; logged out
الرئيسية / السيناريوهات الأربعة المتوقعة في أفغانستان بعد جلاء الأمريكان

العدد 166

السيناريوهات الأربعة المتوقعة في أفغانستان بعد جلاء الأمريكان

الثلاثاء، 28 أيلول/سبتمبر 2021

قرار الانسحاب من أفغانستان يعني نهاية حقبة التدخلات العسكرية الكبرى لإعادة تشكيل الدول"، هذا نص ما جاء على لسان الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، والعالم يضرب كفًا بكف بين مصدق ومندهش، ومتفائل ومتشائم، أهكذا تغير الدولة الأعظم استراتيجيتها، وهل مازالت باقية على أهدافها أم حدث لها إزاحة عن غايتها؟

 هل مازال الهدف الاستراتيجي الأمريكي هو أن يبقى القرن الـ21 قرناً أمريكياً؟  هل تخلت الولايات المتحدة عن إزاحة الصين وإبعادها عن اللحاق بها كثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم؟ هل تخلت عن فكرة إنهاك روسيا الاتحادية ومنعها من التفوق العسكري والنووي عليها ؟؟ إن تخليها عن كلتا المهمتين أو إحداهما لا يعني إلا التسليم بالعجز عن الاحتفاظ بقمة العالم، فالاستراتيجية تعريفها: علم وفن حشد وإدارة إمكانات الدولة لتحقيق أهدافه ؛إن القدرة العسكرية هي إحدى قدرات الدولة الشاملة.. وليست كلها كما أن قيمتها هي في تحقيق الأهداف السياسية التي تحدد لها وليس في الأهداف العسكرية المحدودة زماناً ومكاناً، فهل قررت القيادة الأمريكية تحقيق أهدافها بقدرات أخرى غير عسكرية والاحتفاظ بالقدرة العسكرة كقوة احتياطية تستخدم عند الحسم... علماً بأن الرعب النووي مما تحويه ترسانات الدول النووية من أسلحة نووية - قادرة على تدمير الكرة الأرضية - وأيضًا قدرة الدولتين النوويتين الكبيرتين في الرد بالضربة الثانية بنفس قوة الضربة الأولى حتى بعد فنائها.. لهو الرادع الحقيقي لاستخدام أي سلاح نووي وبالتالي الصدام المباشر بينهما ،هل قررت مواجهة التنين الصيني الاقتصادي في عقر داره بتلغيم طرق خروجه واقترابه؟ أم أن كل ذلك أوهام وأحلام في رؤوس المحللين؟ إن استشراف المستقبل، أو التنبؤ به أمر صعب ولكنه ليس بالمستحيل ،إنه يحتاج إلى الكثير من المعلومات والخبرات في ربط المعلومات ببعضها، ماضيها بحاضرها للخروج بما هو آت أي استشراف ما يمكن أن يحدث.

وبقدر ما تكون المعلومات صحيحة و دقيقة ومكتملة بقدر ما يكون التقدير والتنبؤ أقرب إلى الصواب، والعكس صحيح، وكم من التقديرات و التنبؤات ظلت مدينة لمعلومة صغيرة أتت بعد عناء أو جاء ظهورها صدفة ، وكم من البديهيات يحسبها البعض دربًا من اللوغاريتمات .

