; logged out
الرئيسية / كلمة الملك سلمان ومفاتيح استقرار المنطقة

العدد 166

كلمة الملك سلمان ومفاتيح استقرار المنطقة

الإثنين، 27 أيلول/سبتمبر 2021

في خضم الأحداث الدولية المتسارعة التي يشهدها العالم حاليًا، وما يطرأ من متغيرات على خلفية صراعات ونزاعات سياسية وعسكرية. يعمل الزعماء العرب على النأي بالمنطقة عن هذه النزاعات ويعملون بجهود صادقة لإرساء مبادئ القانون الدولي ، وتكريس السلام والتعاون ودعم التنمية ونبذ الإرهاب ، وتقديم مصالح الشعوب على ما سواها وعدم المغامرة بهذه المصالح والزج بها في أتون صراعات تضر بمستقبل الشعوب وتبدد جهود التنمية.

وتجلت هذه المواقف في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي ألقاها في الثاني والعشرين من سبتمبر الماضي عبر الاتصال المرئي، أمام أعمال الدورة الـ (76) للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أكد التزام المملكة بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة الوطنية لجميع الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وشدد على أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وأكد على استمرار المملكة في التصدي للفكر المتطرف القائم على الكراهية والإقصاء، ولممارسات الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية.

وأكد خادم الحرمين الشريفين على أن المملكة التي تمد يدها للسلام تدافع باليد الأخرى عن الوطن ومقدساته ومكتسباته موضحًا في هذا الصدد:" إن المملكة تلتزم دومًا بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، وتحترم السيادة الوطنية لجميع الدول، وتؤكد على عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية. وفي الوقت ذاته تحتفظ المملكة بحقها الشرعي في الدفاع عن نفسها في مواجهة ما تتعرض له من هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والقوارب المفخخة، وترفض بشكل قاطع أية محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية"، وهذه مبادئ أصيلة في تثبيت السلام القائم على القوة والردع معًا من أجل الاستقرار بعيدًا عن الأطماع.

والمؤشر المهم على صدق نوايا المملكة في تحقيق استقرار المنطقة وإبعادها عن شبح الحروب والثورات، أوضح الملك سلمان أن المملكة تدعم استقرار المنطقة ولا ترغب في التصعيد مع دول الجوار وذكر أن : "إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ووقفها جميع أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي لم تجلب إلا الحرب والدمار والمعاناة لجميع شعوب المنطقة." وهذه رسالة سلام ودعوة لعلاقات قائمة على حُسن الجوار وعلى إيران أن تتعامل معها بجدية ونية حسنة.

وبهذه المواقف الواضحة، تؤكد المملكة انحيازها لخيار السلام وترى أن التعايش السلمي وعلاقات الجوار التي تقوم على الاحترام  المتبادل وعدم التدخل في شؤون الأخرين، هو الطريقة المثلى للعلاقات الإقليمية والدولية،  وعلى بقية الأطراف في المنطقة البناء على هذه المبادرات الإيجابية للمملكة وأن تتخذ من كلمة الملك سلمان نبراسًا وأن تتعاون مع هذا الطرح وتتفاعل معه  لتحقيق استقرار المنطقة بعيدًا عن الاستقطابات  والدخول في مواجهات يكون الخاسر فيها شعوب المنطقة، وحتى تتوجه المنطقة نحو التنمية التي تجسدها رؤية 2030 للمملكة والتي وصفها الملك سلمان بأنها  "لتحقيق الازدهار وصناعة مستقبل أفضل، ليكون اقتصادنا رائداً، ومجتمعنا متفاعلاً مع جميع العالم، ولقد قطعنا أشواطاً كبيرة، خلال السنوات الخمس منذ إطلاق هذه الرؤية الطموحة، في دعم الصناعات المحلية، وتطوير البنية التحتية، وتقنيات الاتصالات، وحلول الطاقة، والاستثمار في قطاعات عدة، بالإضافة إلى تمكين المرأة والشباب، وتحسين جودة الحياة للجميع".
وعلى  صعيد القضية الفلسطينية، قال الملك سلمان :"نؤكد على أن السلام هو الخيار الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط، عبر حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية"، وفيما يتعلق باليمن جاء في الكلمة :"إن مبادرة السلام في اليمن، التي قدمتها المملكة في مارس الماضي، كفيلة بإنهاء الصراع وحقن الدماء ووضع حد لمعاناة الشعب اليمني الشقيق، وللأسف ما تزال ميليشيات الحوثي الإرهابية ترفض الحلول السلمية، وتراهن على الخيار العسكري للسيطرة على المزيد من الأراضي في اليمن، وتعتدي بشكل يومي على الأعيان المدنية في داخل المملكة، وتهدد الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة الدولية".

وأخيرًا، على الدول الإقليمية قراءة كلمة الملك سلمان بدقة ، والتعامل معها بواقعية وإيجابية ونوايا صادقة من أجل الاستقرار والتنمية.

مقالات لنفس الكاتب