; logged out
الرئيسية / دول الخليج ودعت قيادات توافقية: السلطان قابوس بن سعيد والشيخ صباح الأحمد

العدد 157

دول الخليج ودعت قيادات توافقية: السلطان قابوس بن سعيد والشيخ صباح الأحمد

الثلاثاء، 29 كانون1/ديسمبر 2020

د. هيله حمد المكيمي

كان الهدوء سيد المشهد على ضفاف الخليج، حينما كانت تغادرها السفن الشراعية محملة بفرق الغاصة الباحثون عن اللؤلؤ لجمع ما يتيسر لهم من اللؤلؤ الطبيعي ومن ثم يكملون مسيرتهم باتجاه السواحل الهندية وشرق إفريقيا للتجارة والعودة مجددًا لعوائلهم التي تنتظرهم بشغف لقرابة الستة أشهر، إلا أن في أعقاب انتهاء الحربين العالميتين وبعد البدء بتصدير البترول، سرعان ما تحولت تلك المراكب الشراعية إلى سفن وناقلات النفط العملاقة تمخر عباب البحر باتجاه الأسواق العالمية شرقًا و غربًا، و تحولت منطقة الخليج إلى منطقة تنافس القوى الدولية والإقليمية حتى أصبحت الساحة الرئيسية التي تثبت  من خلالها تلك القوى صعودها و سقوطها، و مع تعاظم صراع المال والنفوذ وما جلبته من تنافس وحروب و إرهاب و تطرف، تبخرت أحلام السندباد في الانفتاح و التواصل الإنساني لتعود مجددًا على سماع وقع أقدام فايروس قرر أن يجوب العالم قادمًا من الصين مسببًا ما عرف بجائحة كورونا.

وقد تصدرت إيطاليا التي شهدت أولى الإصابات بفايروس الكورونا المستجد المشهد الدولي وأصبح العالم يراقب نداءات الإغاثة الإيطالية في الوقت الذي سارع فيه البيت الأوروبي إلى إغلاق أبوابه خوفًا من انتقال الوباء وبذلك أصبحت كافة المبادئ الغربية القائمة على حقوق الإنسان والإغاثة والعدالة والمساواة على المحك. وقصرت معظم تلك الدول المتقدمة رعايتها الطبية على مواطنيها مطالبة الطلاب والأجانب بالعودة إلى بلدانهم الأصلية، فعلى سبيل المثال، طالب رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريس الأجانب بالمغادرة حيث الأولوية ستكون للمواطنين في الرعاية الصحية، كما حددت لهم ساعات معينة للدخول لمحلات المواد الغذائية. وقد ازداد المشهد الغربي سوءًا بعد أن انطلقت أعمال القرصنة مابين الدول الأوروبية من أجل التسابق للحصول على الكمامات والمعدات الطبية. فأوروبا التي رفضت مساعدة إيطاليا لاعتقادها بأن إيطاليا لم تكن جادة في محاربة فايروس كورونا مبكرًا مما جعلها بؤرة رئيسية لنقل الوباء لبقية الدول الأوروبية، لم تكتف عند ذلك الحد. فحينما سعت الصين لإرسال شحنة مساعدات طبية لإيطاليا، سارعت التشيك بالاستيلاء عليها قبل وصولها لإيطاليا، وقد عادت إيطاليا لتنتقم عبر قرصنة شحنة مماثلة كانت في طريقها إلى تونس، لتقوم فرنسا بعمل مماثل عبر مصادرة شحنة كانت في طريقها إلى بريطانيا. أما ما هو أغرب من تلك القرصنات، حينما قرصنت الولايات المتحدة الأمريكية شحنة صينية وقفت في بانكوك وكانت في طريقها إلى ألمانيا، مما جعل الألمان يعبرون عن استيائهم من ذلك السلوك غير الحضاري، وآخر تلك القرصنات، تمثلت في استيلاء تركيا على أجهزة تنفس كانت في طريقها لأسبانيا من الصين. وبالرغم من تلك القرصنة التي ساهمت في توتر المشهد الدولي حيث سادت الفوضى والتوحش بدلاً من التنسيق والسلام، فقد تبين عدم صلاحية الكثير منها إما لرداءة الجودة أو لكونها معدات مستخدمة بما فيها الكمامات الطبية. وبالرغم من تلك الفوضى التي عصفت بالعالم المتقدم وأفضت بالشلل المؤقت للاتحاد الأوروبي، إلا أن ذلك لا يعني تراجع التعاون الدولي، فقد سارعت الدول للتعاون فيما بينها، كما تصدرت منظمة الصحة العالمية إدارة تلك الأزمة العالمية.