 و لقد تعلمنا صغاراً و نحن ندرس فن إنتاج المعلومات، أن تحديد هدف العدو هو البداية الصحيحة لتحليل واكتشاف نواياه وأعماله المستقبلية، أو بمعنى أخر تحديد السبب الذى من أجله سيأتي العدو -وقديماً قالوا إذا عرف السبب بطل العجب، وللمندهشين الذين عقدت ألسنتهم المفاجأة من تلك السرعة التي سيطرت بها طالبان على كابل وعلى سائر مناطق أفغانستان، ومن تلك الحالة التي ظهر عليها الجيش الأفغاني الذي أنفقت عليه الولايات المتحدة مليارات الدولارات وبلغ قوامه "300 ألف جندي" تم تسليحهم وتدريبهم على أعين "البنتاجون" الأمريكي، و ها هي تلك الأرقام التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في مؤتمره الصحفي من أن الولايات المتحدة كانت تنفق يومياً "300 مليون دولار" على الحرب في أفغانستان أي ما يساوي "9 مليارات دولار" شهريًا طيلة السنوات الـ20 التي مكثتها في أفغانستان (108 مليارات في 20 يساوي2610 مليار) أي ما يزيد على تريليوني دولار ثم يختفي ذلك الجيش في ثلاثين يومًا ونيف (33 يوم من 9 يوليو : 12 أغسطس 2021م) أقول لهؤلاء ماذا كنتم تنتظرون بعد اتفاقية فبراير 2020؟؟ ألم تتم بين الإدارة الأمريكية وحركة طالبان؟ وليس مع الحكومة الشرعية ؟ ألم تطلب أمريكا من طالبان في ذلك الاتفاق ضمانات للأمن الأمريكي ؟ و ماذا يعني عدم إلزام الاتفاقية لطالبان بوقف إطلاق النار؟ و أن تطلب منها ألا تصدر تأشيرات أو جوازات سفر لعناصر إرهابية ؟ ثم الأهم، أن تسمح لها بأن تسمي نفسها في الاتفاقية "إماره أفغانستان الإسلامية"؟ هل يدعي عاقل أن الأمريكيين لم يكونوا يدركون على ماذا يوقعون؟!

ماذا حدث ولماذا حدث وإلى أين يذهب بنا الحدث ؟ إنها عقده النموذج الأمريكي، أو النرجسية الأمريكية التي تشعر بتفردها في العالم بنمط الديمقراطية الليبرالية، لقد كان للولايات المتحدة في حملها اليابان وألمانيا على هذا النموذج بعد انتصارها وحلفائها عليهما في الحرب العالمية الثانية، ونجاح هذا النموذج فيهما مردودًا معنويًا زاد من إصرارها على نشره بنفس النمط الأمريكي.. ثم كان انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه دافعًا أقوى لها على الإصرار والمضي في نشر هذا النموذج في دول أوروبا الشرقية التي كانت تحلم بالرغد الأمريكي الذي ينهضها من وحل الشيوعية ولكن هذا النموذج مُني بالفشل عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بفرضه بالقوة في دول حكمتها نظم ديكتاتورية مثل أفغانستان و العراق.

ثم انسحبت منها بعد احتلال مدمر أودى بقدرات هذه الدول وأخرجها من ميزان القوى الإقليمي وتركها فريسة لجار متربص وإرهاب مدبر مثل ما حدث للعراق فماذا ينتظر أفغانستان ... إن تصريح السياسي العجوز "هنري كيسنجر" في مقال له بمجلة "الايكونمست" يصف فيه عملية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بالانسحاب الفوضوي والنكسة الذاتية والخطوة الكارثية التي لن يعوضها شيء، وإنها سوف تؤثر سلبيًا على مكانة أمريكا وريادتها في النظام العالمي. لن تغير من الأمر شيئًا خاصة وأن الرئيس الأمريكي ذاته وصف الانسحاب الأمريكي بما يشبه ذلك مبررًا ما حدث بأنه لم يكن يتوقع من الجيش الأفغاني ولا من الرئيس الأفغاني ردة الفعل هذه، وهذا قمة السخف والاستخفاف بالعقول من الرئيس الأقوى في العالم الذي يملك من الأجهزة والمؤسسات ما تستطيع أن تضع أمامه تصوراً لما سوف يحدث لمدة عشرة أعوام قادمة على أقل تقدير. وهو الأمين على غاية دولته أمام شعبه ،أما كيسنجر ونظرته فلعلها لم تفارق عصره- وتلك هي الديمقراطية .إنه اختلاف التكتيك واختلاف الاستراتيجيات و هو حق مشروع لكل إدارة ولكن ليس من حقها أن تحيد عن الهدف الاستراتيجي ولا الغاية التي تحددت و أقرت بواسطة مراكز دراسات متخصصة و تم إقرارها من زمن مضى.

