقًا لضرب الأهداف الأمريكية.
11-فرض المزيد من العقوبات على قيادات وعناصر الحزب الشيوعي الصيني والذي يبلغ عدد منتسبيه 90 مليون عضو، ومنع عودة الطلاب الصينيين للجامعات الأمريكية، وهي إجراءات بدأت في عهد الرئيس ترامب وسوف تستمر مع الرئيس المنتخب.
12 ــ إذا لم تتجاوب الصين مع الولايات المتحدة في قضايا السلاح النووي والملكية الفكرية سيكون على واشنطن اللجوء للخيار الأخير وهو التعايش مع " حرب باردة " كما صرح مايك بومبيو .

خيارات الصين

رغم أن القيادة الصينية رحبت بجو بايدن وقالت الصحافة الرسمية الصينية إن جو بايدن سيكون أفضل من ترامب الذي فرض رسوم غير مسبوقة على المنتجات الصينية ومهد لحرب تجارية طويلة في العالم إلا أن الاجتماع الأخير للقيادة الصينية المتمثل في مكتب الحزب الشيوعي الذي يضم 25  من كبار القادة ، و300 شخصية آخرين يمثلون اللجنة المركزية للحزب رسموا " خريطة طريق " ليس فقط للسنوات الأربع القادمة مع بايدن بل حتى 2030م، وهدفها تعزيز القوة الصينية في مواجهة الضغوط الأمريكية والغربية وتعتمد هذه الاستراتيجية على مجموعة من

المحاور وهي :

1-تقوم الخطة الجديدة على " الواقعية الجديدة " بعد أن انتهت المفاهيم القديمة والصورة النمطية التي حاولت الصين ترسيخها منذ عام 1979م، وأن هناك "الصين الجديدة والمختلفة " التي ستقدم للعالم بعيدًا عن تلك الصورة للدولة مترامية الأطراف التي لديها عمالة رخيصة،  ولعبت دور " مصنع العالم " فهذا الهدف انتهى عملياً مع تشجيع الغرب والولايات المتحدة دول أخرى مثل الهند وباكستان وسنغافورة وماليزيا وإندونيسيا والفلبين  أن تحل محل الصين، كما أن صورة الصين " البلد الطيب " و"الصديق للعالم الثالث " لم تعد موجودة بعد اكتشاف " نظرية " السيطرة بالديون " الصينية، وعدم الاستفادة من الشراكة الصينية لدى الدول التي انخرطت في شراكات عميقة مع الصين خلال الثلاثين عاماً الماضية، وتعد هذه الواقعية الجديدة هي طريقة الصين لرفض منطلق بايدن بأن الصين عدو ليس فقط لبلاده بل للديمقراطية العالمية
2-ستعمل الصين على خلق مصالح واضحة ومفهومة لدى الشركاء خاصة في آسيا وإفريقيا بعد أن انتهت فعلياً صورة الصين " كفاعل خير " بعد ان أدركت تلك الدول أن فعل الخير هذا لم يكن إلا محاولة صينية لخلق فرص عمل، ونجحت بكين بالفعل نتيجة لهذه السياسة السابقة من انتشال 800 مليون من تحت خط الفقر خلال العقود الثلاث الماضية، وما يعزز من سعي الصين نحو سياسة جديدة ومختلفة أن هناك منافسون كبار لها في آسيا وإفريقيا مثل روسيا والهند واليابان.
3- تخشى القيادة الصينية من " الطبقة الوسطى الجديدة " وأكثر من مليون صيني في الجامعات الغربية بالإضافة إلى 100 مليون صيني في الخارج، ففي السابق كان كل هؤلاء بجانب الحزب والقيادة، واليوم تحاول الصين تحييد هؤلاء حتى لا يكونوا ورقة الولايات المتحدة والمجتمعات الغربية للضغط على النظام السياسي ومحاولة تعطيل الانطلاقة الصينية، فالتقديرات الصينية تقول إن خطط بايدن " للتدخل الناعم " بإثارة قضايا مثل الديمقراطية والحرية ربما تحول هذه الطبقة التي كانت العمود الفقري للحكومة خلال السنوات الثلاثين الأخيرة إلى عبء كبير من خلال المطالب السياسية، ولهذا يفكر الحزب الشيوعي بمنطق " التحرك الاستباقي " لنزع هذه الورقة من الولايات المتحدة.
4-تقوم خطة التسويق الجديدة للدولة الصينية على أنها دولة " برجماتية " تبحث عن مصالحها ومصالح شعبها، وليس صورة " الدولة الشيوعية " التي يقودها حزب من النصف الأول للقرن العشرين، ولهذا تركز الرؤية الصينية الجديدة على " الطابع القومي " وليس " الطابع الشيوعي " لان الطابع القومي هو الذي سيحافظ على " وحدة الأراضي" الصينية وعدم التفكك والانسلاخ القومي والثقافي.
5-كما تحاول الولايات المتحدة فصل الصين عن روسيا وعن حلفائها أطلقت الصين حملة لمغازلة حلفاء واشنطن بهدف أن تكون الولايات المتحدة وحدها في ميدان الخلاف مع الصين، ويعتمد هذا الخطاب الجديد على أن الصين " شريك للعالم الحر " من خلال مشاركتها في الحرب العالمية الثانية بجانب الاتحاد السوفيتي ضد اليابان وهتلر، وأن ملايين الصينيين ذهبوا ضحايا لهذه المعارك التي استمرت من 1937 حتى 1945م.
6-إعادة الاحترام للرموز الصينية التي تجاهلها الحزب الشيوعي خلال السنوات السبعين الماضية من خلل استعادة الاحترام لكونفوشيوس، وترميم المعابد البوذية، وإنتاج برامج تلفزيونية عن الجنرالات والملوك الصينيين القدماء، كما تؤكد الدعاية الجديدة على اعتبار الصين أحد مؤسسي الأمم المتحدة حيث لعبت الصين دور لا يستهان به في صياغة ميثاق الأمم المتحدة.

خيار بين خيارات

نحن أمام إعلان واضح من جو بايدن بأن الولايات المتحدة لن تدخل في حروب " غير ضرورية " بعيدًا عن إعلان وزير الدفاع الأمريكي المقال مارك إسبر الذي توقع حرباً بين بلاده والصين في المحيط الهادئ ليس فقط بسبب الصواريخ والبحرية الصينية ورفض بكين الانضمام لاتفاقيات حظر إنتاج ونشر الصواريخ النووية لكن هناك مخاوف من أن التحقيقات الأمريكية قد تصل إلى أن الصين وراء فيروس كورونا بل وإنها قرصنت معلومات منعت الوصل للقاح طوال الشهور التي سبقت الإعلان عن اللقاحات الجديدة، فالمؤكد ليس من نوايا واشنطن الاندفاع لحرب مع الصين بل لبناء تحالف عالمي في أوربا وآسيا وأستراليا للوقوف أمام الأهداف الصينية فليس من بين أهداف واشنطن الدخول في حرب مع، والهدف الأمريكي من كل هذه التحركات هو جلوس الصين على مائدة التفاوض لتحقيق ثلاثة أهداف وهي دخول بيجين كطرف فاعل ومسؤول في المنظومة العالمية الأمريكية من خلال الدخول في الاتفاقيات التي كانت ثنائية بين موسكو وواشنطن ، واحترام الملكية الفكرية وعدم سرقة الأسرار العلمية " أو الاستسلام " لحرب باردة " طويلة على غرار ما كان مع الاتحاد السوفيتي، حرب باردة." طويلة
 
 
مقالات لنفس الكاتب