في الوقت الذي انهارت فيه المنظومة الصحية في الدول المتقدمة حيث فاقت أعداد المصابين القدرة الاستيعابية للجهاز الطبي، والذي صاحب ذلك مشاهد تناقلتها وسائل الإعلام العالمية حول نفود المواد الغذائية ومناديل الحمامات من على الأرفف في المحال التجارية، أبدت دول الخليج تماسكًا وثباتًا في إدارة الأزمة الصحية وقد انعكس ذلك بوضوح في انخفاض أعداد الوفيات بالمقارنة بالدول الغربية. ويرجع ذلك إلى حسن الإدارة الطبية للأزمة، بالإضافة إلى الطبيعة الشابة لمتوسط الأعمار في الدول الخليجية مقارنة بالدول الأوروبية والتي تصنف على أنها مجتمعات كهلة حيث يشكل كبار السن الأغلبية السكانية في المجتمعات الأوروبية. كما وفرت كافة الدول الخليجية الرعاية الصحية والغذائية لكافة المقيمين من مواطنين وغير مواطنين، واقترحت دولة الكويت خلال الاجتماع الإستثنائي لوزراء التجارة الذي عقد في أبريل 2020م، إنشاء شبكة أمن غذائي خليجي موحد على غرار الربط الكهربائي لتحقيق الأمن الغذائي الخليجي. بالإضافة إلى إنشاء خطوط سريعة في مراكز الجمارك لضمان انسيابية وعبور المنتجات المعيشية الأساسية كالمواد الغذائية والطبية. وبالرغم من ريادة الدول الخليجية في العمل لتحقيق الأمن الإنساني إبان جائحة كورونا، إلا أن دول الخليج ودعت هذا العام قيادات عظيمة في العمل الإنساني والتوافقي وهما صاحب السمو الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وجلالة السلطان قابوس بن سعيد، سلطان سلطنة عمان. و بذلك فإن بالإمكان التركيز على عدد من المحطات الهامة لحصاد الخليج لهذا العام متمثلة في الآتي:

أولاً: رحيل القادة، في مطلع عام 2020م، رحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان والذي عرف بجهوده في نشر السلام والتسامح وتقريب وجهات النظر. وفي مراسم التأبين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش،" كان صاحب الجلالة يحظى بتقدير كبير لنشره رسائل السلام والتفاهم والتعايش خارج حدود بلده." وفي سبتمبر من العام نفسه، شهد العالم رحيل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، والذي لقب بأمير الإنسانية والعمل الدبلوماسي، وذلك بفعل عمله الطويل كوزير للخارجية، بالإضافة إلى إسهاماته الكبيرة في العمل الإنساني والإغاثي العالمي. كما أولى اهتمامًا كبيرًا في الحفاظ على البيت الخليجي ووحدة الصف ونشط إبان الأزمة الخليجية الأخيرة ساعيا لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع الخليجي. وقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح "بأنه كان رمزًا استثنائيًا للحكمة والكرم، رسول سلام، وصانع جسور."

ثانيًا: الأمن الإنساني. تقدم مفهوم الأمن الإنساني المشهد الخليجي لاسيما في المجال الصحي و الغذائي. وكان تقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة في 1994م، قد عرف الأمن الإنساني بأنه ينقسم إلى سبعة أقسام تتمثل في الأمن الاقتصادي، الأمن الغذائي، الأمن الصحي، الأمن البيئي، الأمن الشخصي، الأمن المجتمعي، الأمن السياسي. وفي يوليو 2020م، أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا سياسيًا مختصرًا حول المنطقة العربية أكدت فيه أن "جائحة كورونا كشفت هشاشة الاستثمار في الحماية الصحية والاجتماعية في العديد من الدول بما في ذلك المنطقة العربية. في الوقت نفسه، زاد استيراد الأسلحة في الشرق الأوسط بنسبة 61% خلال الفترة 2010-2014 و2015-2019م، مما يشكل 35% من الاستيراد العالمي للأسلحة خلال السنوات الخمس الماضية." و لذلك فقد سارع عدد من الدول الخليجية لتعديل أولوياتها عبر تعظيم أولويات الأمن الإنساني. لذلك اتجه عدد من دول الخليج إلى تكنولوجيا الزراعة لتقوية الأمن الغذائي. ففي الإمارات، أعلن مكتب أبوظبي للاستثمار في أبريل 2020م، عن 100 مليون دولار استثمار في أربع شركات لتكنولوجيا الزراعة لبناء أبحاث ومرافق تطوير في الإمارات بالتعاون مع شركات الزراعة الهوائية الأمريكية والتي عبرت عن رغبتها لبناء أكبر مزرعة عامودية في العالم بحيث تنمو المحاصيل بشكل طبقي وسيكون أول محصول في منتصف 2021م. كما قامت الكويت ممثلة في شركة وفرة العالمية للاستثمار بالمساهمة بالإستثمار بمبلغ 100 مليون دولار في المزارع الإماراتية الجديدة Pure Harvest Smart Farms. وتحظى تقنية استمطار السحب على اهتمام كل من الإمارات والرياض، وقد اقرت السعودية في فبراير 2020م، استخدام تلك الآلية والتي من شأنها زيادة معدل الأمطار بنسبة 20% في السعودية.