هناك من المحللين من أراح نفسه من البداية وحكم على ما حدث بأن التاريخ يعيد نفسه في أفغانستان، و كما خرجت روسيا منها ذات يوم مهزومة مدحورة فها هي الولايات المتحدة الأمريكية - بقضها وقضيضها - وحلفائها تخرج في مشهد مكرر لما حدث لها في فيتنام، فرار جماعي مرتبك ومذعور، وهاهم أصحاب الأرض الأصليون يستعيدونها كما استعادوها من قبل من البرتغاليين والبريطانيين و تبقى أفغانستان مقبرة الغزاة.. ولكن هل أفغانستان قبل الغزو الأمريكي في عام 2001 م، هي أفغانستان اليوم عام 2021م، أقصد هل لا زال الشعب هو الشعب؟ أم أن مياهًا جرت في النهر غيرت من شكله ومضمونه. هناك غالبية من الشعب حكمها نظام حكم فاسد مأجور، ذهب بالكثيرين منهم إلى ممالأة المستعمر والتفريط في كل القيم الوطنية من أجل رفاهية لم تدوم، ثم تركهم وهرب حاملاً ما أكن حمله من أموال، البعض من هؤلاء قفزوا في الطائرات الأمريكية والبعض الآخر تعلق بها وسقط والبعض داسته عجلات الطائرات على أرض المطار وبقى الكثيرون الذين لم يتمكنوا من الفرار في انتظار ما سوف تنظر فيه حركه طالبان بشأنهم ،بعد أن عادت كل الأمور سيرتها الأولى وهناك من أثنى على القرار الأمريكي الذي صرح به الرئيس "جو بايدن" بأن: ( قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يعني نهاية حقبة التدخلات الكبرى لإعادة تشكيل الدول) بأنه قرار جدير بالدراسة والتقدير، خاصة إذا كان يعني أن القرار الأمريكي سيفرق بعد اليوم بين التدخل العسكري الكبير (الغزو) وبين العمليات الجراحية الصغيرة محدودة المكان والزمان - التي لا غنى عنها والتي لم يستبعدها "جو بايدن". ثم يذهب إلى الإفراط في التفاؤل بأن الإدارة الأمريكية استوعبت الدرس الأفغاني وغيرت رؤيتها إلى العالم وأصبح لديها رؤية جديدة للعالم لتعيد فيها صياغة منظومة القيم الأمريكية، باستخدام القوة الناعمة من فكر وإبداع وفنون..... الخ . ويتضاءل فيها استخدام القوة الصلبة ،عسكرية كانت أو سواها.

