array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 168

القناة التلفزيونية الثقافية السعودية .. هل تعود؟

الأحد، 28 تشرين2/نوفمبر 2021

منذ أن توقفت القناة الثقافية السعودية، منتصف شهر شعبان عام 1438هجرية، والأسئلة لم تتوقف عن السبب في الإيقاف، ثم في مرحلة لاحقة طالبت بعض الأصوات بعودتها وقالت: لماذا لا تعود للبث مرة أخرى ؟، وإن باسم آخر أو آلية تشغيلية جديدة، سواء كانت تتبع لهيئة الإذاعة والتلفزيون، أو لوزارة الثقافة

المهم أن تعود، وواقع الحال في الشأن الثقافي السعودي والعربي، بل والدولي، يقول إنه لم يحل محلها أي منصة بديلة، لتغطي دورها الفعال بالرغم من ضعف ميزانيتها والإمكانات البشرية والفنية التي تعمل بها (حينها)، ذلك أن المنصات الأخرى لا ترى الشأن الثقافي أولوية، وتعتقد أنه ليس من ورائه أي عوائد مادية مثل غيرها من قنوات فنية أخرى كتلك التي تبث برامج ترفيهية ؛ حفلات غنائية مثلاً، لذلك لا تجد القنوات الثقافية من المستثمرين من يقدم رأس مال للاستثمار في هذه النوعية من القنوات غير ذات المردود المادي بناءً على المعطيات السابقة.

وأرى ومازال هذا رأيي منذ زمن وحتى الآن، أن الشأن الثقافي هو شأن منوط به تنمية الوعي، ورفع الذائقة، والتعرف على فنون وحضارات الشعوب الأخرى، وقد اعتمدت كثير من الدول العربية، بعد استقلالها، في القرن الماضي على نشر الثقافة وتحمل ميزانياتها في كل حقول الفنون والآداب، لأنها تراها معبرة عن الهوية الوطنية للدولة، وتحفظ صلة الشعوب بتراثها وفنونها وروادها ومبدعيها في مختلف المجالات، دون تتبع ما يرغبه الجمهور أو ما يطلبه المشاهدون والمستمعون. كما يجري في الزمن الحاضر للأسف.

إن التغطية القائمة حالياً لأي منشط ثقافي أو فني على صعيد (الصورة التلفزيونية)، تعتمد على مدد قصيرة جداً، تعتبر خبرية، دون أن تذهب للجوانب الخفية الأخرى، وتتابع كواليس المناسبة وحضورها، ومدى ما يضيف هذا الحدث لحقله، كما أن تواري دور الصحافة الورقية، والذي بات واضحاً، نتيجة فقدها الفادح للحصص الإعلانية، ومشتريات القراء، جعلها أبعد ما تكون عن أي فعل ثقافي الآن.

ولكي تكون منصة حقيقية (القناة الثقافية)، لا تكلف راعيها، مبالغ مالية

ففي الإمكان تشغيلها، من خلال نقل المناسبات الثقافية بمبالغ معقولة تعود لميزانية القناة، ومكافآت للعاملين فيها، كي نضمن استدامة عملها، وديمومة نشاطها على أن تكون المعايير قوية في اختبار العاملين بها من كوادر في الإعداد والتقديم والإخراج، وكل الشؤون الفنية والإدارية والمالية، وتوفير أفضل الأجهزة الحديثة، ويكون لها مراسلون في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، وكذلك في الدول العربية، والعواصم العالمية ذات التأثير الثقافي.

إن إعادة القناة الثقافية السعودية، مسألة مهمة، وأراها من الضروريات الثقافية، لكي نستطيع إكمال حلقات العمل الثقافي الذي ترعاه وزارة الثقافة بكل مسؤولية، وتنتج من أجله مبادرات نوعية، كما أنشأت هيئات متخصصة لإدارة العمل الثقافي الذي تستحقه السعودية ومواطنوها، صورة داخلية مقنعة، وصورة خارجية زاهية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نائب رئيس جمعية إعلاميون ــ المشرف العام على القناة الثقافية سابقاً

مقالات لنفس الكاتب