ثالثًا: الملفات الإقليمية: لا تزال الملفات الإقليمية ممثلة بالعلاقة مع إيران والأوضاع في العراق واليمن وسوريا وليبيا لم تحسم بشكل نهائي إلا أنها لم تشهد تصعيدًا فلا تزال القوى الإقليمية والدولية تتنافس على النفوذ والهيمنة. فالدول الشرق أوسطية غير العربية تتنافس فيما بينها على دول المنطقة، فتركيا لا تزال تلعب دورًا تفكيكيًا للدول العربية، بالإضافة الى تدخلها المباشر في العديد من الملفات العربية وأبرزها الملف الليبي، وتستمر كل من إسرائيل وإيران في التصعيد الإعلامي، وقد شهد هذا العام، تراجعًا نسبيًا في الدور الإيراني في دول المنطقة لاسيما بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير من العام الماضي، واغتيال العالم محسن فخري زاده رئيس البرنامج النووي الإيراني في نهاية عام 2020م، ويعتبر ظهور منظومات إقليمية جديدة "كحلف شرق المتوسط" أحد أبرز الأحداث الإقليمية في المنطقة والتي من المهم أن تسعى دول الخليج لفهم تلك المنظومات الجديدة والآليات المناسبة للتنسيق والتعاون لتحقيق الأمن الإقليمي والازدهار الاقتصادي لكافة دول المنطقة دون استثناء.

رابعًا: الإنتخابات الأمريكية: شهد عام 2020م، الانتخابات الأمريكية ما بين الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب الذي خاض الانتخابات ممثلاً عن الحزب الجمهوري في مواجهة مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن والتي أفضت إلى فوز الأخير بفارق قليل مخلفة حالة من الانقسام السياسي والاجتماعي الحاد في الداخل الأمريكي. وبفعل مكانة الولايات المتحدة الأمريكية كقوة دولية فهي بطبيعة الحال تلعب دورًا مؤثرًا في كافة الأقاليم الدولية بما في ذلك منطقة الخليج، ناهيك عن العلاقة الخاصة التي ترتبط بها دول الخليج بالولايات المتحدة الأمريكية بفعل المصالح المشتركة والتحالفات السياسية والاستراتيجية. ومن المتوقع أن أبرز اتجاهات الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون عبر التركيز على قضايا التحولات الديمقراطية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعت عليه في عام 2015م، الإدارة الأمريكية السابقة للرئيس باراك أوباما وانسحبت منه الإدارة التي تلتها للرئيس دونالد ترامب. وتعهد الرئيس الجديد طوال حملته الانتخابية بعدم إعادة الأخطاء التي وقعت إبان الإدارة الديمقراطية السابقة، وسوف تحرص على عدم سرية الاتفاق وإشراك دول الخليج وكافة دول المنطقة المعنية بمباحثات الإتفاق النووي.

خامسًا: التطبيع واتفاقيات إبراهيم: شهد عام 2020م، تغيرًا جذريًا في العلاقة ما بين إسرائيل وعدد من الدول الخليجية، ففي أغسطس 2020م، أعلنت الإمارات العربية المتحدة وتلتها مملكة البحرين اتفاق السلام والتطبيع مع إسرائيل والذي سمي "باتفاقيات إبراهيم" ، نسبة إلى النبي إبراهيم عليه السلام باعتباره شخصية محورية في الأديان السماوية الثلاثة الرئيسية في العالم وهي الإسلام والمسيحية واليهودية. وبذلك تصبح الإمارات ثالث دولة عربية بعد مصر عام 1979م، والأردن عام 1994م، توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل. وأعلن الشيخ محمد بن زايد ولي العهد ونائب القائد الأعلى لدولة الإمارات أن الإتفاق سيوقف الضم الإسرائيلي لمناطق غور الأردن من الضفة الغربية. ومن الجدير بالذكر أن السنوات القليلة الماضية درجت وسائل الإعلام بالإشارة إلى تقارب ما بين إسرائيل وعدد من الدول الخليجية بما في ذلك زيارات لمسؤولين إسرائيليين وبعض الفرق الرياضية للخليج، إلا أن أبرز ذلك النشاط الدبلوماسي الإسرائيلي تمثل في زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان في عام 2018م، و لقائه بجلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وجاءت هذه الزيارة بعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لسلطنة عُمان حيث جاءت تلك الزيارات على إثر إطلاق الإدارة الأمريكية السابقة لمبادرة السلام الجديدة و التي عرفت انذاك بما سمي "بصفقة القرن."