إن الفخ الأمريكي الذي نصبته الولايات المتحدة للاتحاد السوفيتي في أفغانستان عام 1979م، و فعلت به الأفاعيل بأيدي من جيشتهم من العرب بمباركة بعض حكوماتهم وعرفتهم "بالعرب الأفغان" وأمدتهم بالأسلحة والأموال والتدريبات والخبرات، و لم يتخلص منه الاتحاد السوفيتي إلا في العام 1989م، بعد أن  تفككت أواصره، و بدا استمراره في ميزان القوى العالمية كقطب مناظر للولايات المتحدة الأمريكية، ضربًا من المستحيل، فلم يعبر إلى عقد التسعينات من القرن الماضي إلا وهو مفككاً منهارًا بفعل الضربات التي وجهت إليه في حقبه الحرب الباردة و منها حرب النجوم التي سحبته إليها وراءها الولايات المتحدة، إضافة إلى الفخ الأفغاني... وغيره من الشراك الخداعية التي استنزفت اقتصاده وأودته إلى سوء المصير. ولكن الأمريكيين الذين أوجدوا الثعبان السام وربوه ورعوه (تنظيم القاعدة) وأوسعوا به الاتحاد السوفيتي لدغاً حتى أخرجوه من أفغانستان ليلقى حتفه داخل حدوده، لم يحسبوا ماذا يفعلون مع هذا الثعبان الذي احتضنوه وادخروه ليكون لهم رمحاً و سهماً يستخدموه ضد أنظمة البلدان التي أخرجتهم إذا تطلبت الضرورة ذلك ،أي المصالح الأمريكية ولكن السحر انقلب على الساحر ...وكانت أحداث 11 من سبتمبر 2001م، صفعة للأمريكان في عقر دارهم، لأول مرة في تاريخهم ،وسواء كانت تلك الصفعة من تدبيرهم أو جزاءً لسوء تقديرهم فقد كان الرد الأمريكي عليها كرجع الصدى وكأنهم كانوا في انتظارها فقبل أن ينقشع غبار "برجي التجارة" في نيويورك  كان الاتهام الأمريكي الصارم لتنظيم القاعدة ولأفغانستان الدولة والطالبان، وكان القرار الأمريكي بتجييش الجيوش من دول العالم لغزو أفغانستان والقضاء على القاعدة وطالبان ،انتقاماً للشرف الأمريكي والهيبة الأمريكية التي ينبغي أن يحسب حسابها الجميع من أقصى الأرض إلى أقصاها. ويعلن الرئيس الأمريكي "بوش الابن" تهديده للعالم أجمع "من ليس معنا فهو ضدنا" و لم تملك دول العالم إلا موافقته صاغرين. وتغزو أمريكا والعالم خلفها الأراضي الأفغانية وتعمل فيها آلات حربها طيلة عقدين من الزمان ثم تخرج علينا في أغسطس من ذلك العام 2021م، بما شهده العالم وما قدمناه فماذا حصّلت من تلك الحرب وماذا حصّل أعداؤها..؟

إن السنوات العشرين التي قضتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في أفغانستان يقاتلون فيها القاعدة وطالبان، هي ذاتها تلك السنوات التي استعادت فيها روسيا حيويتها وبريقها وصدت وحيدت الكثيرين من خصومها وفي تحدي صارم للغرب وأمريكا ضمت شبه جزيرة القرم و مدت أوروبا بأنابيب الغاز وأغرت الكثيرين من الموالين والحلفاء للأمريكيين والغرب بالسعي لشراء سلاحها غير مبالين بقوانين قيصرها ولا عقوباتها، و عادت روسيا المتفوقة إلى سابق عهدها وتعدد رؤوسها، ودفعت المارقين على أمريكا لتحديها والتصدي لها مثل سوريا وإيران. ولم يكن الروس ممن فاجأهم ما أعلنه الرئيس الأمريكي السابق "ترامب" في هجومه على منافسته المرشحة لرئاسة أمريكا "هيلاري كلينتون" بأن حزبها الديمقراطي هو من صنع تنظيم "داعش" الإرهابي، فقد قامت روسيا بالتصدي مباشرة لهذا التنظيم في سوريا والعراق من الأرض السورية بعد تقنين وضعها دولياً بالاتفاق بين الدولتين، ولم يكن غريبًا على روسيا أن تكتشف ذلك بعد أن أعملت أمريكا وحلفاؤها غاراتهم الجوية طيلة عام كامل ولم ينفذوا فيه سوى سبعة آلاف طلعة ضد داعش لم تخلُ الكثير منها من إسقاط المؤن والذخائر ل"داعش" بحجة الخطأ حتى إن المساحة التي أعلنت عليها قيام دولة "داعش" قبل الغارات الأمريكية زادت بعدها بنسبة كبيرة على حساب الأراضي السورية التي لم يتبق منها تحت سيطرة الحكومة الشرعية إلا 15% من سوريا حتى استعادت سوريا معظم أراضها بجيشها ومعها القوات الروسية الداعمة لها ،خاصة وأن روسيا قد اقتنعت أن "داعش" قد أوجدها الأمريكان من أجلها وليست سوريا والعراق إلا مهد ولادتها وتربيتها. في هذه السنوات العشرين المنخرطة فيها أمريكا بقتال القاعدة وطالبان أيضًا قفزت الصين أكبر قفزاتها الاقتصادية وأصبح الفاصل بينها وبين الولايات المتحدة التي أمامها لا يعدو رمية سهم مسافة أو عشية وضحاها زمناً.. وتقدمت عسكرياً وفضائياً وها هي تفرد شباكها على ما تبقى من العالم باستراتيجيتها "الحزام والطريق"

إن تنظيم "داعش" أو تنظيم الدولة وفرعه في أفغانستان قد شب على الطوق وأصبح قادرًا على الفعل.. إنه يعرف بـ"ولاية خراسان" و يتمركز في إقليم نانغاهار شرق أفغانستان، بالقرب من باكستان و تضم المناطق التي يطلق عليها التنظيم ولاية خرسان كل من: أفغانستان، وجزء من باكستان ، وأوزبكستان ،وكازاخستان ،وقيرغيزستان ،وطاجيكستان ،وتركمانستان ،وإيران. ويضم جيش هذا التنظيم ما يربو على خمسة آلاف مقاتل ،دارت بينه و بين القوات الأمريكية وجيش أفغانستان اشتباكات وأعمال قتال منذ عام 2016م، وكذلك دارت بينه وبين حركة طالبان بعض الاشتباكات. ويعد تنظيم ولاية خرسان الأشد عنفاً والأقوى شكيمة بين التنظيمات الجهادية في أفغانستان وقد تمكن من ضم المنشقين عن حركه الطالبان في باكستان وأفغانستان إليه، وكذلك أعداد من المتطوعين المتطرفين ممن يعتبرون حركة طالبان غير ملتزمة بشرع الله كما يجب، إن طالبان تستشعر خطراً على كيانها من تنظيم الدولة التي تحاول الاستفادة من الخلافات الأيدلوجية بين طالبان والقاعدة وتعمل على استثمارها لصالحها في بسط نفوذها وتمكينها ولولا وجود عدو مشترك لهما هو الولايات المتحدة الأمريكية وجيشها المحتل لظهر الخلاف جلياً.. ودارت رحى الحرب بينهما حبذا لو تم تغذية الخلاف وإعمال الفتنة بينهما.

من هذا الذى تقدم نستطيع أن نقدر أو نستشرف ما هو متوقع بسيناريوهات أربعة :

وهذا هو السيناريو الأول (الأكثر احتمالاً) :

  • انسحاب أمريكا وحلفائها من أفغانستان.
  • ترك السلاح الذي مع الجيش الأفغاني لطالبان .
  • تغذية الفتنة بين فرع تنظيم داعش وطالبان بشن بعض الهجمات ضد طالبان مباشرة أو ضد أهداف حيوية أفغانية ، تُظهر عجز طالبان عن حماية شعبها ومصالحه .
  • الدفع بطالبان للمواجهة وإثبات قدرتها على التصدي لتنظيم الدولة (ولاية خرسان) في عملية احتواء مزدوج وتسليح وامداد الجانبين المتحاربين بالمعلومات .
  • دعوة تنظيمات الدولة الموجودة في الدول المتفرقة في العالم وخاصه قارتي آسيا وإفريقيا لنصرة دولتهم "ولاية خراسان" ،ودعوة أخرى موازية إلى تنظيمات القاعدة أيضًا في خارج أفغانستان لنصرة حلفائهم من طالبان والانضمام إليهم للوقوف صفًا واحدًا ضد عدوهم تنظيم الدولة - كعدو قريب - حتى يستطيعوا فيما بعد مواجهة عدوهم البعيد.
  • يستمر القتال تحت أعين العالم بين نداءات الإغاثة والمساعدات الإنسانية للشعوب المغلوبة على أمرها في تلك الدول .
  • تدير أمريكا عن بعد القتال بين أعدائها المتأسلمين بمباركة الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين ومعظم دول العالم التي تتمنى أن يهلك المتأسلمين بالمتأسلمين طالما كانوا بعيدًا عنها.