سادسًا: المصالحة الخليجية:

منذ بدء الأزمة الخليجية الأخيرة في عام 2017م، والتي جاءت على اعتراض كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين على الدور القطري في دعم الثورات لاسيما الدور الذي لعبته قناة الجزيرة إبان أحداث الربيع العربي، فقد انطلقت العديد من المحاولات لتقريب وجهات النظر لاسيما من قبل الأمير الراحل لدولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، إلا أن الأزمة الخليجية استمرت حتى مجيء جائحة كورونا في مطلع العام الماضي والتي ساهمت في تعظيم مفهوم الأمن الإنساني مقدمته على أهمية الدور القومي للدولة. وقد فرضت تلك الجائحة التعاون والتنسيق الإقليمي لضمان استدامة الأمن الصحي والغذائي ما بين الدول الخليجية. مع قرب نهاية عام 2020م، ظهرت بوادر لقرب إنهاء الأزمة الخليجية، حيث صرح في الرابع من ديسمبر وزير خارجية دولة الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح حول أن هناك مباحثات مثمرة جرت خلال الفترة الماضية، أكدت فيها الأطراف الخليجية حرصها على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وأن الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم. وأن تلك الجهود قادها أمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، واستمر بها الأمير الحالي الشيخ نواف الأحمد الصباح، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الأزمة الخليجية، معربًا عن التقدير لجهود جاريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس الأمريكي التي بذلها مؤخرًا بهذا الصدد. وقد قوبل ذلك البيان بترحيب شديد لاسيما من أطراف الأزمة مؤكدين الرغبة الصادقة لطي صفحة الخلاف والعمل معًا لتعزيز العمل الخليجي المشترك.

الخليج و المستقبل

على خلاف بعض المتربصين بالمنظومة الخليجية والذين أعلنوا نهاية الوحدة الخليجية بفعل استمرار الأزمة الخليجية ودخولها عامها الثالث على التوالي، فقد أثبتت الوحدة الخليجية صلابتها في ظل جائحة كورونا في الوقت الذي انكشفت هشاشة تلك المنظومات الإقليمية العريقة القائمة على المؤسسات كالاتحاد الأوروبي وغيرها. وبذلك فمن الممكن القول إن جائحة كورونا كأزمة صحية-اقتصادية عالمية ساهمت في إضعاف بعض المنظومات الوحدية ولو لفترة من الزمن، في حين ساهمت في بث الأمل من جديد في منظومات أخرى شهدت بعضًا من الضعف والتصدع الداخلي كمجلس التعاون لدول الخليج العربية. فقد سعت تلك الدول الخليجية لتعظيم قيمة الأمن الإنساني عبر التنسيق والتعاون الصحي والغذائي والبيئي، ومع استمرار التحديات التي خلفتها جائحة كورونا فمن المتوقع في المستقبل استمرار حالة التضامن والعمل الخليجي المشترك. فقد تجاوزت تلك الجائحة الحدود الوطنية والإقليمية لصالح التنافس العلمي والتكنولوجي والوصول إلى اللقاح وتطوير الصناعات الطبية والتكنولوجية. وقد انخرطت الدول الخليجية في ذلك السباق مما سوف يكون له أبلغ الأثر على تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة.

 كما أن ذلك التعاون الإقليمي سوف تفرضه المستجدات التي شهدتها المنطقة وأهمها قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة والتي يسيطر عليها الديمقراطيون، وكان للدول الخليجية تجربة سابقة مريرة مع الإدارة الديمقراطية السابقة التي تجاهلت دول الخليج في مباحثات الاتفاق النووي الإيراني، ولهذا فمن التعاون الإقليمي سوف يساهم في تجاوز الأخطاء السابقة. كما تشهد المنطقة العديد من التحديات التي تفرض التعاون الخليجي وأهمها استمرار الحرب في اليمن، وتعاظم دور الدول الشرق الأوسطية-غير العربية-وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وظهور تحالفات إقليمية جديدة "كشرق المتوسط"، بالإضافة إلى التحديات الناتجة عن اتفاقات السلام الجديدة وعمليات التطبيع والتي تحتاج إلى التنسيق وتعزيز العمل الجماعي.

مقالات لنفس الكاتب