 

 السيناريو الثاني (المتفائل):

  • يستمر القتال بنفس الوتيرة بين تنظيم الدول "ولاية خراسان" و حركة طالبان ومعها تنظيم القاعدة و تنضم إليها الكثير من التنظيمات المسماة بالجهادية الأخرى.
  • يشتعل القتال و يزداد التوتر على الحدود الغربية للصين وتشكل "ولاية خراسان" عائقًا ولغماً أرضياً أمام مشروعها الحزام والطريق ،وخاصة في حالة تنفيذ بعض العمليات الإرهابية في المناطق الحدودية المجاورة "لولاية خراسان" فتضطر للتدخل للقضاء على التهديد المباشر لحدودها من تنظيم الدولة "ولاية خراسان" وتبدأ عملية الاستنزاف المخطط الذي تديره أمريكا بمخابراتها عن بعد .
  • تضطر روسيا للتدخل ضد تنظيم الدولة "ولاية خراسان" في الدول الملاصقة لحدودها كازاخستان، أوزبكستان..... الخ. كما فعلت في سوريا للقضاء على التنظيم قبل أن يتسرب إلى داخلها ،وكذلك تدار عن بعد عملية الاستنزاف المدبرة لها كما حدث من قبل
  • هكذا تشغل الولايات المتحدة الأمريكية كل من الصين وروسيا كل بنفسه بأقل تكلفة و أدنى مجهود

 

         السيناريو الثالث (المتشائم):

  • يتم التفاهم والاتفاق بين تنظيم الدولة "ولاية خراسان" وكل من حركه طالبان وتنظيم القاعدة ويتوقف القتال بينهما لمواجهة العدو المشترك البعيد (أمريكا).
  • توجه التنظيمات المذكورة أعمالها ضد الأهداف الأمريكية القريبة منها ثم الأبعد
  • يتم ذلك بمباركة كل من روسيا والصين ودعمهما المشترك لولاية خراسان وطالبان والقاعدة من خلال اتفاق براجماتي يحقق مصالح كل الأطراف.

 

هذه السيناريوهات الثلاثة هي من وجهة النظر الأمريكية التي اتخذت قرار الانسحاب أو الخروج من أفغانستان، ولابد للإدارة التي قدرت وقررت ذلك الانسحاب أن يكون أول ما فكرت فيه "إذا كان الخروج يمثل خسارة لأمريكا فكيف تكون تلك الخسارة أقل ما يمكن، وإذا كان الخروج تغييراً للاستراتيجية أو التكتيك فكيف تستطيع المحافظة على الهدف (استمرار أمريكا على قمة العالم طيلة القرن الـ21) على الجانب الآخر المضاد للولايات المتحدة الأمريكية أن يقدر ماذا تفعل أمريكا لتكون خسائرها أقل ما يمكن -إذا كانت حقًا سوف تخسر -وماذا تكون بدائلها لو كانت تصر على المحافظة على هدفها....وبالتالي تضع أمامها تلك السيناريوهات الثلاثة وتجتهد وتحدد الشواهد التي تكشف النوايا الأمريكية لخوض وتنفيذ اي من تلك السيناريوهات وتستطيع أن تستعد لها وتواجهها..

 

أما السيناريو الرابع (بقاء الحال على ما هو عليه):

فهو ألا يحدث أحد هذه السيناريوهات الثلاثة المتقدمة، ويكون الانتصار الطالباني على الأمريكان وحلفائهم حقيقة، لا خيال و بالتالي يستمر الحال على ما هو عليه، يدار كما تدار الأزمات وتكون النتائج دائمًا متغيرة طبقًا لما يحدث من أفعال وردود أفعال ويغيب التخطيط إلى حين.

مقالات لنفس الكاتب